اضطرابات الإدراك والانتباه
اختلاط الإحساسات synaesthetia
وتعني لغويا إدراك الأشياء مع بعضها .
ويحدث الاختلاط بين إحساسات حاسة واحدة (السمع مثلا) أو عدة إحساسات (السمع والشم مثلا) .
كثيرا ما يتم الجمع بين الألوان والأحرف أو الأرقام أو الكلمات . وقد يتم الجمع بين الصور والروائح أو الأصوات .
وتسمى المثيرات التي تثير إحساسات أخرى بالمحفزات Inducers.
أول حالة عرفت لاختلاط الإحساسات هي حالة جون ساكس التي وصفها في بحثه للدكتوراه ، وهي رؤية ألوان عند مشاهدة الأرقام .
في عهد المدرسة السلوكية رفضت فكرة اختلاط الحواس .
في نهاية الثمانين تم إجراء تجارب على الأشخاص الذين يدعون وجود هذه الحالة لديهم ،فأعطوا قوائم من الكلمات ذات المعنى والكلمات عديمة المعنى ، وسئلوا عما يرونه ، ثم بعد عشرة أسابيع ءلب منهم إعادة ذكر ما يظهر لهم من ألوان أو إحساسات عند رؤية نفس الكلمات ، فوجد أن الأداء كان متطابقا تماما . وفي المقابل كان هناك مجموعة أخرى من الأشخاص السليمين من اختلال الحواس وظهر أن أداءهم في وصف ألوان ترتبط ببعض الكلمات غير متطابق بين الاختبار الأول والاختبار الثاني .
عادة ما تكون حالة اختلاط الحواس ذات اتجاه واحد ، أي الحرف ينتج اللون وليس العكس .
غالبا ما تكون الحالة مرتبطة بإدراك المستويات الأولى مثل اللون أو الرقم ، وليس بالمثيرات المعقدة مثل الوجوه .
اختلاط الإحساسات يستمر لفترة طويلة حتى لو فقد الشخص الحاسة المسؤولة عن الاختلاط ، فمثلا بعض المكفوفين الذين كانوا يعانون من هذه الحالة قبل كف بصرهم ، أصبحوا يرون الألوان عند تحسس حروف برايل .
بتريشا دوفي وقصتها مع اكتشاف حالتها ، من خلال حوار مع والدها عن الأحرف والألوان .حيث لم تكن تعرف أنها مصابة بهذه الحالة منذ طفولتها ، ولكنها اكتشفتها في سن المراهقة .
الذكور والإناث متساوين في الإصابة بالمرض .
اختلاط الإحساسات هي حالة وراثية ، فثلث الأشخاص الذين يعانون منها لديهم أقارب يعانون منها أيضا .
يستخدم اختبار "ستروب" وهو اختبار الكلمة واللون ، لاكتشاف اختلاط الإحساسات .
تجارب البحث البصري عن حرف معين بين أحرف من نفس اللون أو لون مختلف لم تجعل المصابين بحالة اختلاط الحواس أفضل أداء من الأشخاص العاديين .
تجارب على الحساب أجريت على المصابين باختلاط الحواس :حين يكون ناتج الجمع مطابقا للون بقعة ملونة فهذا يجعل الأداء أفضل .
إحدى الدراسات التي استخدمت fMRIوجدت أن المصابين باختلاط الحواس يظهرون نشاطا في منطقة V4وهي منطقة خاصة بإدراك الألوان ، وهذا النشاط في المنطقة الخاصة بالألوان يظهر عندهم بمجردرؤية الأحرف أو الأرقام .
يحتمل أن تكون حالة اختلاط الحواس هي الأساس لأن دماغ الطفل يحمل وصلات عصبية أكثر من دماغ الراشد لكنها تبدأ بالضمور . أي أن الدماغ يبدأ بتثبيط هذه الوصلات فيقل الإحساس بالألوان مثلا عند رؤية الأحرف .
