<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->
صفات المعلم ومؤهلاته التربوية
إن التربية والتعليم قضيّة دقيقة دقّة النفس البشرية في تركيبها وتقلّباتها ، وأوضاعها واحتياجاتها .. إن لم يسلك المعلّم سبيلها على هدى وبصيرة ربما أدّت إلى عكس النتائج المطلوبة ، والآثار المرجوّة ..
فكم من معلّم نفّر الطالب عن التعليم ، وصدّه عن العلم ، وقطعه عن المدرسة ؟!
وكم من معلمّ أورث في قلوب طلابه عقداً من المادّة التي يدرّسها، لا تنسى ما بقوا على قيد الحياة ؟!
وكم من معلّم كان سبب انحراف بعض طلاّبه وجنوحهم عن السبيل القويم، الذي تتوخّى غرسه في نفوسهم مناهج التعليم .
إن التربية قوامها: علم وفنّ، وموهبة وأخلاق ..
وهذا خلاصة ما جاء في القرآن الكريم، والسنة النبويّة المطهّرة من العلم والحكمة والتزكية ..
فأما العلم ؛ فلا بدّ للمعلّم من أن يكون متمكناً مما يريد تعليمه .. ملمّاً بجوانبه محيطاً بمسائله، وتلك بدهيّة تحتاج إلى ذكر وتنويه، ولكنّها لا تحتاج إلى مزيد بيان وتفصيل ..
وأما الفنّ ؛ فنعني به الأسلوب أو الطريقة، التي ينتهجها المعلّم لنقل المعلومات والحقائق إلى طلابه، ليفهموها، ويتفاعلوا بها، ويستجيبوا لمقتضياتها، مما ينجح مهمتّه، فتعطي أطيب الثمرات والنتائج..
وربّ معلّم ذي معلومات واسعة لم يتّخذ الأسلوب المناسب لعرضها، وتقريبها إلى أذهان الطلاب، فخاطبهم بما يعلو على أفهامهم، ويدقّ على إدراكهم .. فبقي العلم عليهم عصيّاً مستغلقاً ..
ورب معلّم ذي أسلوب ناجح، غير متمكن من معلوماته، رسخّ في أذهان طلابه معلومات غير صحيحة.
فلا غنى للمعلّم المتمكن عن الأسلوب الناجح المؤثر ..
وأما الموهبة ؛ فهي الاستعداد الفطريّ، والملكات الخاصّة، التي يمنحها الله تعالى بعض عباده، ويختصّهم بها، مّما يؤهّلهم للتعليم بالفطرة، فيكونون مبدعين في عملهم، وعلى نجاح أكبر في مهنتهم، ويؤدّون رسالة التعليم على أحسن وجه.
وشتان بين معلّم مبدع موهوب في مهنته وعمله، وبين معلّم قد لجأ إلى هذه المهنة لأنه لم يتقن مهنةً سواها، فهو لا يزال متأفّفاً منها متذمراً!!.
وأما الأخلاق؛ فلا يمكن أن تُتصوّر رسالة المعلّم تؤدّى في المفهوم الإسلاميّ والتربوي مجرّدة عن تمتع المعلّم بقسط وافر من الأخلاق الفاضلة، والصفات الزكيّة الحميدة، ولقد أثنى الله تعالى على نبيّه أعظم الثناء بما منحه من زكيّ الأخلاق، فقال سبحانه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4.
فهذه هي صفات المعلم التي نريدها في معلمي الأجيال، علم وفن، وأخلاق وقيم، موهبة وإبداع، تميز وإتقان، كل ما هو جيد ومميز يجب أن يتصف به المعلم.