يعيش ملايين من الأطفال في جميع أرجاء العالم لفترات طويلة من حياتهم بعيدا عن كنف أسرهم في أسر بديلة
أو في مؤسسات تحت سلطة وإشراف سلطات معنية بالرعاية وقد تحمل هذه المؤسسات أسماء عديدة مثل ملاجئ الأيتام ، دور الأطفال ، دور الرعاية وغيرها وقد تقوم بإدارة مثل هذه المؤسسات جهات حكومية أو الجمعيات الأهلية أو جهات خاصة مثل الشركات أو الأفراد.
ويودع الأطفال في مثل هذه المؤسسات بسبب فقدان الرعاية الوالدية والذي يرجع إلى العديد من الأسباب منها وفاة الوالدين أو أحدهما أو الحكم بالسجن على أحدهما أو نزوح البشرمن مناطق إلى أخرى بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية أو تعرض الأطفال للخطف أو المتاجرة بهم للعمل بعيدا عن مناطقهم وأسرهم أو المشكلات الأسرية التي قد تودي بالأطفال إلى حياة الشارع بالإضافة إلى الأطفال المولودين خارج نطاق الزواج الشرعي.
والفروق الفردية ظاهرة عامة في جميع الكائنات العضوية وهي سنة من سنن الله في خلقه فأفراد النوع الواحد يختلفون فيما بينهم فلا يوجد فردان متشابهان في استجابة كل منهما لموقف واحد وهذا الاختلاف والتمايز بين الأفراد أعطى الحياة معنى ، وجعل للفروق الفردية أهمية في تحديد وظائف الأفراد وهذا يعني أنه لو تساوى جميع الأفراد في نسبة الذكاء على سبيل المثال لن يصبح الذكاء حينذاك صفة تميز فردا عن آخر وبذا لا يصلح جميع الأفراد إلا لمهنة واحدة .
وتعد الفروق الفردية ركيزة أساسية في تحديد المستويات العقلية و الأدائية الراهنة والمستقبلية للأفراد ولذلك فقد أصبحت الاختبارات العقلية وسيلة هامة تهدف إلى دراسة احتمالات النجاح أو الفشل العقلي في فترة زمنية لاحقة
أما عن الفروق الفردية في الشخصية فنجد أن كل إنسان متميز بذاته ولا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا اختلف عن الآخرين وقد اقترح " فؤاد أبو حطب " في كتابه عن القدرات العقلية تعريفا للشخصية في إطار الفروق الفردية حيث وصف الشخصية بأنها البنية الكلية الفريدة للسمات التي يميز الشخص عن غيره من الأفراد
وتعتمد مقاييس الشخصية على ظاهرة الفروق الفردية في الكشف عن العوامل الرئيسية التي تحدد نجاح الأفراد حيث إن النجاح يمتد في أبعاده ليشمل كل مكونات الشخصية
في تفردها من فرد إلى آخر
وتعد ظاهرة الفروق الفردية من أهم حقائق الوجود الإنساني التي أوجدها الله في خلقه حيث يختلف الأفراد في مستوياتهم العقلية فمنهم العبقري والذكي جدا والذكي ومتوسط الذكاء ومنخفض الذكاء والأبله هذا فضلا عن تمايز مواهبهم وسماتهم المختلفة .
الواقع أن الفروق الفردية بين البشر هي التي تعطي للحياة معنى وتحدد وظائف الأفرادفي الحياة.
فنحن لا نصلح جميعاً لمهنة واحدة أو عمل واحد وإلا انهارت المجتمعات التي نعيش فيها ونحن لا نولد بنسبة ذكاء واحدة وإلا فأننا جميعا سنكون على نمط واحد من البناء الشخصي وهذا لا يجعل الحياة ذات آفاق متسعة من نشاط الإنسان.
الأنواع الرئيسة للفروق الفردية بين البشر قد تكون الفروق في نوع الصفة أو في درجة الصفة فاختلاف الطول عن الوزن اختلاف وفروق في نوع الصفة فالطول يقاس بالأمتار والوزن يقاس بالكيلو جرام والاختلاف بين الأطوال اختلاف في الدرجة.
