Global

كان لتفضيل اليابانيين المنازل الخشبية الخفيفة ذوات الطابق الواحد على غيرها أثره في نوعية الأثاث عندهم وتطوره، فلم يعرف اليابانيون سوى أنواع قليلة من الأثاث المخصص لوظائف محددة. ويرى اليابانيون أن الترتيب الداخلي للمنزل مع الحديقة، التي هي جزء أساسي منه، يفي بالمتطلبات الجمالية والاجتماعية التي يوفرها الأثاث ومتمماته في المجتمعات الأخرى، والشرط الواجب توافره في جميع أنواع الأثاث الياباني هو سهولة النقل وخفة الوزن, ويتألف البيت التقليدي الياباني من مبنى خشبي تقسمه من الداخل حواجز من ألواح جدارية متحركة مغطاة بالورق معلقة من الأعلى بساكف وتنزلق في الأرضية الخشبية ضمن مجار خاصة، وهي تسمح على هذا النحو بتعديل شكل الغرف ومساحتها، وقد تستعمل لهذه الغاية حواجز جدارية حاجبة من ستة ألواح أو أربعة أو لوحين متمفصلة فيما بينها ويمكن طيها بحسب الرغبة، كما يستعمل اليابانيون ستائر من عيدان الخيزران مثبتة من الأعلى ويمكن رفعها أو إنزالها عند الحاجة، والغرفة الرئيسية في البيت تدعى «توكونوفا» Tokonova وتكون مفتوحة على الحديقة على نمط «الليوان» في المنزل العربي ولها أبواب منزلقة تغلق في الأيام الباردة. ويجلس اليابانيون في هذه الغرفة على حشيات صغيرة أو حصر مستطيلة ملونة من قش الأرز تغطي أرض الغرفة وتسمى تاتامي Tatami، وقد تغلف بقماش سميك، أما قطع الأثاث التقليدية فأكثرها صغير الحجم قليل الارتفاع قابل للحمل Portative أنيق المظهر، ويشتمل عادة على طاولة خشبية منخفضة قابلة للطي أو ثابتة الأجزاء، وتكون عارية من لون الخشب أو مطلية باللك وتخصص للخدمات، كما يشتمل على متكأ ومنضدة للكتابة وأخرى للزينة وعلاقة ثياب ومجموعة من الرفوف، وأكثر هذه القطع يطلى باللك ومزخرف بذرور معدني أو يطعم بعرق اللؤلؤ.

لم تتبدل أشكال الأثاث الياباني على مر العصور إلا قليلاً، والمعلومات المتوافرة عن الأثاث القديم مأخوذة من الأوصاف الأدبية والصور والرسوم التراثية، إذ لم يتبق من أثاث الأزمنة القديمة إلا القليل النادر، ولعل أقدم قطع الأثاث الموجودة إلى اليوم صناديق مقببة الغطاء وطاولات مقتبسة من الأسلوب الإسباني والبرتغالي ومزخرفة بالأذرة المعدنية وعرق اللؤلؤ، يرجع تاريخها إلى ما بين العامين 1573-1618م، وصنعت من أجل البرتغاليين، ولهذه القطع وما أنتج بعدها تأثير كبير في فن صناعة الأثاث الأوربي وزخرفته. ومع أن محاولات الصناع الأوربيين محاكاة النماذج اليابانية ليست في مستوى محاولات تقليد الصينيين، ولم يظهر أثرها إلا بعد إحياء عصر أسرة ميجي Meiji (1860) فإن أكثر الأثاث الأوربي المقتبس عن اليابان يفتقر إلى اللمسة اليابانية ومعظمه من النمط الفيكتوري، وغالباً ما يطلى بطبقات من البرنيق الكامد بديلاً عن اللك الأصلي.

وأما صناعة الأثاث وأنواعه في بلدان جنوب شرقي آسيا (أندونيسية، ماليزية، تايلند، فيتنام وغيرها) فقد تأثرت بالاتجاهات الشرقية التي استلهمتها من الهند والصين واليابان إضافة إلى التأثير الإسلامي .

  • Currently 220/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
74 تصويتات / 2058 مشاهدة
نشرت فى 24 يناير 2010 بواسطة medo17

عدد زيارات الموقع

321,964