+ *

 

تقييم وتشخيص ذوى

اضطرابات التواصل

 

 

<!--مقدمة.

<!--اعتبارات هامة عند تشخيص ذوي اضطرابات التواصل.

<!--أولاً : تشخيص اضطرابات اللغـــة.

<!--ثانياً : تشخيص اضطرابات النطق.

<!--ثالثاً : تشخيص اضطرابات الصوت.

<!--رابعاً : تشخيص اضطرابات طلاقة الكلام.

<!--مراجع الفصل الثامن.

 

 

 

 


 


تقييم وتشخيص ذوى

اضطرابات التواصل

m

اضطرابات التواصل هي اضطرابات ملحوظة في النطق أو الصوت أو الطلاقة الكلامية أو التأخر اللغوي أو في عدم تطور اللغة التعبيرية أو اللغة الاستقبالية الأمر الذي يجعل الطفل بحاجة إلى برامج علاجية أو تربوية خاصة.

 

اعتبارات هامة عند تشخيص ذوي اضطرابات التواصل :

عند استخدام أخصائي التشخيص التواصل الشفهي – السمعي مع ذوي اضطرابات التواصل يمكنه أن يستعين بما قدمه كل من  سوليفان و فيرنون Sullivan and Vernon (1979) في شكل توصيات على النحو التالي:

<!--حافظ على التواصل البصري مع الطالب.

<!--احصل على انتباه الطالب.

<!--تأكد من أن الطالب ينظر إلى وجهك.

<!--تكلم بوضوح وبدون المبالغة في حركة الشفاه.

<!--تذكر بأن شعر الوجه و الشوارب قد يعيق التواصل.

<!--تأكد من عدم وجود إضاءة عاكسة على وجه الطفل.

<!--حافظ على مسافة 2-3 أقدام بينك و بين الطالب.

<!--استخدم جملا بسيطة و قصيرة مع الطلاب الصغار.

<!--اعد التعليمات ان كانت هنالك ضرورة لذلك.

<!--اخبر الطالب بعدم فهمك للاستجابة عند الحاجة لذلك.

<!--اطلب من الطالب أن يلبس المعينات السمعية(إن كان يستعين بها).

<!--استخدم مواد الاختبار بطريقة هادئة قدر الإمكان.

<!--افحص الطالب في مكان خال من المشتتات.

<!--ان كثيرا من الطلاب يشعرون بعدم الأمن والإحباط في مواقف الاختبار بسبب الصعوبة في التواصل و صعوبة المهمات.

<!--ان مفردات الطالب سوف تكون محدودة بدرجة شديدة حيث أنه لا يكتسب المفردات والمعلومات العرضية التي يكتسبها الأفراد العاديين ببساطة من خلال استماعهم لكلام الآخرين ( لندا هارجروف ، جيمس بوتيت : 1988 ، 455).

وقبل المضي قدما في الحديث عن اضطرابات التواصل تجب الإشارة بشيء من الإيجاز إلى أنواعها وذلك على النحو التالي :

أولاً : اضطرابات اللغة Language Disorders

يقصد بها تلك الاضطرابات المتعلقة باللغة نفسها من حيث زمن ظهورها أو تأخيرها أو سوء تراكيبها من حيث معناها وقواعدها،  أو صعوبة قراءتها وكتابتها. وتشمل المظاهر التالية:

أ - تأخر ظهور اللغة Language Delay

ب - فقدان القدرة على فهم اللغة وإصدارها أو ما يطلق عليه أفيزيا Aphasia.

ج - صعوبة الكتابة Dysgraphia

د - صعوبة التذكر والتعبير Dysnomia of Apraxia

هـ- صعوبة فهم الكلمات أو الجمل Echolalia ; Agnosia

و -عسر أو صعوبة القراءة ( الديسليكسيا ) Dyslexia

ز - صعوبة تركيب الجملة أو ما يطلق عليه عيوب اللغة Language Deficit

 

أنواع اضطرابات اللغة لدي الأطفال :

من الممكن أن ترتبط اضطرابات اللغة لدي بعض الأطفال بالإعاقة الجسمية أو الحسية مثل الشلل الدماغي أو الصمم أو التخلف العقلي.. وغيرها من الإعاقات الأخرى , في حين قد يكون هناك طفل طبيعي ؛ ولكنه يعاني من مشكلة في اللغة .

ومن خلال معرفة التباينات والفروق الفردية يمكن القول بأن الأطفال ذوي اضطرابات اللغة تظهر لديهم المشكلات التالية بشكل أساسي :

<!-- النقص في مهارات اللغة التعبيرية.

<!--ضعف مهارات الاستماع .

<!--قلة المهارات الحوارية .

<!--قصور استخدام اللغة المتعلمة .

<!-- النقص في مهارات في فهم اللغة المنطوقة .

<!--فهم محدود لمعاني الكلمات والمعاني بشكل عام .

<!--قلة استخدام المكونات المورفولوجية للغة .

<!--الاستخدام المحدود لتراكيب الجملة .

وبالإضافة إلي ذلك فإن بعض الأطفال ذوي اضطرابات اللغة يعايشون (يخبرون):

<!--مهارات معرفية مقيدة .

<!--مشكلات أكاديمية لاحقة .

<!--أنماط غير سوية للغة .

وفيما يلي عرض لأهم  أنواع اضطرابات اللغة :

أولاً : التأخر اللغوي Language Delay:

يعرف عبد العزيز السرطاوي وآخرون (2002) الطفل المتأخر لغوياً في معجم التربية الخاصة بأنه ذلك الطفل الذي يستخدم لغة بسيطة للغاية في المراحل التي تنمو فيها اللغة عادة ؛ مما يؤدي إلى بطء وتأخر اكتساب اللغة لديه .

وفي موسوعة التربية الخاصة والتأهيل النفسي يعرف كمال سيسالم (2002) القصور  أو العجز اللغوي Language Deficit  بأنه يتمثل في قصور في تنظيم وتركيب الكلام ، والتحدث بجمل غير مفيدة ، واستخدام الكلمات والأفعال والضمائر في أماكن غير مناسبة لها ، فقد يضع الفعل مكان الفاعل ، أو المؤنث مكان المذكر ، أو الضمير المتكلم مكان الغائب .. وهكذا .

ويلخص فيصل الزراد (1990) أهم الأعراض الشائعة للتأخر اللغوي فيما يلي :

<!--إحداث أصوات عديمة الدلالة ، والاعتماد على الحركات والإشارات .

<!--الاكتفاء بالإجابة (بنعم) أو (لا) أو بكلمة واحدة ، أو بجملة من فعل وفاعل فقط دون مفعول به .

<!--التعبير بكلمات غير واضحة بالرغم من تقدم عمر الطفل .

<!--تعذر الكلام بلغة مألوفة ومفهومة .

<!--عدد المفردات ضئيلاً .

<!--الصمت أو التوقف في أثناء الحديث .

<!--يصاحب ذلك اضطرابات سلوكية ونفسية .

 

ثانياً : السكتة اللغوية (الأفيزيا ) Aphasia :

يعرف كمال سيسالم (2002) الحبسة الكلامية بأنها فقدان القدرة على الكلام في الوقت المناسب على الرغم من معرفة الفرد بما يريد أن يقوله وتنتج عن مرض في مراكز المخ . أما عبد العزيز السرطاوي وآخرون (2002) فيعرفون الحبسة الكلامية في معجم التربية الخاصة بأنه قصور في القدرة على فهم أو استخدام اللغة التعبيرية الشفوية وترتبط الحبسة الكلامية عادة بنوع من الإصابة  في مراكز النطق والكلام في المخ.

 والحبسة الكلامية مصطلح عام يشير الي خلل أو اضطراب أو ضعف في أحد جانبي اللغة أو كلاهما وجانبا اللغة هما : الاستيعاب والإنتاج، وينتج هذا الاضطراب عن خلل يصيب مراكز اللغة في الدماغ ، وينتج عن أسباب منها : جرح في الرأس، أورام في الدماغ، الجلطة، ارتفاع درجة الحرارة في جسم المصاب، الحالات النفسية السيئة المتقدمة. وحتى تعتبر الحالة حبسه كلامية يجب أن تكون الإصابة قد حدثت بعد اكتمال نمو اللغة. 

ويضيف عبد العزيز السرطاوي ووائل أبو جودة (2000) أن أداء المرضى المصابين بالسكتة اللغوية يتسم بما يلي :

<!-- من حيث الاستيعاب السمعي:

أ-   يظهرون ضعفاً واضحاً في استيعاب ما يسمعون ، وقد لا يفهمون الأوامر الموجهة إليهم، وقد لا يستطيعون تسمية أشياء تطلب منهم.

ب- الخلط في الكلمات المتشابهة في المعنى أو في اللفظ؛ وذلك بسبب الاستيعاب المتدني.

<!-- من حيث القراءة:

أ-   قد يظهرون عجزا في تمييز و معرفة الكلمات المكتوبة؛ وقد يقرؤون الكلمات ولكن بدون فهم.

ب-  تبدو الكلمات المألوفة لهم قبل الإصابة وكأنها كلمات غير مألوفة.

ج-   يظهرون بطئاً في القراءة إلى جانب الأخطاء فيها.

<!-- من حيث الكلام:

أ-    قد يعانون من صعوبات في إيجاد الكلمة المناسبة عند الحاجة إليها.

ب- استبدال كلمة بأخرى ولكن من نفس المجموعة المعنية فقد يستبدل كلمة ملعقة بسكين.

ج-   قد يعانون من صعوبة في التعبير عن أنفسهم بشكل مباشر.

د-   قد يلجأون إلى حذف الكلمات الوظيفية من كلامهم وهذا يعنى استخدام كلام التلغراف

<!-- من حيث الكتابة:

أ-   قد ينسون شكل الحروف.

ب- قد يكتبون كتابة عكسية.

ج- قد يحذفون أو يستبدلون بعض الحروف.

د-  قد يظهرون أخطاء في الكتابة الإملائية.

هـ- قد يكتبون ببطء شديد.

<!-- من حيث الإشارات:

أ-   قد لا يفهمون المقصود بالإشارات.

ب- قد يظهرون عجزاً في التواصل عن طريق الإشارات.

 

وتوجد أنواع عديدة ومختلفة من الأفازيا،   وهذا التعدد أو هذا الاختلاف يتوقف  علي موضع وحجم الإصابة التي تلحق بأي منطقة في المخ ، ومن بين أهم أنواع الأفازيا ما يلي :

<!--الأفيزيا التعبيرية أو الحركية :

وتعرف أيضاً بالأفازيا اللفظية أو الشفوية أو بأفازيا بروكا *، وهو نوع من الاضطرابات أو العجز في كلام الشخص المصاب ؛ ولكنه يظل قادراً علي فهم كلام  الآخرين. ونلاحظ أن المصاب يكرر لفظ واحد مهما تنوعت الأحاديث أو الأسئلة الموجهة إليه ، و في الحالات التي يتعرض فيها الشخص إلى الضغط الانفعالي قد نجده يتمتم ببعض العبارات غير المألوفة ، أو غير المفهومة، وذلك بقصد توجيه السباب و العدوان ، وفى مثل هذه الحالات تسمى بالأفازيا اللفظية أو الشفوية. وقد سميت أفازيا بروكا الحركية أفيمياAphemia  بمعنى عدم القدرة على الكلام بالرغم من وجود الكلمة في ذهن المصاب، وفي بعض حالات أفازيا بروكا الحركية يفقد المصاب القدرة على التعبير عدا لفظ بعض الكلمات أحياناً مثل (نعم) ، أو (لا) .

والمصاب بأفازيا بروكا يتكلم قليلاً جداً. وعندما يحاول هذا المصاب الكلام فإن كلامه يحبس، بحيث لا يستطيع إخراج الكلام ، كما تغيب من كلام المصاب الأجزاء النحوية الصغيرة و التصريف الصحيح للأفعال . مثل هذا الكلام يسمي غالباً" كلام تلغرافي " أو "كلام بدون التزام بقواعد اللغة " (سيلي سبرنجر  وجورج ديوتك ، 2002).

<!--الأفيزيا الاستقبالية أو الحسية:

وتعرف أيضاً بأفازيا فيرنيكة * ، أو متلازمة ما خلف شق سلفيوس ، وقد توصل فيرنيكة إلى افتراض أن حدوث إصابة أو تلف في هذا الجزء من الدماغ، يؤدي بدوره إلى تلف الخلايا العصبية التى تساعد على تكوين الصور السمعية للكلمات أو للأصوات، وينتج عن ذلك ما يسمى بالصمم الكلامي، وهو شكل من أشكال الأفيزيا الحسية حيث تكون حاسة السمع سليمة ، ولكن الألفاظ تفقد معناها لدى السامع، كما لو كانت هذه الألفاظ من لغة أخرى لا يعرفها الفرد، كما أن الصمم الكلامي يمكن اعتباره شكل من أشكال الأجنوزيا* Agnosia .

ومن الجدير بالذكر أن المصاب بهذا الاضطراب لا يستطيع فهم الكلام عموماً. ويصاحب هذا الاضطراب الإصابة التي تلحق بالمنطقة الخلفية من التلفيف الصدغي الأول (في منطقة فرنيكة)،  وكلام المصاب بالأفيزيا الاستقبالية أكثر طلاقة من كلام المصاب بالأفيزيا التعبيرية، لكن ذلك يتوقف علي حجم الإصابة، فكلام المصاب بالأفيزيا الاستقبالية قد يتراوح بين أن يكون غريباً نوعاً ما إلي كونه خال تماماً من المعني. وغالباً ما يستخدم هؤلاء المرضي في كلامهم كلمات غير مألوفة أو غير معروفة.

