من الاخطار الجسيمة التي تواجه الامة الاسلامية افراداً وجماعات ولم يسلم منها كثير من الناس هي الباس الحق بالباطل وتحريف معنى القيم والصلاح عن مواضعها بما يخدم اغراض الظالمين والمجرمين ـ فيضيع الفارق بين العدو والصديق ، ويتساوى معنى الجهاد والارهاب ، والمقاومة والتطرف ، والتدين والتخلف ، ويصير للخيانة والعمالة والميوعة والتحلل معان جديدة اخترعت مفرداتها قواميس ومعاجم الخونة والاعداء .

وتزداد جسامة الخطر وأثره اذا توافرت لهذا العدو سبل التمويه والالباس ، بالاتصال المباشر بالعامة كالاعلام بفروعه أو أبناء رغال ثقلت عليهم الرجولة فباعوها كما باعوا دينهم لأول مشتر بثمن بخس وذل دائم وصغار .

فلا عجب مثلاً ان تجلس مجلساً يختلف فيه الحاضرون معك – على ثقافتهم - حول شرعية الجهاد ضد المحتل أو حتى مقاومته ، أو أن تجد من ينادي بالمساوة في الحقوق بين الذكر والانثى حتى في الميراث والتعدد عياذا بالله .

كل هذا لم يكن صنيعة العدو وحده ، بل امتدت معه ايدي اناس مردوا على النفاق وأدمنوا الخيانة ، ذرية شيطانية ولدت من رحم خبيثة لا يرجى لهم خلاص ولا ينتظر منهم رجوع ، باعوا أوطانهم راضين مطمئنين ، ليسوا الا أحفاد المنافقين والمرجفين . ماذا تنتظر من غاصب محتل حين يصف شباب المجاهدين والمقاومين ، أو حين يصدر تعريفاً للمقاومة والجهاد ، ماذا تنتظر من عدو وقع على سقطة من سقطات الشرفاء وذلة من ذلات الكرماء فضخم وعظم وهاج وماج ، ونسي جرائمه وقتلاه .

كيف تطلب اليه أن يرد اليك مظلمتك وقد سفك من أجلها الدماء والارواح ، كيف تٌحَكم في قضيتك من باعها للمغتصب وشهد على بيعتها .

إن الدرب طويل والحياة صراع بين الحق والباطل ولكل منهما سدنة ورجال ، فبئس قوم البسوا الحق بالباطل وضيعوه ، ونعم قوم كانوا للحق أهلا وخادمين .

( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ... )

دمتم بخير

المصدر: شخصي
  • Currently 122/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
42 تصويتات / 448 مشاهدة
نشرت فى 21 إبريل 2010 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

44,850