النمل يمثل 20% من الكائنات الحية على كوكب الأرض.. وتبلغ أنواعه ما يقرب من 20.000 نوع من النمل تنتشر تقريبًا في كل مكان.. من النمل ما يعيش عمره تحت الأرض.. وآخر يعيش فوقها أو بين الأشجار.. قد تجده في سهول القطب الشمالي.. أو حتى عند خط الاستواء. لقد تبين من الملاحظة التامة للنمل باستخدام أجهزةٍ للمراقبة والتصوير والأجهزة الفوق سمعية لرصد الأصوات والحركات أن النمل أمة كأمة البشر لها قانونها الاقتصادي ، والسياسي، و الاجتماعي بل و العسكري أيضا فالنمل له نظام اقتصادي خاص في التوفير ، و رصد الاحتياطي لوقت الحاجة وحفظ المخزون بطريقة معينة حتى لا بفسد . و في النظام السياسي من ملوك و رؤساء وقادة ، وفي النظام الاجتماعي من أسر و جماعات . وفي النظام العسكري من جيوش وحمايات . بل ثبت أن النمل يقوم بحملات عسكرية على القرى المجاورة من النمل ويأسر منهم الأسرى و يضعهم في السجون!!. |
|
نرى وجه الإعجاز العلمي فى تلك الايات أن القرآن ذكر كلمة نملة بلفظ المؤنث : قَالَتْ نَمْلَةٌ.فقد ثبت علمياً أن النملة الأنثى العقيمة هي التي تقوم بأعباء المملكة من جمع الطعام ورعاية الصغار والدفاع عن المملكة وتخرج من الخلية للعمل، أما النمل المذكر فلا يظهر إلا في فترة التلقيح ولا دور له إلا في تلقيح الملكات , كما تشير الايات المعجزة وتدل على وجود لغة تفاهم بين أفراد النمل : قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ. فقد أكتشف العلماء أن للنمل لغات تفاهم خاصة بينها وذلك من خلال تقنية التخاطب من خلال الشفرات الكيماوية وربما كان الخطاب الذي وجهته النملة إلى قومها هو عبارة عن شيفرة كيماوية. وهناك روائح إضافية تعمل بمثابة بطاقة شخصية أو جواز سفر للتعريف بشخصية كل حشرة أو فرد من أفراد المستعمرة |
|
تلك الكيماويات يطلق عليها الفرمونات تنتج من غدة قرب الشرج. حينما تلتقي نملتان فإنهما تستخدمان قرون الاستشعار، وهي الأعضاء الخاصة بالشم، لتتعرف الواحدة على الأخرى . |
|
وقد وجد أنه إذا دخلت نملة غريبة مستعمرة لا تنتمي إليها، فإن النمل في هذه المستعمرة يتعرفن عليها عن طريق رائحتها ويعتبرها عدواً، ثم يبدأ في الهجوم عليها، ومن الطريف أنه في إحدى التجارب المعملية وجد أن إزالة الرائحة الخاصة ببعض النمل التابع لعشيرة معينة ثم إضافة رائحة خاصة بنوع آخر عدو له، أدى إلى مهاجمته بأفراد من عشيرته نفسها . و في تجربة أخرى تم غمس نملة برائحة نملة ميتة ثم أعيدت إلى عشها، فلوحظ أن أقرانها يخرجونها من العش لكونها ميتة، وفي كل مرة تحاول فيها العودة يتم إخراجها ثانية على الرغم من أنها حية تتحرك وتقاوم . وحينما تمت إزالة رائحة الموت فقط تم السماح لهذه النملة بالبقاء في العش . |
|
حينما تعثر النملة الكشافة على مصدر للطعام فإنها تقوم على الفور بإفراز " الفرمون " اللازم من الغدد الموجودة في بطنها لتعليم المكان ثم ترجع إلى العش، وفي طريق عودتها لا تنسى تعليم الطريق حتى يتعقبها زملاؤها، وفي الوقت نفسه يضيفون مزيداً من الإفراز لتسهيل الطريق أكثر فأكثر . |
|
