[1] التقويم القمري

طول مدة الشهر القمري

يقول علماء الفلك أن القمر يتم دورة كاملة حول الأرض في 29 يوما و 12 ساعة و 44 دقيقة و 38 ثانية. بناءا على ذلك يكون طول الشهر القمري بعد حذف كسور الدقائق ـ وكذلك الثواني ـ هو 29 يوما و 12 ساعة أي 29 يوما ونصف. فإذا ضربنا هذا الرقم في عدد شهور السنة ـ اثني عشر شهرا ـ كان حاصل الضرب هو: 29.5 في 12 = 354 يوما تمثل السنة القمرية. للموافقة بين السنة القمرية وعدد أيامها هو 354 يوما والسنة الشمسية وعدد أيامها هو 365 يلزم إضافة 11 يوم على السنة القمرية وفق المعادلة الآتية: عدد أيام السنة الشمسية = عدد أيام السنة القمرية + 11. نعود الآن لكسور الدقائق الـ 44 والتي حذفناها آنفا لنحسب عدد "فاقد" الدقائق خلال العام كله من خلال ضرب 44 دقيقة للشهر في عدد 12 شهرا ليحصل ناتج قدره هو 528 دقيقة في العام. لو ضربنا رقم 528 دقيقة في 30 سنة نحصل على 15840 دقيقة. لتحويل ذلك الرقم إلى ساعات نقسمه على 60 فينتج 264 ساعة. لتحويل ذلك الرقم إلى أيام نقسمه على 24 فينتج 11 يوما. معنى ذلك أن هناك فاقدا قدره هو 11 يوم كل 30 سنة ينتج عن عدم احتساب كسور الدقائق وفاقدا قدره يوما كاملا كل 2500 سنة ينتج عن عدم احتساب كسور الثواني فأين يذهب هذا الفاقد؟ إن السنة الشمسية يبلغ طولها 365 يوما وربع ويتم اضافة فاقد الربع يوم سنويا كل أربع سنوات في شهر فبراير فينشأ عن ذلك ما يعرف بالسنة الكبيسة وعدد أيامها 266 يوما أي أن "كسور" السنة الشمسية تشكل يوما كاملا وتضاف كل أربع سنوات فهل تضاف "كسور" السنة القمرية والتي تشكل 11 يوما كل 30 سنة إلى السنة القمرية؟ هذا ما أسعى للإجابة عليه من خلال هذا البحث والذي أبدأه بعدة مقدمات تاريخية وفلكية حول الشهور القمرية.

عدة الشهور في كتاب الله ومكانتها
يقول الله تعالى مخبرا عن عدة الشهور: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ...) (التوبة : 36). ويقول الله تعالى مخبرا عن الأهلة: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ...) (البقرة : 189). يتضح من الآيات الكريمة ما يلي: أولا: عدد الشهور 12 شهرا منها أربعة حرم. ثانيا: أن الأهلة هي مواقيت للناس والحج. كأن الله سبحانه يلفت أنظارنا إلى استناد الشعائر ـ كالحج ـ بالأشهر القمرية وليس بالأشهر الشمسية بدلالة لفظ "أهلة" وهي جمع كلمة "هلال" والتي تدل على منازل القمر التي ذكرها الله سبحانه في الآية الكريمة: (... وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (يس : 39) بما يدل على مكانة الشهور القمرية والتقويم القمري بصفة عامة.

أسماء الشهور القمرية ومعانيها
(1) محرم: سُمِّيَ بذلك لأن العرب قبل الإسلام حرموا القتال فيه.
(2) صفر: سمي بذلك لأن ديار العرب كانت تَصْفَر أي تخلو من أهلها لخروجهم فيه للقتال وغيره.
(3) ربيع الأول: سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم.
(4) ربيع الآخِر: سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الربيع أيضا فلزمه ذلك الاسم ويقال له: "ربيع الآخِر" ولا يقال: "ربيع الثاني"لأن كلمة "الثاني" تُوحي بوجود "ثالث" بينما يوجد ربيعان فقط.
(5) جُمادى الأولى: سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الشتاء حيث يتجمد الماء فلزمه ذلك الاسم.
(6) جمادى الآخِرة: سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الشتاء أيضًا فلزمه ذلك الاسم ويقال له: "جمادى الآخِرة" ولا يقال "جمادى الثانية" لأن كلمة "الثانية" توحي بوجود "ثالثة" بينما يوجد جُمادان فقط.
(7) رجب: سمي بذلك لأن العرب كانوا يعظمونه بترك القتال فيه. يقال رجب الشيءَ أي: هابه وعظمه.
(8] شعبان: سمي بذلك لأن العرب كانت تتشعب فيه أي تتفرق للحرب والإغارات بعد قعودهم في شهر رجب.
(9) رمضان: سمي بذلك اشتقاقا من الرمضاء حيث كانت الفترة التي سمي فيها شديدة الحرارة. يقال: رمضت الحجارة إذا سخنت بتأثير الشمس.
(10) شوال: سُمّي بذلك لأنه تسمى في فترة تشوَّلت فيها ألبان الإبل أي: نقصت وجف لبنها.
(11) ذو القعدة: سمي بذلك لأن العرب كانت تقعد فيه عن القتال على اعتباره من الأشهر الحرم.
(12) ذو الحجة: سمي بذلك لأن العرب عرفت الحج في هذا الشهر.

أسماء الشهور القمرية في الجاهلية ومعانيها
(1) محرم: كان اسمه في الجاهلية هو (المؤتمر) وذلك لكونهم كانوا يأتمـرون فيه للتـــشاور.
(2) صفر: كان اسمه في الجاهلية هو (ناجر)، من النجر، أي: شدة الحر.
(3) ربيع الأول: كان اسمه في الجاهلية هو (خوان)، صيغة المبالغة من خائن.
(4) ربيع الثاني: كان اسمه في الجاهلية هو (صوّان) ، صيغة المبالغة من صائن، أي حافظ.
(5) جمادى الأولى: كان اسمه في الجاهلية هو (حنين)، أي الشوق. وكان كذلك يسمى (ختم) أي: الجرة الخضراء.
(6) جمادى الآخرة: كان اسمه في الجاهلية هو (زياء) وهو اسم امرأة قاتلة سمي الشهر بها.
(7) رجب: كان اسمه في الجاهلية هو (الأصم) وذلك لأنه لم تكن تسمع فيه قعقعة السلاح حيث أنه لا قتال فيه.
(8] شـعبان: كان اسمه في الجاهلية هو (عادل) أي: منصف.
(9) رمضان: كان اسمه في الجاهلية هو (نافق). يقال نفق الحيوان أي: مات.
(10) شوال: كان اسمه في الجاهلية هو (واغل) وهو الذي يقتحم على القوم فيشــاركهم طعامهم دون دعوة أو إذن.
(11) ذو القعدة: كان اسمه في الجاهلية هو (وزنه) ويسمى أيضاً (هواع) وهي أنثى الحرباء .
(12) ذو الحجة: كان اسمه في الجاهلية هو (برك) أي: برك البعير في هذا الشهر للنحر وهو شهر الحج.

