مقدمة:
إن مأساة الجوع من أكثر الأخطار التي تواجه سكان العالم، ومع تضاعف عدد السكان تتضاعف الحاجة إلى الغذاء. هنا جاء إصرار دول العالم على استغلال كافة الطاقات الغذائية لإنتاج وتوفير الأغذية لسكانها وجاء دور المصادر المائية في إنتاج مادة غذائية هامة هي الأسماك.
إن توفر المصادر المائية وتنوعها بالقطر يعني أن هناك إمكانيات كبيرة لإنتاج مادة الأسماك وتوفير كميات من الأغذية للسكان، وإن أهم طرق استغلال هذه المصادر في تربية الأسماك هو إقامة مزارع الأسماك الحديثة التي تعتمد على الأساليب العلمية الحديثة في تشغيلها واستثمارها وإذا ما توفرت مستلزمات الإنتاج والإدارة الصحيحة لها لأعطت كميات كبيرة من الأسماك تساهم مساهمة فعالة في تحقيق الأمن الغذائي للسكان.
وسوف نوجز فيما يلي بعض الأساسيات البسيطة لإنشاء مزارع الأسماك تسهل فهم طرق الإنشاء وتعطي فكرة عامة لهذه المزارع إضافة إلى بعض القياسات والأشكال التوضيحية لها.
فهناك العديد من الأنواع المختلفة من الأسماك فعلى سبيل المثال:
1- نجم البحر:
نجم البحر يتبع عائلة "الجلد شوكيات"، وهذه العائلة تتميز بوجود أشواك واضحة على جلدها وأفراد هذه العائلة مختلفة الأشكال فمنها المسطحة والقرصية والكروية والنجمية والتكاثر في هذه العائلة جنسي، ولا يمكن التفريق بين الذكر والأنثى من الشكل الخارجي.
وجسم نجم البحر نجمي الشكل ويتركب من قرص مركزي يستطيل استطالة شعاعية إلى خمسة أذرع مثلثة الشكل ومتينة ولها أطراف مسننة وجسمه مفلطح وله سطحان سطح علوي ويسمى السطح مقابل الفمي وسطح سفلى ويسمى السطح الفمي، ويتكون هيكل نجم البحر من صفائح أو قضبان مرنة تحت الجلد.
أما جلده فهو مغطى بشويكات مدببة الأطراف وله القدرة على الانثناء، لأن الألواح الصلبة التي تغطي السطح الخارجي متصلة ببعضها بواسطة أنسجة رخوة، كما إن نجم البحر له القدرة على فصل أذرعه الخمسة الواحدة بعد الأخرى عند وجود الخطر، ثم تتكون له أذرع جديدة وينمو نجم البحر إلى طول يصل إلى 40سم.
ونجم البحر يبقى فمه دائماً تجاه السطح الذي يزحف عليه كقاع البحر أو جوانب الصخور، وهو يتغذى على المحار مثل بلح البحر وأم الخلول، حيث له القدرة على فتح صدفة المحار والتهام الحيوان الذي بداخلها، كما أنه يتغذى على الشعاب المرجانية الحية وإذا كثر انتشاره كان ضرره كبير على البيئة البحرية لذا يجب الحفاظ على نسبة عالية من تواجد خيار البحر الذي يتغذى على يرقات نجم البحر ويحد من انتشاره. ويوجد نجم البحر بالقرب من الشواطئ وعلى الصخور وكذلك يوجد على عمق يزيد على 80 متراً تحت سطح البحر.
2- دجاجة البحر (أسد البحر):
وهي من الأسماك الشائع انتشارها بكثرة في البحر الأحمر قرب الشعاب المرجانية، وهي من الأسماك الجميلة بألوانها الجذابة المتناسقة في شكل خطوط بيضاء وحمراء متبادلة وبعضها زرقاء وبيضاء, ودجاجة البحر من الأسماك بطيئة الحركة وهي غير هجومية إلا في حالة انزعاجها أو محاولة اصطيادها.
والأشواك التي تغطي جسمها تكون أسطوانية الشكل مستطيلة يتراوح طولها من 10-20 سنتمتر وخصوصاً أشواك الزعنفة الظهرية والغدة السمية داخل تجويف الشوكة.
3- خيار البحر:
ينتمي خيار البحر للحيوانات البحرية اللافقارية المسماة (الجلد شوكيات)، ويوجد منه في البحر الأحمر 80 نوعاً، وخيار البحر يعيش على القاع إما مدفوناً في الرمال أو تحت الصخور وبين الشعاب المرجانية والطحالب والنباتات البحرية، ويحب المناطق المظلمة ويمشي في اتجاه عكس اتجاه الضوء، وينشط ليلاً ويختفي نهاراً حيث له القدرة على الحفر ودفن نفسه تحت الرمال، كما أن له القدرة على تعويض الأجزاء المفقودة منه إذا تعرض لأي خطر وهجوم .
خيار البحر من الحيوانات التي تتأقلم على المعيشة في أكثر من بيئة بحرية وعلى أعماق تتراوح من صفر إلى عمق 4000 متر ويتحمل درجات حرارة مختلفة قد تصل إلى درجة التجمد وهو من الحيوانات وحيدة الجنس.
4- سمكة العقرب:
وهى سمكة بحرية بشعة المنظر غير نشطة صغيرة الحجم إذ يبلغ حجمها 5-45 سنتمتر في الطول الكلي، وتسمى عقرب البحر لأنها تشبه العقرب من حيث الشكل المخيف والمنظر البشع، ولسمكة العقرب القدرة على تغيير لونها لتوافق لون المكان الموجودة فيه.
توجد الأشواك السامة على الزعنفة الظهرية والسم يوجد في غدد سمية بصلية الشكل تقع بالقرب من قاعدة الشوكة السامة التي في الزعنفة الظهرية، وعندما يصطدم جسم السمكة بأي كائن حي سواء سمكة أخرى أو إنسان تفرز هذه الأشواك ما بها من مادة سامة في جسم الكائن الذي داس عليها واصطدم بها، وغالباً ما تنكسر الشوكة في جسم المصاب وتسبب له آلاما مبرحة وانتفاخ في العضو المصاب مع حدوث تنميل لهذا العضو وقد يؤدي السم إلى حدوث غثيان وتقيؤ شديد وضيق في التنفس، وقد يؤدي إلى وفاة المصاب إذا ما تأخر إسعافه.
تاريخ وخواص الاسماك
نبذة عن تاريخ الأسماك:
تضم البيئات المائية على اختلاف أنواعها قرابة 150 ألف نوع من الكائنات الحية التي تعيش في الماء، وأكثر من 70ألف مليون طن من الأعشاب والطحالب والمواد العضوية الأخرى، ومن المعروف أن قرابة 71% من مساحة الكرة الأرضية مياه، وتمدنا هذه المسطحات المائية بجانب الأسماك بملح الطعام والأكسجين.
ويطلق لفظ الأسماك على الأحياء المائية من ذوات الدم البارد التي تتنفس بالخياشيم، وتمتلك زعانف وتنتمي لرتبة الفقاريات.
ولا نعرف على وجه التحديد متى انتقلت اللافقاريات إلى حيوانات فقارية، وذلك لأن هذا الانتقال تم منذ عهد سحيق، يتجاوز أربعمائة وخمسين مليون سنة، أي في العصر السيلوري الأدنى، والمعروف أن الأسماك هي الفقاريات الأولى التي ظهرت على سطح الأرض، وكانت جميعها في أول الأمر تنتمي لمجموعة الأسماك المدرعة.
وحتى العصر السيلوري الأعلى كانت أنواع الأسماك لا تزيد في الطول على عشرة سنتيمترات، ثم بدأت تظهر بعد ذلك أنواع من الأسماك المدرعة أرقى وأكبر حجماً، وقد أمكن العثور على بقايا الهياكل العظمية الخارجية من هذه الأسماك؛ وقلما عثر على هياكلها الداخلية، ويمكن اعتبار الأسماك مستديرات الفم الحديثة من أحفاد تلك الأسماك المدرعة القديمة.
وعلى الرغم من ذلك يطلق على كائنات بحرية أخرى لفظ "أسماك" ربما لا ينطبق عليها هذه المواصفات العلمية، مثل الحيتان وأسماك يونس أو ما يطلق عليه أيضاً (خنزير البحر) فهي حيوانات ثديية تتنفس عن طريق الرئتين وليس الخياشيم، كما أن الأصداف أو المحار لا تحتوى على عمود فقري، ومع ذلك يطلق عليها السمك الصدفي، وكذلك القشريات مثلاً من الكابوريا والجمبري وما إلى ذلك من أنواع أخرى قد لا تنتمي علمياً لفئة الأسماك.
وتتطلب سرعة الحركة في الماء شكلاً خاصاً للجسم، يحقق أقل قدر من المقاومة، وتتطلب أيضاً جهازاً يساعد على الاندفاع في الماء، فكان شكل السمكة نتيجة حتمية لظروف البيئة التي عاشت فيها الأسماك الأولى. وهكذا تطورت اللافقاريات إلى هيئة الأسماك المعروفة برءوسها المدببة التي تتصل بالجسم اتصالاً مباشراً دون عنق. كما بدأ الجزء الخلفي يتدرج في الانحدار عند الوسط، حتى يصل إلى نهاية مدببة عند الذنب، وتطلب الأمر وجود قائمة على نهاية الجسم تساعد سرعة الحركة، فكان لابد أن تنشأ الزعنفة الذيلية، كما دعمت الزوائد الزعنفية الصدرية بأسنة قوية قصيرة تساعد السمكة على العوم السريع.
الصفات العامة للأسماك:
تتميز الأسماك - مثل باقي الفقاريات - بوجود الهيكل المحوري أو العمود الفقري، الذي يتركب من فقرات منفصلة، ويحمي النخاع الشوكي والأجهزة الداخلية، كما يدعم أجزاء الجسم الأخرى، ويقع في تجويف الجسم الذي يحتوي على الأعضاء الحيوية .
ويتكون جسم السمكة من جزأين أساسيين؛ الجزء الأمامي هو بطن السمكة، أما الجزء الخلفي الذي يقع خلف تجويف الجسم، فيتكون معظمه من العضلات، ووظيفته الأساسية هي دفع الأسماك في الماء،ويطلق عليه اسم الذيل.
وتتميز الأسماك كذلك بوجود القشور التي تغطي جسمها، وتكون هيكلها الخارجي.. وتكسو جلود الأسماك أيضاً طبقة من مادة مخاطية تكمل ما للقشور من وظائف وقائية؛ فهي تحيط بالفطريات والجراثيم التي قد تعلق بجسم السمكة، وسرعان ما تشل حركتها، فتنزلق وتسقط دون أن تصيبها بضرر، أما إذا فقدت السمكة جزءاً من قشورها، فإن الميكروبات تستطيع أن تصل إلى الجزء العاري الخالي من المادة المخاطية، فتتعرض السمكة لكثير من الأمراض.
كما تتميز الأسماك أيضاً بوجود الزعانف التي تدعمها أشواك غضروفية أو عظمية؛ والزعانف تكون فردية أو زوجية.. فالفردية هي الزعنفة الظهرية والشرجية والذيلية، والزوجية هي زعنفتا الصدر.
ألوان الأسماك:
تختلف ألوان الأسماك ما بين الرمادي الفاتح، والأحمر الزاهر، والبني الذي يشبه الخضرة، إلى الألوان القاتمة التي اختصت بها أسماك القاع، وتمتاز الأسماك العظمية عادة بجمال ألوانها وتعددها، بينما تتجانس الألوان في الأسماك الغضروفية.
وتكتسب الأسماك ألوانها من أصباغ راسبة أو معلقة في خلايا خاصة ذات أضلاع أو فروع؛ وتحتوي الخلايا المضلعة على الصبغ الأصفر، بينما تحتوي المتفرعة على الصبغ البرتقالي والأحمر والبني والأسود. وهناك خلايا أخرى متفرعة، تتكدس فيها بلورات عاكسة للضوء من مادة تسمى " الجوانين"، وهي من إنتاج المواد الزلالية المهضومة، ويحملها الدم إلى هذه الخلايا التي تكثر على بطن السمكة ويعزى إليها اللون الأبيض والفضي.
وتختلف مقادير الصبغات والبلورات من سمكة لأخرى، فإذا ما كثرت الخلايا المحتوية على الصبغات، وكانت الألوان زاهية وواضحة؛ وإذا ما كثرت الخلايا البلورية، أصبحت الألوان باهتة؛ وعند انتشار السوائل الملونة داخل الخلايا يزداد لون السمكة وضوحاً، وإذا تراكمت الخلايا المختلفة الأصباغ بعضها فوق بعض ينتج منها ألوان متعددة - كما أن مادة " الجوانين" تستطيع أيضاً أن تحلل الضوء إلى ألوان الطيف، وبذلك تبدو السمكة من بعيد في ألوان خلابة ساحرة.
وتأخذ بعض الأسماك ألوان الأعشاب البحرية أو المرجان للهروب من أعدائها أو مباغتة فريستها، كما تتخذ أسماك القاع ألواناً تشبه الألوان السائدة فيه.
والضوء هو أكبر عامل في تكوين الألوان عند الأسماك، فهو يؤثر على أنسجة الجلد، ويدفعها إلى تكوين المواد الملونة.. ولا يتعدى انتشار الضوء وتخلله طبقات المياه أكثر من 400 متر، وينتج من هذا أن أسماك السطح تكون زاهية اللون، بينما تتجانس الألوان كلما ازدادا العمق حتى تصبح باهتة في الأعماق السحيقة وكذلك تبهت ألوان الأسماك التي تسكن الكهوف المائية المظلمة، ولكنها تستعيد ألوانها عندما تتعرض للضوء.
