Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل



كان العلماء يعتقدون حتى الى ما قبل بضع سنوات ان قاع المحيط السحيق لا تشغله وتعيش فيه سوى كائنات صغيره لاأهميه لها كالديدان والقواقع والأسفنج ال ان الآف الصور التي التقطت لقاع المحيط اوضحت أن معظم القيعان السحيقة الأعماق , تسرح فيها طولا وعرضا اسراب عديدة الأنواع كالمفترسات والأفقريات المتوحشه والأسماك وانواع القرش المفترسه الهائلة الأحجام
تـــوقف لمعرفــــة الأعمــــاق
وقد أغنت اكتشافات العقود الأخيره في هذا القرن معلوماتنا عن الحياه العجيبه التي تزدهر في قيعان البحار والمحيطات السحيقه الأغوار .
وقد أجريت الدراسات بواسطة الألآت والأدوات والجرافات المتطوره , التي أنزلوها الى الأعماق لتستخرج النماذج والعينات كذلك بواسطة الغوص المباشر الى الأعماق .
وبدفع آلات التصوير التي تعمل تلقائيا , فالتقطت صورا حيه للحياه العجيبه في أعماق البحار .
وكان العلماء الى عهد بعيد يظنون ان تلك الأعماق لاتحتوي ال على كائنات ضعيفه مهيأه ومتكيفه لتعيش على لون واحد من ألوان الطعام ولا شي غيره في تلك الأعماق .
واذ بالعلماء يلاحظون أثناء المراقبه زخات غزيره من الأحياء تتساقط من المياه السطحيه الى الأعماق .
وكانت معظم تلك الأحياء كائنات دقيقه وبكتيريا وقشريات صغيره وطحالب وغير ذلك .
معظمها كان قد اهترأ وتحلل وسقط ليترســب في قــاع البحــر .
وربما ان العلماء الذين يعملون لكشف الحجب عن أسرار الأعماق الواسعه المظلمه وحدهم يستطيعون ان يقدروا جيدا ضخامة الأخطار والصعاب التي لابد ان يواجهونها او تواجهها الألآت في تلك القيعان السحيقه , التي يصل
عمقها الى عشرات الكيلو مترات او يزيد .
وحتى الآن لم يكشف الأنسان من اسرار الأعماق الا القليل وبقي أمامه الكثير انه ما زال يقف على مشارف غابه مجهوله او قاره بكر غير مطروقه او كأنما هو يتجول في كوكب آخر .
لأن صورة الحياه في اعماق البحار تظهر باشكال مثيره وغريبه ةقد تكون مرعبه ايضا .
وليس غريبا ان يظهر تنوع وتعدد اشكال الحياه في قيعان البحار , طالما ان تلك القيعان تمتد على مساحات شاسعه اكبر من مساحات كل القارات مجتمعه .
ولقد اكتشف العلماء أكثر من ( 1000 ) نوع من انواع الكائنات . الا ان ذلك لايمثل الا نزرا يسيرا مما تحتويه
الأعمـــاق .