النسيء والنَّسَأَة في الجاهلية
لفظ "نسيء" مصدر مثل: نذير ونكير. يقال: نَسَأ الشَي‌ْءَ يَنْسَؤُهُ نَسْأً وَمَنْسَأةً وَنَسيئاً إذا أخَّرَهُ تَأخِيراً. وقد وردت مادة (ن / س / ء) في القرآن في موضعين أولهما قول الله تعالى: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (التوبة : 37) وثانيهما قول الله تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) (سبأ : 14). المنسأة هي العصا التي يستند عليها الإنسان وسميت بذلك لأن الجسم يكون متأخرا عنها فهنا يظهر معنى التأخر والتأخير. وهو عند عرب الجاهلية على ضربين:

[الأول]:
إحلال أحد أشهر الحِلِّ كشهر (صفر) مثلا محل أحد الأشهر الحرم كشهر (محرم) مثلا. كانت الطموحات العسكرية في العصر الجاهلي تقضي مثلا بضرورة الإغارة على قبيلة ما في شهر محرم الحرام مثلا ـ وهو أول شهور السنة العربية ـ فيتم التعامل معه على أنه شهر (صفر) مثلا فيحاربون فيه ويستحلون حرمته ثم حينما يأتي شهر صفر ـ ثاني شهور السنة العربية ـ يتعاملون معه على أنه شهر (محرم) فيحرمون ما أحل الله بعدما أحلوا ما حرم الله ليوافقوا بذلك عدد الأشهر الحرم وهو العدد 4 فيحافظون على العدد ولا يحافظون على المعدود. يصف الله تعالى هذا النوع من النسيء بأنه "زيادة في الكفر": (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (التوبة : 37). يقول العلامة عبد الملك بن هشام مهذب سيرة النبي لابن اسحاق حول هذا الموضوع ما يلي: معنى النسأة والنسأة ‏‏الذين كانوا ينسئون [أي: يؤخرون] الشهور على العرب في الجاهلية فيحلون الشهر من الأشهر الحرم، ويحرمون مكانه الشهر من أشهر الحل، ليواطئوا عدة ما حرم الله، ويؤخرون ذلك الشهر، ففيه أنزل الله تبارك وتعالى: (إنما النسيء زيادة في الكفر يُضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله)‏‏‏.‏‏‏ ليواطئوا ‏‏:‏‏‏ ليوافقوا والمواطأة:‏‏‏ الموافقة.... قال ابن إسحاق‏‏‏:‏‏‏ وكان أول من نسأ الشهور على العرب، فأحلت منها ما أحل، وحرمت منها ما حرم: القَلَمَّسُ، وهو حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة.‏‏‏ ثم قام بعده على ذلك ابنه عباد بن حذيفة، ثم قام بعد عباد‏‏‏:‏‏‏ قلع بن عباد، ثم قام بعد قلع:‏‏‏ أمية بن قلع، ثم قام بعد أمية:‏‏‏ عوف بن أمية، ثم قام بعد عوف أبو ثمامة جنادة بن عوف وكان آخرهم وعليه قام الإسلام. وكانت العرب إذا فرغت من حجها اجتمعت إليه، فحرم الأشهر الحرم الأربعة:‏‏‏ رجبا، وذا القعدة، وذا الحجة، والمحرم.‏‏‏ فإذا أراد أن يحل منها شيئا أحل المحرم فأحلوه، وحرم مكانه صفر فحرموه، ليواطئوا عدة الأربعة الأشهر الحرم‏‏‏.‏‏‏ فإذا أرادوا الصدر [أي: الرجوع من مكة إلى بلادهم] قام فيهم فقال‏‏‏:‏‏‏ اللهم إني قد أحللت لك أحد الصفرين، الصفر الأول، ونسأت الآخر للعام المقبل، فقال في ذلك عمير بن قيس جذل الطعان أحد بني فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة، يفخر بالنسأة على العرب ‏‏:‏‏‏ ‏‏

لقد علمت معد أن قومي ***** كرام الناس أن لهم كرامـا

فأي الناس فاتونا بـوتـر ***** وأي الناس لم نعلك لجامـا

ألسنا الناسئين على معـد ***** شهور الحل نجعلها حراما ‏‏

[قوله "لقد علمت معد أن قومي ***** كرام الناس أن لهم كرامـا" معناه: قومي كرام الناس بأن لهم أخلاقا كراما. أما "معد" فهو معد بن عدنان والمقصود هنا هم كافة القبائل من ولد معد بن عدنان. قوله "فأي الناس فاتونا بـوتـر" معناه: لم يستطع أحد من الناس أن يفلت منا إذا طلبناه بثأر لنا عنده. وقوله "وأي الناس لم نعلك لجامـا" معناه: أي الناس لم نكفهم كما يكف الفرس باللجام"] - انتهى من شرح العلامة محمد محي الدين عبد الحميد النحوي واللغوي المصري المعاصر رحمه الله ورضي عنه.

[الثاني]:
تأخيرهم الحج عن قته تحريا منهم للسنة الشمسية وكانوا يؤخرونه ـ أي: الحج ـ في كل عام 11 يوما ـ الفرق بين أيام السنة الشمسية وأيام السنة الهجرية ـ حتى يدور الدور الى 33 سنة فيعود الى وقته ولذلك روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال في حجة الوداع: "الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض. السنة اثنا عشرا شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان" (البخاري / مسلم / أبو داود / ...). أقول: إن صحت تلك الرواية فهي تدل على علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنازل القمر والأفلاك بطريقة دقيقة للغاية، بيد أني آخذ على تلك الرواية أنها في الوقت الذي زعموا فيه أنها حدثت في حجة الوداع لم يروها عن رسول الله سوى أبي بكرة نفيع بن الحارث فهل يعقل أن يتحدث رسول الله أمام ما يقرب من مائة ألف حاج ولا يروها سوى حاج واحد؟


[2] التقويم الشمسي
جريان الشمس
يقول الله تعالى عن حركة الشمس في الفضاء: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (يس : 38]. تمكن علماء الفلك والفضاء باستخدام أحدث وسائل الرصد ومقاييس الطيف "ظاهرة دوبلر" من تحديد سرعة "جري" الشمس ـ ومعها المجموعة الشمسية بسائر كواكبها وتوابعها ـ في الفضاء على النحو التالي: تجري الشمس بسرعة 19 كم / ثانية نحو نجم يسمى Vega "يطلق عليه الفلكيون العرب اسم: النسر الواقع". تدور الشمس حول محورها المائل بنحو 7 درجات و15 دقيقة بسرعة متوسطة قدرها 1.9 كم / ثانية فتتم دورة كاملة كل 27 يوما. تجري الشمس بسرعة 220 كم / ثانية حول مركز مجرتنا Milky Way والتي تدور حول نفسها دورة كاملة كل 250 مليون سنة.