ويبدو جمال الألوان في الأسماك بوجه خاص في وقت التزاوج.. إذ يبدو الذكر في أزهى لون، حتى يستطيع إغراء الأنثى واجتذابها، ويرجع هذا إلى التغيير في الألوان إلى نشاط الغدد التناسلية.
طُــرق تقدير عمر الأسماك:
تُعتبر عملية تحديد عمر الأسماك من أهم العناصر اللازمة لتقييم المخزون السمكي ودراسة ديناميكية عشائرها، حيث تُمثل القاعدة التي تُبنى عليها الحسابات الخاصة بمعرفة معدلات النمو، والنفوق، ومعدلات إضافة الأجيال الجديدة التي تدعم المخزون السمكي.
وتتوافر العديد من الطرق التي يتم استخدامها لتحديد أعمار الأسماك ومعدلات نموها خلال دورة حياتها، إلا أن اختيار الطريقة المناسبة لنوع الأسماك قيد الدراسة
ومن تلك الطرق:
1- تربية الأسماك :
تعتمد هذه الطريقة على تربية الأسماك ومتابعتها وتحديد معدلات نموها خلال فترة تربيتها، إلا أن هذه الطريقة تبدو صعبة الاستخدام وباهظة التكلفة لما تحتاجه من مستلزمات وتقنية لازمة لعملية التربية والمتابعة، كما أن معدلات نمو ونفوق الأسماك عند تربيتها في أحواض قد يختلف عن معدلات النمو والنفوق في البيئة الطبيعة.
2- الترقيم:
تتلخص هذه الطريقة في اصطياد الأسماك و قياس أطوالها وأوزانها ثم زرع بطاقات دقيقة على أجسامها تحمل أرقاماً تم تدوينها لتدل على معلومات عن أطوال وأوزان وتاريخ رصد تلك الأسماك، ثم يتم إطلاق تلك الأسماك لتمارس حياتها بحرية في بيئتها الطبيعية.
يتم إعداد برامج متابعة يقوم خلالها الباحثون برصد الأسماك عند إعادة اصطيادها حيث يتم تسجيل بيانات أطوال وأوزان تلك الأسماك وتاريخ وأماكن صيدها، وبتوافر تلك المعلومات خلال فترة برنامج المتابعة، يتمكن المتخصصون من معرفة تحديد الأعمار ومعدلات النمو للأسماك خلال فترة مابين إطلاق الأسماك وإعادة اصطيادها.
وتعتبر هذه الطريقة من أهمها خاصة في دراسة ومتابعة ترحال وهجرة الأسماك، وقد أشارت الأبحاث إلى أن أهم المعوقات التي تواجهه استخدام تلك الطريقة هو التأثير الذي قد يسببه زرع تلك البطاقات على معدلات النمو و النفوق للأسماك التي يتم دراستها، إذ يتطلب الأمر إجراء العديد من الاختبارات للتأكد من أن البطاقات المستخدمة لا تسبب أي تأثير على الأسماك.
وتعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق استهلاكاً للوقت والجهد، نظراً لما تتطلبه من وقت في عملية تثبيت البطاقات (الترقيم) على الأسماك، و مزيداً من الوقت اللازم لإطلاق الأسماك في بيئتها الطبيعية بعد عملية الترقيم، ثم متابعة المصايد لرصد الأسماك المعاد اصطيادها.
وتتعدد أشكال البطاقات المستخدمة إذ يمثل الشكل الشعري و شكل المشبك وشكل الأقراص أكثر الأنواع شيوعاً، حيث يتم تثبيتها على الغطاء الخيشومي أو عند منشأ الزعنفة الظهرية للأسماك.
وبالإضافة إلى تلك الأنواع العادية من البطاقات فقد تم تصنيع أنواع أخرى أكثر تطوراً تسمى البطاقات الالكترونية التي تعد بمثابة كمبيوتر دقيق الحجم يتم تثبيته على جسم السمكة أو بداخلها. وتقوم تلك البطاقات الإلكترونية برصد المزيد من المعلومات الإضافية مثل الأعماق التي تتواجد فيها الأسماك كما يمكنها كذلك تحديد مكان تواجدها، حيث تخزن تلك المعلومات داخل البطاقات الالكترونية أو يتم استقبالها مباشرة أولاً بأول من الأسماك إلى مراكز الأبحاث عن طريق الأقمار الصناعة حيث توفر تلك الوسيلة عملية متابعة ورصد دقيقة لخط سير هجرة الأسماك.
ولتقدير أعمار ودراسة معدلات النمو للأسماك السطحية صغيرة الحجم يتم استخدام البطاقات الممغنطة دقيقة الحجم، وهى عبارة عن قطعة سلك ممغنطة يصل قطرها إلى 0.25 مم، يتم غرسها في فتحة الأنف، ويتم الكشف عن تواجدها بعد إعادة صيد الأسماك بواسطة جهاز كاشف يتم وضعه في مناطق إنزال الأسماك حيث يستطيع تحديد السمكة التي تحمل البطاقة الممغنطة ليتم نزعها وقراءة محتوياتها تحت المجهر.
3- استخدام الأجزاء الصلبة:
تستخدم العديد من الأجزاء الصلبة من هياكل الأسماك في تقدير العمر، مثل القشور، وعظام الأذن، وعظام الزعانف والغطاء الخيشومي وفقرات العمود الفقري. ففي معظم الأحيان تحتوى تلك الأجزاء الصلبة على حلقات تمثل النمو السنوي أو الموسمي لتلك الأجزاء والذي عادة يكون مرتبطاً بالنمو السنوي أو الموسمي للأسماك ذاتها، وتعد قشور الأسماك وبعض عظام الأذن الداخلية (حصاة الأذن) الأوسع استخداماً لتقدير عمر الأسماك نظراً لسهولة تجميعها وحفظها لفترات طويلة لحين قراءتها تحت الميكروسكوب.
ولقد وجد أن هذه الطريقة من أفضل الطرق استخداماً لمعرفة عمر السمكة وذلك لأن تجميع الأجزاء الصلبة للهيكل العظمي أو الأنسجة شبه الصلبة العظمية أو المتكلسة تنمو عادة بزيادة طبقات أو حلقات نمو مستمرة طوال فترة حياة السمكة.
ولكن كيف تتكون حلقات العمر على الأجزاء الصلبة:
تتميز الأجزاء الصلبة المذكورة آنفاً بتواجد حلقات تكون مناطق شفافة ومناطق معتمة تمثل فترتي توقف النمو وزيادة النمو، وهي تنشأ بفعل عدم انتظام النمو نتيجة التغيرات الموسمية في الغذاء ودرجة الحرارة والتبويض، ففي الشتاء عندما يقف النمو تعاني هذه الأنسجة من إعادة الامتصاص للغذاء وعندما يعاود السمك النمو في الربيع تحدث علامات واضحة على الأنسجة المتكلسة تعرف بالحلقات والتي تستخدم في تحديد عمر السمكة وأهم تلك الأنسجة المتكلسة القشور وحصاة الأذن.
