طرق استزراع جمبرى المياه المالحة
د./ هيام دسوقى تونسى
معهد بحوث الإنتاج الحيوانى
هناك عدة طرق ومستويات لإستزراع جمبرى المياه المالحة (الجمبرى البحرى) وهى:-
1- نظام الاستزراع التقليدى منخفض التكثيف Extensive System:-
فى هذا النظام تربى زريعة الجمبرى فى أحواض ترابية بكثافة (1-10) زريعة/ متر مربع بمتوسط وزن لليرقة الواحدة (Post Larvae) من الجمبرى المحضن مللجم للحيوان الواحد) فى مسطح مائى طبيعى.
ويتم احتجاز المياه بعد وضع الزريعة لمدة موسم استزراع حتى الحصاد بعد ( 6– 8) أشهر. ولا يتدخل الإنسان فى إدارة البيئة المائية من ناحية التسميد أو التغذية أو إدارة المياه إلا فى حدود بسيطة بالأسمدة العضوية ذات القيم السمادية المنخفضة، وقد تستخدم التغذية الصناعية بمواد علفية منخفضة القيمة الغذائية على فترات غير منتظمة.
ويتراوح إنتاج هذا النظام ما بين (100-500) كجم/ الفدان.
2- <!--[endif]-->نظام الاستزراع متوسط التكثيف Semi-Intensive System:-
وهو النظام السائد والملائم لاستزراع الجمبرى البحرى فى مصر. ويتضمن هذا المستوى من الاستزراع إنشاء أحواض لها جسور وأعمال صناعية من بوابات رى وصرف. ويتم إمداد هذا المسطح المائى بزريعة الجمبرى المحضنة بكثافة (10-25) زريعة/متر مربع بمتوسط وزن 100مللجم للحيوان الواحد لمدة تربية حوالى 6 أشهلا، ويتم تسميد الأحواض بأسمدة عضوية ذات قيم سمادية جيدة. ويتدخل الإنسان فى إدارة نوعية المياه وتستخدم التغذية الصناعية بمواد علف ذات قيم غذائية ومعدل هضم عالى ويتراوح إنتاج هذا النظام ما بين (500-1000) كجم/ للفدان.
3- <!--[endif]-->نظام الاستزراع المكثف Intensive System:-
فى هذا النظام تستخدم الصوب البلاستيكية لتربية الجمبرى البحرى فى تنكات خرسانية بكثافة (15-100) زريعة/ متر مكعب بمتوسط وزن 1.3 مللجم لمرحلة حضانة الزريعة ونموها حتى الوصول إلى وزن 100 مللجم/ حيوان وهى المرحلة المناسبة للتربية والنمو إلى الحجم المناسب للتسويق وهو 20 جرام / للحيوان الواحد، ويتم تزويد الصوب بدائرة النظم المغلقة للمياه، حيث يعاد استخدام المياه مرة أخرى بعد التخلص من الفضلات والغازات الغير مرغوبة. ومن مميزات هذا النظام القدرة على التحكم فى العوامل البيئية من حيث درجة الحرارة وشدة الإضاءة وطول فترة الإضاءة مما يساعد على توفير ظروف بيئية مناسبة لزيادة معدلات نمو الجمبرى.
ويمتاز هذا النظام بانتاج الجمبرى على مدار العام من خلال عدة دورات (2 دورة) بخلاف ما هو متبع فى النظم المفتوحة ( دورة واحدة)، وينتج المتر المكعب الواحد فى المتوسط من (0.5-1) كجم / متر مكعب. وفى هذا النظام قد يربى الجمبرى فى خزانات وتنكات خرسانية بكثافة أكثر من 100 زريعة/متر مكعب بوزن إبتدائى 100 مللجم/ حيوان من الجمبرى البحرى المحضن حيث يتم التحكم فى الظروف البيئية المحيطة بالجمبرى من فلترة وتنقبة المياه والاهتمام بالأكسجين وإزالة المخلفات بطريقة مستمرة، حيث يتم التحكم بصورة أكبر فى نوعية المياه بالإضافة إلى استخدام أجهزة تحكم أتوماتيكيا مع تقديم علائق صناعية متكاملة ومتزنة تفى باحتياجات الجمبرى الغذائية للوصول بمعدلات النمو إلى أقصاها. وينتج المتر المكعب الواحد فى المتوسط من (1-2) كجم/ متر مكعب.
