حازم أبو اسماعيل .. رجل المهمة القادمة

لا أنكر الرباط العاطفي الذي يربطنا بهذا الرجل قروناً عديدة! فهو يحمل السمت الإسلامي الأصيل الذي قبله الشعب المصري على يد عمرو بن العاص رضي الله عنه وتعايش به قروناً طويلة وأضاف إليه أي الشعب المصري- تطبيقات فريدة من المعاملات والعلم ما يجعل هذا الشعب جدير بحمل لواء الدعوة الإسلامية للعالم أجمع!

ليس هذا البعد الديني الذي كّون تلكم المحبة لهذا الرجل فحسب بل أن هناك أموراً أخرى تجعله يحظى بالقبول أينما هلّ وحل؛ من ذلك تلكم الكاريزما –صفة قيادية- التي تتجلى في حازم أبو إسماعيل وتوحي بمن يراه بقوة هذا الرجل ومروءته وأمانته.

إلا أن هناك أسباب منطقية تجعلنا نميل لتأييد الرجل دون غيره لهذا المرحلة القادمة ، ولعل البعض يؤيد وجهة نظري تلك:

أولا: أن مصر في المرحلة القادمة ليست كما كانت في العهود البائدة حيث الحكم الفردي والنزعة السلطوية للحاكم وإبراز الحاكم في صورة تفوق صورته البشرية وإنزاله مكانة من التعظيم ربما تصل إلى درجة من التأليه. فالوضع قد تغير مع بدايات ثورة 25 يناير ، وسترى أن مصطلح الحاكم بأمره قد تلاشى وزال في الفترة القادمة وحل محله مصطلح "الحاكم بأمر الله تعالى" كما يريده الشعب. ولا يكابر أحد في نفي صفة التدين عن الشعب المصري مسلميه ومسيحييه، وإن كانت تلك الحالة السائدة فيما خلا من تحلل وفجور فهي لا تكون مقياساً أبداً ينسحب على مجموع الشعب، وليس أدل على ذلك من حالة الانتفاض التي أرادها الشعب عندما اختار مرشحيه لمجلسي الشعب والشورى عندما أُتيح لهم حرية الاختيار بعدما كانوا في مغبة جريمة التزوير وتسفيه الآراء. وبتلك الحالة فلن يكون رأس الدولة متفرداً بآرائه، ولا تابعاً لأهوائه، ولا طامعاً في منصبه، بل ، وبتلك الحالة أيضاً ، ربما نجد من يقدم استقالته –حقيقة وليس تمثيلا!- عندما يرى في نفسه أنه غير قادر على الاستمرار في تولي هذه المهمة، قبل أن يطالبه بها الآخرون..

ثانيا: وتتمة للفقرة السابقة عندما يصبح رأس الدولة غير قادر على تدبير شئون البلاد فإنه في هذا الحالة بين أمرين كليهما سهل:

إما أن يتخلى طواعية عن تلك المهمة ويختار الشعب من هو أجدر وأقدر، أو أن يُخلى كراهية وإجباراً عنها وفق ضوابط شريعة يبينها العلماء لعامة الناس..

وفي كلتا الحالتين نحسب أن هذا الرجل – حازم أبو إسماعيل - إن لم يستشعر ضعفه ذاتياً ويبادر بالانسحاب من مهمته ، فإنه لا يتحرج في الاستجابة لمطالب العلماء وسينزل عند رغبة الشعب ويتركها لمن يختارون!  

ثالثاً: الأهم من تلك التفسيرات الاجتهادية في اختيار هذا الرجل بالذات أننا أمام صفة ولسنا أمام شخص عندما نتحدث عن تأييدنا لحازم أبو إسماعيل، فربما هناك من هو أحق منه في الولاية لشخصيته وتأثيره العميق في قلوب الناس أو لذكائه وحسن تدبيره للأمور وإدارته التي تصلح ولا تفسد، نعم هناك الكثير ممن يحملون صفات شخصية وقدرات إبداعية في مجالات عديدة ... لكننا تحركنا تجاه هذا الرجل بتلك الصفة السائدة فيه من التدين والحرص على مصلحة الناس وخدمتهم واتساع أفقه في التفكير فيما يجلب لهم النفع ويزيل عنهم السوء... إننا أمام صفة صادفت هذا الرجل ولو قدم نفسه للناس متعريا من هذا الصفة ما استكن في قلوبهم حبه واحترامه ... فقد سأم الناس دهورا طويلة من تلك الوعود الكاذبة والسياسات الخاطئة والفرص الضائعة وتعطيلات التنمية في الأفراد والبلاد حتى أضحينا إلى ما كنا عليه من انتكاسات وبلاء ...

نسأل الله تعالى أن يولي علينا خيارنا ويصلح أمر بلادنا ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن...

محمد عمر المصري

16/03/2012م      أ

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 141 مشاهدة
نشرت فى 16 مارس 2012 بواسطة omaryar

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,051