<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->
الطالب الجامعي ... طالباً للعلم أم باحثاً عن الشهادة
بقلم/ خالد مطهر العدواني
العلم .. ذلك المفهوم الذي تبحث عنه الأمم وأصبح معيار تقدمها أو تخلفها، فبالعلم؛ ارتفعت ونهضة أمم لم يكن لها مكانة في التاريخ، وبه ذُلت أمم سادت العالم وحكمت التاريخ.
وبالرجوع قليلاً إلى الحضارة الإسلامية ستجد أنها ما قامت ولا نهضة ولا حكمة العالم بأسره من شرقه إلى غربة إلا بالعلم، في الوقت الذي كانت تعيش أوروبا في عصورها الوسطى عصور التخلف والظلام.
وإذا سئلنا أنفسنا لماذا نحن أبناء المسلمين أهل الحضارة والتاريخ أصبح حالنا على ما هو عليه اليوم من ضعف وضياع؟!
ولو بحثنا عن الإجابة سنجدها في قوله تعالى:(هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) إن أجدادنا خلدوا التاريخ لما تمسكوا بالعلم وجعلوه سلطاناً عليهم وتاجاً يُتوج به حضارتهم الإسلامية، أما نحن – وللأسف الشديد – جعلنا العلم أهون شيء لدينا فتركناه وأهملناه، فغادرتنا الحضارة والكرامة والعزة إلى غيرنا ممن أخذوا العلم بحض وافر فبنو لهم – بفضل العلم – حضارة غربية من عدم ووصلوا إلى الفضاء وأعماق البحار لأنهم أكملوا ما بدأه أبائنا المسلمين.
فهل بالإمكان استعادة حضارتنا من جديد؟
سؤال يحتاج إلى جواب !؟ والجواب ... أنه بالإمكان استعادة حضارتنا..
ولكن إذا أخذنا بالأسباب التي قامت عليها الحضارة الإسلامية وأساسها العلم وطلب العلم !!
فهل أبناء المسلمين قادرون على ذلك ؟! إليك تصوراً عاماً عن ذلك..
إن العلم يحتاج إلى معلمين وطلاب علم ومراكز تعليمية، هذه – وخاصة – في عصرنا قد توفرت وبكميات كبيرة (جامعات، مدارس، معاهد ومراكز تعليمية، دور نشر، كتب بالملايين، وسائل التعليم الحديثة وبكل أنواعها، الانترنت ... وغيرها، بالإضافة إلى الأعداد الهائلة من الطلاب والطالبات الملتحقين بميادين العلم).
ولكن هل حققت تلك الأشياء كلها أهدافها التعليمية أم أنها مجرد أدوات لا تُستغل ولا نجد لها فائدة ونفع؟
إن التعليم في بلداننا الإسلامية النامية وبكل مراحله وصوره متخلفاً وقد يعود ذلك إلى النظرة الدنيا للعلم..
وحديثنا عن الطالب الجامعي الذي أصبح في المستوى الأعلى من السلم التعليمي والذي يُعتمد عليه في بناء الأمة واستعادة حضارتها ..
ولكن – وللأسف – نجد أن الطالب الجامعي لا يفكر إلا بسطحية مفرطة، فهو يبحث وبشراهة وبكل الوسائل عن الشهادة الجامعية وكفى، دون اهتمام أو إدراك للحصيلة العلمية التي يأخذها من الجامعة أثناء تواجده فيها، فيكيف حياته وأسلوبه وتعامله مع المنهج والأستاذ والكتاب بأن يحصل في النهاية على الشهادة، وبحصوله عليها يرمي كل ما تعلمه من معارف ومعلومات في صندوق (....) والله المستعان.
لا تستغرب كلامي – فالأمثلة والنماذج الشاهدة على ذلك كثيرة – وما التخلف الحاصل والضعف الكبير في خلفيات أبناء المسلمين في الحصيلة العلمية أو الثقافية أو الحضارية إلا دليل على ذلك.
فأصبحت الجهود مُنصبه على الشهادة والوظيفة و ... الأمر الذي أثر على التحصيل العلمي وطلب العلم ..
وهذه القضية خطيرة وخطيرة جداً ... عندما تنفق الدول والحكومات أغلب ميزانياتها على العلم والتعليم موفرة للطالب كل ما يحتاجه للعلم ..ثم تخرج من تلك العملية دون أن تحقق أهدافها المرجوة من اكتساب العلم والمعرفة.
وبهذه الحالة وعلى هذه الصورة لا يمكن أن نستعيد حضارتنا من جديد وأن نرجع إلى مجدنا ..
أريد أن أذكر هؤلاء الطلبة الذين ليس لهم من طلب العلم إلا الاسم بأن أبائنا الذين خلدوا التاريخ وبنو الحضارة كان همهم وشغلهم الشاغل هو طلب العلم لم يلتفتوا يوم من الأيام لشهادة أو منصب أو أمور مادية..
كان أحدهم يسافر على خيله قاطعاً الفيافي والقفار لأيام وسنين بحثاً عن العلم.
ونحن لا نريد أن نتعلم أو نطلب العلم وقد أنعم الله علينا بأن أتى بالعلم على كل وسيلة وأصبح سهل وميسر لدى كل من يرغب في طلب العلم.
وفي الختام ... أنصح إخواني وزملائي طلاب وطالبات الجامعة أن يكون هدفهم الأول والأخير من حياتهم هو طلب العلم والاهتمام به ، وعلى أساسة ستحصل على الشهادة والوظيفة والمناصب... وغيرها من أمور الدنيا والآخرة، فما أجمل أن يكون الموظف والسائق والعامل ... وغيرهم أهل علم ومعرفة ..
وإذا أردنا النهوض بأمتنا فما علينا إلا أن ننهض بالعلم أولاً ، حينها سينهض بنا العلم إلى مصافي دول الحضارة والتقدم.