جمع وحصاد الجمبرى:-
يتم حصاد الجمبرى من أحواض التربية بعد مضى حوالى 6 أشهر من بداية وضع اليرقات فى هذه الأحواض حيث يبلغ متوسط وزن الربيان الواحد حوالى 20 جراما خلال تلك الفترة.
وصيد الجمبرى فى المزارع شبه المكثفة عن طريق إفراغ المياه من الأحواض خلال حقيبة شبكية تركب على فتحة الصرف. وعادة ما تحصد الأحواض المكثفة بنفس الطريقة إلا أنه مازال من الضرورى التقاط الجمبرى المتبقى يدوياً بعد صرف مياه الأحواض. يتم فى تايلند تركيب بوابات صرف صناعية مؤقتاً داخل الأحواض لحصاد الأحواض المغلقة المتعددة والتى لا يوجد فيها بوابات رى وصرف لعدم الحاجة إليها لتجديد المياه. ويتم بعد ذلك إصطياد الجمبرى فى هذه البوابات أثناء ضخ المياه وفى حالة الرغبة فى حصاد جمبرى يسوق حياً، يتم صيد الأحواض جزئياً باستخدام شبكة الطراحة فى الصباح الباكر.
الهجرة فى القشريات (الجمبرى) وأسبابها:-
تعتبر القشريات (الجمبرى) حيوانات مهاجرة وسبب الهجرة التكاثر وتوافر الغذاء المناسب، فتقوم الأمهات الناضجة بالهجرة للبحر لوضع البيض على أعماق معينة وأماكن معينة ومحددة لكل نوع بعد الفقس والتفريخ ونمو اليرقات ترجع اليرقات والزريعة إلى الموطن الأصلى والمياه الضحلة حيث الظروف البيئية المناسبة للنمو والتغذية.
ظاهرة الإنسلاخ Ecodysis:
تتم عملية الإنسلاخ عدة مرات فى حياة الجمبرى وخاصة فى المراحل المبكرة بعد طور اليرقة وفيها يتخلى الجسم عن هيكله الخارجى الصلب ليحل محله هيكل آخر يسمح بنمو الحيوان قبل أن يتصلب من جديد. وعملية الإنسلاخ لها أيضاً وظيفة إخراجية حيث يتخلص الجمبرى بواسطتها من المواد الإخراجية التى تترسب فى القشرة وتتم عملية الإنسلاخ ليلاً بأن يفرز الحيوان مركبات كيميائية (فرمونات) تحفز جسم الحيوان للإنسلاخ كما تساعد على تفتيت القشرة الصلبة وأثناء عملية الإنسلاخ يصاب الحيوان بالخمول. حيث تسكن حركته ويكون أضعف ما يمكن مما يعرض الحيوان للإفتراس بواسطة حيوانات الجمبرى الأخرى الموجودة حوله، ويجب توفير القاع الرملى الذى يسمح للحيوانات بأن تدفن نفسها بحيث لا يظهر سوى عينها فقط وبالتالى تحمى نفسها من الإفتراس. ويتميز الجمبرى بقدرته على تعويض مايفقد من أجزاء جسمه مثل الأرجل (كباقى القشريات ) عندما يصاب أحد الأرجل يقوم الجمبرى ببترها بنفسه فى الحال عند قاعدتها وبعد عملية البتر مباشرة يتكون طبقة رقيقة من الخلايا على الجرح لتمنع نزيف الدم.
المشاكل والصعوبات التى تواجه استزراع الجمبرى فى مصر وطرق معالجتها:-
تعتبر الأمراض التى تصيب الجمبرى البحرى فى المزارع من أهم المشاكل فى مصر والعالم:
المشاكل والصعوبات:-
- سوء إختيار المكان والموقع المناسب لإنشاء مزرعة جمبرى المياه المالحة.
- عدم المعرفة بالأسس العلمية لتفريخ وتربية الجمبرى البحرى.
- جودة المياه وكفاءة برنامج التغذية للأمهات واليرقات يؤثر بصورة كبيرة فى نجاح عملية التفريخ وإزدياد نسبة الفقس وجودة الزريعة.
- حساسية الجمبرى للبرودة ( ينفق الجمبرى عند درجة حرارة أقل من 12˚م).
- نظام التغذية لمزارع الجمبرى ( نوع الغذاء – أسلوب التغذية).
- ظاهرة الإفتراس.
- الأمراض وضعف المناعة.
