رفع الفلاح الطيب يديه إلى السماء داعياً الله أن يرزقه بذوراً كافية لزرع ما تبقى من أرضه الواسعة، ذلك لأن محصول السنة الماضية كان قليلاً، ولم يكفه إلا بمشقة وعسر.
جرى محراثه على سطح مساحة صغيرة من الأرض مرات، وهو يفتت الأحجار الصلبة أو ينعم التربة الخصبة، وإذا هو يسمع رنيناً غير معهود.
أمعن الفلاح النظر في المكان الذي يسير فيه المحراث، فإذا قطعة ذهبية يتوهج منها شعاع أصفر.
هتف الفلاح: الله .. هل عثرت على كنز ذهبي أم أنا أحلم ؟!!
بعد ذهول دام دقائق معدودة، جمع القطع الذهبية، ورجع مسرعاً.
وصل الفلاح إلى كوخه وهو يصيح : ذهب .. وجدت ذهباً ..
نظرت إليه زوجته نظرات شاردة، وبعد لحظات صحت من ذهولها وهي تقول في نفسها: (أخشى أن يكون قد أصاب عقله مسًا من الجنون).
ثم سألته:
أين القطع الذهبية التي تزعم أنك وجدتها؟!
أجابها :
هذه هي خذيها ..
ما إن وقعت عيناها عليها حتى شهقت شهقة كبيرة لشدة المفاجأة.
في اليوم التالى ..
كانت زوجته تحلم وهي شاردة الذهن بأشياء كثيرة، ثم سألت زوجها :
وماذا ستفعل بهذا الذهب؟
سأزرعه في الأرض ..
تزرعه في الأرض؟! هل جننت؟! هل هناك أحد يزرع ذهباً، فاجتنى ثماراً من ذهب؟! أم أنه مقلب تريد أن تضحك به عليّ؟!
قال الفلاح الطيب مبتسماً:
لا هذا ولا ذاك .. اللغز بسيط.
قال الزوجة:
قل لي أرجوك .. ماذا ستفعل به؟
قال الفلاح:
سأبيع قطع الذهب، وأشتري بها بذوراً لأزرع بها أرضنا الطيبة، وحين تتوهج سنابل القمح الذهبية، أكون بذلك قد زرعت أرضي ذهباً، ولكن بطريقة غير مباشرة .. أليس كذلك يا زوجتي العزيزة؟!!
أجابت الزوجة:
بلى والله .. قم يا زوجي العزيز الآن وبادر بتنفيذ مشروعك الذهبي .. وليبارك الله ثمارك الذهبية.
نشرت فى 18 إبريل 2009
بواسطة om-yazeed
عدد زيارات الموقع
27,906
ساحة النقاش