في كل قشرة أو عظمة أذن، توجد منطقة تسمى بؤرة القشرة وهي بداية تكوين القشرة أو حصاة الأذن، وتقع البؤرة عادة بالقرب من المركز، وأثناء النمو تترسب حلقات على كل منهما تعرف بحلقات النمو، وأثناء فصل الشتاء تبطئ عادة حركة النمو أو تتوقف ثم تبدأ ثانية في النمو في فصل الربيع وعند ارتفاع درجة حرارة المياه أو في حالة الانتشار الغذائي بمناطق تواجد الأسماك، وعندها تستعيد السمكة نشاطها وتزداد قدرتها على التغذية، وبالتالي تزيد سرعة نموها، وعند ذلك يتغير نظام الترسبات الخاصة بحلقات النمو حيث تظهر الحلقات السنوية أو النصف سنوية طبقاً لحالة توافق الغذاء، وقد يتوقف النمو أو يبطئ لأسباب طارئة غير دورية قد تخالف موسم تكوين الحلقات السنوية، وفي هذه الحالة تتكون حلقات تسمى الحلقات الكاذبة وتعرف بأنها غير منتظمة وغير مكتملة الاستدارة حول البؤرة.
كيفية استخدام القشور وحصاة الأذن لمعرفة العمر:
لتحديد العمر ومعرفة معدلات النمو تؤخذ القشرة عادة من المنطقة الواقعة خلف نهاية الزعنفة الصدرية، إما من أعلى أو من أسفل الخط الجانبي (وهو الأفضل)، ويجب تنظيف مكان أخذ العينة قبل أخذ القشرة لإزالة ما قد يكون عالقاً بها من قشور أسماك أخرى أكبر أو أصغر منها في العمر.
يتم بعد ذلك تجهيز القشور لدراستها عن طريق تنظيفها بوضعها في محلول هيدروكسيد الألومونيوم بتركيز 5% لمدد تتراوح ما بين بضع دقائق إلى عدة ساعات حسب حجم وسمك القشرة، ثم تفرك القشرة بفرشاة صغيرة لإزالة أي أغشية أو أوساخ ثم تغسل بالماء وتوضع تحت المجهر ذو العدسة المدرجة في طبق فحص به قليل من الماء، ثم تقاس أنصاف أقطار الدوائر من البؤرة إلى حافة القشرة الأمامية باستخدام العدسة المدرجة ثم تدون تلك البيانات في استمارة خاصة.
أما تجهيز حصاة الأذن لدراستها فيتم عن طريق إتباع نفس الخطوات السابقة، إلا أن عملية تنظيف عظام الأذن تتم باستخدام الماء ويتم عمل قطاعات رقيقة من الحصاة باستخدام أجهزة قطع خاصة، ثم يتم قراءة الشرائح تحت المجهر.
العلاقة بين طول السمكة ونصف قطر القشرة أو حصاة الأذن:
لدراسة معدل النمو في الطول لابد من إيجاد العلاقة بين طول السمكة ونصف قطر قشرتها أو عظمة الأذن خاصتها، وذلك عن طريق رسم بياني يمثل فيه الإحداثي الصادي طول السمكة والإحداثي السيني يمثل نصف قطر القشرة، وتستخدم هذه العلاقة في التعرف على طول السمكة خلال فترة حياتها باستخدام وسيلة تسمى طريقة الحساب العكسي، حيث على سبيل المثال إذا كان لدينا سمكة عمرها ثلاث سنوات، فإن طرقة الحساب العكسي تمكننا من معرفة طول السمكة عندما كان عمرها عام، وطولها عندما كان عمرها عامين وهكذا.
الطرق الإحصائية باستخدام تكرار الأطوال:
تستخدم هذه الطرق عادة في تقدير أعمار الأحياء البحرية من اللافقاريات (حيث لا يوجد هيكل عظمى)، وبعض أنواع الأسماك التي لا تظهر على أجزاء هيكلها العظمى حلقات نمو، وتعتمد هذه الطرق على دراسة التوزيع التكراري لأطوال الأسماك حيث تمثل كل قمة في منحنى الأطوال، مجموعة عمريه للأسماك قيد الدراسة.
أنماط تكاثر الأسماك
الأسماك الغضروفية:
تنقسم الأسماك الغضروفية بالنسبة لأنماط تكاثرها إلى قسمين، الأول يبيض في الوسط المائي، والآخر يحمل الجنين داخل بطن الأنثى.
وللذكور في بعض أنواع الأسماك الغضروفية زوجين من الشبك متصلين بالزعانف الحوضية ويساهم الشبك في إدخال الحيوانات المنوية في الأنثى لتلقيح البيض داخل قناة البيض، بعدها إما أن يبقى البيض الملقح داخل بطن الأنثى أو يوضع على قاع البحر.
يغلف بيض الأسماك الغضروفية التي تضع بيضها على قاع البحر بغلاف من مادة معينة، ويستغرق وقت حضانة البيض حتى يفقس على قاع البحر، أو لاصقاً في الصخور نحو شهر إلى ثلاثة أشهر أو أكثر وقد يصل إلى سنة في بعض الأنواع في المياه الباردة، وبشكل عام تتميز الأسماك الغضروفية التي تضع البيض في الوسط المائي بصغر حجمها وهي تضع أعداد كبيرة من البيض قد يصل إلى 200 بيضة.
أما الأسماك الغضروفية التي تحمل صغارها في بطنها حتى يكتمل نموها، فهي في الغالب كبيرة الحجم وتضع القليل من الصغار، ولكن تكون الصغار مكتملة النمو وكبيرة الحجم نسبياً ولديها القدرة على السباحة.
الأسماك العظمية:
غالبية الأسماك العظمية التي تعيش في البحار تقذف البيض في الوسط المائي، ويقوم الذكر بتلقيح البيض بقذف الحيوانات المنوية في الماء ويتم التلقيح خارجياً، ويتصف البيض بكثافته الخفيفة بالمقارنة مع الماء المالح (الوسط المائي) كما يتكون في البيض ما يسمى البؤرة الزيتية مما يجعل البيض الملقح طافياً. ومن أشهر أنواع الأسماك التي تنتج بيوضاً كثيرة تطفو فوق سطح الماء أسماك الهامور والسبيطي، إضافة إلى العديد من الأسماك التي تعيش على الشعاب المرجانية، وهناك عدد قليل من الأسماك العظمية تنتج بيضاً يلتصق بالصخور أو النباتات البحرية، كما أن البعض الآخر يحمل البيض في فجوة خاصة في بطن السمكة مثل حصان البحر وأخرى تبيض في عش خاص تبنيه بنفسها وتدافع عن بيضها حتى يفقس كبعض الأسماك الصغيرة مثل المْليجَ.