فالطول والقصر اختلاف في صفة واحدة.
وإذا أردنا أن نُعرّف الفروق الفردية فإن تعريفها يعتمد على :
تعريف الفروق الفردية على مفهوم التشابه والاختلاف والفروق الفردية تعرف على أنها الفروق بين الأفراد عن المتوسط الجماعي في الصفات المختلفة والتشابه نوعي فهو يوجد في الصفات والاختلاف كمي فهو بين درجات ومستويات وجود الصفات.
وإذا نظرنا إلى مستويات النجاح والفشل في الحياة فإن مرجع ذلك الفروق الفردية التي تحدد مدى اختلاف الأفراد في سلوكهم وصفاتهم المتعددة المتباينة.
وتظهر هذه الفروق بوضوح في المراهقة والرشد أكثر منها في المهد وفي الطفولة المبكرة.
ولذلك نجد في الطفولة تقارب بين أوزان الأطفال وأطوالهم وأشكالهم ومستوياتهم العقلية ولذلك هناك مشقة في تحديد الفروق العقلية عامة والذكاء خاصة في الطفولة المبكرة بينما تتمايز وتظهر الفروق تبعاً لنمو وزيادة العمر الزمني.
لهذا يمكن تحديد الفروق بين الأفراد في أواخر الطفولة والمراهقة والرشد.
وإذا تحققنا من الفروق الفردية نجد الاختلاف بين الناس في الصفات والخصائص البدنية اختلافات كمية حيث تختلف الأطوال والأوزان وألوان البشرة.
ويختلف الناس في الذكاء، ويجب أن ننتبه هنا بأن الاختلاف في الذكاء اختلاف في المستوى أو الدرجة وليس في النوع.
فالفرق بين الغبي والعبقري فرق في مستوى الذكاء وليس في نوع الذكاء.
والمستويات العقلية عند الناس تنتشر في المستويات المتوسطة، أي أن أكثر الناس، الذكاء لديهم في المستوى المتوسط، بينما ضعاف العقول والعباقرة، يمثلون الأقلية في المجتمع ومن ثم فإن الأغلبية الكبرى تتمثل في الذكاء العادي أو المتوسط.
هل هناك مدى للفروق الفردية؟
حتى نعرف ذلك علينا أن نعرف أن المدى في معناه العام هو الفرق بين أعلى درجة لصفة من الصفات المختلفة وأقل درجة لها.
فإذا كانت أعلى درجة لصفة الطول مثلاً بين مجموعة من الأفراد 190 سم وأقل درجة هي 110 سم فأن المدى بين أكثر الأفراد طولاً وأقلهم من الطول هو :
190 –110=80 سم.
والمدى يختلف من صفة لأخرى فالمدى بين الصفات الجسمية يختلف عن مدى الصفات العقلية، والمدى بين القدرة على التذكر يختلف عن مدى القدرة على النسيان.
والمدى للفروق بين الجنسين يدل على أن مدى الفروق الفردية عند الذكور أكبر منه عند الإناث.
والصفات البشرية التي نهتم لتحديد الفروق الفردية فيها هي الصفات التي تتكون منها بنية الشخصية عند الإنسان وهي:
- الصفات العقلية المعرفية والتي نطلق عليها قدرات.
- الصفات المزاجية الانفعالية، والتي نطلق عليها سمات.
- الصفات الجسيمة.
- تنظيم الخصائص والصفات البشرية
- يتبع التنظيم ما يُعرف بالتنظيم الهرمي للفروق الفردية، وأعم الصفات البشرية تكون في قمة الهرم تليها الصفات التي تقل عنها في العمودية ثم تنحدر الصفات حتى تصل إلى قاعدة الهرم لتكون الصفات الخاصة بمواقف فردية محدودة للغاية.
إذا نظرنا إلى الذكاء وهو أعم الصفات العقلية المعرفية فهو:
- يحتل الصدارة في النشاط العقلي المعرفي.