اليوم الأرضي والسنة الشمسية
تدور الأرض حول محورها ـ الإفتراضي ـ بميل قدره هو 23 درجة و27 دقيقة من الغرب الى الشرق مرة واحدة كل 23 ساعة و56 دقيقة و4 ثوان وهي مدة اليوم الأرضي. تدور الأرض في نفس الوقت حول الشمس مرة كل 365 يوما وربع اليوم وهي عدد أيام السنة الشمسية. في أثناء هذا المدار تقترب الأرض من الشمس وتبتعد في حركة مغزلية ويكون متوسط بعد الشمس عن الأرض خلالها 150 مليون كم وذلك بسرعة دوران تقدر بنحو 30 كم / ثانية.

أسماء الشهور في التقويم الشمسي ومعانيها
(1) يناير: نسبة الى الالة يانوس Janus إله الحرب والسلام.
(2) فبراير: فهي من فبرورا Februra بمعنى التطهير والتنظيف لتطهرهم في هذا الشهر من الذنوب والخطايا.
(3) مارس: نسبة الى اله الحرب.
(4) ابريل: نسبة الى معبودة تتولى فتح الازهار.
(5) مايو: نسبة الى "مايا" Maia ابنة الاله اطلس الذي اعتقدوا انه كان يحمل الارض.
(6) يونيو: نسبة الى الإلهة "جونو" Juno زوجة المشتري.
(7) يوليو: نسبة الى يوليوس قيصر.
(8] اغسطس نسبة الى اغسطس قيصر الذي انتصر في اكتيوم البحرية سنة 31 ق,م.
(9) سبتمبر: تعني السابع باللاتينية حيث كان ترتيب هذا الشهر هو السابع في التقويم الروماني.
(10) أكتوبر: تعني الثامن باللاتينية حيث كان ترتيب هذا الشهر هو الثامن في التقويم الروماني.
(11) نوفمبر: تعني التاسع باللاتينية حيث كان ترتيب هذا الشهر هو التاسع في التقويم الروماني.
(12) ديسمبر: تعني العاشر باللاتينية حيث كان ترتيب هذا الشهر هو العاشر في التقويم الروماني.

هل التقويم الميلادي دقيق؟
يقول الشيخ محمد كاظم حبيب (وزارة العدل / الإمارات) حسب ما نشرته صحيفة الوطن في عددها الصادر بتاريخ 6 أغسطس 2004 ما يلي بتصرف: "التقويم الميلادي كان في الأصل على عهد الرومان تقويماً قمرياً خاطئا السنة فيه عشرة أشهر فقط [عدد أيامه 304 يوما فقط بدايته شهر مارس ونهايته شهر ديسمبر] ثم بدل إلى النظام الشمسي، وأُضيف إليه شهران آخران هما: يناير وفبراير [في عهد الملك نوما Numa] لتكون السنة الشمسية اثني عشر شهراً. فهو تقويم هجين إذ كان في الأصل قمرياً ثم تمَّ ترقيعُه ليصبح شمسياً فجاء بعيداً عن الصواب كل البعد (بزيادة حوالي 25 يوماً كل قرن أي حوالي 520 يوماً منذ تأسيسه حتى الساعة). بعد حوالي قرن ونصف القرن قام الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر (100 - 44 ق. م) بمحاولة تصحيحه عام 46 ق.م فجاء التصحيح خاطئاً أيضاً. وبعد عدة قرون تبنته الكنيسة الكاثوليكية على عِلاّته وأخطائه وعيوبه واستمر الناس يعملون به على هذه الحال حتى نَهَضَ البابا جريجوريوس الثالث عشر في القرن السادس عشر الميلادي فأدخل عليه بعض التصحيح فاشتهر باسم التقويم الجريجوري عام 1582م ولكنه بقي تقويماً سقيماً عليلاً يحتاج للتصحيح وما زال بحاجة إليه رغم مرور حوالي 21 قرناً شمسياً أو أكثر على تأسيسه. استمر الناس يعملون به على علاّته وأخطائه وعيوبه حتى هذه الساعة من بداية الألفية الثالثة !!!" - انتهى

مثال على خطأ التقويم الميلادي الجريجوري
يقول الشيخ حبيب: "زعم أصحاب التقويم الجريجوري أن ميلاد المسيح كان في فصل الشتاء وموسم الثلوج والأمطار والبرد والرعد ولكنه كان في حقيقة الأمر في أوج فصل الصيف الحار وهو موسم نضوج البلح حيث أوحى الله تعالى لمريم أن تهز النخلة فتساقط عليها البلح الناضج. يقول الله تعالى: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا. فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ...) (مريم : 25 -26) ومعلوم أن الرطب ينضج في موسم الصيف مع شدة الحرارة وليس في فصل الشتاء حيث السماء ملبدة بالغيوم في موسم البرد الشديد وتساقط الثلوج. وبالرجوع إلى هذه القصة في موضعها من الأناجيل نجد أن الرعيان كانوا في البرية يرعون الغنم حيث العشب الأخضر والسماء صافية في المساء والنجوم تتلألأ وكل ذلك لا يكون في الشتاء والفرق بين التوقيتين حوالي خمسة أشهر" - انتهى

ضرورة اصلاح أخطاء التقويم الميلادي الجريجوري
ينصح الأستاذ حبيب "الحكوماتِ والدولَ والمتخصصين من الفلكيين خاصة أن يبادروا إلى إصلاح التقويم الشمسي الميلادي علماً بأن التقويم الميلادي أبعد ما يكون عن ميلاد المسيح عليه السلام شكلاً وموضوعاً وحري به أن يسمى بالتقويم الروماني فليست بدايتهُ غيرَ متطابقة مع تاريخ ولادة المسيح فحسب، ولكنها مخالفةٌ أيضاً للبحث العلمي التاريخي ولمعطيات القرآن الكريم والإنجيل. وليس لأسماء شهوره الوثنية صلة بالمسيحية ولا بالمسيح ولا بأمه ولا بحوارييه من قريب أو بعيـد، وما ليس وثنيـاً من هذه الأسمـاء فهـو غير منطقي! كالأشهر العددية مثل: شهر (سبتمبر) الذي يرمز للشهر التاسع من التقويم الميلادي ولكنه يعني باللغة اللاتينية (السابع)!! وكذلك شهر (أكتوبر) الذي يرمز للشهر العاشر في التقويم المشار إليه ولكنّ معناه باللغة اللاتينية (الثامن)!! وشهر (نوفمبر) الذي يرمز للشهر الحادي عشر من التقويم ومعناه باللاتينية (التاسع)! ثم شهر (ديسمبر) الذي يرمز للشهر الثاني عشر ومعناه باللاتينية (العاشر)! فكم هو جديرٌ بالعقلاء والحكماء والمتخصصين الغربيين وولاة الأمر فيهم أن يصلحوا هذه الأخطاء الشنيعة وأن يبادروا إلى طرح العناد أو الإصرار على الخطأ والفساد واستبدال التقويم الشمسي المنعوت بالميلادي برمته بتقويم شمسي جديد سليم" ـ انتهى


[3] مفاهيم فلكية قرآنية وتطبيقاتها
يولي القرآن الكريم التقويم القمري أهمية كبرى بما يدل على أفضلية الأخذ بالحسابات القمرية في تحديد مواقيت الشعائر التعبدية من صلاة وصوم وغير ذلك ويتضح ذلك من خلال استعراض بعض آي الذكر الحكيم بهذا الخصوص. يقول الله سبحانه:

[1] (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (يونس : 5)
جعل الله الشمس ضياء وجعل القمر نورا، وقدره ـ أي القمر ـ منازل وعلل سبحانه تقدير القمر منازل بقوله "لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ" بما يدل على ربط "عد" السنين و "الحساب" بالقمر وليس بالشمس.