وتطرح الأسماك العظمية البحرية كميات كبيرة من البيض في السنة الذي يتميز معظمه بشكله الكروي وحجمه صغير وقطره يتراوح ما بين نصف إلى 1ملم، وبالمقابل فإن هذه الأعداد الضخمة من البيض تواجهها معدلات عالية من النفوق بسبب الافتراس من قبل الأسماك والكائنات البحرية الأخرى أو حتى من قبل الأبوين.
وبعد أن يفقس البيض الذي عادة ما يستغرق يوم إلى يومين يبدأ طور اليرقة التي تبدأ بالتغذية على المح اللاصق بها وبعد يومين تبدأ في البحث عن الغذاء المناسب. وتنتقل اليرقة بواسطة التيارات أو الأمواج وتكون حركتها بسيطة ومحدودة بحكم حجمها الصغير. وتنمو اليرقة إلى أن تصل إلى سمكة يافعة بعد نحو45 يوماً من الفقس.
أمراض الأسماك
تختلف أمراض الأسماك من حيث مسبباتها وأنواعها وشدتها سواء تلك المنتشرة في المرابي الطبيعية أو المقامة لهذا الغرض، فقد تكون هذه الأمراض ناجمة عن عدوى بكتيرية أو فيروسية أو حتى فطرية.
وقد تنجم عن الماء أو الغذاء إن كان ملوثاً، وفى أحيان أخرى تتسبب الطيور المائية أو حتى الأعداء الطبيعية للأسماك في بيئتها إلى ظهور نوع ما من الأمراض التي تصيب الأسماك.
كما أن هناك تماثل كبير بين الأمراض التي تصيب الأسماك مع كثير من الأمراض التي تصيب الحيوانات، فمن حيث المسببات تنحصر في: البكتريا و الفطريات والطفيليات والفيروسات.
وفي الآونة الأخيرة انتشرت العديد من الأمراض مع بداية ظهور وانتشار الزراعة المكثفة للأسماك، خاصة وأن عملية التكثيف وتربية أعداد كبيرة في مساحة صغيرة ساعدت على سرعة انتشار الأمراض، مما ترتب عليه نفوق أعداد كبيرة أثر بشكل ملحوظ على العائد الاقتصادي للمزارع السمكية.
ويرى الخبراء أن زيادة عدد الوحدات المنزرعة في وحدة المساحة ساعد على تركيز المخلفات في البيئة، وبالتالي أدى إلى الإخلال بأحد عوامل التوازن الطبيعي للبيئة، ومثال على ذلك ما حدث في اليابان من حيث ارتفاع مستوى عنصر الزئبق في الأسماك فيما عرف باسم مرض (مينا ماتا).
كيف تتعرف على الأسماك المريضة؟
تموت الأسماك فجأة إلا إذا كان هناك سبب مباشر لذلك مثل وجود مواد سامة بالحوض أو سريان تيار كهربائي بالماء أو ارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة بدرجة لا تتحملها الأسماك أما في الظروف الطبيعية فان موت الأسماك لا بد أن تسبقه عوامل وأسباب تساعد على الإصابة بالأمراض ثم تكون النتيجة النهائية موت هذه الأسماك وقد تكون هذه الأسماك مصابة بمرض ما.
ولمعرفة ما إذا كانت الأسماك مريضة أم لا، فعلى المربي أن يراقب ويلاحظ سلوك هذه الأسماك في الحوض من حيث طريقة الأكل ومعدلات التنفس ومعدل سرعة السباحة والحركة وسلوك السمكة تجاه الأسماك الأخرى بالحوض، حيث تتفاوت الظواهر المرضية التي تظهر المزارع السمكية من حيث الشدة بين انخفاض معدلات النمو أو نفوق كل القطيع.
يتكلف العلاج اللازم في حالة إصابة إحدى المزارع السمكية بمرض ما تكلفة عالية، هذا بالإضافة إلى أن نتائجها غالباً ما تكون غير مضمونة، خاصة مع وجود كمية كبيرة من المخرون السمكي، مما يؤدى لسرعة حدوث العدوى .
لذلك تعتبر الوقاية في المزارع السمكية من أهم الأمور لنجاح المزرعة، وتعود أسباب المرض نتيجة سوء أساليب الرعاية للأحواض ومعاملات التربية، سواء للزريعة أو الأسماك.
ويحتاج الأمر إلى ضرورة التعرف على هذه الأمراض، ولكي يتم ذلك لابد أولاً من التعرف على الأعراض المرضية التي تظهر على الأسماك، كما أنه عن طريق التشريح يمكنك الاستدلال على المرض في بدايته وسرعة العلاج أو الاستعانة بأخصائي في هذا المجال.
ويساعد ذلك المربى على إجراء بعض الاحتياطات للأحواض التي ظهرت بها الإصابة لمنع انتشار المرض عن طريق عمل بعض الإسعافات الأولية حتى يتم استدعاء الطبيب المتخصص لكتابة روشتة العلاج.
علامات وجود المرض:
1. الحركة غير العادية للأسماك، وهذه الظاهرة تسمى بالبرق، كأن تكون الحركة سريعة وعصبية، أو تقوم بحركات دائرية داخل المياه مع حركتها العادية وقد تكون الحركة حلزونية مع اتجاه الرأس أو الذيل لأعلى، وكل حركة من هذه الحركات تشير إلى نوع لمرض معين.
2. سباحة الأسماك ببطء شديد وترنحها يمينا و يسارا أثناء السباحة.
3. سباحة الأسماك وزعانفها مقفلة وليست مفتوحة.
4. محاولة الأسماك للقفز من الماء وخارج الأحواض، أو اتجاه السمك للسباحة. على سطح الماء في تجمعات مع فتح الفم لاستنشاق الهواء الجوي.
5. السباحة غير المألوفة للأسماك، بحيث يكون الرأس لأعلى أو لأسفل.(عامودي) أو في وضع مائل أو على القاع.
6. عزوف الأسماك عن تناول الطعام.
7. ارتفاع معدلات العكارة في مياه بالحوض عن الطبيعي مع حدوث تغيير في الرائحة.
8. زيادة أعداد الطيور المائية حول الأحواض.
9. زيادة معدل التنفس بشكل ملحوظ، وذلك بأن تطفو السمكة على السطح وتقوم بفتح وغلق الفم والغطاء الخيشومي بمعدلات سريعة.
10. فقدان السمكة لتوازنها.
11. عدم محاولة السمكة الهروب عند الاقتراب منها أو محاولة إثارتها.
12. حك السمكة جسمها مع الأحجار والأجسام الصلبة الموجودة بالحوض أو على جانيه.
13. تغير ألوان الأسماك وخاصة أثناء النهار.
