أولا : توصيف الشكلة :
تعتبر مشكلة أطفال الشوارع ظاهرة عالمية تفاقمت في الفترة الأخيرة بشكل كبير وقد اهتمت بها الدول التي تكثر فيها هذه الظاهرة لما قد ينتج عنها من مشاكل كثيرة تؤثر في حرمان شريحة كبيرة من هؤلاء الأطفال من إشباع حاجاتهم النفسية والاجتماعية.وهيئة الأمم المتحدة أولت اهتماماً بالغاً بها مما أعطاها بُعداً دولياً أكثر في التركيز عليها حيث عرفتها بأنها: \"أي طفل كان ذكرا أم أنثى يجد في الشارع مأوى له ويعتموقد أثبتت الإحصاءات العالمية أن هناك من 100 - 150 مليون طفل يهيمون في الشوارع، وفي إحصائية صدرت عن المجلس العربي للطفولة والتنمية عن حجم هذه الظاهرة في العالم العربي بينت أن عددهم يتراوح ما بين 7 -10 ملايين طفل عربي في الشارع.ورغم أنه في دول الخليج العربي لا توجد إحصاءات دقيقة تبين حجم هذه الظاهرة واتجاهاتها إلا أننا بدأنا نلحظ زيادة في حجمها في المدن الرئيسية في المملكة العربية السعودية مما دفع الصحافة المحلية إلى نشر أكثر من تحقيق صحفي عنها.
وتتفق الدراسات الحديثة عن هذه الظاهرة مع دراسات سابقة لأسبابها حيث بينت أن الفقر وارتفاع عدد أفراد الأسر وضعف التعليم وغياب الدور المؤثر للأب في الأسرة وافتراق الأسرة بسبب الطلاق تمثل الأسباب الرئيسية لانتشار الباعة والمتسولين من الأطفال في شوارع العاصمة الرياض. ورغم أننا لاحظنا عجز الدوائر الحكومية ذات العلاقة عن إيجاد حل لهذه المشكلة رغم اتفاقهم على أهمية القضاء عليها مما ساهم في انتشارها بشكل كبير في الفترة الأخيرة.
وقد وجدت هذه الدراسات أن عدد لا يستهان به من هؤلاء الأطفال لا تتجاوز أعمارهم التسع سنوات أي في سن الدراسة. وما يحزن القلب أننا كنا نشاهد بعضهم في الفترة الصباحية في وقت يفترض أن يكونوا مع أوأطفال الشوارع مشكلة لابد من السعي لدراستها وضع حلول لها من قبل الجهات المختصة المهتمة برعاية الطفولة في المملكة. فهؤلاء الصغار انتهكت طفولتهم وهم معرضون لمخاطر صحية ونفسية واجتماعية كثيرة. فمن الناحية النفسية والانفعالية هذه الفئة عادة ما تكون مصابه بالقلق إلى جانب الحقد على المجتمع والعصبية و الحرمان من أبسط حقوقهم مثل اللعب، مع شعورهم بعدم الأمان والظلم. ومن الناحية الجسدية فهؤلاء الأطفال معرضين لحوادث السيارات أو الأمراض الصدرية والتحرشات الجنسية أو حتى تعلم عادات سيئة. كما أنهم للأسف الشديد يتعرضون لسخرية واستغلال بعض ضعفاء النفوس من المارة. و ويلاحظ عليهم أيضا مشكلات سلوكية أخرى كالكذب والسرقة والتحايل لعدم توفر الرقابة الأسرية، و يتدني لديهم مستوى الطموح لينحصر في توفير لقمة العيش.قرانهم داخل المدرسةد على الشارع في سكنه ومأكله وتأثير هذه الفئة خطير على المجتمع لشعورهم بالحرمان والنقص فقد يلجئوا مستقبلاً إلى الانتقام من هذا المجتمع الذي خذلهم، فهم بحاجة إلى الاستقرار النفسي والاجتماعي والجسدي، كما أن المكوث الطويل بالشارع يؤدي إلى عدم التوازن النفسي والعاطفي لدى هؤلاء الأطفال، فالشارع يغرس فيهم الميل إلى العنف إضافة إلى الشعور بالغبن والظلم الذي يولد لديه الرغبة في الانتقام، أما من الناحية الاجتماعية فإنه يجد نفسه متشبعاً بقيم فرضها الشارع عليه مما يؤدي إلى ظهور مجتمع تميزه ثقافة فرعية هي ثقافة وقيم الشارع. وهذه الثقافة والقيم التي يكتسبها هؤلاء الأطفال من الشارع تضيف إلى أسرهم هما إلى هم وهي التي تعاني أصلا من مشاكل متعددة.