أبعـــاد سحيقــــه وضغــــوط هائلــه
اذا القينا في الماء كره من الحديد وزنها رطلا واحدا ستصل الا قاع المحيط الباسيفيكي بعد مرور ( 63 ) دقيقه
تكون قد قطعت فيها مسافه قدرها ( 11 ) ك . م تقريبا .
وتلك الهوه تعتبر حتى الآن أعمق أخدود واسع في ذلك المحيط .
ويتراوح متوسط عمق البحار والمحيطات مابين (5000الى 3000), وهو عمق بعيد
ورهيب , مما يجعل الضغط في قاعه يبلغ مابين ثلث ونصف طن على كل سنتيمتر مربع . علما بان راس الأنسان وحده يتحمل ضغطا يعادل الضغط الناتج عن ( 115 ) طنــا .
هذا يجعلنا نستنتج ان بناء اجسام الكائنات التي تعيش في الأعماق يختلف عن بناء الكائنات التي تعيش على البر , او في الطبقات السطحيه من البحر .
فلا بد ان يكون تكوينها قويا جدا ومقاوما للضغط العالي . ولكننا نجد ان الهياكل العظميه لتلك الكائنات هشه وانسجتها رخوه كما ان معظمها يتكون من ماده هلاميه حيه حتى انها أضعف تكوينا من كثير الكائنات البحريه التي تعيش قرب سطح البحر اذ تتعرض للتيارات والأمواج البحريه فلا بد ان يكون بناء اجسامها قويا ليساعدها على المقاومه .
في حين ان كائنات الأعماق تعيش في وسط ساكن كسكون القبور ويبدوا ان كل شي راكدا حولها . كما ان برودة الماء في الأعماق لا تساعد كثيرا على بناء هياكل عظميه متينه مادامت قد وجدت حلا طريفا لتلك الضروره .
ترى كيف تتحمل تلك الكائنات الضغوط العاليه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
انها في الواقع لاتشعر بتلك الضغوط , بل تحس بان كل شي حولها على مايرام . تماما كما يحس الأنسان على سطح الأرض . ان كل شي قد جاء لصالحه رغم انه يتعرض ايضا لضغوط رهيبه من المحيط الهوائي الذي يحيط به من كل جانب .
ولكي يتضح ذلك نذكر ان الهواء مثلا يضغط على رؤوسنا , بما يعادل الضغط الناتج عن كل ربع طن . واكتافنا وحدها تتحمل ضغطا يساوي حوال نصف طن , اما الجسم فيتحمل ضغطا يبلغ عدة اطنان . ولكننا مع ذلك لا نحس بشئ غير عادي لأننا نشأنا وتكيفنا مع ضغوط المحيط الهوائي , ثم اننا نستنشق الهواء بضغوطه , فيتخلل بكل وعاء دموي ونسيج خليه . وهكذا يتساوى الضغط داخلنا مع الضغط الكائن خارجنا .
كذلك تفعل كائنات الأعماق فلقد نشات وتكيفت بضغوط الماء الرهيبه . فالماء بضغوطه يتخلل اوعيتها وأنسجتها وخلاياها فيتساوى الضغطان الخارجي والداخلي او يتعادلان . ولو تركت تلك الكائنات الأعماق واتجهت نحو الأعلى فأنها تنزف وتنهار وتموت .

تصــــــــــوير الأعمـــــــــــاق
جرت مجموعه من العلماء عددا الدراسات بأجهزه تعمل آليا وتلقائيا لتصوير الأعماق ودراسة الأحياء في الأغوار السحيقه ومعرفة توزيع هذه الكائنات وسلوكها . وكان اول كشف مثير لهذه الجماعه ان هذه اللا فقاريات التي تعيش في الأعماق ليست قليلة العدد منها قشريات ضخمه مستعده لالتهام كل مايتساقط الى القاع من انواع الغذاء ومن اجسام حيوانات ميته ومن كائنات تعيش في الأعماق المتوسطه ومن حيوانات هبطت الى الأغوار .
لقد ارسل العلماء الة التصوير لتستقر في القاع ما بين اثنى عشره ساعه وثمان واربعين ساعه حيث تلتقط تلقائيا صورا على فترات تتراوح خمس وخمسة عشر دقيقه .
ويوضع الطعم مقابل الآله ويتصل بها حتى تكون الصوره عموديه او مائله وفي نهاية التجربه ينتزع الطعم ترفع آلة التصوير الى سطح الماء حيث تفحص الصور وتسمع التسجيلات الصوتيه لكل ما حدث في تلك الأثناء .
وقد بدأت الدراسه في اول الأمر على اعماق تتراوح بين اربعمائة متر وسبعة الآف متر اذ تبين ان اللأعماق التي تزيد على ذلك تحتاج الى اجهزه والآت تصوير خاصه تحتمل الضغط الهائل المتزايد كلما زاد الأتجاه نحو العمق.