- تغذية اليرقات داخل المفرخ تحتاج لعمالة فنية على درجة عالية من الخبرة والمهارة.
- سوء إختيار نوع الجمبرى الملائم لظروف الإستزراع فى البيئة المحلية.
الحلول وطرق المعالجة:-
- الاختيار الجديد لموقع مزرعة الجمبرى والتأكد من صلاحيتها لإقامتها من ناحية التربة والمياه والطرق وملائمتها لنمو وإنتاج وتسويق الجمبرى.
- إعداد الكوادر الفنية وتدريبها فى مجال فى تفريخ وإستزراع الجمبرى البحرى مع عمل دورات تدريبية للمربين.
- المحافظة على جودة المياه ( تنقية وتطهير وتعقيم) وكفاءة برنامج التغذية للأمهات واليرقات.
- من المعروف أن الجمبرى حساس للصقيع والبرودة لذلك يجب تحضين اليرقات داخل صوب زراعية مجهزة لذلك.
- توفير العلائق المتخصصة لتغذية الجمبرى بالنوعية والأحجام المطلوبة للمراحل العمرية المختلفة.
- تجهيز الغذاء الطبيعى لتغذية اليرقات يعتبر من أهم المراحل التى تؤثر على نجاح عملية إنتاج الزريعة بالكمية والجودة المطلوبة فوحدة إنتاج الغذاء الطبيعى داخل المفرخ البحرى تحتاج لخبرة فنية مميزة لإنتاج الكائنات الحية الدقيقة النباتية والحيوانية لتغذية اليرقات فى المراحل العمرية المختلفة.
- تعتبر نوعية الأراضى ذات التربة الطميية الرملية من أفضل أنواع الأراضى الملائمة لإستزراع جمبرى المياه المالحة حيث يسمح ذلك للجمبرى بأن يدفن نفسه أثناء عملية الإنسلاخ وبالتالى تحمى نفسها من الإفتراس.
- تعتبر الأمراض من أهم المشاكل التى تواجه استزراع الجمبرى فى مصر والعالم. لذلك يجب المحافظة على جودة المياه واختيار الأمهات وتجهيز التنكات وتوفير الظروف البيئية والغذائية المناسبة لتفريخ وتحضين واستزراع جمبرى المياه المالحة. فقد يكون أى عامل من العوامل السابقة له تأثير سلبى على الجهاز المناعى للجمبرى وبالتالى يساعد على نقل المسببات المرضية سواء فطرية أو بكتيرية أو فيروسية مما يفسد إنتاج المفرخ والمزرعة.
- الجمبرى السويسى (النايلون) P.semisculcatus يعتبر الأفضل فى التربية تحت ظروف البيئة المصرية، ويمكن استخدام الجمبرى الهندى P.indicus خصوصاً فى المناطق ذات الملوحة المرتفعة لما له من قدرة للنمو فى هذه المناطق بكفاءة عالية.
تذكر أن:-
- الأراضى ذات القوام الطميي الرملى تعتبر أفضل الأراضى لإقامة مزرعة جمبرى المياه المالحة.
- تنشأ مزارع الجمبرى حول شواطئ البحر الأحمر والمتوسط وخصوصاً فى المناطق القريبة من المياه الشروب قليلة الملوحة والعذبة المتداخلة معها.
- يتعرض الجمبرى للنفوق عند درجة حرارة أقل من 12 درجة مئوية.
- عملية قص ساق العين للأمهات يساعد على سرعة نضج المبايض وتقليل الفترة الزمنية بين تفريخة وأخرى.
- التلقيح فى الجمبرى يتم داخلياً حيث يقوم الذكر بادخال زائدة الجماع فى الحوض المنوى للأنثى ويفرغ السائل المنوى.
- يعتبر الجمبرى السويسى ( النايلون) الأفضل فى التربية تحت ظروف البيئة المصرية مع استخدام الجمبرى الهندى فى حالة درجات الملوحة المرتفعة.
- الإهتمام بتكوين الكوادر والخبرات الفنية فى مجال تفريخ واستزراع الجمبرى البحرى وتعتبر من عوامل نجاح الاستزراع البحرى للجمبرى فى مصر.
- الأمراض التى تصيب الجمبرى البحرى المستزرع تؤثر تأثيراً كبيراً على الإنتاج وتسبب خسائر ضخمة وتقلل من نجاح وانتشار مزارع الجمبرى البحرى فى مصر والعالم.
ساحة النقاش