يتفاخر العالم اليوم بعصر الإنترنت والاتصالات ومجتمع المعلومات، ونقف جميعاً مبهورين أمام القفزات الكبيرة في عالم الاتصالات التي بدأت باستخدام البرقية ووصلت إلى الفيس بوك وتدوينات تويتر وصدى جوجل.

فرحتنا بهذه التطورات جعلتنا نغفل كثيراً عن تأثيراتها على العلاقات الاجتماعية ، وعلى أفراد الأسرة بشكل عام، والأطفال بشكل خاص.

وقد اختار الاتحاد الدولي للاتصالات العام الماضي موضوع "حماية الأطفال في الفضاء السيبرانى" ليكون عنواناً لليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات، وليذكرنا بأن التغييرات التي طرأت على مجال الاتصالات لم تقف على توفير المنافع فقط، بل تتطلب منا أيضا اليقظة والحيطة لضمان استخدام وسائل التقنية الحديثة في الجوانب المفيدة فقط.

وقد شرعت كثير من دول العالم المتقدم من الأنظمة والقوانين ما يكفل حماية المجتمع من ثورة المعلومات والاتصالات من خلال قوانين خاصة بمكافحة الجريمة الإلكترونية، بل زادت في أخذ الحيطة من خلال قوانين خاصة بحماية الأطفال على شبكة الإنترنت، وهذا نابع من الاهتمام الخاص بهم، وحفظاً لهم من عبث العابثين، وتجاوز المغرضين، واستهتار الشباب والمراهقين، ودفعاً لشرور المجرمين، خصوصاً إذا علمنا أن الطفل في غمرة تنقله بين المواقع، واندماجه في عالم الألعاب الإلكترونية يمكن أن يفصح عن هويته وشخصيته الحقيقية، أو عن أي بيانات يمكن أن تسهل  الوصول إليه، دون أن يستوعب العواقب المترتبة علي ذلك، مما يوقعه في كثير من الأخطار، ويعرضه للعديد من الانتهاكات.

من هذه الأنظمة القانون الأمريكي الخاص بحماية خصوصية الأطفال على الإنترنت (COPPA) ، والذي يعتبر أول قانون إتحادي في الولايات المتحدة الأمريكية يهتم بحماية خصوصية الأطفال دون الثالثة عشر عاماً علي الإنترنت ،ويركز على قضايا جمع المعلومات الشخصية من الأطفال، والتي يمكن أن تسمح للطرف المقابل على شبكة الإنترنت بالتعرف أو التحقق أو الاتصال بالطفل، والتي تؤكد على ضرورة أن يكون لولي أمر الطفل معرفة كاملة بما يتم جمعه من معلومات عن طفله، وأخذ موافقة صريحة قابلة للتحقق من ولي الأمر، وذلك لضمان عدم الوقوع في ما من شأنه انتهاك أمن الأطفال وخصوصيتهم، كما أن هناك قانون أخر يهدف إلى معالجة و تنظيم و مراقبة بث المواد للأطفال علي الإنترنت، والذي يطلق عليه  (COPA)، ويعمل على حماية الأطفال من خلال استخدام برمجيات يطلق عليها اسم الشاشات العازلة، والذي ألزمت الحكومة الأمريكية كافة المكتبات المدرسية والعامة باستخدامه على الأجهزة المخصصة للأطفال،  بل وهددت الجهات التي ترفض استخدامه بقطع الإعانات المالية و الميزانية التي تخصص لها من قبل الحكومة.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل استطاعت هذه القوانين حماية الأطفال؟

في واقع الأمر حدت هذه القوانين والأنظمة من تعرض كثير من الأطفال للأذى، إلا أنها لم تستطع ضمان حماية الأطفال.

إذا كيف يمكن أن نحمي الأطفال والشباب من مخاطر شبكة الإنترنت؟

يمكن الحد من كثير من هذه الأخطار من خلال إتباع التعليمات وتنفيذ النصائح التالية:

· توعية الأطفال والمراهقين بضرورة عدم كشف عن المعلومات الشخصية لكائن من كان على شبكة الإنترنت، أو تبادلها معهم، وبيان المخاطر التي يمكن أن تترتب على ذلك.

·        إقناع الأطفال والمراهقين بإحاطة أولياء أمورهم بأي محاول للتهديد أو الإزعاج يتعرضون لها على شبكة الإنترنت، سواء في غرف الدردشة أو عبر البريد الالكتروني.

· استخدام خدمة الإنترنت النظيف التي تتيحها بعض شركات الاتصالات، أو بعض البرمجيات التي تحظر دخول المواقع التي ترد فيها كلمات مشبوهة مثل: جنس، مخدرات، إرهاب، وغيرها من الكلمات المفتاحية، ومن هذه البرامج: (CyberPatrol , SurfWatch)

·        مراقبة تصرفات الأطفال والمراهقين عند استخدام الإنترنت، ومنعهم من دخول المواقع الإباحية أو المشبوهة ،ويمكن تحقيق ذلك من خلال وضع جهاز الحاسب الآلي في مكان مكشوف بالبيت كالصالة مثلاً.

· عدم شراء أجهزة حاسب تحتوي على كاميرات، ومنع الأطفال والمراهقين من شراء كاميرات منفصلة، أو من استخدامها في حال كانت متوفرة بالمنزل، فهناك طرق كثيرة يمكن أن يستخدمها المجرمون لتشغيل هذه الكاميرات دون علم الطفل أو المراهق، والتي يمكن أن تكشف صورهم أو صور بعض أفراد عائلتهم.

· مسح أي صور شخصية خاصة من أجهزة الحاسب، وخصوصاً صور الفتيات وأفراد الأسرة، وحفظها في وسائط تخزين خارجية.

· عدم مقابلة أي شخص تم التعرف عليه من خلال شبكة الإنترنت، والذي يمكن أن يغري المراهق ببيع بعض الألعاب الإلكترونية، أو تبادل أشرطتها، أو الأفلام.

· متابعة ما يصل للطفل من رسائل على البريد الإلكتروني بشكل مستمر، وعدم ترك الحرية للطفل بالإطلاع على بريده لوحده، ومنعه من الاشتراك في المجموعات البريدية.

وأولاً وأخيراً دعاء الله الدائم بحماية الأبناء والبنات، والستر عليهم، وحفظهم في رعايته.

المصدر: د. حمد بن إبراهيم العمران - المعلوماتية
mkhaled

أدع من أستطعت فوالله لأن يهدى الله بك رجل واحد خير لك من حمر النعم

  • Currently 89/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
29 تصويتات / 426 مشاهدة
نشرت فى 18 سبتمبر 2010 بواسطة mkhaled

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

491,328