يصاحبنا فى السطورالقادمة الدكتور أشرف خليل وكيل معهد بحوث امراض النباتات، ليحدثنا عن مرض تعقد جذور البنجر فيقول، "أن هذا المرض يحدث نتيجة الإصابة بنيماتودا تعقد الجذور من النوع (Meloidogyne spp).
وتعتبر نيماتودا تعقد الجذور بصفة عامة، أهم نيماتودا نباتية على الإطلاق، كما يعتبرها الكثير من علماء أمراض النبات أحد أهم وأخطر خمسة مسببات مرضية اقتصادية فى العالم".
وأضاف، "يعود ذلك إلى عدة عوامل من أهمها، انتشارها السريع في جميع أنحاء العالم، ومداها العائلي الواسع، وكذلك تعاونها مع الأحياء الأخرى وخاصة الفطريات والبكتريا في إحداث الكثير من الأمراض النباتية المركبة التي يصعب مكافحته، بالإضافة إلى قدرتها على كسر مقاومة النباتات لبعض الأمراض النباتية الأخرى، أو إضعاف النباتات وتهيئتها للإصابة بأحياء ثانوية غير قادرة على الإصابة وحدها".
وأشار بالنسبة للأهمية الاقتصادية، أن الخسارة نتيجة الإصابة بهذة الآفة، قد تصل إلى فقدان كامل للمحصول، كما حدث في بعض المناطق الحديثة الاستصلاح فى مصر للطماطم واللوبيا، مضيفا، وفى حالة الإصابة الخفيفة فإن الخسارة لاتقل عن 25%، ويتضح ذلك جلياً عند استخدام المبيدات النيماتودية، التى تؤدى إلى زيادة فى المحصول بهذة النسبة على الأقل.
وأضاف، أن الخسارة تكون دائماً أعلى بكثير في الأراضى الرملية والخفيفة عنها في الأراضى الطينية الثقيلة، حيث أن النوع الأول من الأراضى يساعد على نشاط وتكاثر النيماتودا وانتشارها السريع.
ويوضح بالنسبة للظروف المناسبة لانتشار المرض، أن نشاط و تكاثر النيماتودا يزداد عند درجة حرارة 25-27 درجة مئوية، وكذلك عند توافر درجة رطوبة مناسبة لنمو العائل، ويتوقف عند درجة حرارة اقل 9 درجة مئوية، و فوق 40 درجة مئوية، مضيفا و فى حالة الجفاف تفقد النيماتودا قدرتها على الاصابة، و الحركة كما يزداد نشاط و تكاثر هذا النوع من النيماتودا فى التربة الخفيفة القوام ذات المسام الكبيرة، و يقل فى الاراضى الثقيلة القوام حيث تصغر مسام التربة الامر الذى يعوق حركتها و نشاطها.
وحول المدى العائلى يلفت، أنها تصيب مالا يقل عن 2500 نوع نباتى، تشمل جميع أنواع المحاصيل الاقتصادية المزروعة تقريباً، وكذلك الكثير من الأشجار ونباتات الزينة والحشائش.
وبالنسبة للأعراض يشير، الى أنها تقسم إلى أعراض ظاهرية على المجموع الجذرى، اهمها وجود عقد أو أورام على جذور النباتات المصابة، نتيجة لتواجد إناث النيماتودا الكمثرية الشكل مدفونة فى الأنسجة، حيث تعتبر مشاهدة العلامات المرضية كوجود أكياس البيض علي سطح العقد والإناث واليرقات داخل الجذور من ضروريات عملية التشخيص، وتحدث اصابة نيماتودا تعقد الجذور عقدا جذرية على الجذور الحديثة النمو، ويمكن للأصابة الشديدة أن تتلف وتضر المجموع الجذرى فى النباتات الحديثة العمر.
وأضاف، هناك أعراض ظاهرية على المجموع الخضرى، وتشمل ضعفا عاما فى نمو النبات يصاحبه أصفرا الأوراق وذبول وأعراض تشبه نقص العناصر الغذائية، حيث يحدث نقص كبير فى كمية المحصول الناتج ونوعيته.
وتابع، تنتشر النيماتودا عن طريق الشتلات المصابة والتربة الملوثة العالقة بالشتلات أو الآلات الزراعية أو الطيور والحيوانات والإنسان، كما تنتقل عن طريق التربة المختلطة بالسماد البلدى ومياة الرى، ولا تعتبرحركة اليرقات ذات قيمة فى الانتشارالواسع لهذة الآفة، موضحا أن طرق المكافحة تتمثل فى الزراعة فى تربة غير ملوثة بالنيماتودا واستخدام دورة زراعية والمبيدات الكيماوية.
وأضاف، فى حالة التربة الملوثة بالنيماتودا ينصح بزراعة محاصيل مقاومة لها لمدة 2-3 سنة، قبل زراعة البنجر، كما يمكن معاملة التربة بأحد المبيدات النيماتودية الموصى بها مثل فايديت 24%SL بمعدل 2 لتر/ ف.
ا.د./أشرف السعيد خليل
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع