عوامل جودة المياه فى المزارع السمكية وطرق قياسها
د./ محمد فتحى احمد
باحث مساعد بالمعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية – مركز البحوث الزراعية
المياه هى الوسط والبيئة التى تحيط بالأسماك وتنمو بها وتتم بها جميع العمليات الحيوية من أكل وتنفس وإخراج ونمو وتكاثر وغيره. لذلك لابد من الحفاظ على هذا الوسط ومتابعته للمحافظة على الكائنات التى تنمو به.
وعندما نتحدث عن المياه فى الإستزراع السمكى نشير إلى نقطتين وهما :
1 – موارد ومصادر المياه :
فلابد من توافر الموارد والمصادر من المياه المناسبة للإستزراع السمكى بكمية وفيرة تسمح بتجديد مياه الأحواض السمكية باستمرار ونمو الأسماك على مدار الموسم دون حدوث ندرة فى المياه فى أى وقت من الأوقات.
2 – جودة المياه :
وتشمل جميع الخواص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للمياه، ونشير هنا إلى انه كلما كانت جودة المياه مرتفعة كلما قلت كمية المياه المستخدمة فى الإستزراع السمكى. لذلك كان من الضرورى متابعة خواص وعوامل جودة المياه بصفة مستمرة للتحكم بها وذلك عن طريق قياس هذه العوامل وخواص المياه التى تؤثر على حالتها وجودتها وهذا ماسنتعرض له خلال الأجزاء القادمة.
<!--يوجد قياسات مختلفة لتقييم حالة مياه الإستزراع السمكى، منها ما هو موسمى أو نصف موسمى مثل قياس المعادن الثقيلة، ومنها ما هو يومى أو أسبوعى مثل الأكسجين الذائب والنترات والنيترات، ونتحدث هنا عن القياسات اليومية والأسبوعية.
أولاً : درجة الحرارة :
درجة الحرارة المثلى لنمو أسماك المياه الدافئة من 20 - 28° م. وتكون طريقة قياس درجة الحرارة فى المياه فى أبسط حالتها باستخدام ترمومتر، أو عن طريقة الكترودات قياس الأكسجين أو الملوحة أو الPH حيث يكون بها حساس للحرارة.
ودرجة الحرارة من أهم العوامل المؤثرة على حياة الأسماك فى المياه. فهى تؤثر على معدل التمثيل الغذائى والنمو والتكاثروالتفريخ حيث يزداد التمثيل الغذائى للأسماك بزيادة درجة الحرارة، وكذلك ترتبط بعض عوامل جودة المياه إرتباط وثيق بدرجة الحرارة فمثلاً تزداد سمية الأمونيا ويقل ذوبان الأكسجين فى الماء بإرتفاع درجة الحرارة. ومن الأخطاء الشائعة عند بعض المزارعين انه كلما زادت درجة الحرارة تزداد كمية الأعلاف التى تقدم للأسماك، حيث انه يوجد حد لدرجة الحرارة عنده يجب تقليل كمية الأعلاف المقدمة للأسماك حيث يقل معدل التحويل ويكون عبء على الأسماك فتزداد حركتها ويزداد معدل استهلاكها للأكسجين ويرتفع تمثيلها الغذائى فتزداد الإخراجات وبالتالى تقل نسبة الأكسجين الذائب وترتفع نسبة الأمونيا مع إرتفاع درجة الحرارة، مما يسبب خطورة على حياة الأسماك وهذا ما يحدث فى فصل الصيف. فمثلاً يجب تقليل كمية الأعلاف المقدمة لأسماك البلطى إلى النصف عندما ترتفع درجة الحرارة فى المياه عن 30°م.
ثانياً : الأكسجين الذائب :
<!--[if !supportLists]-->- يعتبر أهم عامل لحياة الكائنات الحية وخصوصاً الأسماك فى المياه، عندما يكون مستوى الأكسجين الذائب فى المياه مرتفعاً وفى الحدود المثلى يكون الحوض السمكى آمن بنسبة كبيرة جداً. يكون فى أعلى مستوياته مع شروق الشمس. وذلك تأثراً بعملية التمثيل الضوئى.
<!--فى الأيام الحارة يزداد معدل إستهلاك الأكسجين للأسماك نتيجة زيادة النشاط والتمثيل الغذائى وعلى الجانب الآخر تقل ذوبانية الأكسجين فى الماء بسبب إرتفاع درجة الحرارة. كذلك تنخفض ذوبانية الأكسجين فى المياه بزيادة الملوحة والرطوبة العالية. الحدود المثلى لمستوى الأكسجين الذائب فى المياه ان يكون اكبر من 5 مللجم/لتر. يتم قياسه فى الحقل مباشرة عن طريق جهاز بالكترود (electrode) يعطى قراءة مباشرة.
<!--للتحكم فى مستوى الأكسجين بالحوض فى الحد الآمن يجب إتخاذ بعض التدابير مثل تجنب الإفراط فى استخدام الاسمدة العضوية، التحكم فى كمية النباتات المائية فى الحوض وكذلك متابعة كمية الطحالب فى المياه، استخدام الهويات والبدالات ووضع الأسماك فى الحوض بكثافة تخزينية مناسبة.
ثالثاً : درجة الأس الهيدروجينى PH :
<!--يشير إلى تركيز أيون الهيدرزجين فى الماء، كلما زادت قيمة الPH كان الوسط قاعدى والعكس. يكون فى أعلى مستوياته مع غروب الشمس ويكون فى أدنى مستوياته مع شروق الشمس، وذلك تأثراً بعملية التمثيل الضوئى. الفرق الكبير بين قراءة الشروق والغروب يدل على مستوى كثافة الطحالب بالحوض. بزيادة الPH تزداد سمية الأمونيا فى المياه. إنخفاض الPH يقلل من نسبة الفسفور غير العضوى الذائب فى المياه مما يؤثر على نمو الطحالب وأيضاً يؤدى إلى ذوبانية المعادن الثقيلة من التربة إلى المياه وتزداد سميتها.
<!--الحدود المثلى للPH فى الإستزراع السمكى من 6.5 – 9. يتم قياسه فى الحقل مباشرة عن طريق مقارنة الألوان أو جهاز يعطى قراءة مباشرة. وعند إرتفاع نسبة الPH يمكن خفضها عن طريق إضافة الجبس الزراعى، وعند إنخفاض الPH ، يمكن إضافة الجير لتصحيح إنخفاض الPh.
رابعاً : قرص الشفافية :
<!--يشير إلى درجة شفافية مياه الحوض أو العكارة به. ويشير أيضاً إلى كمية الطحالب الموجودة بالحوض. والعكارة تطلق على قدرة المياه لنقل الضوء الذى قد يحد من إختراق الضوء فيتأثر التمثيل الضوئى، يمكن أن تأتى عكارة المياه من عدة عوامل مثل جسيمات الطين العالقة، وتشتت الكائنات الدقيقة (Plankton) وجزيئات المواد العضوية وكذلك الأصباغ الناتجة عن تحلل المواد العضوية.
<!--عندما تكون قراءة قرص الشفافية من 30 إلى 40 سم نسبة إلى الطحالب يكون مياه الحوض فى أفضل حالتها لتربية الأسماك وتعطى أفضل إنتاجية. أقل من 15 سم يجب التوقف عن أى تسميد وتقليل معدلات التغذية وتغيير المياه بنسبة كبيرة.
<!--يتم قياس الشفافية أو العكارة عن طريقة قرص مقسم إلى نصفين نصف باللون الأبيض والآخر باللون الأسود ويتم إنزال القرص فى المياه إلى ان يختفى اللون الأبيض وتأخذ القراءة ويجب ان يكون إنزال القرص عمودياً والنظر لأسفل عمودياً ويكون ظهر الشخص الذى يأخذ القراءة للشمس. ويمكن تصنيع قرص الشفافية يدوياً فى المزرعة.
خامساً : النشادر (الأمونيا) :
أحد أهم العوامل المؤثرة على جودة المياه وعلى الكائنات الحية الموجودة بها. مصدر الأمونيا فى الأحواض هو تحلل المواد العضوية بالبكتيريا فى وجود الأكسجين ومخرجات الأسماك والكائنات المائية. تكون فى صورتين بالمياه صورة متأينة NH₄ وصورة غير متأينة NH₃ (غاز) وهى الصورة السامة. يجب ألا تزيد نسبة الأمونيا الغير متأينة عن 0.06 مللجم/لتر. وجد أن إرتفاع الأمونيا وإنخفاض نسبة الأكسجين الذائب فى فصل الصيف هى أهم العوامل التى تسبب الوفيات بكميات كبيرة. بزيادة الPH والحرارة تزداد نسبة الأمونيا السامة فى المياه. بإنخفاض مستوى الأكسجين بالمياه تزداد سمية الأمونيا بدرجة كبيرة يوجد عدة خطوات يمكن تنفيذها.
<!--تقليل كميات العلف أو وقف التغذية بالكامل.
<!--تغيير المياه وإدخال مياه جديدة.
<!--تهوية الحوض عن طريق بدالات مثلاً.
<!--تقليل كثافة الحوض من الأسماك.
<!--فى الحالات الحرجة يتم تخفيض ال PH.
<!--يتم قياسها لونياً (Colorimetric) وذلك عن طريق أجهزة تقيس درجة اللون وتعطى نتيجة رقمية مباشرة، أو عن طريق (كاسات) بإضافة مواد تعطى درجة لون تزداد كلما زاد تركيز الأمونيا ويتم مقارنة درجة اللون بجداول لونية كل درجة لون تشير لقراءة معينة.
سادساً : النيتريت والنترات :
النيتريت هو مركب وسطى فى أكسدة الأمونيا وتحولها إلى نترات. هو مركب غير ثابت حيث يتأكسد بسرعة ويتحول إلى نترات وهو ثابت، عندما يكون مستوى الأكسجين منخفض تزداد نسبة النيتريت وهو مركب سام ويجب ألا يزيد تركيزه عن 0.2 مملجم/لتر. والنيتريت يطلق عليه القاتل الغير مرئى حيث انه يأكسد الهيموجلوبين فى الدم إلى ميتا هيموجلوبين فيحول الدم والخياشيم إلى اللون البنى ويعوق عملية التنفس فيسبب إختناق للأسماك، ويلحق الضرر بالجهاز العصبى والكبد والكلى والطحال للأسماك، وعند زيادة تركيز النيتريت يجب وقف التغذية رفع تركيز الأكسجين إلى أقصى مستوى، إدخال مياه جديدة وتغيير المياه.
<!--[if !supportLists]-->- النترات وهو الصورة النهائية لتحول الأمونيا عن طريق الأكسدة وهو مركب ثابت وغير سام حيث انه آمن حتى 3 مللجم/لتر. يتم قياسهم حقلياً عن طريق مقارنة اللون أو عن طريق أجهزة رقمية أو يقاس معملياً.
NH₃ + 1.50₂ Nitrosomonas ⁼ NO₂
NO₂ + 1.50₂ Nitrobacter ⁼ NH₃
سابعاً : الملوحة :
وهى التركيز الكلى للأيونات الذائبة فى الماء وتقاس بالجرام/لتر أو جزء فى الألف.
<!--أقل من 0.5 جزء فى الألف مياه عذبة.
<!--[if !supportLists]-->- من 0.5-30 مياه شروب.
<!--[if !supportLists]-->- 30 فأقل مياه مالحة.
كل نوع من الأسماك له مدى من الملوحة لينمو به، بزيادة هذا المدى يؤثر على معدلات النمو نتيجة استهلاك طاقة فى معادلة الضغط الأسموزى (التوازن الأسموزى) وهذا يؤثر على الطاقة التى يجب أن توجه للنمو. مع الزيادة المرتفعة تؤدى إلى التقزم وبعدها إلى الوفاة. تقاس الملوحة عن طريق جهاز رقمى بالكترود يوضع بالعينة أو فى الحوض مباشرة ويعطى قراءة رقمية، أو عن طريق جهاز يقيس معامل إنكسار الضوء ويوجد به تدريج لمستوى الملوحة .
ساحة النقاش