الناقد: محمد عبد الستار حافظ

موقع لخدمة كل المهتمين بعالم المسرح.


 نشأة الفن المسرحي 
المسرح اليوناني القديم
كانت عبادة (ديونسيوس) أكثر العبادات اليونانية اتصالا بالمسرح،وأشدها تأثيرا على تطورها، لان طقوسها كانت تتضمن كثيرا من الحركات التمثيلية ،وتشتمل على عواطف متضاربة ،يعبر عنها أتباع الإله في بهجة وسرور تصحبهما نكات غليظة ،وضحكات عالية،كانت بمثابة البذور التي نشأت منها الملهاة ،وأحيانا يعبرون عنها في حزن عميق مصحوب بالشكوى والأنين،كانت أصلا للمأساة.وكانت حياة (ديونسيوس)(اله الخصب والنماء _واله الخمر ايضا).وكانت حياة ديونسيوس مليئة بالخطوب المؤلمة،والأحداث السارة،وكان اليونانيون يعتبرونها رمزا للظواهر الطبيعية السارةالتى تتعرض لها زراعة الكروم.وكان اليونانيون يمجدون هذا الإله بإقامة الاحتفالات والمهرجانات العظيمة التي يعبرون فيها عن مشاعرهم بالغناء والرقص،وكان الشعراء اليونانيون ينظمون مقطوعات الديثورامبوس(وينشدونها في أعياد (ديونسيوس)ويتخذون أسطورته موضوعا لأناشيدهم فيتحدثون عن ميلاده،ويتناولون حياته بالتفصيل،ويصفون الأخطار التي واجهها... وكان الشاعر يضم إليه جماعة من الناس، يلقنهم بعض الأبيات التي تفيض بالحزن والأسى،يرددونها أثناء الإنشاد، وكان أفراد المجموعة يرتدون جلد الماعز ليظهروا بمظهر السا تورى أتباع ديونسيوس،وكان (آريون) أول من ابتكر الأناشيد الديثورامبية(عام650ق.م)ثم ظهر(لاسوس)بأرجوس (عام 548ق.م)الذي عمل على نشر الرقصات الديثورامبية بعد ادخل عليها بعض التعديلات، وتبعه شعراء آخرون ،ساهموا مساهمة فعالة في الارتقاء بالأناشيد الديثورامبية حتى أصبحت فنا رفيعا من فنون الشعر الغنائي،نشأت منه بعدئذ المسرحية بنوعيها.ولم يمض على التجديدات التي ادخلها آريون بضع عشرات السنين حتى ظهر شعراء نظموا مسرحيات قد استوفت جميع الشروط الفنية،ففي سيكوون وكورنثة ظهرت بذور المأساة،وأخذت تنمو حتى حققت في هذه البقاع نوعا من الرقى،ثم انتقلت إلى أتيكا حيث اكتملت عناصرها،واتخذت صورتها النهائية،فهناك تحول القاص إلى ممثل بالمعنى الصحيح،وأصبح رئيسا للجوقة ، يقوم بالدور الرئيسي ،فيمثل شخصية الإله،كما يقوم بسائر الأدوار بان يدخل خيمة ويغير ملابسه, ويمثل دور الرسول أو البطل،وتطورت المسرحية على يد الشاعر (ثيسبس57-530 ق.م)فأصبح لا يعتمد على الارتجال الذي كان يؤدى إلى اضطراب في الأفكار ،بل أصبح يعد قبل التمثيل ،مما أدى إلى ارتباط أجزاء المسرحية بعد أن كانت مفككة وركيكة التركيب، وخطا (فرونيخوس) بالمسرحية خطوات واسعة فلم يقف عند التراث القديم، بل انظم مسرحيات استمدت موضوعاتها من الوقائع التاريخية والحوادث المعاصرة
وأولت أثينا عنايتها للفن المسرحي ،فشجعت الشعراء ،وعقدت لهم المباريات الأدبية،وأشرفت عليها إشرافا دقيقا،واستمرت هذه المباريات حتى القرن الرابع ق.م ،ثم أخذت تقل تدريجيا عندما أفل نجم المسرحية بعامة،والمأساة بخاصة في أواخر القرن
أعلام المسرح اليوناني القديم
ايسخليوس
ارتقت المسرحية على يديه رقيا كبيرا،جعلت النقاد يعتبرونه،((أبا المسرحية وخالقها))ولقد بقيت لنا سبع مسرحيات من الثمانين التي نظمها،وتتصف كلها بالصرامة والرزانة، وتغلب عليها الصيغة الغائية،وكانت فكرة مسرحياته الجوهرية الشؤم المستتر الذي يظهر تدريجيا.فعظمة البشر تثير حسد الآلهة،والغطرسة يتبعها الضلال،والأرباب يقفون للمتكبر بالمرصاد ،ويصيبونه بالجنون والعمى،وتوقيع العقاب هو الحدث الرئيسي في المسرحية،والمسرحيات السبعة التي وصلتنا(الفرس-برومثيوس مغلولا-المتضرعات-أجا ممنون-حاملات القرابين-ربات الرحمة-السبعة ضد طيبة)
سوفوكليس
عمل سوفوكليس على تطوير المسرح اليوناني،فأدخل على المأساة تجديدات عدة،فجعل الممثلين ثلاثة ،وزاد عدد الجوقة ،فأصبحت تتكون من خمسة عشر عضوا بعد أن كانوا ثنى عشر ،ولكنه رغم هذه الزيادة ،قلل من أهمية الدور الذي تقوم به،فتضاءل الجزء الغنائي في المأساة،وابتكر تصوير المناظر،ووجه اهتمامه على التمثيل نفسه والشخصيات التي تقوم به،وكان أهم تجديد ادخله سوفوكليس على المسرحية هو التجديد في فلسفتها الدينية،فلم يعد المتألمون ضحايا القدر الذي لا يرحم،وإنما كان يتوقف مصيرهم على ماتصفوا به من حكم و واعتدال،أو تهور وإسراف،وبهذا أصبحت المأساة عملا إنسانيا،ونظم مائة وثلاثين مسرحية وصلنا منها سبعة وهى( أوديب في كولون مأساة أوديب- أنتيجون- إليكتر-نساء تراخيس-فيلوكتتيس-أياكس)
يوريبيديس
هو احد أضلع المثلث في المأساة اليونانية بعد أسخو لوس وسوفوكليس،وله تاريخ غاية في الروعة كانت آراؤه تسبق زمنه،وانطوى اهتمامه على تصوير الواقع والمجتمع تصويرا دقيقا،وجعل مسرحياته مرآة للعصر الذي عاش فيه،لأنه وصف حياة الناس كما هم، لا كما يجب أن يكونوا،لذا كانت مسرحياته أكثر إنسانية من سابقيه،لأن كان اهتمامه الرئيسي في العواطف البشرية،وكان ينظر إلى الناس نظرة واقعية تدل على أنه كان الوسع معرفة بهم وبأمورهم، ومن أعماله التي وصلتنا(هيكابى-عابدات باخوس-ميديا-هيبوليت-أندروماك-الطرواديات-أندروميدا-إليكترا-أوريست-ألكمايون-إيفيجنيا في أوليس-ريسوس-ألكستس-أطفال هيراكليس-المستجيرات-هرقل المجنون-أيون
أريستوفان
يس
يعتبر أريستوفان (445-386ق.م)أعظم شعراء الملهاة القديمة،وكان نجاحه ككاتب مسرحي هزلي يدل على أن القرن الخامس ق. م كان يتمتع بحس فكاهى رائع،واستطاع أريستوفان أن يخوض في ضجيج من الضحك تماما، كما استطاع أن يتناول أمور الحياة بشكل معتدل،وكان يتمتع بنظرة متزنة عاقلة ،ولكن الغرض الأول في عالم الملهاة الأريستوفانيةتجربة مرهفة فوق الطاقة، و صورت لنا العالم الأثيني تصويرا دقيقا،وعالجت شتى الموضوعات التي كانت تشغل بال الأثينيين في القرن الخمس ،فتارة تنتقد نظام الحكم ،وتندد بالحكام ،وتهاجم الساسة، وتطالبهم بوقف الحروب وتدعيم السلام،وتارة تدعو إلى تحرير المرأة،وتطالب باشتراكها في إدارة الشئون العامة،وتتعرض للموضوعات الدينين وظهر ذلك جليا في أعماله(الضفادع-السحب-الدبابير-السلام-الطيور-ليسستراتا-تيسمفوريا-بلوتس-الأخينين-الكليزو ساى)