فالأطفال في مثل هذا العمر يتشربون سلوكياتهم وقيمهم من البيئة المحيطة بهم الأمر الذي يشكل خطورة على مستقبلهم إذا ما استمدوا هذه الاتجاهات والقيم من الكبار والمنحرفين. مما يجعل هؤلاء الأطفال قنابل موقوتة تهددوهذا الأمر يلقي بثقله علينا كتربويين في المدارس لتتبع هؤلاء الأطفال والحد من تسربهم ومحاولة دراسة أوضاعهم ومساعدتهم وفق الإمكانيات المتاحة.
وأي استراتيجية لحل هذه المشكلة برأيي لابد أن تنبني على محورين
\"المحور العلاجي\" ويتجلى من خلال تطوير أساليب الاتصال المباشر وتقديم خدمات الرعاية العاجلة لأطفال الشارع ومتابعة تسربهم من المدارس. ولا يأتي ذلك إلا بتظافر جهود جميع التربويين في المدرسة وليس قصره على المرشد الطلابي أو بعض المعلمين المتطوعين. والهدف من هذا المحور هو خلق بيئة مدرسية جاذبة للطلاب.
\"المحور الوقائي\"، الذي يعتمد على تطوير أساليب وبرامج وسياسات فاعلة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع الأخرى مثل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل والجمعيات الخيرية بهدف الحد من انتشار الظاهرة، والتعامل المباشر مع أسبابها والعوامل المرتبطة بنموها وتطورها. مع الاستفادة من التجارب العديدة التي نجحت في بعض الدول مثل مصر والسودان والاستفادة من تجارب المجلس العربي للطفولة والتنمية خاصة وأن رئيس هذا المجلس هو صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز والأمين العام للمجلس هو الدكتور حمد العقلا والمملكة تحتاج فعلا لجهود المجلس خاصة مع غياب دور رسمي لعلاج هذه الظاهرة كما أن خبراء المجلس قد أعدوا مشروعاً عربياً للتعامل مع ظاهرة \"أطفال الشوارع\" فما الذي يمنع أن نستفيد من هذه التجارب \"على الأقل تسترد المملكة بعض الأموال التي تدفعها لميزانية هذا المجلس\".
وأي حل لا تتكامل فيه مؤسسات المجتمع يعتبر حل ناقص فلا بد من تظافر جهود كثيرة لمؤسسات عدة رسمية وغير رسمية من أهمها برأيي وسائل الأعلام التي لابد أن تعمل على توعية المجتمع بخطورة هذه الظاهرة وأهمية العمل على حلها.
وهناك تجارب ناجحة لعلاج هذه الظاهرة منها ما كان بجهود شخصية للمعلمين مثل جمعية الأمل المصرية التي بدأت فكرتها عندما اجتمع أحد عشر معلمًا بمدرسة كان يرأسها وقتئذ أحد المعلمين الإنجليز، يدعى \"ريتشارد هيمونلي\"، والذي حكى أثناء اجتماعه بأولياء أمور الطلاب بالمدرسة كيف وجد طفلاً بالشارع ورباه في بيته، وبدأت فكرة أولياء الأمور والمعلمين لإنشاء جمعية لإيواء أطفال الشوارع الذين أصبحوا يتزايدون يومًا بعد يوم.
وفي الجبيل الصناعية تجربة جيدة في مساعدة أسر الطلاب المحتاجين بدأت بشكل تطوعي بجهود فردية ثم تطورت لتشمل جميع المعلمين في مدارس الهيئة الملكية يقومون بدفع مبلغ شهري ثم يشترى به المنسق مواد غذائية لهذه الأسر بالتنسيق مع الإرشاد الطلابي الذي يمدهم بأسماء الأسر المحتاجة من واقع عملهم الميداني. أمن المجتمع واستقراره.ومشربه بدون رقيب أو إشراف من شخص مسئول
ثانيا : الحل المقترح :
هناك اكثر من حل لهذه المشكلة المتفاقمة الصعبة
الحب هو مفتاح حل قضية أطفال الشوارع حيث أن أصل مشكلة أطفال الشوارع أنهم مفتقدين للحب في المنزل وفي أقسام الشرطة وفي من يقابلونهم يومياً في الشارع في حين أن هذا الطفل يبحث عن نظرة حب في عيون الجميع ولو فكرنا جميعاً أن نسأل هذا الطفل عن أحواله في دقيقة بدلاً من أن نعرض عنه أو نلقي له بالنقود غير مباليين سيشعر وقتها بجزء من الحب الذي لا يجده إلا مع أصدقائه في الشارع وأن مشكلة أطفال الشوارع في تفاقم مستمر وستتفاقم أكثر إذا لم تتكاتف أجهزة الدولة مع المجتمع المدني من أجل الاستقرار على خطة قومية حاسمة تقضي نهائياً على الظاهرة ولكننا نفتقد حب الطفل لمراكز التأهيل وهو الجزء الأهم في الحل وإن الطفل لا يحب إلا الشارع وهذا سر فشل المحاولات الكثيرة في القضاء على الظاهرة ونتمنى أن يعامل الطفل كضحية في التشريع الجديد لا كمجرم كما هو وضعه في القانون الحالي فيجب أن يعامل في أقسام الشرطة كمجني عليه لا جانىونستطيع ان نقول في البدايه انا قد تعرضت لتجربتين مع من يتم تسميتهم اولاد الشوارع وانا معترض علي التمسيه اعتقد التسميه الصحيحه هيه خطيئة المجتمع فهؤلاء مثال حي علي وجود خطاء جسيم في تركيبة المجتمع واخص بالذكر المجتمع الاسلامي والمفترض فيه انه قائم علي التكافل الاجتماعي وعدم التميز ولكن ها نحن نري مثال صارخ لغياب التكافل الاجتماعي وظهور التميز الطبقي لو كان هناك تكافل لما لجاء هولاء الاطفال للشارع ولو لم يكن هناك تميز طبقي لما ظهر اطفال الشوارع واخص بالتميز الطبقي في تعامل الحكومه مع الطبقات فكم من القروض ذهبت هباء لمن هم لا يستحقون وكم من الاموال لم تذهب لمن يستحقها
التجربه الاولي كانت مع طفل وجدته يبكي في مكان ما يعتبر من عشوائيات القاهره وبعض الماره حوله ولم يعجبني طريقه تعامل الواقفين معاه فاقتربت وفهمت الموضوع وادركت انهم يضغطون عليه لكي يعرفون منه اين بيته حتي يستطيعو ان ياخذوه اليه كان الطفل يختلق القصص والرويات حول مكان بيته ونحن انا وشخص اخر ووالدته نسير خلفه وكل مره نكتشف انه لم يكن يخبرنا بمكان بيته الصحيح وبعد وقت ليس بقصير وبالضغط عليه ومحاولة طمائنته قال لنا اين يقع بيته وقال ايضا انه لا يريد ان يذهب لما ينتظره هناك من اخواته طمائنته انه لن يحدث له شيء عندما وصلنا للشارع المفترض انه يسكن به استوقفنا شخص واستفسر عن سبب دخولنا الشارع اخبرته بالقصه باختصار فقال لي انتظر ساذهب معكم فانتم لا تعرفون ما ادخلتم انفسكم فيه فالحكومه نفسها لا تستطيع ان تدخل هذا الشارع كما دخلتم انتم هكذا ولكم ان تتخيلو وقع تلك الكلمات اصريت انا ومن معي علي الا نترك الطفل الا في بيته وبالفعل جاء معنا هذا الشخص وذهبنا الي بيت الطفل وقد اقر الطفل انه بيته وعندما حاولت ان اتنقاش مع اخوه الذي فتح لنا الباب وقد الشخص الذي استوقفنا سابقا يستوقفني مره اخري وقال لي بلهجة محذره اترك الطفل ولا تناقشه في شيء وساشرح لك فيما بعد لم اجد امامي خيار اخر وبالفعل تركت الطفل وانا اشعر انني قد خذلته وقد سبق وطمائنته انه لن يحدث له شيء في طريق العوده فهمت من هذا الشخص ان اخاه من معتادي الاجرام ولن يكون هناك فائده من الحوار معاه وقد ينتج عن هذا الحوار عواقب وخيمه انا في غني عنها خاصة ونحن في معقل هذا الشارع الذي فهمت فيما بعد انه يضم الكثير من عتاة الاجرام
