هدية شعرية
________
في السهد الرابض على أصيل
تزاول الطيور رقصة المساء
تبتهج صحون الماء
بما سبكته ترانيم المساء
في خلد الزمان ' حكاية كانت قديما قديما خلان
لا شيئ ' في زبد الأخبار والقصاصات
لا جديد يقدم فرحا
ولا مطرا يدغدغ جوانح التراب المنكسر
كل الأشياء ' قمامات أصوات وقرف من هيجان أبواق
لا جديد في الأقاصي
ولا أثرا من حلم جثم عليه الغبار
يمكن فقط لبعض الحروف أن تترجل مسالك الوحشة
تناعس دفئا تنحى جانب غبطة تأسرها الأيام
وتعصرها بوارق وجد مرتحل في غياب
هدية محشوة بين متاع كلام
هي مغروسة في شفق مرتبك
تمتزج بها نبرات صاعدة من عمر محدودب
ومن شهقات الفصول
هدية من عبير شعر يوفر للأنفاس مسامات الشدو العميق
هدية يعبث بها شلال ليل هائم
تطاوع فلتات النهار
تزهر بالخيال
على رعشة السكون
في ترددات شوق
ألوان أطياف مغتربة في لهف اغراء
هدية شعر جذلان
بين قصور أماسي
وبين غناء ماء
وسماء ممنونة العشق الأخضر
ووشوشة شاردة في أحضان
وكل الشعور
يمطر أحداق الأحتواء
لتسعف اللحظة ملكوتها المتدلي على زمن عشيب
هدية شعرية تلامس أنس الملهوفين
في دفئ الرغبة
ومن فيض رحيق غامض في أسرار
كنه العيش
ذالك فيض الشعر لكي تروق التفاصيل جذواتها الصاخبة في اطراب
محمد محجوبي
الجزائر
غثاء الراحلين
..............
لا أحتاج كل هذا الوقت
كي أعلق خيبتي
نبراسا على جسد المدينة
يكفيني هذا الصمت
وربما لا يكفي
وقد اخترقنا الضجيج وفحيح القنابل
أين ذكراك المعلقة على جدائل الزيتون؟
لم كل هذا السراب
لتصنع منه حبالا من سراب
ومشنقة لكل العابثين بأشلاء الشوارع
الأرصفة كمائن الحمقى
وأنت تحرسها برمش العين
وتحرث وجنتيك بكل الدمع المستلب من نهر الفرات
كم نحتاج من مسير عقارب الوقت لنموت
أو لنزرع إكليلا من الورد على قبرينا
ونغرق في المدى المسفوح على قارعة الضياع
أترانا نرجع حيث كان يطربنا الشاعر البدوي على دوحة الميماس
أم ترانا نغرق في الموت أكثر من عظام جمجمة تداعى فارسها المقتول
منذ كانت زنوبيا تشد رحالها لتحارب الإفرنج
فنسيت بعض الثغور للريح المدلهمة روحها
فتساقطت كل القلاع
وارتدت سفائن البحر أثواب الحداد
..........