الكوميديا الرومانية
مناندروس
يعتبر مناندروس(242-292ق.م)من أعظم شعراء الملهاة الرومانية،ونظم ما يقرب من مائتي ملهاة فقدت جميعا إلا أربعا،وهذه الأشعار تصور الحياة الأثينية في عصر مناندروس،وتصف لنا بعض مظاهرها في قالب فكاهى مرح ،أقرب إلى الجد والاتزان منه إلى التهريج والابتذال ,ومن أعماله(فتاة من ساموس-التحكيم-تجريد جليسرا)
المسرح اللاتيني
يرى النقاد المحدثون أن الدراما الرومانية محاكاة للدراما اليونانية،ولكن على الرغم من ذلك فهي مصبوغة بصبغة رومانية ،ومتأثرة بالأخلاق الرومانية ،والعادات الرومانية،إذ كان الرومان أنفسهم اعترفوا بان اليونان المغلوبة قد استولت على عقول الرومان المنتصرين،وأدخلت في روما جميع الفنون والآداب،وقد بدأت كتابة الدراما اليونانية مع(ليفوس أندرونيكوس) الذي قدم عرضا مسرحيا في أحد الألعاب الرومانية لعام 240ق. م ومن أعماله(أخيل-إيجيسثون-أياس حامل السود-أندروميدا-داناى-هيريمونى-الحصان الطروادي-تيريوس-الخنجر-ليديوس-العذراء) وتبعه الكاتب (نايفيوس)ومن أعماله(أندروماك-هكتور إفيجينيا-ليكورجوس)ثم جاء بلاوتوس أعظم شعراء الكوميديا عند الرومان ،ومن أعماله(الأسيران-كوميديا الحمير-أمفتريو-وعاء الذهب-كاسينا-علبة الحلي-أبيديكوس-التوأمان باكخيس-البيت المسكون-التاجر الحبل- العبد المخادع -الدراهم الثلاثة-الأحمق) وتبعه في الكوميديا الشاعر(تيرينيس)ومن أهم أعماله(أندريا-الحماة-المعذب لنفسه-الخصى-فورميوالأخوان)وتوجا ومن أعماله( الطلاق-المدعى- المنقذ من الغرق والكاتب(كايكيلوس ومن أهم أعماله(العقد)
أعلام التراجيديا الرومانية
أنيوس،وبكفيوس،وآكيوس،وأعظمهم جميعا في التراجيديا هولوكيوس أنايوس سينيكا،ومن أهم أعماله(هرقل مجنونا-الطرواديات-الفينيقيات-ميديا-فايدرا-اجاممنون-أوديبيوس-_ثيستيس-هرقل فوق جبل أوبيتا-أوكتافيا)
<!--

  • Currently 6/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
2 تصويتات / 3346 مشاهدة
نشرت فى 24 فبراير 2013 بواسطة mohamed2014

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

29,159