التجربه الثانيه كنت اسير علي كورنيش النيل وجدت طفل حسن المظهر يجلس ليلا بجانب سور الكورنيش وقفت بجانبه لكي اراقبه دون ان الفت نظره فوجئت به وقد اقترب مني وقال لي
عمو متعرفش مكان ملجاء ايتام في البداية ظننت انها طريقه مبتكره للتسول ولكني اخذت اجاريه في الكلام قلت له ليه عايز تعرف مكانه قالي علشان اروح هناك قلت له فين اهلك قالي اهلي ماتو لما الشقه اتحرقت سالته يعني انت عايش في الشارع قالي لاء انا واختي عايشين مع غفير مسجد الحسين علي ما اذكر فهمت انه له اخت تكبره بقليل من الاعوام طلبت منه ان اذهب معه واعرفه مكان الدار قالي لاء انت بس قولي فين علشان انا لو حصل حاجه اخد اختي ونروح هناك وصفت له دار بالمعادي قالي دي بعيده اوي متعرفش واحده تانيه وصفت له دار اخري كنت اكلمه وانا اشعر بعجزي هو يرفض ان اذهب معه وله مبرر مقبول انه لا يريد ان يترك اخته وفهمت من كلامه انه يخشي ان يحدث لهم شيء في مكان اقامتهم ويريد ان يكون لديه بديل بدلا من الشارع في حال حدوث ذلك وفهمت ايضا منه ان غفير او امام المسجد لا اذكر يعاملهم معامله طيبه ويعطيهم ملابس وماكل
لم اجد امامي سوي ان اعطيه مبلغ بسيط مع العلم انه لم يطلب مني اي مال وحينا وصفت له مكان الدار سكت بما يعني ان الحوار انتهي ولكني انا من كان يحاول ان يفتح معاه حوار اخر
المشكله مش بس مشكلة حكومه لو كنا احنا شايفين ان الحكومه عاجزه عن حل المشكله او مطنشه المشكله لازم احنا كمان نتحرك علي جميع المستويات لازم يكون في جهد اعلامي مكثف وما اكير القنوات الخاصه تلك الايام لازم يكون في تحرك شعبي كبير لان اطفالنا هما المستقبل .
ثالثا : تكلفة الحل :
بالطبع ان تلك المشكلة سوف تتكلف عائد كبير لحلها حيث انها ذات جوانب متعددة وكبيرة للغاية ، حتى تحل مشكلة اطفال الشوارع لابد من وجود العديد من الاشياء المكملة لبعضها حتى تحل ويقضى عليها تماما، لابد من وجود المؤسسات ودور الرعاية لهؤلاء الاطفال وبالطبع فان هذا الحل مكلف تكلفة كبيرة للغاية كذلك لابد من وجود تعليم لهؤلاء الاطفال وليس فقط تعليم تربوى وانما تاهيل نفسى قبل التعليم التربوى حيث انهم تعرضوا فى الشوارع للعديد من المشاكل والازمات التى بالطبع اثرت على نفسيتهم وسلوكياتهم وبالتالى فلابد من اعادة تاهيل وترويض تلك السلوكيات حتى يتم تاهيلهم للتعامل مع افراد المجتمع الطبيعين والاسوياء، لابد من مساعدة رجال الاعمال فى تلك النقطة حيث ان الحكومة لن تستطيع بمفردها التغلب على تلك المشكلة حيث ان حلها مكلف جدا ويحتاج الى اموال طائلة ، وعلى رجال الاعمال مساعدة الحكومة فى هذا الامر وانهم اول المتضررين من عواقب تفاقم هذه المشكلة حيث ان معظم الشباب الموجودين بالشوارع سوف يصبحون فى يوم من الايام مجرمين وياثرون على امن البلد بوجه عام وامن هؤلاء رجال الاعمال بشكل خاص حيث ان معظمهم يعيش بحقد داخلى على من يملكون الاموال الطائلة وبتمتعون بكافة الاشياء والمتع الحياتية