كم نحتاج من عبق الصنوبر
كي تكف الجبال عن مقارعة الطريق
والطريق ما زال كافرا بكل محطة توصلنا حيث النجاة
هل أعبر الخوف وحدي ليمطر الغيم المكتظ برائحة الدخان
أم أنت ما زلت وحدك
لتصرخ في أشباح وهمك كي تفسح لك الدقائق قبل غرغرة أخيرة
لا تدع رغامى الوقت تنشج بالنحيب
الغربان ما زالت تحاصر بواتق الأفق
حيث البعيد البعيد لا يقترب
ويصر على مباعدة الطريق
من منا ما زال الجسر الموصل بين حمص والبيادر
بين عكا ..وبادية الشام.والرمق الأخير
لا تتشابك الطرقات
والصحراء تنفثنا مخيمات ..لا جئين
وما مازال الوقت مكتظا بنا ..وبرائحة التفاح
ونحن مثل الرمل
لا يدوّن إلا غثاء الراحلين
أَفترِضُ ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أُودِّعُ حبّكِ
وأُغلقُ البابَ على حياتي
لن أعاودَ السّؤالَ عنكِ
سأفترضُ أنّي لم أعرفكِ
ليسَ من الضّرورةِ
أن تكونَ في الدُّنيا شمسٌ
هناكَ مخلوقاتٌ كثيرةٌ
تعيشُ في الظّلامِ
وسأفترضُ
أنَّ في الأرضِ
لا توجد وروداً
يمكن للمرءِ أن يتأقلمَ في الصّحراءِ
وسأفترضُ أن لا ماءَ
على هذا الكوكب
معظمُ الكواكبِ وجدت دونَ ماءٍ
وسأفترضُ
أنَّ الهواءَ هنا معدومٌ
قد يحدثُ هذا في هذا الكونِ
سأفترضُ
أنَّني لم أُولد
أو أنَّكِ مجرَّدُ وهمٍ
أو أنَّنا أتينا في أزمانٍ مختلفةٍ
سأفترضُ
أنَّني لا أعرفُ كتابةَ الشّعرِ
أو أنَّكِ تجهلينَ لغتي
أو أنَّ الحبَّ في الأساسِ
لا وجودَ لهُ
أو أنّي أعمى لم أبصر جمالكِ
أو كنتُ أصماً لم أسمع صوتكِ
أو أنّي غبيٌّ لا يهتمَّ لوجودكِ
أو أنّي جبانٌ
وأنتِ ملكةٌ
سأفترضُ
أنَّ عِطركِ لم يجذبني
وأنَّ عينيكِ خاويتانِ من السّحرِ
وأنَّ إبتسامتكِ شحيحةُ الضّوءِ
سأفترضُ
أنّني متُّ منذُ زمنٍ
وأنّي أعيشُ في قبري
من دونِ ذاكرياتٍ .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
_كان يوما طهور___
احبك فوق الظنون
فقلبي لا يسكنه الشك ولا الغيوم
احبك كي لا يقولوا عنك....الظنون
احبك مثل احتساء الحليب....وشربة الشاي
حبي لك احتواء كل شئ يدور
لا تخافي وان اساؤوا....فانا حبك لك طهور
احبك مثل الماء للارض الجرذاء
تنب الرزع.....وتراقص الطيور
حبنا مثر ربيع الربيع....ينبت الزهر فيه
انا لا ارتوي...مثل بقية البشر....
دوما عطشان الى عينيك...ارتقب غروب الشمس
انا ان سالتي الناس عني....
يقولون لك ذاك مجنون او مسطول
من عينيك الى شفتيك مسافة الصفر
اتمشى فوقهما مثل السلحفاة....ومرات اطير
احبك انت فلا داع للشكوى او الظنون
انا كبرياء فوق صمت الغيوم
يا لون الشتاء ولفحة برده....االبس معطف
قولي ان الحياء نصف الاجابة
يا وجه الربيع فيه الورد والياسمين....
يا مسك الليل في عز الخريف
هل عندك شك اذا ما حل الربيع
اذا الليل اتانا فنحن نستريح...قولي قولي
ان التردد مرض مثل وباء الطاعون
احببتك منذ طلوع الشمس....الر غروبها
هل عندك شك انك في القلب....شئ مريح
اني احبك فوق الظنون....وفوق الغيوم وتحت المطر
في الارض او السماء....احبك
الا تدري ان تاريخ ميردي تغير
وانا ملابسي القديم قد احرقتها
لانك انت اصبحت السكنى والميلاد....وبداية التاريخ
كي لا يقولون عنك هذا ابتلاء...
اشاعوا انك لعبة المفضلة...
وانك....وانك...وانك...كنت مثل المسطرة
ان المشاعر مقدسة لدي....لا ظن بي
لا ادري لو غبت ما يحدث لي
فانت الانثى والانثة والانوثة...
ما اروعك...كاني ما احببت قبلك
ما اجملك يا امراءة..من اين اتيت...وقتلت فارسي
ايتها الياسمين والوردة الجوري ومسك الليل
اعلنها انني قبلك ما احببت ...ولا غازلت
وكيف لي ان احب...وانت الحب في الحب...وكل الحب
عاصرت ملوكا وقبائل...فما لامست الهوى
كل النساء والصبايا...فلبي ابى
هل في قلبك ريب او شك...
اني اتتنفس هواكي من هوايا
مثل الكريات الحمراء والبيضاء..
فهواك...مثل المرايا اراه في عينيك
وفي ثغرك وعلى خرائط جسمك اسمي واسمك
هذا توقيعي انني قررت ان لا انظر ورايا
ان حبي لك طهور...مثل مرهم الحروق
_______توقيع_____
_________...عمر لحسن بسطي_____
السياسات العربية
بكاء تحت مجهر الحقيقة
كثبان من منغصات سديم
واد غير ذي زرع يلتهمه المرابون
ومشهد من سقوط حر على سحيق بئر معطلة
جاءوا بنا على فجوات شتات محترق
تنسفنا البيانات
من الف ذكرى
وتسمو بنا فنادق التوقيع
وموائد خمور تمني بنا متعة الغرور ' لتمحقنا شهقات نزول
فكم تعرى وهمنا على صخور خضبها صبار الخرافة المتوحشة
تلذذ بنا تاريخ الرواج المقترن بحماسات غنائية
وكهوف اكتحلت بتصفيق السموم
نحن المنتفخون بجبهات الملح
نتعارض عرض المعارضات الرعناء علينا
نتخندق فجاج اللاهدف للعنة الساحقة
بسعال الخوف الأبدي لنكبة قاضية
لنقيق صوت في ليلة عاتية
فعندما تكون العاصفة
نجني الشوك من شؤمنا كارثة
وعندما تكون الوثبة حجارة ناطقة
نجلس المجالس كأننا ارادة وازنة
فتتلفنا الخسارات أشواطا في لعبة ساهرة
متى نفيق
من كذا جرم ساقنا أنعاما
ومن كذا ميثاق بعثر عيوننا الحائرة
متى نقتفي سبيل مروءة نادرة
ننطق بالفصيح من لساننا
ونصدق بالقلب قضايانا البائسة
متى ننحني لله وحده
بدون شرك لمن نخافه سلطانا وقوة طاغية
متى نتحرر من مكائدنا على جلودنا اليابسة
ونقر أننا سلعة بائرة
لنقرر في السياسة خطا لا يساوم نقطة أو فاصلة
محمد محجوبي
الجزائر
معذرة
===
مرحَتْ مَعي كالطفلة ..
..الحمقاء قَبَّل خدَّها
وردُ الجنَائِن وانبرى
ثَغرٌ لها مِثلَ الذرى
فيها البوادي مُصَفَّفٌ
وجيوش لحظي عنتره
هبَّت كرَارًا والفرَار ..
.. الزمجره
وجنود عبل في اليماني
.. ميسره
حصرت فؤادي والشواهد
.. مجبره
فسقطت في تلك المعامع
... معذره
..
محمد عسكر
لم اعد ادر ...... !!
_____________
لم اعد أسمع
خشخشات قلمي
على ورقي
ولم اعد ادر كم
فات من الوقت
في قلقي
ولا كم مرّ من اعوام
وكم فات
من عمري
ولم اعد اسمع موسيقى
كانت يوما
تطربني
ولم اعد انظر للمرآة
فقد تساوى عندي
جمالي
او قبحي
ولم اعد اهتم على حبٍ
يضيق فيه صدري
ولا ابك على خيانة
فسيان عندي
حتى كتبي
مصفوفة او مبعثرة
على الارض او على الارفف
ماعاد يعنيني
حتى فساتيني
ارديتي
ملقاة هنا وهناك
تناديني
والبحر لم يعد هو ماكان
منه
يشجيني
والنورس يهحر
شاطئ
يمر فوق رأسي
لايراني
ولم اعد ابحث عن كلمات
تأتيني
ولم يعد لنداء الكروان
يلهمني
ولا للياسمين عطر
كان يحييني
لم يعد لي
الا بضع نبضات
مؤجلة
إلى حين
وعيون ناظرة للسماء
فقدت بريقها
دمعها بهمي
ترجو لقاء مقدرا
يوما يأتيني
ولا اعرف ماوراء الغيب
من انباء
ترضيني
قلب ساذج وروح هائمة
تروم تخلصا من قديم
ردائي
غث هو ضقت به
وضاق بي
وعربشات على كتفاي
تنوء بي
أفلح البشر كل البشر
عن الكون كل الكون
إقصائي
وابعادي
أسحر هذا أسودا؟
أم غدرا أم خيانة
تكالبت
علىَّ
والمبعثرات المشرذمة
من بضع كلمات حب
ماعادت للشعر
تلهمني
وبضع خطوات باقيات
من دربي
قدمي ناخت بي
ناقتي
انا لم اعد أنا
لا أعرفها
ولا تعرفني
من انا من اكون
لا ادري
بقلم وهيبة سكر
يغار الليل من غفوة النجوم
وعلى مدار الخيال
يسطع نعيم مزركش
أيتها الحبات المشحونة بزمن واقف
أمطري على بساط العمر
بهطول اللهفة
على شغف تشحنه الأشواق
فمن بعض الشقوق
تتسلل مواكب الأنس
لعلها واعدة بالنشوة النابتة على شرفة الأيام
كما تظن المواجع أنها مضطردة في اختباء
كما تعج الكثافات موطن النفس
كما تباعد الظل مسافات
وبقي الغصن يتيم الفرح في غفلة الماء
كما ورث الليل نتواءاته المدببة بأرق الاجترار
و تبعثين أيتها الأطياف
من ركن حديقة جذلت بسكرة ذات
بيني وبين القصائد أغنية نار
وفي كل شجن يستحم الحرف على شلال الحبور
وبين الهوامش من تكرار
تتريث الدموع
لعلها تقرأ في لوحة الوجوم صورة طفل أضاعه البكاء
فلا تغار أيها الليل
هذا اللحن يسري فجوات الاغتراب
لكي تتأتى للعمر جرعات النسيم
وهذا الوخز على فترات
يكوي بواطن الروح في بزوغ الانعتاق
وأنت أيها الليل
محمول على كتف البدر
تشغل المدار رونقا وشعلات
محمد محجوبي
الجزائر
في مهب الريح والخرافة
شعر: صالح أحمد (كناعنة)
مَن لي بفاتِحَةٍ على شَرَفِ التّلاقْ
وشهادَةٍ لنُفيقَ مِن عَبقِ السّذاجةِ في الهوى
وروايَةٍ ليعودَ يلتَحِمَ العراقُ مَع العراقْ
***
الريحُ خلفَ البابِ طوعَ الصّمتِ
صَمتِ يدٍ تُشَلُّ... كَرامَةٍ تُنزَع.
الصّمتُ لا يَفزَع!
الرّيحُ خلفَ البابِ تَعرى من حروفِ مَقالِها
والصّمتُ يحفُرُ في الرّمالِ السّودِ أغنيةً بلا مَطلَع
الريحُ لا تَجزَع!
الريحُ خلفَ الباب تَلبِسُ أذرُعَ الأزمانِ
تمنَحُ ظِلَّها مُدُنَ الخيالاتِ القَتيلة
الصّمتُ يَعمُقُ... والرّمالُ السّودُ تكتَنِفُ القبيلَة
ماذا تبقى غيرُ لونِ غيابنا
ورمالُنا السّوداءُ تعتَنِقُ الخُرافَة
***
الرّيحُ خلفَ البابِ تلبِسُ زُرقَةَ الأحلامِ
تُنذِرُ باختِناق...
