كلمة العدد الثاني من مجلة الآمال التي تصدرها مؤسستنا الخاصة للتعليم المتوسط "الأماني"... (( كلمة السيد مؤسس المتوسطة ))
للعقول الصغيرة هموم صغيرة، أما العقول الكبيرة فليس لها وقت للهموم، وقت هاته بالكاد يكفيها للتأمل للإبداع لطرح الإشكاليات وإيجاد الحلول، يمكن إرضاء العقول الصغيرة بثوب جديد أو حذاء، بمنصب؛ أو بمسكن إضافي؛ أو بقطعة أرضية للبناء، أما العقول الكبيرة فهي مشغولة بالبحث عن الوطن، عن الأمة، عن التاريخ وعن المستقبل، هذه العقول الكبيرة لن تزيد سوى أن تكون كالماس بقاع المنجم إن لم تصقل بالعلم والتعليم، وتشذب بالتربية والاحترام.
في العالم العربي السعيد بأهله وجهله مقولة متداولة دوما وهي "الموت فداء للوطن"، إنها مقولة ملغمة مجهولة النسب متعددة الآباء. العقل اللبيب من يفضل أن يعيش فداء لنفس الوطن، فبالعلم فقط نستوعب بأن الوطن لا يستحق اسمه إن لم يكن وطن للحياة، وهو أبعد من ذلك إن كان مشروع وفاة قد تكون بحزام ناسف.
إن المستقبل لن يكون فيه أبدا موطئ قدم لبطئ إنه عصر السرعة بامتياز، حروب المستقبل لن يغلب فيها القوي الضعيف دائما بل يغلب السريع البطئ أبدا. إن زماننا هذا أثبت عجزه عن إنجاب الأبطال و الزعماء، لكنه مافتئ ينتج المزيد من العلماء. فلكي نربح المستقبل علينا أن نلحق بركب هؤلاء وبسرعة سريعة ومتسارعة، إن الثمن والعملة الصعبة الوحيدة المتداولة لمثل ذاك المغنم، هي العلم أولا ثم العلم ثانيا ثم العلم أبدا.
يقول عبد الملك بن مروان المؤسس الفعلي للدولة الأموية مخاطبا أولاده:
يا بني تعلموا العلم، فان كنتم سادة فقتم، وإن كنتم وسطا سدتم، وإن كنتم سوقة عشتم.
أما مالكوم إكس(Malcolm X) فيقول " Education is the passport to the future"
و يقول الشاعر أحمد شوقي:
العلم يرفع بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والشرف
أما أساتذة هذه المؤسسة فهم يتفقون مع باولو كويلو (Paulo Coello) عندما يؤكد قائلا:
Un maître ce n’est pas celui qui enseigne quelque chose, mais celui qui pousse son élève à donner le meilleure de lui-même afin de découvrir ce qu’il sait déjà.
نتطلع أن يفوق أبناء هذه المؤسسة الفتية السادة، وأن يجعلوا نصب أعينهم مستقبل المستقبل، وأن تزداد رفعة وعزة وشرفا عماد بيوتهم. فإلى الأمام فتية التحدي وإلى السنام فتية المستقبل.

الدكتور: إسماعيل معاش