وجد أن تعاطي بعض المخدرات مثل LSDمن شأنه أن يحدث استجابة مشابهة ،وهذا ما يجعلنانعتقد أن حالة اختلاط الحواس هي منع تثبيط الروابط بين مناطق الدماغ .
كثير من الأشخاص المصابين بهذه الحالة يرونها موهبة ، ولكن في بعض الأحيان تصبح الحالة مزعجة – على سبيل المثال – عند اقتران الصور بالأصوات ، فمثل هذه الحالة قد تجعل الفرد يتجنب أي استثارة تجنبا للضوضاء .
عسر القراءة Dyslexia :
كلمة دسلكسيا هي كلمة يونانية الأصل وتعني صعوبات مع الكلمات .
هذا الاضطراب وراثي بالدرجة الأولى ، ويصاب بها 10% من الأشخاص حول العالم (مع مراعاة الفروق الثقافية، حيث أن بعض اللغات تكون أصعب من غيرها في التعليم والتعلم).
ليس هناك فئة ذكاء محددة يكون أفرادها أكثر عرضة للإصابة بعسر القراءة ، فعسر القراءة يصيب مختلف الفئات .
هذا الاضطراب قد يحصل مع اضطرابات أخرى مصاحبة مثل : عسر الحساب ، وعسر الحركة ، وعجز الانتباه .
عسر الحساب Dyscalculia :
عدم القدرة على التعامل مع الأرقام وفهم معانيها ، وإجراء العمليات الحسابية الأساسية .
ويستخدم دليل التشخيص الأمريكي الخامس DSM5 مصطلح صعوبات التعلم المحددة SPECIFIC LEARNING DISORDER ، ليكون مظلة يجمع تحته صعوبات التعلم المعروفة سابقا مثل عسر القراءة ، وعسر الحساب ، وعسر الكتابة .
ويتم تشخيص صعوبات التعلم وفقا للمعايير التالية :
1-أن تستمر الأعراض لمدة ستة أشهر على الرغم من وجود برنامج تدخل بمعالجة الصعوبة الموجودة لدى المتعلم ، ومن هذه الصعوبات :
<!--صعوبات في ترميز الكلمات ، والطلاقة في قراءة الكلمات .
<!--صعوبات في الاستيعاب القرائي .
<!--صعوبات في إملاء الكلمات .
<!--صعوبات في الكتابة تشمل القواعد وعلامات الترقيم والتنظيم والوضوح .
<!--صعوبات في الإحساس بمعاني الأرقام ،إجراء العمليات الحسابية .
<!--صعوبات في الاستدلال الرياضي .
2-المهارة الأكاديمية المتأثرة تكون أقل من المستوى المتوقع لعمر المتعلم ، وتؤثر على تحصيله الدراسي ، وعلى أنشطة حياته اليومية .
3-حتى لو ظهرت بعض الأعراض في مرحلة ما قبل المدرسة ، التشخيص يتم عند الالتحاق بالمدرسة .
4-يجب ألا يكون سبب اضطراب صعوبات التعلم أحد الأسباب التالية :
<!--الإعاقات العقلية
<!--الإعاقات السمعية والبصرية
<!--الاضطرابات النفسية الشديدة مثل الاكتئاب والقلق
<!--الاضطرابات العصبية
<!--الصعوبات النفسية الاجتماعية (مثلا الرهابالاجتماعي)
<!--التعلم بلغة مختلفة عن اللغة الأم
<!--عدم وجود تعليمات واضحة للمتعلم .
اضطراب عجز الانتباه وفرط النشاط الحركي Attention deficit and hyperactivity disorder :
هذا الاضطراب هو من أكثر الاضطرابات شيوعا لدى الأطفال ومن أكثرها تأثيرا على جوانب مختلفة من حياة الطفل .
عادة ما يصاحب هذا الاضطراب اضطرابات أخرى .