[2] (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (يس : 39)
منازل القمر هي مراحل نمو الهلال بدءا من الإقتران المركزي مرورا بالتربيعات المتزايدة وعبورا بالبدر ثم التربيعات المتناقصة وصولا للمحاق وهي الدورة التي تستغرق 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة و38 ثانية والناشئة عن دوران القمر حول الأرض في مسار شبه دائري نصف قطره يبلغ 400 ألف كم بسرعة تبلغ 1.022 كم / ثانية (1022 متر / ث) في المتوسط.

[3] (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ...) (البقرة : 189)
تدل تلك الآية الكريمة على أن الأهلة ـ منازل القمر ـ هي مواقيت للناس يحسبون بها أسابيعهم وشهورهم والسنين وما يرتبط بذلك الحساب من شعائر تعبدية كالحج.

وهكذا تبرز من خلال أي الذكر الحكيم أهمية الأخذ بالحساب القمري وما ذاك إلا لسهولة ملاحظة منازل القمر ويسرها مقارنة بالشمس والتي تتطلب حساباتها اعدادات خاصة من أجهزة قياس ورصد وغير ذلك. ليس معنى ذلك أننا لا يجب أن نأخذ بالحساب الشمسي بل معنى ذلك أن الأخذ بالحساب القمري مفضل لسهولته ويسره ومن ثم دقته أما الحساب الشمسي فهو وإن كان أصعب إلا أنه كذلك من "تقدير" العزيز العليم. يقول الله جل وعلا في الكتاب:

[1] (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) (الرحمن : 5)

[2] (فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (الأنعام : 96)

تدل الآيتان الشريفتان على أن كل من الحساب الشمسي والحساب القمري جائز وأن ذلك من تقدير العزيز العليم. إذا تمكنت الإنسانية من وضع "معادلة" دقيقة يتم الحساب الشمسي على أساسها فهذا أمر حسن بيد أننا نرى كيف احتوت وتحتوي التقاويم الشمسية على أخطاء جليلة أو دقيقة، فالتقويم الروماني الأول قام على أساس وجود عشرة أشهر فقط أولها مارس وآخرها ديسمبر فاحتوت السنة في ذلك التقويم على 304 يوما فقط. أما التقويم اليولياني والذي حاول تصحيح أخطاء التقويم السابق قامت به أخطاء واحتوت السنة فيه على 365.25 يوما. كما أن هناك حسابا معاصرا يزعم احتواء السنة على 364.9966 يوما وهكذا نجد عدم الدقة في الحسابات الشمسية المعمول بها عبر تاريخ الإنسانية حتى يومنا هذا.

محاولة حساب قرآني لطول لبوث أصحاب الكهف
يقول الله تعالى: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) (الكهف : 25). في كل 30 سنة قمرية تمر 19 سنة قمرية "بسيطة" عدد أيام كل منها 354 يوما (بفارق يبلغ 11.25 يوما عن السنة الشمسية والتي تعادل 365.242 يوما وفقا للتقويم اليولياني) بينما تمر 11 سنة قمرية "كبيسة" عدد أيام كل منها355 يوما (بفارق يبلغ 10.25 يوما عن السنة الشمسية والتي تعادل 365.242 يوما وفقا للتقويم اليولياني) وبذلك يكون مجموع فروق الأيام بين التقويمين القمري والشمسي كل 30 عاما هو: (19 مضروبة في 11.25) + (11 مضروبة في 10.25) =326.5 يوما لكل 30 سنة. أما فارق الأيام كل 300 سنة فيبلغ: 326.5 مضروبة في 10 = 3265 يوما أي ما يعادل 9 سنوات، فكل 300 "سنين" شمسية يقابلها 309 "سنة" قمرية (راجع حسابات البروفيسور منصور محمد).


[4] مفاهيم فلكية لقياس الزمن
من المعروف أن طول اليوم الأرضي يبلغ ـ اقترانيا ـ 24 ساعة وطول السنة الأرضية تبلغ 365.25 يوما أرضيا وبعد الأرض عن الشمس يبلغ 93 مليون ميل فماذا عن بقية كواكب مجموعتنا الشمسية مقارنة بالحسابات الأرضية؟ فيما يلي استعراض سريع لجميع كواكب المجموعة الشمسية وفق الصيغة التالية: اسم الكوكب بالعربية: [طول يومه بالحساب الأرضي / طول سنته بالحساب الأرضي / بعده عن الشمس بملايين الأميال / السرعة المتوسطة للدوران حول الشمس كم / ثانية] (اسم الكوكب بالألمانية):

(1) عطارد: [59 يوما / 88 يوما / 36 مليون ميل / 47,873 كم / ثانية] (Merkur)
(2) الزُّهْرَة: [243 يوما / 225 يوما / 67 مليون ميل / 35,021 كم / ثانية] (Venus)
(3) الأرض: [24 ساعة / 365.25 يوما / 93 مليون ميل / 29,783 كم / ثانية] (Erde)
(4) المريخ: [24.5 ساعة / 687 يوما / 142 مليون ميل / 24,131 كم / ثانية] (Mars)
(5) المُشْتَرَى: [10 ساعات / 12 سنة/ 483 مليون ميل / 13,699 كم / ثانية] (Jupiter)
(6) زُحَل: [10 ساعات / 29.5 سنة/ 886 مليون ميل / 9,69 كم / ثانية] (Saturn)
(7) أورانوس: [11 ساعة / 84 سنة/ 1780 مليون ميل / 6,81 كم / ثانية] (Uranus)
(8] نبتون: [16 ساعة / 165 سنة/ 2790 مليون ميل / 5,43 كم / ثانية] (Neptun)
(9) بلوتو: [6 أيام / 248 سنة/ 3670 مليون ميل / 4,72 كم / ثانية] (Pluto)

نلاحظ من خلال المعطيات السابقة أمرا طريفا هو أن يوم من أيام كوكب الزهرة يعتبر أطول من سنته حيث يبلغ طول يومه 243 يوما أرضيا بينما يبلغ طول سنته 225 يوما أرضيا. تظهر لنا نسبية الزمن من خلال المثال التالي: بافتراض مولد طفلين أحدهما على كوكب الأرض والثاني على كوكب المشترى فإن الأول يصل للستين بينما يكون عمر الثاني ـ بزمن المشترى المحسوب بالحساب الأرضي ـ هو خمس سنوات من سنوات المشترى.