الليلُ يلبِسُني، التَمَستُ صدى خطاهُ...
فلا أفَقتُ ولا أفاقْ
نمنا ليلتَبِسَ الفراقُ على العِناقِ
على العناقِ على الفراقْ
من لي بشمسٍ تستَظِلُّ أصابعي
ليعودَ يعتَنِقَ العراقُ رؤى العِراقْ
***
الريحُ خلفَ البابِ
والأعرابُ يَصطَرِعونَ حَولَ بحيرَةٍ في النارِ
والأبعادُ تُلقِحُ رَملَها تَعَبَ الغُبارِ
تَروحُ من خَدَرِ الدّوارِ إلا الدّوارِ
تقايضُ الأسفارَ بالأسرارِ
تستَبِقُ السّرابَ
تصيرُ لونَ جنونِهِ ورمادِهِ
والباقِياتُ عِتاب..
***
الريحُ خلفَ البابِ تَعوي
تَنهَبُ الكُثبانَ والأحقافَ والنَّخلَ العِتاق
تلقي على الدنيا تخاريفَ الرّمال السّودِ
والرّبعِ المعاق
كم مَزّقت أضلاعَنا... وعَوَت وتَعوي!!
والعراق..
هَزّت زمان الوصلِ فينا كي يُفيقَ
فما أفاق..
مَن لي بعينٍ لا تَنام...
ليعودَ يرتَضِعَ العراقُ ندى العراقْ.
***
الريحُ خلفَ البابِ تُنذِرُ بالخَطَر
ويَدي تُحاصِرُ ظِلَها
والأفقُ بَرقٌ يُحتَضَر
الريحُ تحترِفُ العويلَ...
تحاصِرُ الأبعادَ في صمتِ الحُفَر...
في الصمتِ يختَلِطُ اليقينُ مع الخرافةِ
يولَدُ الحلمُ المُرَوَّعُ في مساحات الزّبَد
الصمتُ يستَبِقُ الجنونَ بِرَعدَةٍ وشفق...
أواه من هولِ المسافَةِ بين كبتٍ وغَرَق
***
الريحُ خلف البابِ تعوي...
والأصابِعُ هشَّةٌ، والطقسُ ينذِرٌ باحتراق
أفلا أفيقُ وقد مضى زمني لقلبِ الريحِ
والأمالُ بَدَّدَها الفراق...
ومضى ربيعُ التائهين بِصَهلَةِ الخَوَرِ المُراق...
أواهُ يا روحَ التَّعاضد والعناق!
من لي بأم تحضنُ النارَ التي في مُهجَتي..
لِتَعودَ تُشرِقَ من يَدي شمسُ العراقْ
::::::: صالح أحمد (كناعنة) :::::::
أسطورة الوجود !!!
_____________
أذهب إلى بعيد
أفق رائق ذائق
للعناق
حبيبي هناك زائري
بحناياي
يترفق
سحره غرامه خمره
معتق معتق
عناقه زبرجد أزرق
وعقيق اخضر
لون عيون الأنثى
تلك الانثى
ونون الشاعر
والعشق
مقيم في المنى
وابتهالات الجوى
جب كوني الاحمر الوردي
وبحناياه
ترفق
ترقق
ناعم هو حرير
استبرق
تعال نعود نؤوب
ليالينا السحر
رداء الموج المتلاطم فينا
ازرق هو ازرق
لون عيون جنين
في عمق الروح
يسري يضحك
يشاركنا عذب الليالي
بذرة العشق
منايا انت وصدقنا
وحنان وطعام قمح
قبلات الهوى في نسيم الفجر
تتردد تتوالد عتقا
لون الموال وموسيقى
عمق التوحيد واخناتون
أوزوريس
وابراهيم والطير
يوسف وزليخة
وفي عيونك السود
عمق عمقي
اساطيري في الهوى
وفيها وفيك أنا
أغرق أغرق
بقلم وهيبة سكر
صمت لا كما تنعدم الضجة ولكن كأن النطق لم يخلق بعد(الطيب صالح)
_______________________________
ملاحقة أنا بشبح حب هزيل
أهرب بوجعي وأغص حين
تبتلعني الحروف
فأمتلأ بالصمت
يا انت ...