- يتمركز في قمة التنظيم الهرمي.
- يؤلف من التنظيم العقلي بناء متماسكاً.
- ويلي الذكاء القدرات الكبرى التحصيلية ( الخاصة بتحصيل العلوم والمعارف).
- المهنية ( الخاصة بممارسة وإتقان المهن).
ثم يلي ذلك :
القدرات المركبة مثل :
- القدرة الكتابية
- القدرة الرياضية ( الحسابية)
- القدرة الميكانيكية .... الخ.
ثم يلى ذلك:
- القدرات الأولية: وهي اللبنات الأولى للنشاط العقلي المعرفي.
- ثم يلي ذلك القاعدة الأساسية في التنظيم الهرمي للفروق الفردية والعقلية
والتي في عموميتها تمثل مواقف الفرد من الاستجابة لمثير محدد
( في كلامنا هذا مثير عقلي محدد).
يلي ذلك العوامل المؤثرة على الفروق العقلية وخاصة الذكاء ثم التنظيم العقلي
(بصفة عامة) .
ثم كيف نقيس الذكاء.
هذا ويجب أن نعلم أنه لو كان الناس جميعاً على قدر واحد من الذكاء أي يتساوون في مستوى الذكاء وفي جوانب المعرفة أو في القوى البدنية لاختل توازن الحياة الاجتماعية.
أثر الوراثة والبيئة على مستوى الذكاء
الذكاء من الصفات الوراثية التي يرثها الفرد من الصفات الوراثية للأبوين والتي يرثها الأبناء عن طريق المورثات.
والبيئة تمثل المؤثرات التي يتعرض لها الفرد في حياته من المهد إلى اللحد والتي تؤثر في حياة الفرد فيستجيب لها ويتعامل معها.
ويتأثر الذكاء في نموه ونشأته بالتفاعل الذي يحدث بين المحددات الوراثية والمثيرات البيئية.
والمثيرات البيئية المناسبة شرط أساسي للنمو الطبيعي للذكاء.
والذكاء يمثل:
- المظهر العام للنواحي العقلية المعرفية الإدراكية.
- أو هو نجاح تكيف الإنسان كلما تتشعب وتتعدد مراحل نموه.
- أو هو القدرة على التكيف مع البيئة.
- أو هو التكامل لوظائف الجهاز العصبي المركزي.
- أو هو مدى نجاح الفرد في الحياة الاجتماعية.
- أو هو قدرة التعلم والتفكير.
- أو هو يقظة الضمير وأتباع القيم الخُلقية.
ومن مراتب الذكاء : العبقرية والتي تمثل أعلى مراتب الذكاء.
وأدنى مراتب الذكاء يتمثل في الضعف العقلي.
والنمو العقلي عند العباقرة أسرع من النمو عند ذوي الذكاء العادي كما أن النمو العقلي عند ضعاف العقول أقل من النمو عند ذوي الذكاء العادي.
من خصائص العباقرة والموهوبين نجد أن:
- ميولهم في الحياة خصبة متعددة النواحي واقعية وليست خيالية.
- الإرادة قوية.
- المثابرة ممتازة.
- الرغبة في التفوق على الآخرين شديدة.
- الثقة بالنفس عالية.
- القدرة على القيادة و الزعامة واضحة.
- التفاعل الاجتماعي واسع وشامل ولا يهابون الناس من حولهم ويندمجون في الجماعات بسرعة.
- التحصيل الدراسي متفوق على المستوى العادي بما يساوي أكثر من45%
وفي ضعاف العقول نجد ما يأتي:
- التحصيل الدراسي منخفض للغاية.
- لا يستجيبون استجابات صحيحة كغيرهم من العاديين.
- استجاباتهم ضعيفة عند معالجة التأخر الدراسي.
- عادة نموهم العقلي ضعيف نتيجة ضعف التكوين أو الإصابة بالأمراض والحوادث
التي تعوق نمو العقل إعاقة دائمة.
ومراتب ومستويات الضعف العقلي :
- المأفون : وهو يكسب رزقه بصعوبة ويحافظ على حياته بمشقة.
