طاقة الشكل الهرمى (عمر الدجوى)

بالحب لكل مخلوقات الله ترزق الصحة وبهما ترزق الحكمة

 جدتي والشمس                

جدتي رحمة الله عليها فزعت وثارت عندما زارت قريبة لها بالقاهرة ووجدت ابنة قريبتها الطفلة ذات العامين تسير وركبتيها متباعد تين لكونها مصابة بلين العظام ووبخت جدتي أم الطفلة لعدم إرسال الطفلة لها بالبلد لتتولى علاجها ,  وأخذت جدتي الطفلة بملابسها معها إلى حيث إقامتها بالريف لعلاجها   --- وبعد عدة شهور وأنا بزيارة أسرة الطفلة فوجئت أن الطفلة سليمة و ساقيها مستقيمتين ولا يوجد تباعد بين ركبتيها  --- وسافرت فورا إلى جدتي بالريف وبادرتها بسؤال فور وصولي , ماذا فعلت ياجدتى حتى عادت العظام اللينة إلى استقامتها والى متانتها فأجابت بلهجة ريفية جتكم خيبة ياولاد البندر ! أنا عالجتها بالشمس بتاع ربنا اللي مليانة خير ! يا بنى أنا كنت باخليها تجلس على السطوح على كرسي مطبخ  ,  وأدلك لها رجليها بزيت الزيتون جيدا وافتح لها عشش الطيور والأرانب ,   واطلب منها أن تتولى إطعامهم وهى جالسة واطمئن أن ساقيها معرضتان للشمس واقفل عليها باب السطوح وذلك وقت الشروق مدة ساعتين وأكرر ما سبق قبل وقت الغروب بساعتين  ,  وقالت جدتي أن غذاء العظام ليس فى الشمس فقط لكن فى الطعام  , لذلك كنت باطعمها الألبان بأنواعها والسمسم والعسل الأبيض والاسمر والبيض وقشرة والسمك وغيرة  وكمان كنت بكلفها بشغل البيت عشان عظمها يلزمة حركة ونشاط لدرجة أنها بالتعود بقى شغل البيت ليها مش مجهد زى الأول ودة اللي أعطى  لعظامها المتانة

رحمة الله على أهل زمان كان علاجهم ايمانى وروحي وبد نى وخلقي ودة اللي يسمى بحق علاج شعبي هذة الجدة العظيمة في بساطتها وأخلاقها هي اللي علمت والدتي رحمة الله عليهما أن الطب صيانة وحفظ للصحة لذلك كانت والدتي تجمعني مع اخوتى مرة شهريا لنتناول شربة زيت الخروع ومن يرفض غصب عنة حيا خد الحقنة الشرجية – وكانت في بداية فصل الشتاء تطلب منى قطف ورق جوافة من الشجرة المجاروة لمنزلنا وتغسل الأوراق وتغليها جيدا ولابد أن يشرب جميع من بالمنزل مغلي ورق الجوافة فاعترض على الشرب بحجة أنى مش عيان  فترد بحنان اشرب عشان ما تعياش فاشرب راضيا , وكانت مثل جدتي تقوم بعلاج وتمريض أهل بيتها وجيرانها حال المرض بلبخات البصل والحلبة وبذر الكتان وكمادات الماء البارد وكاسات الهواء وقرب الماء الساخن  والاشربة العلاجية ولا تعترف مثل جدتي بالثلاجة بل كان شعاراهما الأكل الطازج والذبح قبل الطهي وان لا يبقى شيء من الطعام المطهي لليوم التالي وكانا يتباريان في تنوع الوجبات طوال الشهر بحيث لا يوجد صنف خضار وفاكهة أو بذور أو حبوب أو اى طعام ألا ويكون افرد الأسرة تناولوة يعنى 30 وجبة مختلفة في الشهر بخلاف التفنن في تحضير المشروبات الشعبية والوجبات الشعبية وكانوا لا يعلمون بمتابعة الحمل عند الأطباء بل كانت الأم تتابع حمل ابنتها وهكذا واهم ما في متابعة الحمل الاهتمام بتناول الغذاء والشراب الصحي وكانت الأم الحامل تقوم بأعمالها المنزلية بيسر وفجأة تلد وتعود في نفس اليوم لأعمالها المنزلية

ونساء وستات بيوت زمان كانوا يتحسرون على نساء هذا الزمان من خيبتهن في الطهي وضعفهن فى الحمل والولادة و رعاية أطفالهن وأزواجهن وسرعة استعانتهن بالحكيم أى الطبيب فى ابسط الأمراض , الله يرحم كل أهل الزمن الجميل ويغفر لأهل هذا الزمان   

المصدر: عمر الدجوي
  • Currently 51/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
18 تصويتات / 330 مشاهدة
نشرت فى 5 سبتمبر 2010 بواسطة omarahmed

عدد زيارات الموقع

254,541