يا وشماً على الروح
يا سفر بلا طريق
كيف أتنفس خلودك
وما سر البقاء فيك؟
ينضح عطرك من مسامات
الحياء
يجهر صوتك بالصمت العليل
كأنه نغمة في لحن الكون
تناديني هجرتك
ووجهك وطن
لكنك على قانون الموت فيك
كأننا بلا عدالة تمنينا
الإشارة بإصبعين
الى مقبرة النسيان
وتحملنا التفاوت في وزر النوايا~~~~
دجى سالم
ظلال عربية
.....
و تتركني وحيدا
أرسمك.. وجهك المهجور على قارعة الرحيل
مثل أرتال غياب
ترسمني حافيا مثل ظلك تعكسه مرآة عجوز
فكيف تكسرك المرايا ..وأنت ترتق فتحة الشمس الأخيرة
تداورها عين يسامرها الضنى ..لا تشتكي
تعول الريح ..تفضح عباءات الهواء التي ترتدي وثنا يحيك الشائعات
شفاف يفضح ثغرك الدامي .ولهاث أحلامك يرتجز الهواء بحرا مالحا حد ارتواء
تمخض البحر بموج مثل سيل لا يرعوي ..يجرف أحلام الصباح ..يذروها رمادا يستطير كالشهب ترمقها العيون ..
شاحبات مثل برق تشرين ولا يلد المطر
فسّرني قليلا
كيف تترجمني والريح لم تشرق من ضحى الإغريق
والبنفسج يلملم آهاتك ..يبعثرني مثل شعاع الرمل وتختفي
بلا معالم أنت مثل ظلي
والماء تحت الماء ..وجع من سقام ترحال ..لا يستكين
والسفينة غرقى في وحل انتظار ...مجاديفك لا تجدي هواء ًولا نقير
يضيع الحزن فيك أسرابا وأنت وحدك تدعي أنك صامد لا تنكسر
لا تندثر فيك الظباء المولعات ببئر ماء ...تجمعت حوله صبايا القبائل
التي أشياخها نسوا الضيافة والكرم
أحرقوا ظلك المترامي حول خيامهم وأنت تصرخ يا لثارات العرب
وأنا أكتنز خيامك الثكلى ..يلفحني برد احتراقي
والظل ينمو في اضطراد
قصيدة المدائن الثكلى والصحارى تلبسني عهدا جديدا مثل خيمتك التي مزقتها ريح حقدهم اللجوج
أغترف المنايا من صدرِ مقفرة يلوح في عينيها السراب ماء
والرمل يذروها اختناقا
نم يا صديقي على القذى ليس نكرانا لوجه الريح..فهديل موتك أسراب لا تستريح
نم على ظمأ العروبة ..لا ترتعش مثل خوفي
تكلؤك الرمال ببعض تحنان وروح
فتنسب وجهك باسما لصخورها
تنبجس الصخور ماءً
لكنه من وجع علقته على ناصية الصخور
لا تحسبه ماء يطفىء ظمأ التياع
هو من وجع الصخور ليس ترياقا لوجيعة كبرى
ترداد آلامك ال..تجوب صحراء عروبتك اتساعا
ولا شيء سواك يهدهد وجع الرمال
فانفض عباءتك من كل العرب
انثر بقايا عمرك في التراب
ازرع عقيم قمحك
عله المطر يراك
ينبت مرة أخرى خبزا ..لكن من دماك
....
أتعلمين
أين يقيم الشوق ؟!
إنتظري ... فأنا سأجيب
إنه بصدري
و بين طيات حروف حلم استدعاه حنين
أتعلمين شيئا عن هذه الحروف ؟!