ثانيا: الزمن النجمي (Siderische Zeit) والزمن الإقتراني (Synodische Zeit)
يعتبر الزمن "النجمي" هو المقياس العلمي الصحيح في تعيين الزمن وهو عبارة عن قياس الزمن استنادا لأحد النجوم البعيدة . يرجع السبب في اختيار النجوم في عملية حساب الزمن لسهولة رصدها كنقطة مضيئة في السماء. أما الزمن "الإقتراني" فهو الحساب على أساس الشمس بدلا من النجوم البعيدة وهو مقياس أقل دقة. وبينما تستند الروزنامات وجداول الأيام والأزياج على النظام الإقتراني، تستند الحسابات الفلكية العلمية على النظام النجمي.

اليوم الإقتراني واليوم النجمي
يبلغ طول اليوم الأرضي بالحساب الإقتراني 24 ساعة بينما يبلغ طوله بالحساب النجمي 23 ساعة و56 دقيقة و 4.0906 ثانية وهو أقل من اليوم الإقتراني والفرق بينهما ينتج عن دوران الأرض حول الشمس مما يجعلنا على الأرض لا ندرك شروق بداية اليوم الإقتراني التالي إلا بعد فترة أطول من اليوم النجمي بمقدار 235.9094 ثانية.

الشهر القمري الإقتراني والشهر القمري النجمي
يبلغ طول الشهر القمري بالحساب الإقتراني 29.530590 يوما أي 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة و38 ثانية بينما يبلغ طوله بالحساب النجمي 27.321661 أي 27 يوما و7 ساعات و43 دقيقة و11.5 ثانية وهو أقل من الشهر القمري الإقتراني والفرق بينهما ينتج عن دوران الأرض حول الشمس مما يجعلنا على الأرض لا ندرك الهلال الجديد إلا بعد فترة أطول بمقدار 2.208929 يوما.

إننا حينما نتكلم عن "الزمن" في علم الفلك لابد من أن يكون مفهومنا للزمن مستندا على شيئ محدد عند القياس: إما نجم بعيد ينظر إليه على أنه نقطة ثابتة في الفضاء فينتج النظام القياسي النجمي وإما الشمس فينتج النظام القياسي الإقتراني أي الشمسي. يتميز النظام القياسي النجمي siderisches System بأنه يتخلص من تأثير دوران الأرض حول الشمس. أما النظام القياسي الإقتراني synodisches System فيصعب فيه رصد الشمس بدقة كافية كمرجع لما يعتري مساحة سطح الشمس ـ ظاهريا ـ من تغيير باختلاف المسافة بينها وبين الأرض مما يصعب من إمكانية تحديد مركزها بدقة.


[5] التقويم اليهودي
فيما يلي أقدم فقرات ـ مكتوبة باللون الأزرق ـ من كتاب "ذرية إبراهيم" للكاتب روبن فايرستون كما نشرها بنصها - مع تصرف يسير - موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية حول التقويم اليهودي مع تعليقاتي على بعضها.

(1) "... يوجد فرق كبير بين السنة اليهودية والسنة في التقويم الجريجوري المستعمل في كل العالم. على سبيل المثال إن عام 2001 في التقويم الجريجوري يطـابق عام 5761 في التقويم اليهودي".

تعليقي على الفقرة رقم (1)
نحن الآن في العام 2007 وحتى نعرف التاريخ العبري في أول تسعة أشهر من التاريخ الميلادي نقوم بإضافة (3760) إلى العام 2007 أي (2007 + 3760) = (5767) أما الثلاثة أشهر الأخيرة من التاريخ الميلادي فنضيف (3761) إلى العام 2007 أي (2007 + 3761) = (5768). أما الشهور وفقا للتقويم العبري ومناظرها الميلادي فهي كالتالي:[eng]Nissan (1) 30 days March-April
Iyar (2) 29 days April-May
Sivan (3) 30 days May-June
Tammuz (4) 29 days June-July
Av (5) 30 days July-August
Elul (6) 29 days August-September
Tishri (7) 30 days September-October
Cheshvan [8] 29 or 30 days October-November
Kislev (9) 30 or 29 days November-December
Tevet (10) 29 days December-January
Shevat (11) 30 days January-February
Adar (12) 29 or 30 days February-March
Adar II (13) 29 days March [/eng]
(2) "التقويم اليهودي، كالتقويم الإسلامي، مبني على دورة القمر كل شهر يبدأ وينتهي بظهور الهلال الجديد. يتم تحديد الهلال الجديد في العصور القديمة بناء على شهادة المراقبين في القدس، لكن التاريخ الدقيق أصبح اليوم يحسب باستخدام الرياضيات".

(3) "تتكون السنة القمرية من 354 يوما، أي أقل من السنة الشمسية بأحد عشر يوما"

تعليقي على الفقرة رقم (3)
تتكون السنة القمرية من 354 يوما بناءا على النظام الإقتراني "أي الشمسي" synodisches System حيث يبلغ طول الشهر القمري بالحساب الإقتراني 29.530590 يوما أي 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة و38 ثانية فلو ضربنا 29.5 في 12 حصلنا على 354 أما الحساب بناءا على النظام النجمي siderisches System فيؤدي الى نتيجة مختلفة حيث يبلغ طول الشهر القمري بالحساب النجمي أي 27 يوما و7 ساعات و43 دقيقة و11.5 ثانية وهو أقل من الشهر القمري الإقتراني والفرق بينهما ينتج عن دوران الأرض حول الشمس مما يجعلنا على الأرض لا ندرك الهلال الجديد إلا بعد فترة أطول بمقدار 2.208929 يوما.

(4) "من أجل ضبط السنة القمرية مع التقويم الشمسي لضمان وقوع الأعياد السنوية في الموسم السنوي نفسه فإن التقويم اليهودي، على عكس التقويم الإسلامي، يتم ضبطه على الدوام من خلال عملية تسمى بالكبس بما يتطابق مع مواسم الحصاد في ارض إسرائيل..."