وتجدر الإشارة إلي أن بعض التغيرات التي تحدث للأسماك قد لا تكون ناتجة عن إصابة هذه الأسماك بالأمراض، بل تكون تغيرات طبيعية تحدث للأسماك في وقت ما، ففي بعض الأنواع إذا اقترب موسم التزاوج فإن الأسماك تصبح أكثر شراسة كما تتغير ألوانها بسرعة كبيرة وذلك نتيجة لإفراز هرمونات جنسية معينة، وهنا يجب التفريق بين التغيرات التي تحدث بسبب العمليات الحيوية وتلك الناتجة عن الإصابة بالأمراض.
فحص الأسماك ظاهريا :
بعد متابعة تلك العلامات التي تشير إلى وجود حالات مرضية بالحوض يجب التأكد من ذلك وتأكيد هذه الشواهد عن قرب باصطياد عدد من الأسماك ومراقبتها في حوض أو إناء زجاجي لمتابعة العلامات الظاهرية على الأسماك، مثل:
1. البحث عن حدوث تغير في لون السمكة، وقد يظهر رشح دموي على الجلد في شكل بقع حمراء، وأحياناً تكون بيضاء أو حتى سوداء أو في شكل قرح سطحية أو بقع قطنية الشكل.
2. حدوث تورم في مناطق البطن أو العينين أو فتحة الشرج.
3. ظهور أماكن خالية من القشور على سطح السمكة مع وجود قرح مكانها بين المسامات التي لم تسقط قشورها.
4. ظهور ديدان بين القشور أو الزعانف أو داخل العضلات.
5. تغير لون البراز إلى اللون الطيني.
6. ظهور تشوهات في جسم السمكة.
7. محاولة الضغط على ضلوع السمكة، وفى حالة حدوث كسر يمكن اعتبار مؤشراً للمرض، نظرا لضعفها.
8. محاولة الضغط على بطن السمكة المنتفخة، وفى حالة وجدت يدك تغوص فيها لرخاوتها وطراوتها، هذا يعنى وجود ارتشاحات مائية تملأ التجويف البطني، وهو مؤشر للإصابة بمرض كبير.
9. يمكنك إمرار يدك في اتجاه القشور من الأمام للخلف ، وفى حالة لو شعرت بوجود خشونة لبعض النتوءات المنتشرة على جسم السمكة يعد ذلك مؤشراً لبعض الأمراض البكتيرية أو الفطرية.
10. كما يمكن فتح إحدى هذه الأسماك التي ظهرت عليها بعض من هذه الأعراض السابقة لمزيد من الفحص، والاقتراب أكثر من تشخيص المرض.
تشريح السمكة :
لتشريح السمكة، قم بفتحها بداية من فتحة الشرج مع الاتجاه للأمام وصولاً للبلعوم باستخدام مقص، ثم قص حول التجويف البطني للسمكة بداية من فتحة الشرج لأعلى وللأمام ولأسفل مرة أخرى .
المشاهدات:
1. إذا كانت السوائل الموجودة بالتجويف البطني داكنة اللون وليست شفافة، فهذا يعد إشارة على وجود مرض ما، كما يمكن تفحص وجود ديدان من عدمه.
2. في حالة تغير لون الكبد من البني إلى الفاتح أو الأخضر أو حتى وجود بثور لونها رمادي، كما يلزم فحص مدى امتلاء الحويصلة المرارية بالسائل المراري، فإن كل ما سبق يعد مؤشراً جيدا للتعرف على طبيعة المرض.
3. في حالة تغير لون الكلى والطحال من لونهما الطبيعي الأحمر، بحيث يبدو بهما أي شحوب في اللون أو امتلائهما بالبثور الرمادية اللون فهذا دليل أيضاً على وجود المرض.
4. فحص لون وشكل الحويصلة الهوائية وتأكد من امتلائها بالهواء ولونها الأبيض وأي اختلاف أو تشوهات كظهور بقع حمراء أو بنية اللون أو امتلائها بالسوائل، فتعتبر في هذه الحالة مريضة.
5. فحص العضلات بعمل قطع طولي وعرضي خلالها والبحث بداخلها عن وجود بثرات بنية أو وجود حويصلات في حجم حبة الفول أو فجوات ممتلئة بالسوائل.
6. فحص الخياشيم وتأكد أن لونها بني داكن وأي لون مخالف فيعتبر دليلا لأمراض كثيرة تصيب الأسماك وتؤثر على مظهر ولون الخياشيم. (ظهور بقع لونية على الخياشيم، أو تآكل أجزاء منها وخاصة عند الأطراف، وجود مواد مخاطية أو وجود بعض الطفيليات).
7. فحص الأمعاء من الخارج لمشاهدة أي احتقانات عليها تشير للمرض، وافحصها من الداخل إذا كانت منتفخة للبحث عن الطفيليات المرضية.
ويمكن تقسيم الأمراض التي تصيب الأسماك نسبة إلى العضو المصاب، وتصنف في هذه الحالة إلى أمراض خيشومية أو جلدية أو كبدية، هذا بالإضافة إلى التقسيم تبعاً للمرحلة السنية أو حتى الموسم الذي تنتشر فيه.
أ- الأمراض البيئية:
إن ثبات وجودة البيئة من أهم عوامل حماية الأسماك من الأمراض، حيث أن بعض الأسماك تكون أكثر حساسية لعوامل البيئة التي تعيش فيها من حيث حدوث نقص أو خلل في الخواص الطبيعية أو الكيماوية للماء كنقص الأكسجين أو ارتفاع معدلات الحموضة أو القلوية أو وجود ملوثات تؤثر على نمو وحياة الأسماك، حيث تعيش الأسماك في حالة من التوازن بين عناصر البيئة وفى حالة حدوث أي خلل في هذا الاتزان البيئي للمياه يحدث المرض والعدوى للأسماك.
ومن العوامل الرئيسية التي تساعد على توازن البيئة الطبيعية:
1- التغذية:
يمكن للأسماك في البيئة الطبيعية المتوازنة القيام بعملية انتفاء للغذاء المناسب الذي تحتاج إليه، وذلك على عكس المزارع السمكية، حيث يعمل المربى على توفير هذه الاحتياجات عن طريق ما يعرف بالتغذية المكملة، وأي نقص أو زيادة في هذه الاحتياجات أو اختلاف في النوعية يؤدي إلى خلل وبالتالي لمرض للأسماك .
ومن الجدير بالذكر أن أفضل البروتينات التي تضاف للعليقة، هو ما كان من مسحوق السمك، إلا أن معامَلات هضم مساحيق الأسماك تختلف فيما بينها، بل إن معاملة بعض المساحيق بحرارة مرتفعة تسبب زيادة نسبة نفوق السمك وأمراض الكبد.
كما وجد أن إضافة مخلفات المجازر من دهون الخنازير ولحوم ودهون البقر غير ملائمة للأسماك النهرية، حيث تؤدى لإتلاف الكبد، ويتسبب زيادة بروتين العليقة عن (44%) إلى الإصابة بالكبد الدهني في أصناف البلطي الأخضر، بينما يؤدى انخفاضه لظهور أعراض قد تؤدى لنفوق أسماك البلطي الموزمبيقي.
2- درجة الحرارة:
من المعروف أن لكل صنف من الأسماك مدى معين من درجات الحرارة تعيش فيه وأن أي تغير أو تجاوز لهذا المدى يؤدي لحدوث خلل في سلوكها ووفاتها لعدم قدرتها على أقلمة جسمها مع درجات الحرارة المختلفة للمياه، فعلى سبيل المثال فإن نقل زريعة الأسماك من بيئة مائية مختلفة الحرارة عن البيئة الجديدة في أحواض التحضين بشكل مباشر ودون مراعاة للتدرج، قد يؤدي إلى حدوث صدمة عصبية تسبب موتها جميعا.
3- توافر الأكسجين:
تتنفس الأسماك الأكسجين الذائب في الماء وتطرد ثاني أكسيد الكربون، وقد يؤدى انخفاض نسبة الأكسجين وارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون لتسمم الأسماك، ويمكن التخلص من ذلك بإيجاد النباتات الدقيقة (البلانكتون) مما يساعد على إيجاد التوازن الطبيعي المطلوب داخل المياه نتيجة قيامه بعملية التمثيل الضوئي، ويلاحظ أن النباتات تستهلك الأكسجين ليلاً مع الأسماك حتى تنخفض نسبة الأكسجين في المياه في الفترة الأخيرة من الليل، ويستدعي ذلك عدم زيادة الكائنات النباتية بصورة أكثر من اللازم والتي يمكن حسابها عن طريق أقراص الشفافية.
4- التلوث:
يعد التلوث أخطر المسببات التي تؤدى لإصابة الأسماك بالأمراض، وخاصة في حال الاعتماد على مصادر المياه التي تصب فيها المصانع عوادمها أو مخلفات الصرف الصحي، كما يعد الصرف الزراعي وما تحمله مياهه من مبيدات من مسببات الأمراض نفسها.
ويمكن تقسيم الملوثات إلى ثلاث فئات:
1. الملوثات السامة والمثبطة:
التيارات الحرارية، العناصر الدقيقة غير الضرورية للحياة كالكروم والنيكل والزئبق والرصاص والألومنيوم والتياتينوم والكلور الحر والسيانيد والفوسفور العنصري، أو زيادة مستوى العناصر الدقيقة الحيوية كالحديد والمنجنيز والزنك والنحاس والملوبيديوم، بعض مركبات الزيوت المعدنية أو مشتقاتها، الفينولات والمنظفات والهيدروكربونات المكلورة، زيادة مستوى النيتريتات والأمونيا وكبرتيد الهيدروجين، المستويات العالية من الأحماض والقلويات.
2. الملوثات الغنية:
وتطلق على كل ما يزيد المستوى العادي من المغذيات كالأمونيا والنيترات والنيتريت والفوسفات، والمواد العضوية كالفيتامينات والهرمونات النباتية، مياه صرف المزارع.
3. أراض غروية:
تعيق المادة الغروية وصول الضوء إلى القاع، كما يعيق عمل الخياشيم وأعضاء الترشيح، ومن أهم مصادرها أكوام الروث من محطات المجارى ومخلفات محطات المعالجة المائية، عمليات التعدين على الشواطئ وتحت الماء.
ب- الأمراض الطفيلية:
هناك العديد من الطفيليات وحيدة الخلية أو عديدة الخلايا تصيب الأسماك بشكل عام، ويمكن رؤية بعض هذه الطفيليات بالعين المجردة، وهي ملتصقة بالعائل (الأسماك) أو مغروسة بداخل الجلد.
وهذه الطفيليات تتغذى على السوائل الداخلية للأسماك، وهو ما يؤدي إلى زيادة معدلات النفوق، ومما يزيد من خطورة الأمراض الطفيلية أنها تزيد من فرص إصابة الأسماك بالأمراض البكتيرية والفطرية، حيث تدخل البكتيريا والفطريات من مكان التصاق هذه الطفيليات بالجسم، والأسماك المصابة دائما ما تحك جلدها بالأجسام الصلبة مثل الصخور والحصى وجدران الحوض بغرض التخلص من الطفيليات العالقة بها.
وتتوقف خطورة الإصابة على نوع وشكل وحجم الطفيليات ففي بعض الحالات يظهر المرض على هيئة بقع حوصلية بيضاء أو سمراء سرعان ما تغطي الجسم كله وتؤدي إلى زيادة معدلات النفوق، وفي حالات أخرى يظهر المرض على شكل التهاب ونزيف في أماكن الإصابة.
ومن الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض الطفيلية، زيادة أعداد الأسماك في الحوض فزيادة أعدادها تزيد من فرصة احتكاكها وتلامسها مما يزيد من فرصة انتقال الطفيليات بينها لذلك يجب مراعاة عدم زيادة الأسماك عن المعدل المطلوب.
ولعلاج الأمراض الطفيلية يستخدم الفورمالين لمدة ساعة أو محلول ملح الطعام لمدة 5 دقائق، كما يمكن استخدام أخضر ميثيلين لمدة ساعة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه بالإضافة للأمراض الطفيلية الخارجية فإنه يوجد طفيليات أخرى تعيش داخل الأعضاء المختلفة للسمكة مثل الجهاز الهضمي والكلي والعضلات، وهذه الطفيليات يصعب التعرف عليها خارجياً ولابد من إجراء عملية تشريح داخلي للسمكة لكي يتم التعرف على مثل هذه الطفيليات. ولابد أيضاً من مراقبة الأسماك بدقة أثناء فترة وضع الدواء في الماء، حيث بعض الأسماك لها حساسية خاصة للمواد السامة وقد تظهر عليها أعراض الاختناق وتسوء حالتها وهنا يجب نقلها فوراً من حوض المعالجة لحوض آخر، ويستحسن أن تبدأ عملية العلاج بمعالجة سمكة واحدة أو اثنتين بالمادة التي يراد تجربتها فإذا أثبتت هذه المادة فاعليتها تعالج باقي الأسماك وإذا ظهرت أي آثار عكسية يجرب دواء آخر مع مراعاة أنه يجب تنظيف الحوض وإزالة المخلفات وتقليل كمية النباتات الطبيعية قبل وضع الدواء بالحوض.
أ- مرض حويصلات الميتاسركاريا:
تحدث هذه الإصابة عن طريق تلوث مياه الأنهار بالمخلفات الآدمية والحيوانية والتي تنتقل منها بويضات الديدان على هيئة مذنبات لعائل وسيط مثل القواقع أو القشريات الصغيرة، ثم تخرج للماء في شكل سركاريا ويرقات تصيب الأسماك مثل البلطي والقراميط فتصاب في الخياشيم والعين في القراميط تصيب الكلى وتحت الجلد والفم، والبوري حيث تصيب الأحجام الصغيرة.
الأعراض:
الأسماك المصابة يحدث لها التهابات في أماكن الإصابة، وقد لوحظ أن الحويصلات تتجمع في أغشية الفم المخاطية وحول فتحة الفم وتحت جلد البطن في كثير من الأسماك بحيث يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
وتعتبر هذه الحويصلات ناقلة للعدوى بالديدان المعوية للإنسان (مرض الأسماك ) مما يؤدي إلى حدوث نزلات معوية مدممة للإصابة بهذه الديدان والخطوة الأكبر في البويضات التي تنتقل من الأمعاء إلى القلب عن طريق الدم، مما يسبب التهابات به.
ب- التهاب الجلد:
تصاب الأسماك بهذا الطفيل وحيد الخلية والمتواجد في المياه ويهاجم جلدها وخياشيمها منا يحدث التهابات ونتيجة لهذه الالتهابات الشديدة تسبح الأسماك بحركات غير منتظمة وتحك جسمها أثناء السباحة في جدار الحوض أو النباتات أو الحجارة في أحواض الأسماك.
وبالفحص الخارجي للأسماك يلاحظ ظهور بقع رمادية على الجليد ويغطى بطبقة جيلاتينية سهلة الانفصال مسببة قرح دامية، وتعمل الأسماك على التنفس قرب سطح الماء، ويجب عزل الأحواض المصابة والتخلص من الأسماك المصابة والتطهير قبل الدفعات الجديدة.
ج- الأمراض الفطرية:
هي أمراض ثانوية إذ أنها تصيب الأسماك المصابة مسبقاً ببعض الجروح أو الأمراض البكتيرية أو الطفيلية، أو الأسماك الموضوعة تحت ظروف غير ملائمة، وبعض الأمراض الفطرية مثل (السابرولوجنيا) يمكن التعرف عليه وتشخيصه بسهولة حيث أنه يظهر على شكل خيوط بيضاء تشبه إلى حد كبير فطر غفن الخبز ويظهر على شكل كريات قطنية تغطي الجزء المجروح أو المصاب من جسم السمكة.
ومن أهم العوامل التي تساعد على انتشار الأمراض الفطرية في الأسماك تلوث الماء وعدم تهويته وزيادة نسبة الأمونيا وغيرها من المواد السامة فيه، والأسماك المصابة بالأمراض الفطرية يبدو عليها الضعف وعدم القدرة على السباحة بشكل طبيعي وسرعة التنفس، كما تزيد إفرازات السائل المخاطي على المناطق المصابة من جسم السمكة.
وعموما تعالج الأسماك المصابة بالسابرولوجنيا بتغطيسها في محلول مركز من أخضر المالاكيت لمدة 30 ثانية، كما يمكن استخدام محلول برمنجنات البوتاسيوم لمدة ساعة ونصف وقد ثبت أيضا أن محلول ملح الطعام له فعالية عالية في علاج السابرولوجنيا، ويتم ذلك عن طريق غمس السمكة في محلول منه لمدة 2-4 دقائق، ويتم العلاج بشكل يومي حتى تزول أعراض المرض، وفي جميع الحالات لابد من نظافة الحوض نظافة تامة وزيادة معدل التهوية مع مراعاة إطعام الأسماك بعد وضع الدواء بالحوض طوال فترة العلاج.
مرض الجلد الفطري:
في جميع الأمراض التي تصيب الخياشيم وهي جهاز التنفس للسمكة باستخلاص الأكسجين الذائب في الماء وحدوث عطب بها تلجأ الأسماك إلى محاولة الحصول على الهواء الجوي عن طريق الفم.
فيصيب هذا المرض الجلد والخياشيم بالتعفن عن طريق فطر سابرولجينا، وتزداد الإصابة بهذا المرض مع انخفاض الحرارة في الشتاء ووجود أي إصابات على الجلد أثناء الصيد يساعد على انتشار العدوى.
وبالفحص الخارجي تشاهد القرح الجلدية وهي مغطاة بالفطر الذي يشبه تجمعات وبر القطن على الزعانف والجلد أو الخياشيم ويتحول للون الخياشيم للون الرمادي المصفر، ويجب التخلص من الأفراد المصابة والميتة مع رفع منسوب المياه.
د- الأمراض البكتيرية:
بما أن الأسماك تعيش في الماء فإن فرصة إصابتها بالأمراض التي تسببها البكتيريا تكون عالية جداً، وبطبيعة الحال تنتشر هذه الأمراض البكتيرية إذا كانت الظروف ملائمة أي أنها تنتشر في حالة زيادة كثافة الأسماك أو عند إصابتها بجروح أو خدوش أو إذا كان ماء التربية غير صالح، وفي هذه الحالة يكون معدل نفوق الأسماك عالياً وسريعاً، وهذا يعني أنه عند نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في فترة وجيزة فإنه من المحتمل أن يكون ذلك نتيجة لانتشار أحد الأمراض البكتيرية في حوض التربية.
وفيما يتعلق بعلاج الأمراض البكتيرية فان بعضها يمكن علاجه، في حين أن البعض الأخر ليس له علاج حتى الآن. وبصورة عامة فإنه عند اكتشاف إصابة الحوض بمرض بكتيري فإنه يحظر نقل أية أسماك من هذا الحوض لأي حوض آخر كما يحظر أيضاً نقل الماء من الحوض المصاب إلى غيره من الأحواض، و تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن معظم المحاولات التي تجرى لعلاج الأمراض البكتيرية وغيرها من الأمراض هي محاولات قد تنجح وقد تفشل، كما أن ما يصلح من وسائل العلاج لنوع من الأسماك قد لا يصلح لنوع آخر، إلا أنه في كل الحالات لابد وأن تراعي الدقة والحذر في عملية العلاج المقترحة.
مرض الاستسقاء البكتيري المعدي:
هذا المرض البكتيري من أكثر الأمراض انتشاراً وفتكاً بالأسماك حيث يصيب كثيرا من الأسماك ويؤدي إلى نفوقها، وكلما توافرت أسباب المرض ساعدت على ظهوره حيث يؤثر على معدلات النمو، والمهم هو اكتشاف المرض مبكراً لسرعة وقف النفوق والمحافظة على معدلات النمو.
وأهم أعراضه أن تتجمع الأسماك في الأركان مع قلة الحركة، مع فقدان شهيتها لتناول الغذاء.
وعن طريق الفحص الخارجي يلاحظ ظهور قروح نزفية على الجلد مكان الأجزاء التي تساقطت القشور من عليها وتتورم البطن وكذلك فتحة الإخراج لامتلائها بالسوائل ووفي الفحص الداخلي يلاحظ أن السائل لونه مصفر وله رائحة تقيح وامتلاء �
ساحة النقاش