تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

"فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"

بقلم

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

0127435754                       22/6/2011

[email protected]

مع رجاء نشر هذه الرسالة

أيها الأحبة المتأسلمون، أو دعاة الإسلام السياسي، أو الدعاة الجدد أو ...

من باب النصيحة أتوجه إليكم بالتالي: وحتى لا أنال ما لا أستحقه من التهم وموجعات الكلم، أرجو أن تنظروا إلى العبد لله، قليل المعرفة، نظرة لا تقل كثيرا عن نظرة الفاروق عمر، رضي الله عنه وعن الصحابة الأجلاء، للمرأة التي قال عنها أمام جموع المسلمين "أصابت امرأة وأخطأ عمر." أقول قليلا لأني أدرك أين هو، وأين أنتم، بل ونحن جميعا.

<!--"لا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى". وهذه تكفي، لولا قلة التفقه لدي مسلمي العصر.

<!--أنتم لا تملكون الإجابات الشافية ولا الحقيقة المطلقة. "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا." ونحن لا ننسى "واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".

<!--الصفوة المتعلمة منكم هم خريجو الأزهر وأساتذة الجامعات في الأزهر، ومع ذلك 95% من الأئمة الأزهريين، بلا مبالغة، يخطئون في اللغة والنحو أخطاءً مخزية، بل وإن المفتي السابق أو الأسبق (د.ن.ف.و) كان يخطئ في النحو كثيرا جدا ويتحدث كثيرا بتسكين نهايات الألفاظ، وهو من هو، وكذلك الخطباء من أساتذة جامعة الأزهر يفعلون نفس الشيء، وكفى ذكر أسماء أو رموز. وأما من ناحية الفقه والفتاوى فحدث ولا حرج.

<!--اتركونا نعبد الله في صفاء وروحانية، وارحمونا من الضجيج والتهديد والوعيد والثعبان الأقرع. واجعلوا المسجد المصري يتعطر بالسكينة والحب والذكر والوصل بالله سبحانه وتعالى.

<!--من حب الله والحبيب المصطفى والسلف الصالح حببونا في الدين، وعمقوا الحب لدينا لله سبحانه وتعالى وللحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وللناس أجمعين وللحيوانات والمخلوقات والطبيعة وجميع خلق الله.

<!--هل انتهيتم من الدعوة، عملكم الأساسي، بعلم وعمل واجتهاد، ولم يبق إلا أن تحكموا مصر؟ ألا تعلموا أن الحكم سياسة، والسياسة قذرة لا يقوى عليها إلا من رحم ربك، وليس من الضروري أن يكون من المتأسلمين؟ من الذي سيدعو وقد هرولتم إلى الترشح للرئاسة بدعوى نداء الوطن، تارة، وكيف أقابل الله عندما يسألني لماذا لمن ترشح نفسك للرئاسة، تارة أخرى؟.... ما هذا الكلام؟....عجبي.

<!--أتعلمون أنكم تفرقون ولا توحدون، وتهيئون لوضع يقاتل فيه الأقباط المسلمين، ويحارب فيه اللبراليون المحافظين، ويتقاتل فيه الواعون مع المخدوعين، وتصبح مصر عراقا أو لبنانا أو صومالا أو إثيوبيا أو حتى سودانا؟ عندئذ كما أقول ستنطلق الزغاريد في إسرائيل وأمريكا ويتحقق لهما الشرق الأوسط المهلهل الجديد. اصبروا قليلا واتعظوا يا أولى الألباب واتركوا السياسة لرجال الدولة.

<!--كانت أمي الفلاحة رحمة الله عليها وعلى أمهاتنا وآبائنا أجمعين، تقول لي "الدنيا ملافظ"، وأنتم ترهبونا بجبرية الحديث، وعبوس الوجه، ومرارة الألفاظ مثل "أعداء الإسلام"، "وشياطين الإنس"، ناهيك عن التكفير والتهمة بالعلمانيين، وأكاد أقسم لكم أنكم لا تعلمون معنى "علماني"، لأن العلماء يختلفون فيه أصلا. ألم يبق إلا أن نصنف أنفسنا؟ إذا صممنا على ذلك، فالأرحم أن نصنف أنفسنا كأهلاويين أو زمالكاويين أو حتى برشلونيين!!

<!--توحدوا جميعا حول الفرد الكفء الذي كان له الدور الأعظم في تحرير مصر بعد ثورتها الحبيبة، توحدوا حول البر ادعي، أول من اعترف بالإخوان المسلمين في عهد "المحظورة"، وأول من ضرب المثل الإسلامي "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، إذ أنه أول من قال لمبارك "ارحل" رغم تسلمه لقلادة النيل من يد هذا الحاكم المستبد. ثم أنه في البداية والنهاية هو أكثر المرشحين إخلاصا وقدرة وكفاءة ورؤية ومهابة وقبول محلي وعالمي، وأكثرهم إيمانا بأحلام الثورة وآمالها وشعبها لكي يتشرف برئاسة أم الدنيا، مصر الحبيبة.

<!--وآخر الوصايا العشر هي أن تركزوا فكركم وإبداعكم في تطوير دور المسجد مع علماء الاجتماع والتنمية ليكون مركز بناء وتنمية لبشر أمثال أبي عبيدة عامر بن الجراح ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة حتى تتحقق أمنية عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يسأل أصحابه عن أمنياتهم. مسجد ودعوة يبنيان رجالا تصنع الحضارات، وتبني الأمم، وهذا هو ما نحتاج إليه بعد الثورة لا إلى مرشحين جدد.

المصدر: أ.د. محمد نبيل جامع

ساحة النقاش

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

92,224