تعليقي على الفقرة رقم (4)
يعرف التقويم الشمسي نظام الكبس حيث يبلغ طول السنة الأرضية وفقا للتقويم اليولياني 365.25 ولذلك يتم اضافة يوما زائدا كل أربع سنوات ـ في شهر فبراير ـ فيما يعرف باسم السنة الكبيسة أو المكبوسة Schaltjahr في الأعوام التي تقبل القسمة على رقم 4 كسنة 2008 مثلا بإستثناء سنوات فواتح المئويات الشمسية مثل 1600 ميلادية، 1700 ميلادية وهكذا حيث يتم فقط كبس الفواتح التي تقبل القسمة على 4 مثل سنة 1600 وسنة 2000 وهكذا في دورات مدة كل منها 400 سنة. هذا وقد تعلم عرب الجاهلية طريقة الكبس ممن جاورهم من قبائل اليهود بجزيرة العرب وأطلقوا على أنفسهم لفظ "النسأة" وكانوا يؤخرون شهر ذي الحجة كل عام 11 يوما لمراعاة فارق التوقيت بين التقويمين الشمسي والقمري ضمن ما يعرف بـ "النسيء" وقد حرمه القرآن الكريم وأخبر بأنه "زيادة في الكفر".

(5) "يتم الكبس بإضافة شهر مدته ثلاثون يوما يسمى آذار الثاني سبع مرات كل دورة تسعة عشر سنة. وبفضل الكبس على هذا النحو فإن الأعياد اليهودية تتحرك مقبلة ومدبرة داخل امتداد عشرين يوما تقريبا كل 47 سنة شمسية، لكنها دائما تقع في الموسم السنوي نفسه".

تعليقي على الفقرة رقم (5)
طريقة الكبس عند اليهود تؤدي لإضافة شهر رقم 13 إلى التقويم القمري وهي طريقة تعارض معطيات القرآن حيث يقول الله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ...) (التوبة : 36). من أجل المحافظة على وجود اثني عشر شهرا ابتكر المسلمون طريقة أخرى للكبس وهي كالتالي: في كل 30 سنة قمرية تمر 19 سنة قمرية "بسيطة" عدد أيام كل منها 354 يوما (بفارق يبلغ 11.25 يوما عن السنة الشمسية والتي تعادل 365.242 يوما وفقا للتقويم اليولياني) بينما تمر 11 سنة قمرية "كبيسة" عدد أيام كل منها355 يوما (بفارق يبلغ 10.25 يوما عن السنة الشمسية والتي تعادل 365.242 يوما وفقا للتقويم اليولياني) وبذلك يكون مجموع فروق الأيام بين التقويمين القمري والشمسي كل 30 عاما هو: (19 مضروبة في 11.25) + (11 مضروبة في 10.25) =326.5 يوما لكل 30 سنة (راجع حسابات البروفيسور محمد جمال الدين الفندي). أما عن وقوع العبادات في الموسم السنوي نفسه فلا معنى له مادام حسابهم يقوم على التقويم القمري: إن أرادوا ايقاع العبادة في الموسم السنوي نفسه فلم لا يعتمدوا على التقويم اليولياني أصلا؟ وإن كانت العبادات واجبة وفقا لتقويم القمر فما الحساب الشمسي هنا سوى مجرد مرجع متغير variable reference فإن اعتمدنا مرجعا آخرا وصلنا الى نتيجة مغايرة. التقويم الشمسي لا يطلب إذن لذاته وإلا لكان أحق بالإستناد عليه. علاوة على ذلك فإن التقويم الشمسي اليولياني اعتراه خطأ جسيما أدى لبلوغ فارق توقيت منذ عام 45 قبل الميلاد حتى يومنا هذا بلغ أكثر من 520 يوما بسبب خطأ قدره 6,080000016 ساعات و4,8000096 دقـائق و48 ثـانيــة كل عام وبهذه الطريقة سيتم توافق شهر ديسمبر مثلا مع موسم الصيف يوما ما!!!


[6] مقتطفات حول تقاويم شرقية قديمة

(1) التقويم الفرعوني
اعتمد المصريون على السنة الشمسية وطولها 365 يوما فقط علما بأنهم انطلقوا في حساباتهم على نجم الشعرى. وقد قسم المصريون أيام السنة الـ 365 إلى 12 شهرا كلّ شهر 30 يوما، والباقي وقدره 5 أيام تمت إضافتها إلى نهاية السنة وأطلق عليها أيام النسيء، وكانت تعد عطلة نهاية السنة، وكانت بداية هذا التقويم 4236 ق.م. وهو بدء التاريخ المكتوب لديهم. في عام 238 ق.م. قرر بطليموس الثالث إدخال نظام الكبس وذلك بجعل كل سنة رابعة سنة كبيسة ذات 366 يوما، غير أن هذا التعديل لم يدم طويلا، ولكن تمت الاستفادة منه في وضع التقويم اليولياني والجريجوري.

(2) التقويم القبطي
وفي عام 284 ميلادية اعتمد المصريون التقويم القبطي وما زال يعرف بهذا الاسم حتى الآن، كما عرف بالتقويم الإسكندراني حيث تبدأ السنة القبطية بشهر توت الذي تتحدد بدايته بيوم 29 آب حسب التقويم السرياني الموافق 11 سبتمبر حسب التقويم الجريجوري بطول 30 يوما للشهر. وقسم المصري القديم السنة إلى ثلاثة فصول: فصل الفيضان "آخت"، فصل الشتاء أو البذر "برت" وفصل الصيف أو الحصاد "شمو". أما أسماء الشهور القبطية فهي كما يلي: توت، بابه، هتور، كيهك، طوبه، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بوبه، أبيب، سري.

(3) التقوبم الـصــيني
توصل الفلكيون الصينيون في أوقات مبكرة من تاريخهم إلى وضع تقويم رسمي للإمبراطورية الصينية بدقة عالية الدرجة وهم أول من اعتبر السنة الشمسية 365,25 يوما، واستخدموا السنة الكبيسة قبل 360 سنة من تبني الرومان للتقويم اليولياني عام 46 ق.م. وفي أثناء حكم أسرة سونج (960 – 1279 ميلادية) توصلوا إلى دقة في قياس طول السنة إلى الرقم 365,2425 يوما، وجرى التصحيح للتقويم الإمبراطوري الرسمي على هذا الأساس. وكان هذا النظام الجديد متطابقا مع التقويم الجريجوري إلى حد كبير ولكن النظام الصيني سبقه بمدة 383 سنة. وفي عام 1608 ميلادية حددت السنة الشمسية بـ 365,242190 يوما على يد الفلكي الصيني سينج يون لو من أسرة مينج وبلغت دقة هذا الرقم 0,00001 يوما. وقد انتهى العمل بالتقويم الصيني في 31 ديسمبر عام 1873 ميلادية، الموافق لليوم الثاني من الشهر الثاني عشر لسنة 54 للقيصر هونج تي (كانت السنون الصينية مقسمة إلى حقبات أمد كل منها ستون سنة تقويمية وكانت غالبا ما تنعت بأسماء القياصرة الصينيين).

