هيلين كيلر
ولدت "هيلين كيلر" عام 1880 و أصيبت بالصمم و كف البصر التام بعد بلوغها عامها الأول بسبعة أشهر نتيجة إصابتها بالتهاب السحايا. وتعد قصة هيلين و معلمتها " آن " من أشهر القصص التي عرفها التاريخ، حيث استطاعت المعلمة أن تسلك سبيلها إلى عقل تلميذتها و ساعدتها على التعبير عن نفسها بالكلمات.
و بدأت القصة بموافقة آن على الذهاب لمزرعة كيلر لرعاية طفلتهم الصماء الكفيفة صعبة الانقياد و التي تبلغ من العمر السابعة، و بعد مرور عدة أيام من المحاولات الغير مُجدية.
طلبت آن الانتقال بالطفلة للإقامة في بيت منفصل في المزرعة حيث لا يوجد فيه سوى آن و الطفلة، و كانت خطة آن ألا تعرف هيلين أين يقيما فتطيع آن طاعة تامة و استمرت إقامتهما في هذا البيت لمدة أربعة عشر يوماً، و طوال هذه الفترة حرصت آن على تهجي أسماء الأشياء على يد هيلين بطريقة الهجاء الإصبعي و ذلك في نفس الوقت الذي تشعر فيه الطفلة بالشيء .
و في يوم، حدثت المفاجأة، كانت هيلين تشعر بجريان الماء على يدها و كالمعتاد كانت آن تتهجئ الكلمة W-A-T-E-R على يد الطفلة، فربطت هيلين بين الشيء و الكلمة الدالة عليه. و وصفت آن سوليفان ما حدث في خطاب لصديقة لها قائلة :
" تركت الطفلة الكوب و وقفت هناك متجمدة بينما ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهها. لقد تهجت كلمة ماء و راحت تكررها مرات ومرات، ثم لمست الأرض و سألت عن اسمها و التفتت إلي و سألتني عن اسمي و أجبتها " المُدرسة ". و في غضون ساعات قليلة كانت قد تعلمت ما يزيد على ثلاثون كلمة جديدة. "
و اذا كان يوم الخامس من ابريل لعام 1887 يوم خاص في حياة هيلين، فانه ليس بأقل أهمية في حياة المعلمة.
و تُعد آن سوليفان هي المؤسسة للمدرسة الحديثة في تربية الصم المكفوفين، و ذلك لاستعانتها بطرق تعليمية لا تزال تستخدم حتى وقتنا الحالي.
ساحة النقاش