وفى بعض حالات الأفيزيا الحسية عند فرنيكة نجد المصاب يفهم كل لفظ في الجملة لوحده، ولكنه لا يستطيع فهم معنى الجملة كاملة ، وهذا ما يسميه البعض بالأفيزيا المعنوية، وهناك حالات أخرى نجد المصاب فيها يستخدم كلمات في غير مواضعها، ويستخدم كلمات غريبة غير مألوفة، ومثل هذه الحالات يكون المصاب قد اكتسبها بسبب وجود الاضطراب من صغره في المراكز السمعية الكلامية حيث يحدث خلل في تكوين الصور السمعية للكلمات (سيلي سبرنجر  وجورج ديوتك ، 2002).

 

<!--أفيزيا تسمية الأشياء:

تلك التي تعرف أيضاً " بالأفيزيا النسيانية " وفي هذا النوع فإن المصاب يجد صعوبة في تسمية الأشياء ، فإذا عرضنا عليه مجموعة من الأشياء المألوفة وطلبنا منه تسميتها فإنه قد يشير الي استعمالاتها عوضاً عن أسمائها، وهذا الاضطراب لا يشمل فقط الأشياء المرتبطة بل يشمل أسماء الأشياء المسموعة ، أو الملموسة ، وتبقى قدرة المصاب على تذكر الحروف وأجزاء الكلام المطبوعة سليمة ، ويبقى قادراً أيضاً على استعمال الشيء والإشارة إليه إذا سمع اسمه أو رآه ، فإذا قدم للمريض كرسي وسألناه عن اسمه لا يستطيع تذكر كلمة (كرسي) وربما أمكنه إدراك وظيفة الكرسي واستعمالاته ، وإذا سئل المصاب هل هذا منضدة، أم كتاب أم كرسي ، فإنه يجيب الإجابة الصحيحة ، ولكن المشكلة تتركز في تذكر اسم الشيء لو طلب منه ذلك.

وعلى الرغم من أن هذه الصعوبة موجودة لدي المصابين بمعظم أنواع الأفيزيا، إلا أن الصورة " النقية " من الأفيزيا تسمية الأشياء تنتج من إصابة المنطقة القشرية التى تقع بين الفص الصدغي، والفص الجداري ، والفص القفوي-وهى المنطقة التى تسمى " التلفيفة الزاوية "كما  أن المصاب بالصورة النقية من أفيزيا تسمية الأشياء ، لديه الإمكانية على الفهم العادي، كما يمكنه التحدث بصورة طبيعية وتلقائية إلى حد كبير في أثناء حديث غير رسمي.

 

<!--الأفازيا الشاملة أو الكلية:

يشير هذا النوع من الأفيزيا إلى العجز الشديد في كل الوظائف المتعلقة باللغة.  ففي هذا النوع من الأفيزيا نجد أن قدرة الشخص المصاب على الفهم وإنتاج الكلام معيبة أو لا توجد نهائياً. ولكنه قد يستطيع التواصل مع غيره عن طريق الإشارات أوالرموز ، كأن يستخدم صوراً بدلاً عن الكلمات، وحتى في هذه الطريقة قد يجد المصاب صعوبة في تنفيذها أو قد لا تنجح كلياً .

وهذا النوع من الأفيزيا ينتج عن إصابة واسعة في نصف المخ الأيسر تغطي معظم المناطق التى يعتقد أن لها دوراً في فهم وإنتاج اللغة.  فهذا الشكل من الأفيزيا الشاملة أو الكلية يحدث بسبب إصابة الدماغ بجلطة دموية تؤدى إلى انسداد الشريان والأوعية الدموية المغذية للمخ ، وللألياف العصبية الواردة من المراكز العليا للحركة بالفص الجبهي و المتجه نحو الذراع ، والساق، والأطراف وأعضاء النطق، مثل هذه الإصابة تنتشر في جزء كبير من مناطق الكلام في نصف الكرة المخ المسيطر، ويمكن أن تحدث نفس الأعراض بسبب الالتهابات ، والنزيف الدماغي، الذي يؤدى إلى حرمان المنطقة المصابة من التغذية  والأوكسجين اللازم .

 

وتضيف  سيلي سبرنجر  وجورج ديوتك ( 2002) –الى ما سبق من أنواع- نوعين آخرين من الأفيزيا هما :

<!--الأفيزيا التوصيلية:

يتسم هذا النوع من الأفيزيا بعدم قدرة المصاب علي إعادة ما يسمعه بصوت عال. بالإضافة إلي كون الكلام التلقائي لهذا المصاب ليس إلا رطانة لا معني لها غالباً (كما في أفيزيا فرنيكة)، ولكن علي عكس أفيزيا فرنيكة، فإن قدرة المصاب علي فهم الكلام المنطوق و الكلام المكتوب تظل إلي حد كبير سليمة. هذه الأعراض إذن يمكن شرحها علي أنها ناتجة من فصل مراكز الاستقبال عن مراكز التعبير اللغوي في المخ.؟ وفي الحقيقة، فإن الإصابة التي تلحق بالمسار العصبي المسمي الحزمة القوسية التي تصل بين مناطق بروكا وفرنيكة وجدت فعلاً في مثل هذه الحالات .

 

<!--الأفيزيا الممتدة( أو العابرة لمناطق القشرة) :

ويحدث هذا النوع من الأفيزيا نتيجة إصابة المنطقة القشرية ، ولكن هذه الإصابات تبقي علي مراكز أو مناطق الكلام وكذلك المسارات الموصلة بينها سليمة، ولكن هذه الإصابات-في الوقت نفسه -تعزل هذه المراكز أو المناطق عن بقية المخ. فإذا كانت الإصابة قد عزلت منطقة فرنيكة عن بقية أجزاء المخ فإنها تسمى " الأفيزيا الحسية المعزولة " بينما إذا كانت الإصابة قد عزلت منطقة بروكا  مختلطة ممتدة) .

وتوجد في أنواع الأفازيا الثلاثة المذكورة درجات متباينة من مشاكل فهم وإنتاج الكلام تلقائياً. مثل هؤلاء المرضي يستطيعون أن يعيدوا-يكرروا-بصورة جيدة ما يقال لهم ، وهى حالة تسمى صدى الكلام (أو الببغاوية) . وبقاء القدرة على إعادة ما يقال سليمة في هؤلاء المرضى، هو ما يميز الأفيزيا الممتدة عن أفيزيا بروكا، وأفيزيا فرنكه، والأفيزيا التوصيلية حيث القدرة على إعادة الكلام معيبة في هذه الأنواع الثلاثة الأخيرة .

 إجراءات تشخيص اضطرابات اللغـــة :

هناك عددٌ من الإجراءات التي ينبغي إتباعها عند التعرف على مدي معاناة الطفل من اضطرابات اللغة ، ومن بين هذه الإجراءات التي عرضها شيمس وإليزابيث Shames, G & Elisabeth, H.   ( 1982) ما يلي :

الإجراء الأول : المسح العام

يشمل المسح العام كل طفل يلتحق بالصفوف الأولي للتعرف على مدي معاناته من  صعوبات أو اضطرابات في اللغة , إذ أن معظم الأطفال معرضين لاضطرابات اللغة بشكل أو بآخر , ومن المحتمل أن يقوم الوالدين أو المعلمين بإحالتهم إلى عيادات أمراض التخاطب , وخلال المسح العام ينبغي التعرف أيضاً على جميع الأطفال ذوي مشكلات تعلم الكتابة والقراءة والتهجئة . إذ أن هناك مراحل حرجة وحساسة  في العملية التعليمية ينبغي فيها تقييم الأطفال المعرضين لاضطرابات اللغة , وتظهر هذه المراحل عند الانتقال من الصف الثالث إلي الرابع من المدرسة الابتدائية ومنها إلي الثانوية ومنها للتعليم العالي.

ومن الجدير بالذكر أنه يتم استخدام أحد الاختبارات المتعددة لإجراء المسح العام للغة لتحديد الأطفال المعرضين لاضطرابات اللغة ومنها : اختبار بــانكســون Bankson,N. (1977) والذي يشتمل علي 153عبارة مقسمة إلي خمسة أبعاد هي : معلومات المعاني , القواعد المورفولوجية , القواعد التركيبية , الإدراك البصري , والإدراك السمعي .

وهناك اختبارات أخري تستخدم في التقييم الإكلينيكي لوظائف اللغة , تلك الاختبارات تستخدم للتعرف على كفاءة اللغة الاستقبالية التعبيرية في مرحلتين ، هما :

(1) المستوي التمهيدي : وهو المستوي الذي يمتد من مرحلة الروضة حتى الصف الخامس الابتدائي , ويشتمل علي ثمانٍ وأربعين عبارة مقسمين إلى قسمين : القسم الأول من العبارات يهتم بسؤال الوالدين حول ما يقوله الطفل ، أما القسم الثاني فيشتمل علي الاستجابة اللفظية للعديد من العبارات .

(2) المستوي المتقدم : الذي يمتد من الصف الخامس الابتدائي إلى الثالث الثانوي ، ويشتمل علي اثنتين وخمسين عبارة مقسمة إلي قسمين : القسم الأول يستخدم ورق الكوتشينة والتعرف علي هذا الورق , والقسم الثاني يستلزم الإجابة اللفظية للعديد من العبارات.

 

الإجراء الثاني : تشخيص جوانب القوة والضعف

غالبا ما يتضمن مصطلح التشخيص في بعض معانيه عملية محاولة التعرف على جوانب القوة والضعف لدي الطفل في إحدى القدرات أو معدل المهارات ، ويشتمل هذا التشخيص على خطوتين ؛ هما :

الخطوة الأولي : وفيها يشتمل التشخيص علي وجهة نظر الطفل عن مشكلات اللغة والتواصل لديه واستجاباته الشخصية وأساليب تفاعله ،  وينبغي أيضاً التعرف على لهجة الطفل , فكثير من المشكلات التي تتعلق باستخدام بعض الكلمات من الممكن أن تكون نتيجة لتباين اللهجات .

الخطوة الثانية : يتم خلالها الحصول علي معلومات صادقة ودقيقة وموضوعية ويمكن قياسها عن طريق قدرات وسلوكيات الأطفال اللغوية والتواصلية , ويمكن إجراء ذلك باستخدام الاختبارات الرسمية للغة , وتحاول الاختبارات غير الرسمية تحديد المتغيرات التي تتحكم في سلوك محدد للغة والتواصل .  ومن بين المتغيرات التي يهتم بها أخصائي التخاطب مستوي تعقيد مدخلات اللغة أو الاستجابات اللغوية والتواصلية المطلوبة .

وهكذا يعتمد الأسلوب المستخدم في تشخيص اضطرابات اللغة لدي الأطفال علي وجهة نظر أخصائيي التخاطب في طبيعة اضطرابات اللغة لديهم ، وأساليب التدخل الملائمة. ويمكننا تحديد العديد من الطرق الأساسية لقياس اضطرابات اللغة والتواصل لدي أطفال المدرسة كما يتعين القول أن تلك الطرق تختلف في المقاييس والإجراءات والأدوات المستخدمة للإجابة عن التساؤلات التشخيصية ، وكذلك تختلف باختلاف موضوعاتها الأساسية .

ومن المهم الآن الإشارة إلى سبع طرق أساسية شائعة الاستخدام في مجال تشخيص اضطرابات اللغة ، وهي :

(1) الطرق التشخيصية الوصفية(تحليل العملية أو المهمة) :

تقوم هذه الطرق بقياس اضطرابات اللغة من خلال تقييم الخصائص السلوكية للطفل أو مدخلات اللغة أو المهام ، بمعني آخر تحديد نقاط القوة والضعف لدي الطفل في إحدى العمليات اللغوية أو مهاراتها , وبعدها يتم اتخاذ القرار بشأن ما إذا كان الطفل يحتاج إلي تدخل أو علاج لاضطرابات اللغة لديه أم لا , ومن خلال تلك الطرق يمكننا تحديد اثنين من النماذج المختلفة ؛ وهما :

النموذج الأول :  العملية أو القدرة

يحاول هذا النموذج التفرقة بين الوظائف والعمليات التي تساعد أو تضبط عملية الاكتساب والاستخدام الطبيعي لمهارات اللغة , ويشيع تطبيق هذا النموذج في قياس اضطرابات اللغة و اضطرابات التعلم لدي كبار الأطفال والمراهقين , ويركز في الأساس علي افتراض أن التأخر العام ، أو تأخر النضج والنمو ، أو الخلل الوظيفي العصبي سوف يؤدي إلي زملة ( مجموعة أعراض ) من قصور اللغة .

ويقوم هذا النموذج بتقييم عمليات ووظائف من قبيل : الإدراك السمعي ، و الإدراك البصري ، والعمليات المعرفية ، والذاكرة ، والعمليات العصبية النفسية ، والعمليات النفس لغوية . وقد يتطلب التقييم قدرة أو أكثر من القدرات التي تشارك في إدراك وتمييز الكلام , وتفسير اللغة المنطوقة . وقد يمتد التقييم فيشتمل علي الذاكرة بعيدة المدي وقصيرة المدي ، والاستدلال ، أو التفكير اللفظي ، وغير اللفظي ، وإيجاد الكلمات واستدعائها والعمليات البصرية والحركية التي تشترك في عمليات القراءة والكتابة والتحدث .

النموذج الثاني : تحليل المهمـــة

يركز هذا النموذج علي تقييم خصائص مهام اللغة والكلام والتواصل بهدف تحديد ماهية تلك المهام التي تسهل أو تسبب ضعفا وانهيارا في الأداء اللغوي . وعندما يتم تطبيق هذا النموذج لتقييم اضطرابات اللغة والتواصل فإن تحليل المهمة يركز علي الأسس والمهارات اللغوية .

 

(2) الاختبارات التشخيصية :

من بين الاختبارات التشخيصية الوصفية المستخدمة في تشخيص  وتقويم اضطرابات اللغة ما يلي :

<!--اختبار الينوي  Illinois للقدرات النفس لغوية :  والذي يضم بعدين للغة والتواصل , هذا الاختبار ينقسم إلى ثلاثة أبعاد رئيسية , هي :

<!--مستوي التنظيم

<!-- قنوات التواصل

<!-- العمليات النفسية .

ويشتمل اختبار القدرات النفس لغوية علي اثني عشر اختباراً فرعياً ،  سبع منها تقوم بتقييم العديد من معالم اللغة مثل تكملة الجمل بصياغة كلمات ملائمة ، وتكملتها بكلمات مترابطة ، أما الاختبارات المتبقية فتركز علي العمليات البصرية . ويستخدم هذا الاختبار في المجالات التعليمية والعلاجية ، ويستخدم أيضاً في عدد كبير من البحوث التي تربط أشكال القصور بفئات الإعاقة مثل التخلف العقلي وصعوبات التعلم .

<!--اختبارات ديترويت Detoit للاستعداد للتعلم : يحدد هذا الاختبار خصائص وطرق قياس العمليات السمعية والبصرية , ومن بين العمليات السمعية للاختبارات الفرعية لهذا المقياس نجد : الذاكرة السمعية للكلمات والجمل ، والمعلومات الخاصة بالكلمات المترادفة ، والمعاني المختلفة لأزواج الكلمات , وتم تقنين هذا المقياس على من  تزيد أعمارهم عن 19 عاماً , ولكن لسوء الحظ فإن هذه المعايير العمرية تم جمعها في الخمسينيات من القرن الماضي وبالتالي لم تعد ملائمة للاستخدام بعد مرور أكثر من خمسين عاماً على جمعها أضف إلى ذلك ما يمكن الشك فيه من حيث صدقها وثباتها.

<!--اختبار نمو اللغة   : وهو نموذج لغوي لقياس وتقييم القدرات اللغوية ويشتمل علي ثمانية اختبارات فرعية اثنين منها لقدرات اللغة التعبيرية والاستقبالية عند مستوي الأصوات الكلامية وصياغة الكلمات وتركيب الجمل ومعاني الكلمات (Newcomer,P. & Hammill,D . ,1977).

<!--التقييم الكلينيكي لوظائف اللغة: يستخدم في مجال اختبار اللغة , ويشتمل علي أحد عشر اختباراً فرعياً أساسياً ، واثنين من الاختبارات الفرعية للغة التكميلية , وثلاثة من هذه الاختبارات تتعلق بتراكيب الجملة وتحولاتها في مهام فهم وتكرار وصياغة الجملة , وهناك العديد من الاختبارات الفرعية تتعلق بمعاني الكلمة ، والعلاقة بين بعض الكلمات ، وترابطات الكلمة , وتشتمل أيضاً الاختبارات الفرعية علي اختبارات تتعلق بالقدرة علي تحديد الاسم بسرعة ، واستدعاء التوجهات الشفهية أو اللفظية ، وتفاصيل الموضوعات المنطوقة Semel,E .& Wiig,E .1980).

إن كل الاختبارات الفرعية لهذا التقييم تقوم بتحليل العبارة للمكونات التي تسمح بمعرفة أنماط الاستجابات الخاطئة , وهناك طرق ومهام رسمية وغير رسمية تم مناقشتها ككل واختبارات فرعية تسمح لأخصائي التخاطب بمعرفة متغيرات اللغة التي تسهل أو تعوق الاستجابات الدقيقة . ويعد هذا التقييم مرجعي المحك .

 

(3)  مدخل تعلم السلوك Behavior learning Approoch  :

تهدف هذه الطريقة إلي معرفة العلاقة بين المثير والاستجابة في سلوكيات اللغة والتواصل , وكذلك تحديد الاحتمالات الممكنة لحدوث سلوكيات محددة ، وعادة ما يتم تطبيق هذه الطريقة لتقييم أثر صعوبات إيجاد الكلمات علي الاستخدام التلقائي للغة . ويهدف هذا النوع من القياس إلى تحقيق ثلاثة أهداف ؛ هي :

الهدف الأول : الحصول علي rdhshj صادقة يمكن الاعتماد عليها لتكرار إبدالات الكلمة والتوقف أثناء البحث عن الكلمة المطلوبة ، وكذلك الأوصاف الوظيفية مثل الأسماء والسمات الأخرى لصعوبات إيجاد الكلمة .

 الهدف الثاني : الحصول علي rdhshj صادقة عن معدل التحدث ، ومدة التوقف عند حدوث صعوبات في إيجاد الكلمة أثناء التحدث .

الهدف الثالث : تحديد المواقف التي تزداد أو تنخفض فيها صعوبة إيجاد الكلمة .

وللحصول علي بعض المقاييس السلوكية فإن أخصائي التخاطب في حاجة إلي استخدام بعض الأدوات التي تقدم تقديراً تراكمياً للمقاطع ، والكلمات المنطوقة ، ومدة الوقفات ، ووقت انتكاس الكلام .

ومن الممكن تحديد بعض المهام المختلفة للقراءة والكلام ؛ لتقرير ما إذا ما كان هناك تغيراً حدث في معدلات التكرار والوقت كوظيفة للمهمة أو سياق التواصل , كما يمكن استخدام البيانات السلوكية التي تم الحصول عليها من القياس كأساس للتدخل وتقدم القياس في المستقبل , إن هذه الطريقة تلجأ إلى التدخل الذي يستخدم نفس أساليب القياس .

 

(4) الطرق التفاعلية البينشخصية :

تحاول هذه الطرق قياس سمات قدرة الطالب علي التواصل بفعالية في العديد من مواقف التواصل الاجتماعية و المواقف البينشخصية . والهدف من  استخدام هذه الطرق هو قياس العلاقات بين الرسائل المنطوقة والسياق الذي تظهر فيه ، وتفسير المستمع لما يصل إليه من رسائل ، وتركز أيضاً علي معرفة نقاط القوة والضعف الموجودة لدي الطفل . ويتم الحكم علي الكفاءة التواصلية للطفل من حيث ارتباطها بفعالية في إدراك واحدة أو أكثر من وظائف اللغة.

ومن الممكن استخدام العديد من المكونات في هذا النوع من قياس اضطرابات التواصل ، ومن أكثر هذه المكونات شيوعاً مهام التواصل الوصفي ,  والذي يقوم فيه الطفل بوصف الأشياء أو الصور أو الأحداث . ومن الممكن أيضاً استخدام الحوارات الرسمية وغير الرسمية في القياس . ومن الممكن أن يكون الهدف من هذه الطرق تقييم ما إذا كان الطفل يعرف قواعد المحادثة ،  ويستجيب بطريقة ملائمة للأسئلة     أم لا .  كما يمكن استخدام طريقة لعب الدور لقياس قدرة الطفل علي الإخبار والضبط واستخدام الطقوس التقليدية والتعبير عن مشاعره أو تغيير أسلوبه لتلبية حاجات مختلف المستمعين وغيرها من وظائف اللغة , كما يمكن أيضاً قياس تواصل الطفل في أحد الأنشطة المقننة مثل إلقاء قصـــة.

 

(5) طريقة النظام البيئي ككل :

إن هذه الطريقة تستخدم لتقييم لغة طفل المدرسة ، وتشتمل على تحليل المهمة والطرق التفاعلية البينشخصية ، كما أنها تحاول قياس ما يحدث عندما يقوم الطفل الذي يعاني من اضطرابات اللغة بتطبيق قدرته علي استخدام اللغة الشفاهية في العمليات الأكاديمية مثل القراءة والكتابة والتهجئة ، والحصول علي المعلومات من الفصل المدرسي أثناء شرح المعلم أومن الكتب المدرسية. وتُقّيم هذه الطريقة وتراعي حاجة الطلاب إلي التكيف.  وتقوم أيضاً بدمج تقييم مهارات اللغة اللفظية مع تقدير مهارات التواصل غير اللفظي , كما أنها تراعي مشاعر الطفل وردود فعله التكيفية     أو اللاتكيفية مع المهام الرسمية التي تركز علي اللغة ومواقف العلاقات البينشخصية والتواصل الاجتماعي ، وتحديد مدي حاجة الطفل إلي الإرشاد النفسي في المراحل المختلفة للنمو . وفي النهاية فإن هذه الطريقة تراعي ردود فعل الآخرين نحو لغة الطفل وقدرة الطفل على التواصل معهم لقياس حاجته إلي الإرشاد النفسي .

ولا بد أن يقوم بتقييم اللغة في هذه الطريقة فريق عمل لأنها تحتاج إلي مشاركة العديد من المختصين مثل أخصائي القراءة والحساب ، والمرشدين المهنيين ، والموجهين والأخصائيين النفسيين . ومن الضروري أن يعمل الجميع معاً وبإخلاص حتى تنجح إسهامات اللغة في رفع مستوى التحصيل الأكاديمي والتعلم الرسمي و في تحقيق التوافق النفسي اجتماعي و في تحقيق النمو .

 

(6) توسيع عملية الاختبـ

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 85 مشاهدة
نشرت فى 10 يوليو 2023 بواسطة mwafi

التربية الخاصة-فلسطين

تبادل علمي فقط. "‏النقاش مع شخص واعي متعة وراحة عظيمة، حتى وإن خالفك الرأي يفتح لك آفاقًا جديدة ."