ثــــروات تفــوق الخيـــال
يقول العلماء الذين اجروا تلك الدراسات : لقد كانت مفاجأه لنا ان نجد في بعض المواقع في قاع المحيط الهادي حياه زاخره صاخبه بالحيوانات المختلفه ففي احد المواقع ظهر على عمق ستة كيلو مترات تجمع اكثر من اربعين سمكه كبيره وكثير من القشريات انجذبت نحو الطعم خلال ساعات قليله ولقد لوحظ ان هذا الموقع غني بعروق المنغنيز على حين انه في موقع آخر في المحيط الهندي وعلى عمق أربعة كيلو مترات كان سطح القاع مغطى بترسبات عضويه لم يأت نحو الطعم الأ اعداد قليله من الأسماك وقليل من القشريات على حين ان المياه السطحيه في هذا المكان غنيه جدا بالكائنات البحريه المختلفه .
كذلك اثبتت صور اخذت للقاع تحت ( تيار بيرو الغني ) ان القاع فقير الأ في اعداد قليله من الأسماك الضخمه واعداد كبيره من اللا فقاريات وكتل مفترسه من مزدوجات الأرجل اتت على الطعم في ساعات قلائل وتفسير هذه الظاهره للتوزع العجيب لحيوانات القيعان انما يكمن في نوعية الطعام الذي تتطلبه هذه الأنواع . انها تعتمد على مايتساقط في القاع من أسماك او حيوانات بحريه ميته وكذلك مايتجمع من بقايا السفن من اطعمه ونفايات وينشأ توازن بيئي بين هذه الكائنات وما يلزمها من طعام يوزع الى الأعماق المختلفه مابين السطح والقاع .
وفي المنطقه الواسعه شمال غرب المحيط الهادي التقطت صورا كثيره للأسماك فوق قاع به عروق من المنغنيز حيث تكثر اسراب التونه وأسماك اخرى كبيره تعمر المياه السطحيه كما تكثر بها الحيتان وغيرها من كائنات بحريه تهاجر في مواسم معينه .
ويبدو ان هذه الأسماك الكبيره تتخذ من القيعان السحيقه ملجأ وملاذا ولا يعرف على التقيق مصير هذه الأسماك الضخمه والحيتان الهائله التي تستوطن هذه الأعماق .
وقد قدر الباحثون ان ما يزيد على ( 800,000 ) طن من نوع الأسماك يعيش على عمق ( 1500 ) متر في مياه المحيط جنوبي كاليفورنيا وهي سلاله له من نفس النوع هاجر من الشمال ومن المياه القطبيه .
ان مايغمر البحار والمحيطات من ثروات وأسماك ومواد غذائيه يفوق الحصر والتقدير , وانه لكفيل ان يقي البشر شر الجوع , اذا استطاع الأنسان ان يستغل هذه الثروات ويستخرج هذا الغذاء .

هـــل سيشبعنــــا البحــــر
وكثيرا ما كانت تهاجم الطعم اسراب لاتحصى من اسماك مفترسه وحيوانات من الهلاميات الأوليه وكان ذلك على عمق الفين من الأمتار . واندهش العلماء حين شاهدوا الأسماك الضخمه لم تقترب من الطعم .
وقد تبين ان المهاجمين الأوائل قد نشروا حول الطعم طبقه هلاميه نفرت الأسماك وابعدتها , ولاحظوا ان الأسماك التي كانت تستطيع ان تصل الى الطعم تنظف خياشيمها مما علق بها من ذلك الهلام .
كما لوحظ ان سمكه واحده من الرواد الأوائل تستطيع ان تفرز من الهلام الجيلاتين ما ينتشر في كميه كبيره من الماء حول الطعم ومع ذلك فان بعض المفترسات من اسماك القاع يتميز بقدره عجيبه على الأفتراس , بل وتمزيق فرائسها والتهامها كما التقطت صور كثيره لأقراش ضخمه على اعماق تزيد على كيلو مترين لعلها تنجذب الى الطعم برائحته وتقوم حوله بحركات هندسيه تبدو وكأنها محسوبه قبل ان تهجم عليها بينما تعجز احيانا على الوصول الى الطعم اذا كان مستقرا فوق صخره خشنه عاليه ما يدل على انها تفضل ان يكون الطعم مستقرا فوق قاع مسطح ممتد , والأ فانها تبذل جهدا ضائعا في العض على حواف الصخر وشقوقه وبعد محاولات قد تتعدد كثيرا وقد يطول امدها طويلا .
الى ان ينتج القرش مثلا في الأمساك بالطعم بين كفيه وقد يفشل احيانا في الأمساك بالطعم اذا كان فوق صخره تعلو مترا فوق القاع على حين تنتج ثعابين السمك وانواع من ( الفرناد ) في التهامه اينما يكون موقعه .
ولا شك ان مثل هذه الدراسات وتلك الكشوف ستعين الى حد كبير على حسن استغلال الثروات البحريه
فــي قيعــان البحــار والمحيطــات

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1337 مشاهدة

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

863,321