(4) التقويم السرياني
تعود بداية التقويم السرياني إلى الأول من شهر تشرين الأول "أكتوبر" عام 312 ق. م.، وهو تقويم شمسي سنته تساوي 365 يوما للبسيطة و 366 يوما للكبيسة موزعة على 12 شهرا ، وتحدث السنة الكبيسة كل رابع سنة حيث تقبل القسمة على أربعة ، وأول سنة كبيسة هي الثالثة ثم السابعة ثم الحادية عشر ...وهكذا . يتقدم التأريخ السرياني على التأريخ الميلادي ب 311 سنة و 3 أشهر. وهكذا توافق أول تشرين الأول سنة أولى سريانية مع الأول من أكتوبر سنة 312 ق.م.، ونتيجة لتساوي السنتين السريانية واليوليانية، وكذلك توافق عدد أيام الأشهر المتناظرة مع بعضها فإن التحويل بينهما سهل جدّا. أما أسماء الشهور السريانية فهي كالتالي: تشرين الأول / تشرين الثاني / كانون الأول / كانون الثاني / شباط / آذار / نيسان / أيار / حزيران / تموز / آب / أيلول. وحيث أن الروم افتتحوا سنتهم في فصل الشتاء، لذا فالتقويم المستخدم حاليا في سوريا هو التقويم الغريغوري ذو الأشهر السريانية.

(5) التقويم الفارسي الساساني
ينسب هذا التقويم إلى يزجرد آخر الملوك الساسانيين (سقطت دولته في عهد عمر بن الخطاب رضوان الله عليه على يد المسلمين وقائدهم سعد بن أبي وقاص أثر معركة القادسية). تعود بداية التقويم الفارسي الساساني إلى يوم الثلاثاء المصادف 16 يونيو سنة 632 وفقا للتقويم اليولياني. وقد اعتمد على سنة طولها 365 يوما وقسمت السنة إلى 12 شهرا طول كل شهر منها 30 يوما. وتضاف في نهاية الشهر الثامن الخمسة أيام الباقية، وتعرف بالأيام اللواحق. وكان يطلق على رأس السنة اسم النيروز، ومعناه: اليوم الجديد.

(6) التقويم الفارسي الإسلامي
لقد وضع المسلمون تقويما شمسيا سنة 468 هجري لا يقل دقة عن التقويم الجريجوري، رغم أنه كان سابقا له بأكثر من 500 سنة. والذي أمر بوضع هذا التقويم هو السلطان السلجوقي جلال الدين شاه سلطان خراسان وسمي التقويم باسمه "الـتقـويم الـجـلالي"، ثم وضعوا تقويما شمسيا آخر جديدا يبدأ من 10 رمضان سنة 471 هجري (16 مارس سنة 1079 ميلادية) وقد شارك في وضعه الرياضي والشاعر الفارسي الشهير عمر الخيام بالتعاون مع سبعة من العلماء ، ودعي ذلك التقويم أيضا باسم التقويم الجلالي. يبلغ متوسط السنة الجلالية 365.2424 يوما (365 يوما و 5 ساعات و 49 دقيقة و 5.45 ثانية) وهي بذلك تزيد عن السنة الشمسية بمقدار 19.45 ثانية، بينما يزيد متوسط السنة الجريجورية عن السنة الشمسية بمقدار 26 ثانية ، وهذا يعني أن السنة الجلالية أقرب إلى الدقة. وقد قسمت السنة الجلالية إلى 12 شهرا بواقع 30 يوما لكل شهر، مع إضافة خمسة أيام للسنوات البسيطة وستة أيام للكبيسة. ويتبع الكبس دورة تتكرر فيها السنوات الكبيسة ثماني مرات في كل 33 سنة، بفاصل زمني بين السنة الكبيسة والأخرى 4 سنوات، بحيث تكون السنوات الكبيسة كالآتي: 4 ، 8 ، 12 ، 16 ، 20 ، 24 ، 28 ، 33 ... وهكذا ليكون الفاصل خمس سنوات بين السنة الكبيسة السابعة (ترتيبها 28] والسنة الأخيرة في الدورة التي ترتيبها 33 . وقد اتخذ يوم الاعتدال الربيعي بداية للسنة (رأس السنة) حيث تدخل الشمس أول نقطة في برج الحمل، وأطلق على هذا اليوم اسم النيروز (اليوم الجديد).


[7] ملخص ختامي

نسبية الزمن
مفهوم "الزمن" من المفاهيم الأكثر تعقيدا على مستوى البحوث الفيزيو رياضية والفلسفية والإلهية وسبب تعقيده يرجع إلى محاولة فهم معامل "نسبي" وفق تصورات يخالها أصحابها "مطلقة" وما هي كذلك ـ على الأقل من الناحية الفيزيائية ـ فنحن نعيش وفق عالم محدود الأبعاد ـ ثلاثة أبعاد مكانية وبعد زمني ـ ومن ثم تصبح آلياتنا الإستنباطية محكومة بقانون الأبعاد الزمكانية. مثال على نسبية الزمن هو "التوقيت الأرضي" فاليوم الأرضي يبلغ طوله ـ تبسيطا ـ 24 ساعة والسنة الأرضية يبلغ طولها ـ تبسيطا ـ 365 يوما أرضيا، فإن نظرنا إلى كوكب Venus وهو ثاني الكواكب قربا من الشمس في مجموعتنا الشمسية وجدنا يومه لا يبلغ 24 ساعة كيوم الأرض ولكنه يبلغ 243 يوما أرضيا، بينما تبلغ سنته 225 يوما أرضيا، فنلاحظ أن سنته أقصر من يومه بـ 18 يوما أرضيا وذلك لأنه يدور حول محوره بسرعة زاوية تبلغ w_1 (أوميجا_1) ويدور حول الشمس بسرعة زاوية تبلغ w_2 (أوميجا_2) حسب مفاهيم علم ميكانيكا السماء Himmelsmechanik، وتتحدد العلاقة بين الكميتين وفق المتباينة w_1 < w_2 أخذا في الإعتبار عوامل أخرى مثل محيط المسار والحجم وغير ذلك من العوامل التي تتحدد حسب مفاهيم علم الهندسة الفراغية Sphaerische Geometrie مما يعني زيادة طول يومه عن طول سنته.

عدم دقة التقاويم الشمسية
اختلفت التقاويم الشمسية عبر العصور كما رأينا، فقد كان طول السنة وفق التقويم الروماني قبل سنة -45 يبلغ 304 يوما، وبلغ مع التقويم اليولياني (الجولياني) 365.2533 يوما، وبلغ مع التقويم الجريجوري 365.2422 يوما، وبلغ مع التقويم الفارسي الجلالي 365.2424 يوما، ويبلغ وفق حسابات الفلكي محمد كاظم حبيب 364.9966 يوما وهكذا اختلفت القياسات لاختلاف المفاهيم التي يقوم القياس عليها ووفقا لاختلاف مناهج القياس وأدواته، ولا يجب أن نستهين بالكسور العشرية التي تبدو صغيرة فنهملها لأنها تتجمع مع مرور السنين فتكون رقما له دلالته كما سيتضح من خلال المثال التالي.

حساب الفرق بين التقويمين اليولياني والجريجوري
(1) يبلغ طول السنة اليوليانية 365.2533 بينما يبلغ طول السنة الجريجورية 365.2422 أي بفارق قدره هو 0.0111 يوما.

