أمراض الجمبرى
إعداد
د / هالة فؤاد أيوب
المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية
يعتبر الجمبرى من الحيوانات القشرية ذو قيمة غذائية وإقتصادية عالية وذلك لإحتوائه على نسبة بروتين مرتفعة وطعمه المستساغ من قبل المستهلك وخاصة انه يحتوى على أويجا 3 التى تلعب دوراً هاماً فى الصحة، بالإضافة لنسبة الكالسيوم والفسفور واليود التى يحتاجها المرضى خاصة كبار السن والأطفال، كما انه يحتوى على نسبة من الكوليسترول الذى له تأثير على خفض نسبة الكوليسترول الحيوانى، ولذلك ينصح الأطباء بالتغذية عليه لبعض مرضى القلب وتصلب الشرايين.
ويتميز الإنتاج الصناعى لإستزراع الجمبرى بالإستزراع المكثف ونصف المكثف كأشهر طريقتين فى نظم التربية، وذلك أملاً فى الحصول على أعلى إنتاج يؤدى بالتالى إلى أعلى عائد، إلا انه لابد أن يؤخذ فى الإعتبار أن تحويل الكائن من البيئة الطبيعية إلى البيئة الصناعية المكثفة لابد أن يقابلها أسلوب دقيق فى التربية وذلك لرفع مستوى التحويل الغذائى وتقليل الإجهاد الواقع على الكائن فى بيئته الصناعية.
ولذلك هناك العديد من المشاكل التى قد تواجه الجمبرى فى بيئته الصناعية من أهمها الأمراض المصاحبة للتربية المكثفة التى يجب الإلمام بها عند البدء بالقيام بهذا الأسلوب من التربية.
وقد أولت الدولة مؤخراً الاهتمام بإستزراع الجمبرى وبدأت أنشطة إستثمارية لعمل مفرخات بحرية للجمبرى لسد العجز فى إستيراده وتوفير العملة الصعبة، ويعكف الباحثين بالدولة جنباً إلى جنب بالقطاع الخاص لعمل الدراسات والأبحاث التى من شأنها تعمل على تنمية الثروة السمكية وتبدأ بإختيار الأصناف وحساب كثافة الإستزراع، والتحسين الوراثى والوقاية من الأمراض الوبائية والمعدية.
ويصاب الجمبرى بالعديد من الأمراض وهذا يؤدى إلى خسائر إقتصادية كبيرة على المستوى الإقتصادى والتجارى من تأخر النمو وقلة الإنتاج وإنخفاض القيمة التسويقية والقيمة الغذائية ويرجع ظهور الأمراض وإنتشارها لوجود عوامل عديدة مثل وجود المسببات المرضية من بكتيريا وفيروسات وفطريات وطفيليات، كما أن الظروف البيئية الغير مناسبة تؤثر سلباً على الجمبرى وتظهر أحياناً بعض الأمراض الغير معدية الناتجة عن سوء التغذيةز كما يلعب التداول السيئ للجمبرى دوراً هاماً فى إنتشار الأمراض.
ومن أشهر العلامات المرضية ما يحدث من تغيرات غير طبيعية فى الشكل الخارجى أو التركيب الداخلى أو سلوك الجمبرى فى البيئة ومن هذه التغيرات ما يرى بالعين المجردة ومنها ما يشاهد تحت الميكروسكوب أو أخذ عينات وتحليلها معملياً كل حسب نوع المسبب.
وإليكم نبذة عن أهم الأمراض الفيروسية التى تصيب الجمبرى :
أولاً : فيروس ظاهرة البقع البيضاء : White Spot Syndrome Virus
يعتبر فيروس ظاهرة البقع البيضاء من أهم الفيروسات التى قد تتواجد فى البيئة المائية إذ يمتلك القدرة على إصابة كل القشريات بما فيها الجمبرى كما تتمثل فى معدل النافق المرتفع خاصة فى أطوار الحيوان الكامل وما قبل بلوغ الحيوان الكامل.