- الأبله: لا يستطيع أن يكسب رزقه ولكنه يستطيع أن يحافظ على حياته بمشقة.
- المعتوه: لا يستطيع أن يكسب رزقه ولا أن يحافظ على حياته.
دور المنظمات في تحقيق الصحة النفسية :
- د ور الأسرة في تحقيق الصحة النفسية
1-لاتفاق بين الأبوين في توجيه سلوك الأبناء .
2- أن يسود الأسرة جو مناسب في حل المشكلات .
3-أن تعمل الأسرة على إشباع الحاجات الأساسية لدي الأبناء .
4- الإكثار من استخدام الثواب والإقلال من استخدام العقاب .
5- الاعتراف بالفروق الفردية بين الأطفال .
6- اشتراك الأبناء في اتخاذ القرارات .
7- أن يكون الآباء أنفسهم نماذج صالحة لأبناء .
8- إتاحة الفرصة للأطفال للاستمتاع بطفولتهم .
9- إكسابهم الخبرات الاجتماعية التي تمكنهم من حل مشكلاتهم وضغوطات الحياة .
10-أحاطة الأبناء بجو مناسب يسوده الحب والاهتمام بهم .
دور المدرسة في تحقيق الصحة النفسية
1- يجب أن يسود المدرسة جو من الديمقراطية وحرية التعبير .
2- إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية لتلاميذ .
3- تزويد التلاميذ بالخبرات الاجتماعية لمواجهة الحياة
4- مساعدة التلاميذ على وضع لأنفسهم أهداف واقعية 5- الاعتراف بالفروق الفردية بين التلاميذ .
6- الاهتمام بالصحة النفسية للمعلم وتحقيق رضاه النفسي والاستقرار .
7- جعل المدرسة مكانا محببا للتلاميذ .
8- دراسة المشكلات السلوكية للتلاميذ ومعرفة دوافعها
9- مرونة المناهج وارتباطها بالحياة .
دور الأخصائي في المدرسة في تحقيق الصحة النفسية
1- جمع المعلومات من الطلاب الذين يعانون من مشكلات سلوكية .
2- تقديم الإرشادات للمعلمين نحو كيفية معاملتهم للتلاميذ .
3- القدرة على تشخيص بعض حالات انخفاض التحصيل .
4- معرفة المؤسسات المتخصصة في الرعاية النفسية لتحويل الحالات إليها .
5- تخطيط للبرامج اللامنهجية داخل المدرسة وتشجيع الطلاب على المشاركة فيها .
6- تقديم الدعم المادي لطلاب المحتاجين والعمل على إيجاد فرص العمل لهم .
7- مساعدة بعض الطلاب على حل مشكلة السكن .
ولكي يقوم الأخصائي بهذه النقاط عليه أن يكون لدية
الرغبة الصادقة في المساعدة وتقديم العون للآخرين .
عدم الاقتصار على دوره الرسمي في الوظيفة .
4- دور المجتمع في تحقيق الصحة النفسية :
1- المحافظة على القيم والمعاير والعادات والتقاليد الاجتماعية التي يتمسك بها المجتمع
والمستوحاة من الشرائع الاجتماعية .
2- العمل على إصدار التشريعات الخاصة لحماية الشباب من التيارات الفكرية
التى تتناقض مع قيم ومعايير المجتمع .
3- أن يشمل التشريعات رعاية الأمومة وحماية الطلاب والعاملين والمسنين .
4- تهيئة بيئة اجتماعية وحياة آمنه تسودها العلاقات الاجتماعية السليمة .
5- إقامة عدالة اجتماعية وحياة ديمقراطية تسودها المحبة الشخصية التي تقف
عند حرية الآخرين .
6- رفع مستوي الوعي النفسي بين الأفراد لتخليص من ضغوطات الحياة .
7- الإكثار من عمليات التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي والمهني والوقاية
من الأمراض النفسية .
8- العمل على حل مشكلات الناس مثل / مشكلات السكن .
ساحة النقاش