(2) بضرب 0.0111 يوما في 24 ساعة ينتج فارق قدره هو 0.2664 ساعة.

(3) بضرب 0.2664 ساعة في 2052 سنة (الفترة الممتدة من سنة - 45 حتى سنة 2007) ينتج 546.6528 ساعة.

(4) بقسمة 546.6528 ساعة على 24 ساعة ينتج 22.7772 يوما هو محصلة جمع فارق توقيت بين التقويمين اليولياني والجريجوري بلغ 0.0111 منذ اعتماد التقويم اليولياني حتى سنة 2007 ميلادية.

(5) باستخدام نفس الطريقة نجد أن ذلك الفرق في التوقيت ـ أي 0.0111 يوما ـ يتجمع ليصبح 400 يوما تماما بعد نحو 36036 سنة !!!

أي أن ذلك الفارق الضئيل infitisemal يتجمع ليصبح أكثر من عام كامل بعد مرور 36036 سنة قد يحسبها المرء فترة طويلة ولكنها مقارنة بالأرقام الفلكية ضئيلة جدا. بذلك نتيقن أن التقويم الشمسي الذي قد يحسبه البعض وسيلة مطلقة للقياس هو في الحقيقة وسيلة متغيرة وإن طال الأمد، فربما تشهد الإنسانية يوما ما شهر يناير الميلادي مثلا وهو يأتي في وسط هجير الصيف.

وماذا عن التقويم القمري؟
يتم القمر دورة كاملة حول الأرض في 29 يوما و 12 ساعة و 44 دقيقة و 38 ثانية. بناءا على ذلك يكون طول الشهر القمري بعد حذف كسور الدقائق ـ وكذلك الثواني ـ هو 29 يوما و 12 ساعة أي 29 يوما ونصف. فإذا ضربنا هذا الرقم في عدد شهور السنة ـ اثني عشر شهرا ـ كان حاصل الضرب هو: 29.5 في 12 = 354 يوما تمثل السنة القمرية. ولحساب عدد "فاقد" الدقائق خلال العام القمري كله نضرب رقم دقيقة للشهر في عدد 12 شهرا ليحصل ناتج قدره هو 528 دقيقة في العام. لو ضربنا رقم 528 دقيقة في 30 سنة نحصل على 15840 دقيقة. لتحويل ذلك الرقم إلى ساعات نقسمه على 60 فينتج 264 ساعة. لتحويل ذلك الرقم إلى أيام نقسمه على 24 فينتج 11 يوما. معنى ذلك أن هناك فاقدا قدره هو 11 يوم كل 30 سنة ينتج عن عدم احتساب كسور الدقائق وفاقدا قدره يوما كاملا كل 2500 سنة ينتج عن عدم احتساب كسور الثواني فأين يذهب هذا الفاقد؟ كان هذا هو السؤال التأسيسي في بداية خواطري حول الشهور القمرية وقد تمت الإجابة عليه خلال البحث وأعيدها فيما يلي: في كل 30 سنة قمرية تمر 19 سنة قمرية "بسيطة" عدد أيام كل منها 354 يوما (بفارق يبلغ 11.25 يوما عن السنة الشمسية والتي تعادل 365.242 يوما وفقا للتقويم اليولياني) بينما تمر 11 سنة قمرية "كبيسة" عدد أيام كل منها355 يوما (بفارق يبلغ 10.25 يوما عن السنة الشمسية والتي تعادل 365.242 يوما وفقا للتقويم اليولياني) وبذلك يكون مجموع فروق الأيام بين التقويمين القمري والشمسي كل 30 عاما هو: (19 مضروبة في 11.25) + (11 مضروبة في 10.25) =326.5 يوما لكل 30 سنة من خلال طريقة "الكبس" يتم توزيع فارق التوقيت أو فاقد الزمن على سنوات تلك الفترة وبذلك يبلغ الفارق 0 دقيقة أي لن يكون هناك فاقد زمني إطلاقا في هذه الحالة.

أثر ذلك على مواقيت الشعائر التعبدية
لا يوجد مشكل على الإطلاق فيما يتعلق بالشعائر التعبدية كالصيام مثلا إذا اعتمدنا على العد والحساب القمري ـ ستعرف الفارق بين العد والحساب في الفقرة التالية ـ لأن هناك معادلة رياضية اتفقنا عليها وهي تحكم دورات المواقيت القمرية كل 30 سنة لضمان عدم وجود أي فاقد زمني. تنشأ المشكلة حين نربط بين النظام القمري والنظام الشمسي كأن يقول قائل مثلا أن ليلة القدر كانت في فصل كذا ثم أصبحت في فصل كذا بعد مرور كذا من السنين. الخطأ المنهجي في هذه الحالة ينشأ من اتخاذ التقويم الشمسي المتداول كمرجع لقياس العد القمري، في الوقت الذي ظهرت لنا فيه وبجلاء أخطاء التقويم / التقاويم الشمسية المتبعة بما يوجب اسقاط فرضية ضرورة اتخاذها مرجعا. لو أخذنا نجم ما في مجرة Andromeda الواقعة في الشمال السماوي النجمي كمرجع لنظامنا القمري بدلا من الشمس لوصلنا إلى نتيجة ثالثة وهكذا. لهذه الأسباب يجب أن يظل القمر مرجعا ذاتيا في شعائرنا التعبدية بدلا من اعتبار مرجع آخر كالشمس أو غيرها.

الفرق بين العد والحساب
إن الذي لا يعرف الفارق اللساني والإصطلاحي بين العد والحساب ربما يسأل ـ وسؤاله مبرر جدا ـ السؤال التالي: إذا كان التقويم الشمسي غير دقيق كما ذكرت فكيف يستطيع علماء الفلك تحديد مواقيت حدوث ظواهر كونية ما كالخسوف مثلا بالدقيقة والثانية؟ إذا علم الإنسان أن "التقويم" الشمسي مثلا يقوم على أساس "العد" بينما تقوم "القياسات" الفلكية على أساس "الحساب" فسيعرف حينئذ كيف يجيب بنفسه على تساؤله الذي طرحه. تحضرني الآن أحد جوانب "الإعجاز" ـ إن جاز هذا التعبير ـ في القرآن وهو جانب الدقة التامة في التفرقة بين "العدد" و"الحساب" من خلال استخدام عطف "المغايرة" في قول الله سبحانه: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (يونس : 5) والشاهد فيه هو: (لِتَعْلَمُواْ) (عَدَدَ السِّنِينَ) ( وَ ) (الْحِسَابَ) حيث يتم التميي

المصدر: http://www.jas.org.jo
  • Currently 236/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
79 تصويتات / 3321 مشاهدة
نشرت فى 4 نوفمبر 2009 بواسطة moneelsakhwi

ساحة النقاش

Nadin33

أين تكملت البحث

عدد زيارات الموقع

1,150,618