يشمل اضطراب عجز الانتباه وفرط النشاط الحركي ثلاثة أعراض رئيسية :
1-فرط النشاط
2-الاندفاعية
3-عجز الانتباه
المعلم يلعب دورا مهما في تشخيص اضطراب عجز الانتباه وفرط النشاط الحركي حيث أن الأخصائي أو الطبيب النفسي يأخذ ملاحظات المدرس لتعبئة مقاييس تقدير السلوك واستمارات الملاحظة .
أسباب الإصابة باضطراب عجز الانتباه وفرط النشاط الحركي :
1-أسباب جينية : إذا كان أحد الوالدين مصابا بالاضطراب فإن نسبة الإصابة لدى الأبناء قد تصل إلى 50%.
فالدراسات تشير إلى وجود تغيرات في دماغ الشخص المصاب بهذا الاضطرابب منها تغيير في المواد الكيميائية المسؤولة عن تنظيم الانتباه مثل : السيروتونين ، والدوبامين ،والنورابينيفرين . ومن التغيرات أيضا : زيادة النشاط في مناطق المخ المسؤولة عن الاندفاعية .
2-أسباب بيئية مثل
1-التدخين للمرأة الحامل .
2-البيئة التي يوجد فيها الطفل تلعب دورا كبيرا في شدة الأعراض أو ضعفها .
3-التعرض لنسب عالية من الرصاص .
التشخيص :
1-يجب أن تستمر الأعراض لمدة تزيد على ستة أشهر .
2-يجب أن تظهر الأعراض قبل سن سبعة سنوات .
3-يجب أن تظهر الأعراض في أكثر من مكان (مثل المنزل والمدرسة)
4-يجب أن يكون للأعراض أثر سلبي على حياة الطفل الأكاديمية أو الاجتماعية .
5-يجب استبعاد الاضطرابات الأخرى مثل التخلف العقلي و اضطرابات المزاج .
6-عجز الانتباه يشمل :
<!--صعوبات في إنهاء المهمة
<!-- صعوبات في اتباع التعليمات
<!--عدم القدرة على الانتباه للتفاصيل .
7-فرط النشاط يشمل :
<!--عدم القدرة على الجلوس في مكان واحد
<!--عدم القدرة على الانتظار أو الوقوف في صف
<!--الاندفاع
<!--عدم القدرة على الاستماع لفترة طويلة
<!--كثرة الكلام
8-ليتم تشخيص الطفل بأنه يعاني اضطراب عجز الانتباه وفرط النشاط الحركي لا بد أن تكون لديه أعراض خاصة بعجز الانتباه وأعراض خاصة بفرط النشاط الحركي .
التدخل العلاجي :
يشمل التدخل العلاجي عدة جوانب :
-لابد من التشخيص السليم للاضطراب .
يشمل التشخيص السليم التعرف على الاضطرابات المصاحبة لهذا الاضطراب ، ومنها اضطرابات صعوبات التعلم ، فمن النادر أن يتم تشخيص هذا الاضطراب منفردا .
<!--تعديل سلوك الطفل بأساليب العلاج السلوكي ، مثل تعزيز السلوك المرغوب .
<!--التعديل للبيئة المنزلية والصفية التي يكون فيها الطفل . كتقليل المشتتات حول الطفل ، مثل جعله يجلس بعيدا عن النوافذ.
-العلاج بالأدوية .
-ولا بد من التقييم المستمر للطفل من قبل المنزل والمدرسة لملاحظة مدى استجابته للعلاج .
أعراض عجز الانتباه وفرط النشاط الحركي لدى الراشدين :
<!--مشكلات في العلاقات مع الزملاء .
<!--ضعف في الأداء المهني
<!--ضعف في الأداء الأكاديمي
<!--الإدمان
<!--كثرة التورط في حوادث المرور
اضطرابات الذاكرة فقد الذاكرة Amnesia
تعريف اضطراب فقد الذاكرة :
هو فقد الذاكرة الذي يؤثر على قدرة الإنسان على التكيف وأداء مهامه اليومية .