المسبب المرضى :
عبارة عن فيروس كبير الحجم عصوى الشكل متوسط حجمه 80 x 250 نم (نم = 10-90م) ينتمى إلى مجموهة الفيروسات ذات الحامض النووى الدوكسى ريبوز داخل عائلة النيمافيريدى Nimaviridae .
تاريخ حدوث المرض :
كان أول ظهور لهذا الفيروس فى مزارع الجمبرى فى اليابان عام 1992 – 1993 ثم انتشر ليصيب معظم دول شرق آسيا عام 1995 وفى نفس العام وجدت إصابات منه فى الولايات المتحدة ثم انتقل إلى معظم مزارع دول العالم عام 2000.
مظاهر الإصابة بالمرض :
- نفوق عدد كبير من الجمبرى فى أحواض التربية
- سباحة الحيوان بالقرب من سطح الماء وعند مداخل مياه رى الأحواض
- عدم إقبال الجمبرى على العلف
- إحمرار جسم الجمبرى
- الهيكل الخارجى لجسم الجمبرىضعيف جداً
- إنسلاخ الهيكل القشرى الخارجى ولا يعقبه تخليق هيكل جديد
- على منطقة الرأس والصدر فى بقع بيضاء ومن هنا جاء اسم المرض بالبقع البيضاء
- خلال المراحل المتقدمة من المرض تظهر ترسبات كلسية على جسم الحيوان
ثانياً : فيروس تأكل الجلد والأنسجة الدموية :
فيروس تآكل الجلد والأنسجة الدموية وهو فيروس لا يقل خطورة عن الفيروس السابق على الرغم انه لا يسبب نافق مرتفع فى أحواض التربية لكن تكمن خطورته فى التشوهات التى يتسبب فيها. غالباً ما يصيب الأعمار المتقدمة من عمر الجمبرى إلا انه من الممكن أن يصيب الأعمار الأولى إذا كان هناك حيوانات بحرية حاملة للفيروس.
المسبب المرضى :
هو فيروس صغير الحجم ينتمى إلى عائلة البارفوفيريدى (Parvoviridea) يتبع الفيروسات ذات الحامض النووى الدوكسى ريبوز وهو أصغر الفيروسات التى تصيب الجمبرى على الإطلاق إذ يصل متوسط حجمه إلى 22 نم.
تاريخ حدوث المرض :
أن أول ظهور لهذا المرض عام 1981 فى مزارع هاواى جنوب الولايات المتحدة الأمريكية ومن هذه البؤرة المرضية انتشر الفيروس ليصيب السواحل الأمريكية شمالاً وجنوباً وذلك عام 1990 وفى عام 1996 ظهرت أول لإصابات للفيروس فى معظم مزارع دول شرق آسيا.
مظاهر الإصابة بالمرض :
- تأخر النمو فى أحواض التربية وعدم مناسبة العمر مع الوزن الحى.
- تشوهات حادة فى الشكل الخارجى للجمبرى
- تمزقات فى الطبقة الجسمية الموجودة تحت الهيكل الخارجى
- تفاوتات كبيرة بين أحجام وأوزان الجمبرى فى الحوض الواحد تصل إلى 30 – 50 %
- هناك خطورة أخرى من هذا الفيروس وهى أن الجمبرى يظل حاملاً له ومن الممكن أن ينقله إلى الجيل الثانى فى حالة استعماله فى التفريخ كأمهات.
ثالثاً : فيروس الجسم الكبدى البنكرياسى :
وهو فيروس يصيب الجمبرى فى المراحل المختلفة من عمره.
المسبب المرضى :
هو فيروس صغير الحجم ينتمى إلى عائلة البارفوفيريدى (Parvoviridea) نفس فيروس (تآكل الجلد والأنسجة الدموية) يتبع الفيروسات ذات الحامض النووى الدوكسى ريبورز.
تاريخ حدوث المرض :
كان أول ظهور للمرض فى جنوب آسيا وذلك عام 1987 ثم تلى ذلك ظهور للمرض فى شمال وجنوب أمريكا عام 1990 وبعد هذا أعلنت الكثير من الدول وجود المرض بها منها ماليزيا والفلبين وأندونيسيا وكينيا والكويت.
