بلا وطن
بلا وطن نسكن العراء ، نهبا للسوقة ، وقطاع الطرق، والمرابين ، والمزايدين ، والنصابين ، والنهابين ، وبائعي آثار الاقدمين في بازارات أوروبا ، ومن يدعون المدنية و العلمانية ، ومروجي الفتن . هنا أسكن علي ناصية شارع الحقد والغل علي الاغنياء .. بلا سبب أكرههم و أسبهم في وجوههم ومن خلف ظهورهم وأنا مطمئن . أمسك بمطواة صدئة أمزق كل شيء أقابله أمامي . يسعدني أن يخيفهم منظرى المقزز و القمل المصفوف علي ملابسى البالية . أعشق رائحتى النتنه فهي تطرد البشر من حياتي .. الكل يتجنبها . لايتحملون رؤيتي أو شمها فيعطوني كل ما يملكون من أموال . رائع منظرهم وهم يرتجفون . ما أجمل دموع البشر تطفي نار معدتي الخاوية .. قررت أن آكلهم ، فأسناني تستطيع تمزيقهم بكل سهولة . من جوف العتمة أشم رائحة البشر ؛ أخرج إليهم .. أرعبهم فيسقطون علي الأرض ، ويزحفون علي بطونهم رعبا مني - ضحكاتي تجلجل في فضاء المكان- يبللون ملابسهم .. يلقون بكل ما يملكونه من أموال ، ألتقطها ثم أمزقها ، وأرميها عليهم و في الحال أختفي في قلب العتمة تاركهم في شلل تام عن الحركة .
...............................................
صديقي
قابلت صديقي صدفة بعد مرور ثلاثة أعوام علي آخر مقابلة لنا قبل سفره ألمانيا ، لم يعد هو نفس الشخص .. تغيرت ملامحه تماما ، ابتسامته ، حديثه ، نظرات عينيه ، حتي سكوته اختلف عما قبل . مازال صديقي عالقا في المانيا .
...................................
تائه في بلاد الله
قررت أن أبحث عن بشر في وضح النهار ، وفي عتمة الليل ، في البحر ، والنهر ، وأنا مستلقي علي ظهري في ليالي الصيف الجميلة. أجول بناظري من شباك طائرتي السابحة في الفضاء اللامحدود ، بين النجوم السابحة في عمق السماء ، لا أحد . فقدت الأمل ، نمت داخل كهف الذات .. أغلقت جميع حواسي ، نوافذ شرنقتي ، ثم غبت في عالم اللاوعي .
نشرت فى 21 يونيو 2010
بواسطة khatab38
عدد زيارات الموقع
59,333
ساحة النقاش