كيف نبتت من أحاسيس تشتعل
و تفتحت كالياسمين
إنه أنا ذلك المشتاق لنبضك منذ سنين
أنا ...
ذلك المسافر الذي لا يعود
أعرف فقط وجهتي
لكني لا أعرف لك طريق
أسير على هدى نبضي
و أرتاح في واحات الأحلام
ثم أعاود السفر إليك
بحرف قبلته عيناك في الأحلام
و هكذا يا حبيبتي
أنت وجهتي
دون أن يكون لك عنوان
محمد الزهري
مساء آخر
-- --- --
منذ أن توارى اليمام عن بركة جدي
دمعت عيون الماء
فلم ينتبه لحالها موسم جاف
كما تعطلت خفقات البستان
اثر جنوح متسلط
في ذالك المساء المشهود كان الشدو والغناء وكل الحبور لباسا من شمس دافئة تمسح أهداب الكروم وتفشي في خاطرنا أسرار البهاء
فلم يكن لتعاقب المواسم
سوى أن تبصم أهازيجها
فتستوفي الأعياد جميعها صيت القلوب الرقيقة
كان لكل موسم مذاقه السحري
يترك حديثا بين الألسن ' يكاشف بألحانه صولات وجولات في حاضر الناس ' كل موسم يزرع بذوره ' يهيج الأرض بمحاسنها
تعكف على نسجه ألوان تنطق بها غبطة معشوشبة في سكون ووقار
المواسم كانت متعة كتاب مفتوح
تتغذى صفحاته من شرايين حياة توزع قسمة الحلم
فتنتعش اللحظات بزخم الجمال
حين احتجبت فرجة الخميلة ' بين بركة جدي وبين الجنات
تذاكر الزمن مع شقوقه
في فراغ يضني القلوب
فلم ينعكس ضوء الماضي
سوى على حبات دموع
تتهجى بها جبال
ذالك المساء الآخر
لا يلو على اماءة منشودة بين حظ التراب
تلهى بنا أخطبوط مارق بين السنين
في شهقة الصبابات
يبكي عشق قديم
يتلمس سديم قربى وغليظ شوك ناقم
فنرشفه مساء آخر
كما سقوط بين لعبة نسيان وتناسي
تحاول صخور مرتعدة من فراق
أن تولد شحنة في وجوم انكسار
نحاول معها
أن نبقي في الأشياء لعب ذكريات
كما تحاول امرأة مخبولة
أن تلاسن وردا ذابلا
في غرابات صاعدة
نشفق على بكاء المساء من أن ينزف ملاذنا
نحاول الانفلات من قبضة الموسم الذي يسعل بالدهور
والمساء بيننا
ليته كان طريا
يفي بأغراض الذات
محمد محجوبي
الجزائر
مواليد الوجع
--- --- ---
ليسوا سواء
تباارزهم أزمنة عنيدة
هذه الأصناف التي تسائل أشكالها البالية
وكل المسميات لبست أحزانها
المواليد تحسم تشكيل الوزر الدفين
من زمان
وهم يشربون فاقة السؤال
ومن كل زمان
يهرعون الى زخرف ماء هزيل
ولا تكتفي أروقة الأنين
تمازج الصوت كمدا وتلقي ظلها في تلوين
القبيلة ركبت رأسها
الشيخ مسجى على منسياته سنين
التواريخ مثخنة بداء ليلها بهيم
كما تتيه الخلية بين مواليد
كما تفترس الآلة شطر الجفاء حنين
أي عجبجنا هذا المنق فينا نزيف
نكابده نقيضا من وله ومن تمثيل
مواليد الوأد بيننا تقتيل
والينا كفة أقدار تميل
وعلينا وزر التراب في يبس مرير
وجحافل سكنت عصارات الحلم تضليل
لسواد ترامى أساطير
مواليده غرقى
بين الشظايا
وعلى المرايا نزعة عاوت غدرها لتعداد جيل وجيل
محمد محجوبي
