الأعمال الشعرية الكاملة 
قصائد وأشعار 
د.محمود رمضان
 ( الديوان الثاني بعنوان شموخ )

غربة
 د.محمود رمضان

غربة
حلم باتصال يخبره بفرصة سفر
باع كل ما يملك وجهز نفسه للرحيل
حمل كل الآمال في غد أخضر نضر
وصل لمطار عربي وبيده جوازه 
واستلم أوراق المستقر 
لفحت حرارة الشمس وجهه والكفيل ينتظر
 هلا بيك.. ابن مصر.. احمل أغراضك مع ها النفر

دخل المدينة النظيفة 
مرت لحظات في لمح البصر
هذا سكنك مع خلق الله من كل أنواع البشر
 سلم جواز سفره وامتثل لأمر الله والقدر

مرت سنوات عمره دون رؤية ابنه الصغير وأمه وزوجته والعمر ينحسر 
يتلمس رأسه والشيب إليه يشر
عشرون عاما وكأنها ليلة واحدة لم تمر
ولن ينسى لحظة وصوله أول مرة من السفر
لم يحضر وفاة والديه ولم يوصلهما القبر
تزوجت ابنته الصغرى ولم ير الخطيب ولا الشبكة ولا المهر
شابت من أنجبت له الذرية وانحنى ظهرها وكاد ينكسر 
جلست سنوات تنتظر ما يرسل لها من فتات غربته أو رسالة ود لعلها تمحو الكدر 
تحرق عتمة الليل اشتياقها للحبيب بعد طول الغربة وقلبها ينفطر
تمردت ولكن هيهات أن يعود الشباب وتخضر أوراق وأغصان الشجر
لملم أغراض ما تبقى من العمر وطلب جوازه القديم 
ليعود إلى وطنه المنتظر
ليكمل حلمه في بيت كبير ويرى أحفاده ويسر
لم تسعفه الأيام وشعر بصداع والألم يمزق جنبيه وقلبه يعتصر
 وما هي إلا ساعات حتى سمع أصدقاؤه الخبر

أسرع كل منهم لرؤيته.. إنه يحتضر
الحزن يعتصرهم ودموعهم تنهمر
تحققت آماله في فرصة السفر ولم يكتب له طول العمر
وضع رفاق الغربة أمتعته في شنطته العتيقة 
هذه المرة الأخيرة التي تسبقه الشنطة إلى مثواه الأخير
 بالأرض الطيبة والمستقر

http://www.vetogate.com/1900226
غربة
الجمعة 13/نوفمبر/2015 - 
01:333 م

المصدر: الأعمال الشعرية الكاملة قصائد وأشعار د.محمود رمضان ( الديوان الثاني بعنوان شموخ ) غربة د.محمود رمضان غربة حلم باتصال يخبره بفرصة سفر باع كل ما يملك وجهز نفسه للرحيل حمل كل الآمال في غد أخضر نضر وصل لمطار عربي وبيده جوازه واستلم أوراق المستقر لفحت حرارة الشمس وجهه والكفيل ينتظر هلا بيك.. ابن مصر.. احمل أغراضك مع ها النفر دخل المدينة النظيفة مرت لحظات في لمح البصر هذا سكنك مع خلق الله من كل أنواع البشر سلم جواز سفره وامتثل لأمر الله والقدر مرت سنوات عمره دون رؤية ابنه الصغير وأمه وزوجته والعمر ينحسر يتلمس رأسه والشيب إليه يشر عشرون عاما وكأنها ليلة واحدة لم تمر ولن ينسى لحظة وصوله أول مرة من السفر لم يحضر وفاة والديه ولم يوصلهما القبر تزوجت ابنته الصغرى ولم ير الخطيب ولا الشبكة ولا المهر شابت من أنجبت له الذرية وانحنى ظهرها وكاد ينكسر جلست سنوات تنتظر ما يرسل لها من فتات غربته أو رسالة ود لعلها تمحو الكدر تحرق عتمة الليل اشتياقها للحبيب بعد طول الغربة وقلبها ينفطر تمردت ولكن هيهات أن يعود الشباب وتخضر أوراق وأغصان الشجر لملم أغراض ما تبقى من العمر وطلب جوازه القديم ليعود إلى وطنه المنتظر ليكمل حلمه في بيت كبير ويرى أحفاده ويسر لم تسعفه الأيام وشعر بصداع والألم يمزق جنبيه وقلبه يعتصر وما هي إلا ساعات حتى سمع أصدقاؤه الخبر أسرع كل منهم لرؤيته.. إنه يحتضر الحزن يعتصرهم ودموعهم تنهمر تحققت آماله في فرصة السفر ولم يكتب له طول العمر وضع رفاق الغربة أمتعته في شنطته العتيقة هذه المرة الأخيرة التي تسبقه الشنطة إلى مثواه الأخير بالأرض الطيبة والمستقر http://www.vetogate.com/1900226 غربة الجمعة 13/نوفمبر/2015 - 01:33 م

ساحة النقاش

د.محمود رمضان عبدالعزيز خضراوي Dr. Mahmoud Ramadan Abdel-Aziz Khadrawi

katara
د.محمود رمضان عبدالعزيز خضراوي Dr. Mahmoud Ramadan Abdel-Aziz Khadrawi »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

147,094