مظاهر الإصابة بالمرض :
- عدم الإقبال على العلف
- السباحة حول أطراف حوض التربية وعند سطح الماء
- صعوبة فى التنفس
- تأخر النمو
- قتامة عضلة الذيل
- ضمور الجسم الكبدى البنكرياسى
- نفوق حاد خاصة فى المراحل الأولى فى عمر الجمبرى
رابعاً : مرض الرأس الصفراء (Yellow Head Disease)
عبارة عن مرض فيروسى يصيب الجمبرى ويسبب نفوق مرتفع خاصة فى الأعمار ما بين 50 إلى 70 يوماً.
المسبب المرضى :
فيروس عضوى الشكل متوسط حجمه 150x40 نم ينتمى إلى مجموعة الفيروسات ذات الحامض الدوكسى ريبوز داخل عائلة الكرونافيريدى (Coronaviridae).
تاريخ حدوث المرض :
كان أول ظهور للمرض عام 1986 فى مزارع الجمبرى فى تايلاند والصين والفلبين ثم انتقل المرض إلى استراليا عام 1991 وأعلنت الولايات المتحدة عن أول إصابة بها عام 2000.
مظاهر الإصابة بالمرض :
- إرتفاع معدل الإقبال على العلف خلال الأيام الأولى من الإصابة يليها إنخفاض فى المعدل.
- سباحة الحيوان بالقرب من السطح وعلى حواف الأحواض.
- نفوق عالى وسريع خاصة ما بين شهرين وثلاثة أشهر من عمر الجمبرى.
- تورم الرأس والصدر ويتحول لونهما إلى اللون الأصفر.
- إنتشار لون أبيض باهت على جسم الجمبرى.
- خياشيم الجمبرى تأخذ اللون الأصفر الباهت ثم تتحول إلى اللون البنى.
- الجسم الكبدى البنكرياسى يأخذ اللون الأصفر الباهت.
- الفحص المبدئى للانسجة باستخدام الميكروسكوب الضوئى وذلك لتتبع الأثر الفيروسى فى الأنسجة.
- إختبارات المناعة المختلفة وذلك لمعرفة مستوى الأجسام المناعية فى جسم الجمبرى.
- إستخدام تفاعل البلمرة المتسلسل وذلك لتشخيص السبب المرضى من خلال الجينات الخاصة به.
- إستخدام الميكروسكوب الإلكترونى.
طرق مقاومة الأمراض الفيروسة :
لابد من معرفة انه لا يوجد علاج إقتصادى فعال للسيطرة على الأمراض الفيروسية ولكن تقاوم قبل حدوثها وذلك من خلال :
- تطبيق نظم الأمن الحيوى فى مزرعة التربية.
- إستزراع زريعة جمبرى خالية من الأمراض.
- إستزراع أنواع من الجمبرى ذات المناعة العليا والمقاومة للأمراض بطبيعتها.
الوقاية والعلاج من الأمراض التى تصيب الجمبرى :
- الحجر على الجمبرى الداخل إلى المزرعة.
- الحجر على الجمبرى المصاب.
- الحفاظ على نوعية المياه الملائمة للإستزراع أو التفريخ.
- تطهير المعدات المستخدمة فى جميع مراحل التفريخ والإستزراع.
- تجفيف الأحواض وتطهيرها بمطهر مناسب.
- التخلص من الجمبرى النافق.
- خلط العلف بالفيتامينات والأملاح المعدنية اللازمة لرفع حيوية الجمبرى.
- الإتجاهات الحديثة لإستخدام المستخلصات النباتية التى لها تأثير مثبط للبكتريا (مضاد حيوى طبيعى) ورافعة للمناعة ومنشطة للنمو وصديقة للبيئة، ويوجد العديد من الأبحاث المعنية بهذا الشأن.
**** للمزيد يرجى زيارة مكتبة الهيئة ****
إعداد / أيمـن عشـرى
إشراف / منى محمود
ساحة النقاش