و على ذلك فانه بالطبع ان تلك المشكلة سوف تتكلف عائد كبير لحلها حيث انها ذات جوانب متعددة وكبيرة للغاية ، حتى تحل مشكلة اطفال الشوارع لابد من وجود العديد من الاشياء المكملة لبعضها حتى تحل ويقضى عليها تماما، لابد من وجود المؤسسات ودور الرعاية لهؤلاء الاطفال وبالطبع فان هذا الحل مكلف تكلفة كبيرة للغاية كذلك لابد من وجود تعليم لهؤلاء الاطفال وليس فقط تعليم تربوى وانما تاهيل نفسى قبل التعليم التربوى حيث انهم تعرضوا فى الشوارع للعديد من المشاكل والازمات التى بالطبع اثرت على نفسيتهم وسلوكياتهم وبالتالى فلابد من اعادة تاهيل وترويض تلك السلوكيات حتى يتم تاهيلهم للتعامل مع افراد المجتمع الطبيعين والاسوياء، لابد من مساعدة رجال الاعمال فى تلك النقطة حيث ان الحكومة لن تستطيع بمفردها التغلب على تلك المشكلة حيث ان حلها مكلف جدا ويحتاج الى اموال طائلة ، وعلى رجال الاعمال مساعدة الحكومة فى هذا الامر وانهم اول المتضررين من عواقب تفاقم هذه المشكلة حيث ان معظم الشباب الموجودين بالشوارع سوف يصبحون فى يوم من الايام مجرمين وياثرون على امن البلد بوجه عام وامن هؤلاء رجال الاعمال بشكل خاص حيث ان معظمهم يعيش بحقد داخلى على من يملكون الاموال الطائلة وبتمتعون بكافة الاشياء والمتع الحياتية، وعلى ذلك فان على الحكومة ايضا مساعدة رجال الاعمال بما تستطيع بدور الرعاية والؤسسات والتاهيل النفسى وعلى رجال الاعمال التمويل المادى بالتكاليف الطائلة لهذه المشاريع و ايضا التعامل مع ظاهرة أطفال الشوارع وأجراء البحوث وجمع معلومات عنهم, وكانت تنقصنا بيانات عن الفتيات بالتحديد مثل عددهن ومشكلاتهن وملامح وجودهن كظاهرة في الشارع وساعد علي ذلك تردد بعض الحالات علي مراكز الاستقبال الخاصة بالجمعية وهن متنكرات في شكل أولاد لمعرفتهن أن هذه الأماكن تخدم الأولاد فقط واكتشفنا أنهن فتيات بمحض الصدفة, وهنا كانت البداية بفتح مركز استقبال لهن بمنطقة روض الفرج بالتعاون مع الصندوق المصري ـ السويسري للتنمية كمشروع استكشافي, واستقبلنا في الأشهر الأولي ما لا يقل عن300 حالة تتراوح فئاتها العمرية بين3 سنوات و17 سنة, ونظرا لاختلاف طبيعة المشكلات التي تعاني منها هؤلاء الفتيات فقد تم بعد أربعة أشهر فتح مركز لتسكينهن بعد فشلنا في إعادة بعضهن إلي أسرهن بمعرفة الإخصائية الاجتماعية ورفض المؤسسات الأخري كما اكتشفنا ظاهرة خطيرة وهي وجود أمهات صغيرات من بين الفتيات المترددات علي المركز فئاتهن العمرية تتراوح ما بين13 و15 سنة وقد تعرضن للاغتصاب في الشارع علي أيدي الصبية الكبار أو استغلالهن اقتصاديا من قادة عصابات الشوارع في أعمال الدعارة.استقبالهن.
ويتم في مركز الاستقبال تقديم الخدمات الأساسية لهؤلاء الفتيات الصغيرات من تغذية ورعاية صحية ونفسية واجتماعية وترفيهية تمهيدا لإعادتهن إلي أسرهن أو تسكينهن بمركز الإقامة المخصص لهن, وتواجه المراكز التي تتعامل مع الفتيات تحديات نتيجة عدم تقبل المجتمع لهن, والدليل أنه بعد فتح مركز في منطقة امبابة تم غلقه لمدة شهر بناء علي شكاوي أهالي المنطقة لولا تدخل السفيرة مشيرة خطاب أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة ومحافظ الجيزة لإعادة افتتاحه لأهميته لخدمة فتيات الشارع, ومشكلات الأمهات الصغيرات بالذات خطيرة لأن الأم تعيش في الشارع وهي حامل ودون رعاية وتنجب طفلا مشوها أو ضعيفا, فقد وجدنا حالات أنجبت علي الرصيف وتحت شجرة وفي تاكسي, وعندما تلد تجهل كيفية رعاية طفلها ولا تستطيع بسبب ظروفها رعايته, وبالتالي فهو يموت أو تتركه علي باب جامع, وفي دراسة أجريناها بالتعاون مع الجامعة الأمريكية وجدنا أن تزايد حالات الحمل السريع سنويا لهؤلاء البنات تعطي مؤشرا بأنهن أحد المصادر الرئيسية للأطفال اللقطاء في المجتمع.
رابعا : قيمة العائد من حل المشكلة :
ان العائد من وراء حل هذه المشكلة عائد كبير وليس فقط عائد مادى وانما عائد قومى وعائد معنوى وعائد على البلد ككل وليس فقط على افراد بعينهم ، فعندما يتحسن حال هؤلاء الاطفال فبالتالى سيكون المجتمع اكثر امنا وسلاما وخالى من المرضى النفسيين والمجرمين والعاهرات والمشاكل الكبيرة والكثيرة، وبالتالى فان العائد من وراء حل هذه المشكلة حل لن يكون ملموس فى نفس توقيت الحل ولكن فى توقيت متاخر وبعد فترة من اجراءات الحل . لذا على الدولة والجهاز الادارى لها التسرع والعجلة فى حل هذه المشكلة حيث ان حلها يتطلب وقتا للتنفيذ ووقتا لظهور هذا العائد المهم والمفيد للغاية لكل من المجتمع ككل وافراده بصفة خاصة. و عندما يتحول البيت الي جحيم بسبب الإهمال أو القسوة أو القهر أو التفرقة في المعاملة بين الأبناء.. فإن من يشعر منهم بالظلم يفضل جحيم الشارع علي المنزل.. ففي كليهما جحيم لكن الفرق بينهما أن الأول في مكان مفتوح والآخر داخل أربعة جدران.. وأن الشارع يقسو علي الطفل لأنه لا يمت إليه بصلة, أما عندما يأتي القهر من أقرب الناس إليه فبعده يهون كل شيء..ولذلك فعلى الاباء والامهات ان يتخذوا الحذر فى معاملة اطفالهم حيث ان العواقب ستكون وخيمة . و ان أحد التفسيرات التي توصلت إليها الدراسات الاجتماعية التي رصدت معاناة نحو1,5 مليون طفل تحولوا الي أطفال شوارع, فهم ضحايا التفكك الأسري والقهر والعنف والفقر والأمية.. الدراسات حددت مجموعة من الأسباب والنتائج ورصدت الكثير من المؤشرات التي من أهمها, أن هؤلاء الصغار هم ضحايا الكبار!! ظاهرة أطفال الشوارع بأنها صارت من الظواهر الخطيرة التي تهدد المجتمع وتعكس طبيعة المشكلات الاجتماعية, وأوضح أن معظم هؤلاء الأطفال يعانون سوء العلاقات الأسرية, وقال إن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية قام بدراسات لرصد هذه الظاهرة وتبين أن سببها هو التفكك الأسري, فلا يقوم الأب أو الأم بدورهما الأساسي في التنشئة الاجتماعية أو رعاية الأبناء. أن أطفال الشوارع من الفئات التي يعتبرها القانون معرضة للانحراف طبقا للمادة96 من قانون الطفل رقم12 لسنة1996, وقد ذكر البند الرابع من هذه المادة الحالات التي ينطبق عليها توصيف اطفال الشوارع ومنها ممارسة أعمال التسول ومنها عرض سلع أو خدمات تافهة أو القيام بأعمال بهلوانية وغير ذلك مما لا يصلح كمورد جار للعيش واذا مارس جمع اعقاب السجائر أو غيرها من المهملات, واذا قام بأعمال تتصل بالدعارة أو الفسق أو بإفساد الاخلاق أو اللعب بالقمار أو شرب المخدرات ، وبالتالى فان العائد من وراء حل هذه المشكلة اننا سنتخلص من هذه الفئات الضارة بالمجتمع والمسيئة له والتى تتسبب له فى العديد من المشكلات .فا قضية أطفال الشوارع التي نتابعها الآن اختلفت تماما عما سبق لان مفهوم طفل الشارع كما كان معروفا هو الطفل مجهول النسب أي ليس له أب يرعاه أو أم تغمره بحنانها, ولكن هؤلاء الاطفال عندهم الأب والأم, ولكن هناك ظاهرة وهي تسمي ظاهرة التشرد, وقد انتشرت هذه الظاهرة نتيجة الفقر والجوع والحرمان والتفكك الأسري