هناك سببان رئيسيان لفقد الذاكرة :
1-فقد الذاكرة العضوي :
يحدث فيها تلف في مناطق الدماغ ، وعادة لا يمكن علاجه .
ينتج عن إصابات الدماغ ، والالتهاب وبعض الأمراض التي تؤدي إلى تدهور عمل الدماغ مثل الزهايمر .
2-فقد الذاكرة الوظيفي :
تكون أسبابها نفسية ، مثل الصدمات والأحداث المؤلمة التي يحاول الإنسان قمعها .
هذا الفقد يكون مؤقتا ولأحداث معينة .
فقد الذاكرة العضوي هو الأكثرتأثيرا على الفرد ، كما أن العلماء اهتموا بدراسته لأنه يدلنا على طبيعة الذاكرة .
من أمثلة الأمراض التي يحدث فيها فقد الذاكرة العضوي :
1-الزهايمر :
هو تدهور عضوي في بنية الدماغ ، يبدأ بالتأثير على الذاكرة ويتعداه إلى مناطق الدماغ الأخرى المسؤولة عن اللغة والإحساسات والعمليات اللاإرادية ،
وحيث أن الزهايمر يشمل العديد من أعراض التدهور العقلي ، فلا يمكن دراسة مرضى الزهايمر باعتبار أنها عينة ممثلة للأشخاص الذين يعانون من فقد الذاكرة .
يصيب الزهايمر 20% من الأشخاص بين الستين والسبعين من العمر . ولكن يمكن أن يظهر الزهايمر قبل ذلك .
2- مرض كورساكوف :
ينتج هذا المرض عن تعاطي الكحول ، وأبرز أعراضه هو فقد الذاكرة .
ونظرا لأن فقد في هذا المرض يكون للذاكرة يشمل الذكريات القريبة والبعيدة فقد اهتم العلماء بدراسة الأشخاص الذين يعانون من مرض كورساكوف باعتبارها عينة ممثلة لمرض فقد الذاكرة العضوي .
3-مرض إنسيفالوس :
ينتج هذا المرض عن فيروس يصيب الدماغ .
هذا المرض نادر وليس منتشرا بدرجة كبيرة .
نظرا لأن تاريخ بداية المرض تكون معروفة بخلاف الزهايمر مثلا ، يمكن تحديد أعراضه بسهولة .
الفصل بين الذاكرة طويلة المدى والذاكرة قصيرة المدى :
الأشخاص الذين يعانون من فقد الذاكرة العضوي لا يستطيعون تخزين المعلومات في الذاكرة طويلة المدى ، لكنهم يستطيعون التعامل معها في الذاكرة قصيرة المدى . وأيضا يستطيعون استرجاع المعلومات السابقة لمرضهم من الذاكرة طويلة المدى .
هناك نوعان من فقد الذاكرة العضوي :
1-عدم القدرة على التعلم لأي معلومة جديدة .
2-عدم القدرة على الاسترجاع للأحداث والمعاني التي تم اكتسابها قبل حدوث الإصابة بوقت محدد(مثل ثلاث أو أربع سنوات قبل الإصابة بمرض انسيفالوس).
مثلا :
حالة HM حالة أصيبت بفقد الذاكرة نتيجة عملية استئصال جزء من الفص الصدغي وقرن أمون .
كان HM غير قادر على تعلم أي معلومة جديدة ، ولكنه كان قادرا على تذكر الأحداث التي حدثت قبل العملية الجراحية .
ضعف الذاكرة المصاحب لتقدم العمر :
ضعف الذاكرة المصحوب بتقدم العمر يكون نتيجة ضعف القدرة على التركيز ، وبطء العمليات المعرفية .
كبار السن يشعرون أن الأشياء المعروضة عليهم مألوفة لكنهم لا يستطيعون تذكر كيف تم تعلمها .