هذه دراسة جدوى أعددتها لأهم مشروع تقيمه أو بناء تشيده ، لتشمل تكاليف الحياة واعبائها وكذلك مصروفاتها وايراداتها ، غلبت علي في إعدادها طبيعتي المهنية فصغتها صياغة محاسبية ربما لا تتناسب وحقيقة الحديث عن الحساب والجزاء لما له من هيبة ورهبة تستوجب البكاء لا التندر ، وليغفر الله لي ما بها من خطأ أو تقصير أو تجاوز لحدود الأدب واللياقة لأقيس جدوى الحياة قياساً محاسبياً بعيدا عن قياس جدواها كممر للأخرة ومعبر الى الخلود وإن حسبي اجتهادي ولو أخطأت .

بدفاتر وكتب يدقق حساباتها من لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات والارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر ، تنتهي أهم مرحلة من مراحل شركتنا بل قل عليها يتوقف مصيرها في حياة ابدية لا نهاية لها ولا انقطاع الا ان يشاء الله نهايتها ، وأي مصير أعظم من جنة محفوفة برضا الرحمن وأي مصير أبأس وأحط من نار وقودها الناس والحجارة .
يمسك دفاترها رقيب وعتيد ويشهد عليها الألسن والايدي والجلود ويقرها كرام كاتبون ويحكم ربحها أوخسارتها احكم الحاكمين واسرع الحاسبين ، لا تظلم فيها نفس نقيرا أو قطميرا بل يجبر زلاتها ويغفر هفواتها اكرم الاكرمين والحاكمين.
الى كل المتشائمين الى كل فاقدي الاحساس بالحياة الى كل مبتلى بكراهية الجمال فلا ينظر الا الى الجانب السيء من الحياة
هذه الشركة المساهمة ، اذا عتبرنا الحياة مشروعا لشركة مساهمة رأسمالها هو العمر وتكاليفها هي الاوامر والنواهي واسهمها هي الصالح من الاعمال وحساباتها الختامية تبدأ حين يستبدل رأس المال وينتهي ومرجعها كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها يدققها كاتب وشهيد ، ربحها الجنة وخسارتها النار ، لا ابالغ اذا قلت ان دورة رأس المال في مشروع الحياة هي اقصر دورة ربما تصادفها أو تعرفها مقارنة بأي مشروع أخر .

ستون عاما ، بل قل مائة عام هي عمر تلك الشركة تنقضي بتعبها وأتعابها ارتفعت قيمة اسهمها أو انخفضت ، لجدواها أعظم جدوى إذا سارت على منهج الله وسنة نبيه ولربحها أكبر ربح ولفائدتها أعلى فائدة ، وفي المقابل لا خسارة تعدل خسارتها ، ولا خيبة توازي خيبتها ، إذا ما حادت عن منهج الله وسنة نبيه ، ستون عاما او قل مائة عام تنقضي بعدها الشركة بتعبها وأتعابها ستون عاماً تقضي جزءا كبيرا منها غير مكلف لا يجر عليك القلم نفترضها كلها تعب وشقاء ، وعبادة ودعاء وتبتل وامتحان ثم عاقبتها ونتاجها جنة ابدية لا مثيل ولا شبيه ولا قريب لها ، ترتاح فيها من عناء الدنيا وقسوتها تكفيك غمسة واحدة فيها فتنسى انك قد شقيت ابدا ، أي مقارنة بينها وبين حياة قصيرة وعمر مقطوع ، وأي ربح ستعطيك دنياك إذا علمت أن كل رأسمالك لا يساوي ما يعلق بأصبعك من ماء حين تغمسه في بحر لجي عظيم ، ماذا تقول لرب عمل يسألك ان تعمل لديه ساعة من النهار ويعطيك أجر عشر سنين ثم يزيدك فيعطيك اجر عشرين سنة ، ثم يزيد بأن لك أجرك دون أن تعمل ، ولله المثل الأعلى ووالله نعم الرب ربنا ، ولا أزيد على ما قال عمر رضي الله عنه ، عجباً لربنا ، أنفس هو خالقها وأموال هو رازقها ثم يشتريها منا بأن لنا الجنة .

وفقنا الله لما يحب ويرضى
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،،

المصدر: شخصي
  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 280 مشاهدة
نشرت فى 23 يوليو 2010 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

44,854