الة من  التأهب في المنزل تتجدد مع اقتراب موعد الاختبارات النهائية يصاحبها شعور عال من التوتر لا يقتصر فقط على الطلاب أو الطالبات، وإنما تشمل جميع أفراد العائلة. 

وهذه الحالة طبيعية جداً ، بل إن التوتر يكون إيجابياً إذا ما أدى إلى نتائج إيجابية، وهو ما يسمى "بالضغط المفيد" وهو الضغط الذي يحفزنا على أداء الأفضل.  

إلا أنه في بعض الحالات قد تغلب سلبيات التوتر إيجابياته فيتحول الضغط إلى ما يسمى"بالضغط الضار" والذي يعوق الأداء مثل الاضطراب الزائد لدرجة نسيان الإجابات أثناء الامتحان.

وحتى نبقى في الحدود الإيجابية للتوتر، يمكننا أن نستثمر التوتر الذي يصيبنا في فترة الاختبارات في تحقيق المزيد من الاجتهاد في المذاكرة وتنظيم الوقت واستغلاله بالشكل الذي يحقق النجاح المطلوب.

ولعل من ضمن الأمور التي تتأثر سلباً بحالة التوتر التي تصاحب فترة ما قبل الاختبارات وأثنائها  هو "النوم" وإمكانية الحصول على القدر الكافي منه وتنظيم ساعاته، فيما يجب أن يدرك الطلاب أهميته ومدى تأثيره الكبير في تركيز المعلومات وتثبيتها في الذهن والمساعدة على استدعائها عند الحاجة.

هل النوم مضيعة للوقت؟:

من الصعب أن تقنع طالباً لديه اختبار في اليوم التالي أن ينام جيداً، فعادة ما يتعامل الطلاب في المراحل الأخيرة من التحضير للاختبارات  مع النوم على أنه مضيعة للوقت،  وأن الأولوية يجب أن تكون في  قضاء المزيد من الوقت في المذاكرة واسترجاع المعلومات، ولو على حساب أخذ قدر كافي من النوم!.

ولهم نقول اقرؤوا هذا المقال.. ثم قرروا بعده هل ستأخذون قسطاً وافراً من الراحة أم ستبقون على حالكم؟ا 

هناك حقائق يجب الوقوف عندها وتبيانها لطلابنا الأعزاء:

-         إن الحصول على ساعات كافية من النوم هو مطلب أساسي لتركيبتنا البيولوجية.

-         إن النوم ضرورة وجميعنا يعرف ذلك، فنحن نشعر أننا على ما يرام عندما ننام نوماً جيداً ونلاحظ مباشرة مقدار الطاقة التي نحصل عليها. 

-         علينا أن نعرف أننا إذا لم ننل قدراً كافياً من النوم، فلن نستطيع أن نقوم بأداء جيد لمهامنا التي تتطلب التركيز والانتباه ومنها تذكر المعلومات في الاختبارات والقدرة على الاستجابة السريعة خاصة وأن وقت الاختبار قصير ومحدد.

-         تتزايد احتمالات وقوع الطلاب الذين لا ينامون بشكل كافي في الأخطاء إذ يجدون صعوبة في التركيز والانتباه وبالتالي صعوبة في استدعاء المعلومات.

-         "كيفية إنتاج أكثر ما يمكن.. بينما ننام أقل ما يمكن" هذه معادلة غير صحيحة، ولن تفضي إلى النجاح.

-         إن الحصول على ساعات كافية من النوم يعني امتلاك طاقة أكثر وتحمل  أكبر وقدرة على التفكير بصفاء ذهني وعلى نحو منتظم.

-         إذا جعلت النوم من أولياتك فسوف تستمتع بالصحة والسعادة والنجاح فيما تقوم به.

-         النوم ليلاً يجعل إدراكك في الدراسة أفضل.. مما يؤدي بك  إلى النجاح بإذن الله.

-         إن النوم الهادئ هو الأساس المتين الذي  تبني عليه نجاحك.

-         من النصائح المهمة التي تساعد على النوم الهادئ الابتعاد عن تناول المنبهات والتي للأسف يكثر منها الطلاب في وقت الاختبارات كالقهوة والشاي والشيكولاته والمشروبات الغازية خاصة الكولا ومشروبات الطاقة كلها مواد تحتوي على الكافيين، وكذلك التجنب التام للعقاقير التي يتناولها بعض الطلاب وقت الاختبارات.

-         ننصحكم يتناول كوب من البابونج  أو الحليب الدافئ كل ليله لحصول على نوم هادئ؛ فالحليب يحتوي على حامض أميني يعرف بحمض " التريبتوفان" والذي يرتبط بمادة " السيروتونين"، وهو مخدر ينشأ طبيعياً في المخ. وتوجد دلائل على أن الحلي يزيد مادة" السيروتونين" والتي تساعد بدورها على الاسترخاء ومن ثم الاستسلام للنوم .

اجعل للنوم أولوية:

يقول الدكتور تيموثي . ج. شارب في كتابه دليل النوم الهادئ :"في واقع الأمر لا يدخل النوم في الحسبان عندما يعيد الناس النظر فيما يمكنهم القيام به لتحسين حياتهم"، على الرغم من أن النوم يمنحنا الصحة والعافية بدنياً ونفسياً.

إذن هل نحن مستعدون لإحداث تغيرات في نظامنا اليومي والمسائي ؟

إن تكريس بعض الوقت والطاقة للتغلب على الأرق وتعديل نظام النوم سوف يساعدنا على الدراسة والحفظ بشكل أسرع والاحتفاظ بالمعلومة بشكل أطول، وسوف ننجز بمستوى أفضل.

كما أن الاهتمام بالحصول على نوم هادئ سوف يساعد على التركيز في المهام الضرورية، والواجبات المطلوبة. 

هناك مقولة ذهبية من الجيد التمهل في قراءتها وفهم معانيها يقول د. تيموني.ج. شارب :"إن اقتطاع المزيد من الوقت للإنجاز والنجاح قد يتسبب في أن نصارع من أجل القيام بالأساسيات، وبالكاد نستطيع أن نربط أحذيتنا"

أي إن تقليل ساعات النوم في سبيل القيام بأعمال نراها مهّمة وأساسية، قد يوصلنا إلى درجة من الإرهاق، لا نستطيع معها ربط أحذيتنا

وأخيراً نقول: إن النوم هو القدرة التي نسترد فيها طاقاتنا، ويتم فيها تنظيم وترتيب ذكرياتنا وأفكارنا، قد يكون لنا كالشاحن للجوال، فهل يمكن أن يكون أداء جوالنا جيداً إن لم نشحنه بالقدر الكافي..إذاً أشحن نفسك

للاستشارات والإضافة للجروبات المجانية 

ج / ٠٠٩٦٦٥٠٨٧٠٥١٢٤

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 394 مشاهدة
نشرت فى 14 ديسمبر 2018 بواسطة nezarramadan

ساحة النقاش

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

388,843