و من العجيب أن النمل يقلل الإفراز عندما يتضاءل مصدر الطعام ويرسل عدداً أقل من الأفراد إلى مصدر الطعام، وحينما ينضب هذا المصدر تماماً فإن آخر نملة، وهي عائدة إلى العش لا تترك أثراً على الإطلاق . و هنالك العديد من التجارب التي يمكن إجراؤها عل دروب النمل هذه، فإذا أزلت جزءاً من هذا الأثر بفرشاة مثلاً، فإن النمل يبحث في المكان وقد أصابه الارتباك حتى يهتدي إلى الأثر ثانية، وإذا وضعت قطعة من الورق بين العش ومصدر الطعام فإن النمل يمشي فوقها واضعاً أثراً كيماوياً فوقها . و لكن لفترة قصيرة، حيث إنه إذا لم يكن هناك طعام عند نهاية الأثر، فإن النمل يترك هذا الأثر، ويبدأ في البحث عن طعام من جديد. |
|
لقد أشار القرآن الكريم إلى حقيقة علمية كبيرة وهي ذكاء النمل وقدرته على المحاكمة العقلية والفكرية ومواجهة الأخطار وذلك من خلال هذه القصة التي حدثت مع نبي الله سليمان عليه السلام فقد استطاعت نملة صغيرة من تحديد مكان سليمان والطريق الذي سوف يمر به وهذا لم يكن ليتم لولا هذه القدرات الخارقة التي يتمتع بها النمل. فالنمل يملك جهازا عصبيا متطورا حيث يظهر الدماغ تحت المجهر متكون من فصين رئيسيين يشبه مخ الإنسان ومن مراكز عصبية وخلايا حساسة . |
|
لأعضاء مجتمع النمل طرق فريدة في جمع المواد الغذائية وتخزينها والمحافظة عليها، فإذا لم تستطيع النملة حمل ما جمعته في فمها كعادتها لكبر حجمه، حركته بأرجلها الخلفية ورفعته بذراعيها، ومن عاداتها أن تقضم البذور قبل تخزينها حتى لا تعود إلى الإنبات مرة أخرى، وكي يسهل عليها إدخالها في مستودعاتها وهناك بعض البذور التي إذا كُسرت إلى فلقتين فإن كل فلقة يمكنها أن تنبت من جديد لذلك فإن النمل يقوم بتقطيع تلك البذور إلى أربع قطع كي لا تنبت، وإذا ما ابتلت البذور بفعل المطر أخرجتها إلى الهواء والشمس لتجف، ولا يملك الإنسان أمام هذا السلوك الذكي للنمل إلا أن يسجد لله الخالق العليم الذي جعل النمل يدرك أن تكسير جنين الحبة وعزل البذرة عن الماء والرطوبة يجعلها لا تنبت . |
|
من أهم المعالم الميزة لمستعمرة النمل المشاركة في الغذاء : فإذا تقابلت نملتان وكانت إحداها جائعة أو عطشى والأخرى تملك شيئا في بلعومها لم يمضغ بعد فان الجائعة تطلب شيئا من الأخرى التي لا ترد الطلب أبدا وتشاركها في الأكل والشرب ..وتقوم النملات العاملات بتغذية اليرقات بالغذاء الموجود في بلعومها وفي أغلب الأحيان تكون كريمة مع غيرها وبخيلة مع نفسها يشأن الغذاء. |
|
لا تكتفي النملات بمشاركة أخواتها بالطعام الذي تحمله في معدتها بل تقوم بتنبيه الباقيات إلى وجد طعام أو كلأ في مكامن ما صادفته وهذا السلوك لا يحمل في طياته أي معنى للأنانية. وأول نملة تكشف الغذاء تقوم بملء بلعومها منه ثم تعود إلى المستعمرة .وفي طريق العودة تقوم بلمس الأرض بطرف بطنها تاركة مادة كيماوية معينة ولا تكتفي بذلك بل تتجول في أنحاء المستعمرة بسرعة ملحوظة ثلاث أو ستة مرات وهذه الجولة تكفي لإخبار باقي أفراد المستعمرة بالكنز الذي وجدته .وعند عودة النملة المكتشفة إلى مصدر الغذاء يتبعها طابور طويل من أفراد المستعمرة. |
|
المصدر: بقلم moneim
نشرت فى 4 أكتوبر 2009
بواسطة moneelsakhwi
عدد زيارات الموقع
1,167,324
ساحة النقاش