الجزائر
---رسالة ام --
هرمت هرمت ياولدي
بانت ذوائب شيبي
ذهبت رشاقتي مني
اختل توازني ومشيتي
كلت سواعدي مني
باتت تهرب اشياء
من ذاكرتي وفكري
التي كنت احسد عليها
ضعف بصري وسمعي
ماعدنا انا انا غريبة عني
الا لاحظت هذا ابني
كما لاحظته طفلتك
التي لم تتعدى السنتين
وسارعت تمسك يدي
غريب امر الزمن
لم يبق على حاله
الا واحد احد
كل شي يتغير مع تقدم العمر
وأعلم أن رمسي مفتوح يابني
قاب قوسين او أدني
انهكتني الايام
والام وعثرات الزمان
والدين برقبتك كبير
وصية رب العالمين
هلا أخذت بيدي
إلى نهاية الدرب
أوصلتك درب الامان
إلى ان تكون سندي
فكن معي لتوصلني
نهاية مرقدي مدفني
من غيرك شيشيع جنازتني
فلا تسارع بالرحيل
فيك روحي ودمي
وحياتي برحيلك تنتهي
تبا لربيعكم ياعرب
امنه عبد الرحمن غنام
أتأخذني بحوارك ... ؟!!
_______________
أتاخذني
بجوارك فسحة
من وقتٍ
بجوار النبض
وضلعك
لاتنعس بدوني
أنفاسك
ترياقي
ونفلي
رتل لي ترتيل الليل
وهدهد
طفلتي
الغافية بين راحتيك
شجن الوسادة
عذرائي
قل لي
في صمتك
واحكي
عبير جسدك خطير خطير
من عبق العشق ينضح
عتقي
وانعتاقي
عميق نومي بجوارك
تنفس في وجهي
ضخ الحياة في وجودي
أرسلني
في احلام سرمدية
أتطير معي ؟
تعلم للطيران
عشقي
في الحب أنت ماهر
من سهد الورى
تهمي
مطر ورعد وبرق
ودمدمة سماء
وارضي
في صدرك
طوافي
مجرتي
دمك فيِّ
يسري
مساء الخير ياعمري
صباح الخير
ياقدري
بقلم وهيبة سكر
{يا دام عزك}الشاعر طارق فايز العجاوي
. . ما جرح هزك
ولا رايات من رفعوا
ولا آيات من سمعوا
. . يا مجد عزك
على اطلالها جاروا
على احزانها ساروا
على اطيابها هزجوا
على الوانها مزجوا
. . في النفس حزك
إذا غافلت صهوتها
إذا غازلت صحوتها
. . . ففحيح الروح أطرش
. . . وحفيف الغار هشهش
يا كل حرف قد زوى
يا كل شوق قد كوى
يا سحر وجد والنوى
يا هدل قلب والجوى
يا قطر عشق والهوى
يا عطر كل القلب . . .
صار الهزج هزجك .
حكاية الفجر
_______
نحن أعاجيب النور
كنا ذات زمن
تلاقينا نجس نبض الشجر
تفحصنا ملامح الطيور لكي ننعم بذوات الانطلاق
تواددنا ببريق اللليل ' غابات النشوء وسماحة الجبال وهي تؤهلنا سماوات
كل البدايات فجرت عنفوان تحليق يسترسل بذل الأرواح
نورانيات خلود
الفجر في أبجديات لهيب مقدس
--- --
تواصينا صبر أيوب الملهم
ركبنا دخان عبور
------
لا نزال زلزلة آثار في الاقدام
لا تزال أغنية غائرة في مضغة الوجود
__ _ _
في تآكل النهايات بموج جسور
وعلى نتوءات صخر الصبر
نميط دجى الضباب
عن بسمة الفجر المدلل
نستقدم صفوف الغبار في أفق الرؤى
لاننا نعيش من أنفاس الفجر
شذى حياة
لو رعينا الفجر نسائم وأزهار
محمد محجوبي
الجزائر
مجلة عشتار الإلكترونية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع