لكي تكتمل سلسلة التطهير الالهي والتي بدأت حين هدى المولى عز وجل الامة لتلفظ اخر ظالميها في ثورة مهيبة شارك نجاحها كل فرد انكر الظلم ، فكفته موافقته فضلا عن مشاركته أن يتساوى ومن وقف ضد الثورة وسعى الى سقوطها، دأب المفسدين المغرضين من ازلام المنتفعين واصحاب الغايات .
اراد الله ان يكشف زيغ هؤلاء فأقام بينهم وبين الاخلاص سدودا وأسواراً تطاولت عليهم كما تطاول عليهم الامد فقست قلوبهم ، وفضح الحقد نفاقهم وأشعلت الغيرة كبرهم وكبرائهم ، فاتبعوا السبل الا سبيل الرشاد والبسوا الحق ثوب الباطل وحشدوا جنودهم من المبطلين والمنافقين يبغون الفتنة حتى لا يستقر للامة حال ولا ينفسح للمخلصين مجال ، كره الله انبعاثهم ، وكرهوا هم ان ينالهم حظ من الشرف ونصيب من الكرامة ، وحيل بينهم وبين ما يشتهون ، فكانوا مع القواعد ، حين خرج الرجال ، واليوم خرجوا - تأبى نفوسهم أن تستذل لدين الله - وقد خلعوا عنهم ثوب الحياء يدفنون بقايا كرامتهم ، يدعون الرقة وهم اغلظ اكبادا من الابل ، تستعر قلوبهم غيظاً وتتفجر عروقهم كمداً.
ينكرون على الامة جمعها واجتماعها ويعملون بلا خشية على شتاتها ، قعدوا لنا كل مرصد وبيتوا كل سوء ، وخيلت لهم أهواؤهم أنهم احق بقيادة الامة ، وهم عن لجم طمعهم عاجزون ، واخفاء حقدهم فاشلون .
وحين تنتصر الامة بارادة الله الغالبة وسننه المتعاقبة – دون عون من هؤلاء - في معركتها الداخلية وتنجلي غمامة عقدت على عقول كثير منا حتى اختلط على الناس الحق والباطل ، سترى هؤلاء أول المهنئين وأول الداعين للعصر الجديد في تلون كالحرباء اينما كانت المصلحة كانوا ، لم يرد الله بهم خيرا فأعمى ابصارهم وأضل أعمالهم وخسروا نصيبهم من الخير حين وقفوا حجر عثرة أمام استقرار الوطن ورأب صدعه يوم كانت البلاد احوج ما يكون الى من يقيل عثرتها .
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

المصدر: شخصي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 249 مشاهدة
نشرت فى 16 ديسمبر 2012 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

43,139