ان النجاح في عملية أنتاج الالبان تتطلب كماهو الحال في أى عمل آخر الى مجموعة من البرامج المخططة التى تقوم على أساس معايير أداء واقعية موجهة نحو أهداف معقولة وتنغذ بقوة وحماس، ولابد من مدير المزرعة الناجح أو المشرف على المزرعة أن يمتلك فهما للمبادىء الاساسية للأقتصاد، الوراثة ، التغذية ، الفسيولوجيا والطب البيطرى، وان يمتلك معرفة بممارسات رعاية الحيوان المطلوبة.
ولقد حدث تقدم هائل في السنوات الاخيرة في أساليب الرعاية الحديثة والمتطورة لماشية انتاج اللبن من ناحية أستخدام السلالات عالية الادرار وأساليب التغذية الغير متداولة، ورعاية وايواء ونظم الحلب المتطورة لانتاج الالبان، وكذلك انتاج وتسويق وتصنيع الالبان ، كل هذا أنعكس ايجابيا بدرجة ملحوظة على أنتاج تلك المزارع المتطورة (كما في البلاد المتقدمة كالولايات المتحدة وهولندا..) بعكس المزارع البدائية كما في الدول النامية والمتخلفة. مما أدى بالمزارعين الى الاتجاه نحو النظم الحديثة لتطوير مزراعهم البسيطة وامدادها بتلك المعدات والتقنيات العالية لزياده الانتاج ورفع الكفاءة الاقتصادية لمزارعهم.
وتعتمد ربحية المشروع بدرجة كبيرة على مقدرته في أن يحل من خلال الخبرة المشاكل المعتادة في انتاج اللبن، وعلى صحة تقديراته في اتخاذا القرارات فيما يتعلق بكل مراحل تربية،تغذية ورعاية أبقار اللبن وتسويق منتجاته.
تحتاج حيوانات اللبن إلى مأوى مريح إذا أريد منها إنتاجاً جيداً حيث أن المسكن له تأثير كبير على كفاءة الحيوان الإنتاجية لذلك كان واجباً على المزارع أن يعمل على وقاية هذه الحيوانات من المؤثرات الجوية العنيفة وأن يكفل لها أماكن صحية وصالحة ليساعدها على توجيه كل قواها نحو الإنتاج فقط فلا تبدد جهدها في مقاومة ظروف غير ملائمة سواء كانت خاصة بالجو أو البيئة أو في مقاومة الأمراض وبعض المؤثرات الخارجية والداخلية.
فالمسكن هو المكان الذي يتم فيه إنتاج اللبن كمادة غذائية هامه للإنسان خاصة الأطفال والمرضى ، لذلك لابد أن يوفر المسكن للحيوان الراحة والعناية والنظافة كما يوفر الجهد في العمل ويقلل المصاريف.
ومن المعروف أن درجة حرارة جسم حيوانات اللبن تتراوح بين 38-39°م ، وفي حالة الجو الحار تتأثر إنتاجية هذه الحيوانات ويكون تأثر الأنواع الأجنبية أكثر من تأثر الأنواع المحلية بالحرارة ؛ حيث أن ارتفاع درجة الحرارة داخل المسكن عن 22°م وخارج المسكن عن 27°م يعمل على نقص إنتاج اللبن في السلالات الأجنبية.
وبشكل عام في الماشية ليس للغدد الدرقية أي دور في تلطيف درجة حرارة الجسم كما في الإنسان والخيول ، لذلك تتأثر كثيراً بالحرارة العالية مما يضطرها أن تلهث ويزيد معدل تنفسها للمحافظة على درجة حرارة جسمها عند 38-39°م وذلك على حسب الطاقة المبذولة للإنتاج.
وعلى ذلك يمكن القول أن الجو البارد نسبياً هو المناسب لإنتاج ماشية اللبن مع العمل على حماية هذه الحيوانات من الأمطار والتيارات الهوائية والرطوبة النسبية المرتفعة ، ويجب مراعاة أماكن وقوف الحيوانات ورقادها لتفادي مشاكل الحافر والإنزلاقات وسهولة نظافة أرضية الحظيرة وبقاء الحيوان نظيف كذلك يلاحظ سهولة العمليات اليومية من حلب ونظافة وتغذية وغيرها ، كما يجب اختبار التصميم المناسب ومواد البناء المناسبة والمتوافرة في البيئة المراد البناء فيها.
من خلال ذلك يمكن ايضاح أهداف إيواء الحيوان وتتمثل في الاتي:
1- التحكم في زيادة الغذاء المأكول لزيادة الإنتاج.
2- تخفيف أعباء الجو البارد أو الحار وتوفير الظروف المناسبة.
3- تسهيل الحصول على الإنتاج نظيفاً وتحت ظروف صحية جيدة.
4- تقديم الأغذية المصنعة والمخلفات للحيوانات وأي أغذية لا توجد بالمراعي.
5- حماية العمال وجعل ظروف العمل ملائمة.
6- حماية الحيوانات من السرقة والافتراس.
7- حماية ووقاية الحيوانات من الأمراض والطفيليات والحشرات.
8- حماية المحاصيل لصحاب المزرعة والجيران.
ولانتاج لبن نظيف صالح للاستهلاك الادمي حسسب المواصفات الصحية المعمول بها في منظمة الصحة العالمية ، فلابد ان يتوفر في معمل الالبان عدة شروط وهى:
1- توفر البيئة المريحة والصحية للابقار.
2- توفر مناخ عمل ملائم للعامل
3- ان يكون المكان قريب من عملية الاطعام والحلب ونظم معالجة الاسمدة.
4- تطبيق القوانين الصحية الملائمة.
5- تحسين رفع كفاءة العمالة وذلك بشأن الابقار التى يديرها كل شخص والحليب الذى يقوم بحلبه كل عامل.
6- ان يكون عمليا واقتصاديا.
ويجب أن يلحق المعمل بمزرعة خاصة على أن تتوفر بها عدة عوامل من ضمن هذه الشروط والعوامل الرئيسية:
1- المناخ.
2- حجم الماشية (القطيع).
3- وضع ونظم التخطيط لذلك المكان.
4- تكلفة هذا المكان.
5- أفضلية موقع المكان.
ولقد تم عرض تلك الاتجاهات التخطيطية الاخيرة في هذا الموضوع بأختصار شديد في الفصل الاول من الكتاب والذى تتضمن مناقشة نظم البناء والاسكان ومتطلبات التهوية ومعالجة النفاية ونظم التغذية ووسائل الحلب وتوفير اماكن لصغار الماشية.
تعريفات مختلفة تم مناقشتها في هذا الفصل وهى كالتالى :
* المساكن البارده: والمقصود بها البناية التى تحتفظ بالبروده شتاء حيث تعمل حركة الهواء الطبيعي على ازالة الرطوبة والحفاظ على درجة الحرارة داخل البناية والتى تمثل درجة الحرارة بالخارج،وقد تكون تلك البنايات غير معزولة ولكن قد تكون معزولة الى حد ما في الولايات المطلة على بحيرة والمناطق الشمالية الشرقية وذلك لتقليل عملية التكثيف شتاء والحرارة صيفا .
* المساكن الدافئة: والمقصود بها تلك البنايات التى تحتفظ بالدفء في الشتاء وهى مزودة بنظلم تهوية آلى ونظام تحكم بيئي. نظام العزل في هذه البنايات يساعد الحيوانات على الاحتفاظ بدرجة الحرارة والذي سيقوم بدوره بمنع عملية التجمد في الشتاء وكذلك ابعاد وتجنب درجات الحرارة الشديدة في الصيف.
* نظام الحظائر(الاكشاك المغلقة ذات الحواجز) : والمقصود بها ذلك المكان الذي يوضع به كل بقرة على حده وفي معظم الاحيان تكون هذه الحظائر معزولة وبها تهوية آلية ومكيفة بدرجة 40م الى 50م شتاء.
* نظام الحظائر( الاكشاك المستقلة بدون حواجز) : والمقصود بها ذلك المكان الذي تستطيع فيه الابقار الحركة بلاقيود وبحرية مابين مناطق الراحة والاطعام والسقاية.
* نظام الحظائر ( الاكشاك المفتوحة) : وهى تلك الحظائر التى تتحرك فيها الابقار بحرية تامة مابين أماكن الراحة والاطعام والسقاية ، بدرجة أكبر من الاكشاك بدون حواجز.
* الاجزاء المفتوحة خارج مناطق التربية : وفيها تقوم الابقار بعملية الراحة بمفردهم أو في شكل جماعات وذلك داخل نظام الحظائر المفتوحة او المتنقلة او المغلقة حيث تقوم الابقار بعملية الاطعام والسقاية ، وفي المناخ الدافيء قد تدخل أشعة الشمس الى هذه الحظائر.
نشرت فى 9 يونيو 2012
بواسطة memoali
ساحة النقاش