صورة من النت
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد تخرجى من كلية التربية جامعة الازهر سنة 1997 ميلادية شعبة طبيعة وكيمياء عملت سنة 1998 الى سنة 2001 مدرس لمادة الرياضيات بنظام الحصة فى معهد برديس الاعدادى الثانوى الازهرى للبنين وهو نفس المعهد الذى حصلت فيه على الشهادة الاعدادية الازهرية قبل ذلك بنحو عشر سنوات تقريبا ومع ان تخصصى طبيعة وكيمياء الا اننى كنت محبا لمادة الرياضيات وكان وقتها يوجد عجز شديد فى هذه الماده ولا يوجد عجز فى مادة العلوم وهو تخصصى .
واثناء فترة عملى فى معهد برديس الازهرى كان يوجد وكيل للمعهد من احدى القرى التابعة لبرديس والتى تقع على النيل يسمى الشيخ زكريا وكان شيخا بشوشا ومحبوبا من الجميع .
وفى احدى المرات كنت جالس انا والشيخ زكريا فى فناء المعهد نحكى سويا واذ به يسألنى هذا السؤال :
هل تعلم ان جدك عثمان افندى عندما كان حاكما فى برديس انقذ قريتنا من الاعدام ؟
قلت له : لا والله لم اسمع بذلك .
ثم بدأ الشيخ زكريا يروى لى هذه القصة حيث قال لى : حكى لى والدى عن جدى .
ان جدك عثمان أفندى عندما كان حاكما فى برديس وكان ذلك من حولى 150 سنة او اكثر كان احد امراء اسرة محمد على باشا مسافرا على احدى السفن او المراكب الكبيرة فى نهر النيل وكان معه العديد من الحرس والحاشية الخاصة به وعند مروره بالقرب من قريتنا سطى على سفينته بعض اللصوص واستطاع حرسه ان يقبض عليهم ويحتجزهم .
ثم قام الحرس بالتحقيق مع هؤلاء اللصوص وسألهم عن بلدهم فأتضح انهم من قريتنا فأصدر الامير حكما باعدام هؤلاء اللصوص واعدام جميع رجال القرية معهم مع ان باقى رجال القرية لا ذنب لهم فيما فعله هؤلاء اللصوص بسفينة الامير .
وارسل الامير الى القاهرة لاستدعاء قوة لتنفيذ هذا الحكم على هذه القرية حتى تكون عبرة لباقى القرى ولا يجرؤ احد مرة ثانية على السطو على اى سفينة تمر عبر نهر النيل .
فأجتمع رجال قريتنا وذهبوا يبحثون عن احد يتدخل ويتوسط لهم عند الامير حتى يتراحع عن هذا الحكم الجائر ويكتفى بأعدام اللصوص فقط ويترك باقى رجال القرية لانهم لا ذنب لهم فى هذه الجريمه .
فلم يجدوا احدا يستطيع ان يتوسط لهم عند الامير فكل من ذهبوا اليه خشى ان يتدخل فيؤخذ فى الرجلين كما يقال .
الى ان ذهبوا الى جدك عثمان أفندى وطلبوا منه ان يتوسط لهم عند الامير حتى يتراجع عن هذا الحكم الجائر.
فكان عثمان أفندى الديوركلى هو الوحيد الذى قبل ان يتوسط بين رجال قريتنا وبين هذا الامير .
وفعلا ذهب جدك الى الامير فى سفينته واقنعه ان يعفوا عن جميع رجال القرية ويكتفى بأعدام اللصوص الذين سطوا على السفينة فقط لان باقى رجال القرية لا ذنب لهم .
واقتنع الامير بكلام عثمان افندى وقام بأعدام اللصوص فقط وعفى عن باقى رجال القريه وانتهى هذا الموضوع بسلام والحمد لله وكان ذلك بسبب تدخل عثمان أفندى وتوسطه بين قريتنا وبين هذا الامير .
مختار احمد البدوى الافندى.
( مختار الافندى )
_____________________________________
* لم يذكر لى الشيخ زكريا عندما قص لى هذه القصه اسم هذا الامير وغالبا هو لا يعرفه فقد مر على هذه الواقعه حوالى اكثر من 150 سنه وتناقلت من شخص الى اخر حتى وصلت اليه .
ولكنى قرأت فى كتاب يسمى " أدريس افندى فى مصر " وهو عبارة عن مذكرات لفنان ومستشرق فرنسى جاء الى مصر فى شبابه وعمل عند اسرة محمد على باشا فى عدة وظائف وكان يدعى " بريس دافين " ولكن فى مصر اطلق عليه اسم " ادريس افندى " وتوفى عام 1879 ميلاديه بعد ان قضى اغلب حياته فى مصر وكتب ادريس افندى مذكراته عن تلك الفترة التى قضاها فى خدمة اسرة محمد على والتى نشرت بعد وفاته فى هذا الكتاب " مذكرات ادريس افندى فى مصر " فقد وجدت فى هذا الكتاب صفحة 120 وهو يتحدث عن اسراف سعيد باشا بن محمد على ما يلى :-
" اصطحب سعيد باشا فى رحتله الى " طيبه " للاحتفال بعيد ميلاده 37 سفينه بخاريه كانت اخرها تحمل مسرحا للتمثيل "
فمن الممكن ان يكون هذا الامير هو سعيد باشا ( 1822 - 1863 ) والذى تولى حكم مصر سنة 1854 ميلاديه وحتى وفاته سنة 1863 ميلاديه وان تكون هذه الحادثه وقعت له فى احدى هذه الرحلات التى كان يقوم بها .
ملحوظة : من يريد ان يعرف المزيد عن جدى عثمان افندى حسين على الديوركلى عليه ان يقرأ المقال السابق بعنوان عائلة الافندى ..... احفاد عثمان أفندى الديوركلى
حيث يتم الضغط على الرئيسية او المقالات اعلى هذه الصفحة فتظهر له جميع المقالات فيختار مقال عائلة الافندى او يتم الضغط على عنوان المقال مباشرة .
ساحة النقاش