الخطير في الأمر أن هناك شريحة جديدة من أطفال الشوارع باتت تظهر في الأفق وهي شريحة الأطفال الصغار الذين تبلغ أعمارهم نحو5 سنوات. الأمر المؤكد أن هؤلاء الأطفال لم يهربوا من أسرهم لكنهم طردوا منها, وتلك هي الكارثة التي تستحق أن نقف أمامها ومعاقبة كل من يرتكبها بأشد ألوان العقاب فهي جريمة لا تقل عن جريمة التوربيني قاتل ومغتصب الأطفال لأنها تأتي من ذوي القربي, وذوي القربي جريمتهم أشد فظاعة وأكثر ألما. وبالتالى فان العائد سيكون اقوى واقوى فتفادى هؤلاء الاطفال ومنعهم من كونهم مجرمين وبلطجية .ولذا لابد من تعديل تشريعي لمعاقبة الأسر التي تسهم في طرد أطفالها إلي الشارع إلي جوار التركيز في المرحلة المقبلة علي إقامة دور رعاية كافية لأطفال الشوارع لتأهيل هؤلاء الأطفال ومساعدتهم في العودة إلي أسرهم أو رعايتهم بشكل متكامل طالما كانت عودتهم مستحيلة. فلا يمكن أن نقبل بوجود فئة مهمشة ومسحوقة في المجتمع ونكتفي بالفرجة عليهم.
خامسا : الخلاصة والتعليق :
إذا كان طفل الشوارع يجد نفسه بلا مأوي, ولا غطاء, ولا حنان, فمن حوله يود أن ينهش لحمه, أو يستغله في السرقة أو التسول أو التحرش... إلخ, إلا أنه سوف يجد في المقابل من يمد له يد العون لإنقاذه, والمقصود به المجلس القومي للطفولة والأمومة الذي يبحث عن هؤلاء الأطفال لحمايتهم وحل مشكلاتهم, لكنه يطالب بدعم الجهات المعنية لحماية هؤلاء الأطفال أولا, في حالة وجود طفل في الشارع نعمل بكل الطرق علي الوصول إليه, وقد تم إنشاء خط نجدة الطفل رقم16000 وهو خط مجاني وآلية لاستقبال شكاوي الأطفال وأيضا الكبار للإبلاغ عن وجود أطفال شوارع أو في حالة تعرضهم للعنف أو وجود طفل ضال لا يجد أهله أو في حالة سيئة أو ظروف صعبة في أي محافظة حيث يتم التحرك فورا من قبل أقرب جمعية أهلية إلي موقع البلاغ, وجذب الطفل إلي إحدي دور الإيواء واستقباله فيها وفقا لمعايير محترمة, ولدينا دور استقبال لإيواء أطفال الشوارع في كل محافظة, تقوم بإدارتها الجمعيات الأهلية بالتعاون مع الشئون الاجتماعية. وحماية الأمن العام من أخطارهم ثانيا. ثيابهم الرثة ووجوههم الشاحبة وعيونهم الزائغة ليست فقط هي علامات القهر والذل والحرمان الذي يعيشونه فحياتهم هي الجحيم بعينه ورحلتهم اليومية صعبة وقاسية ومهينة تجدهم في كل مكان يعانون من قسوة البشر وظلم المجتمع .. لغة الارقام اكدت مدي خطورة الظاهرة نظرا لاعدادهم الرهيبة والمآسي الانسانية التي يتعرضون لها وابرزها الاستغلال بجميع صوره وان كان ابشعها وفقا لتقرير اصدرته منظمة الصحة العالمية الاستغلال الجنسي وهو ما كشفه تنظيم التوربيني الاخير الذي حصد 14 بريئا من اطفال الشوارع.
تقرير الامم المتحدة اكد في مسح اجراه لاطفال الشوارع في القاهرة والاسكندرية ان حوالي 66 % من الاطفال الذين شملهم الاستطلاع يتناولون بانتظام عقاقير خطرة وان 80 % معرضون لخطر العنف البدني من جانب مستخدميهم واقرانهم و70 % منهم تسربوا من المدارس و30 % لم يلتحقوا اصلا بالمدرسة.
ولذا فان هذا الموضوع او هذه المشكلة من اهم المشكلات المطروحة على الساحة ولا بد من طرحها على الاعلام وحلها ايضا .
ساحة النقاش