بقلم الكاتب مصطفي كمال الامير
عادت بشائر أفواج السياحة الروسية بعد ثلاث سنواتً منً غيابها
لتوقف لرحلات المباشرة من روسيا الي الشواطيء المصرية في سيناء والبحر الاحمرً
نتيجةً للحادث الأرهابي وتفجير الطائرة الروسية بركابها 227 في يومً 31 اكتوبر 2015
كنت علي وشك كتابة مقال عن قصة نجاح مدينة شرم الشيخ والمعجزة المصرية هناك بعد تحريرها من الإسرائيليين
والتي شهدتها بنفسي قبل ربع قرن ( من ثورة الإنترنت والاتصالات الرقمية حاليا )
وكانت شرم عبارة عن عدة فنادق محدودة لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة في خليج نعمة وسوق الهضبة مع صعوبة الحياة هناك في ذلك الوقت
لا سيما في وسائل الإتصال والجرائد اليومية المصرية التي كانت تصل الينا في اليوم التالي لصدورها
مع صعوبة المعاملات الحكومية التي كان علينا السفر الي مدينة الطور ( 1000 كم ) عاصمة محافظة جنوب سيناء
مع صعوبة السفر اليها من القاهرة
عبر نفق الشهيد احمد حمدي تحت قناة السويس وخطورة الطريق بسبب حوادث الطرق وسيول الأمطار
وذلك قبل بدء تسيير الرحلات الجوية الداخلية لمصر للطيران وطيران سيناء الي مطار راس نصراني سابقا ( شرم الشيخ حاليا )
ثم تسيير رحلات بحرية سريعة الي مدينة الغردقة علي البحر الأحمر أيضاً
وقد شهدت مدينة شرم الشيخ العديد من المؤتمرات الدولية السياسية لصناعة السلام بين الفلسطينيين والعرب مع إسرائيل مع مؤتمرات إقتصادية
كان آخرها المؤتمر الدولي لدعم اٌلإقتصاد المصري في مارس 20155 وعدة مؤتمرات للقمة العربية للملوك والرؤساء العرب
وقد تم إطلاق أسماء الملوك والأمراء العرب علي طرق وشوارع شرم الشيخ
وقد عانت شرم الشيخ من هجمات إرهابية في عام ٢٠٠٤٤ بالتفجير الإرهابي لفندق غزالة وتفجيرات طابا
ثم سقوط الطائرة الفرنسية هناك ثم طائرة فلاش اير المصرية
وكانت اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل المعروفة بكامب ديفيد قد سمحت للإسرائيليين بدخول سيناء بدون تأشيرة أو جواز السفر
بل يمكنهم دخولها بالبطاقة الشخصية وهو أمر خطير يجب تعديله مع تعديلات أخري ضرورية لهذه الاتفاقية منذ عام ١٩٧٩
ما شهدته أثناء إجازتي هناك قبل عامين كان شيئا مختلفا تماما أصابني بالدهشة والإنبهار والإعجاب والفخر أيضا
بعدما تحولت شرم الشيخ الي مدينة سياحية حديثة من الطراز الأول مع خدمات صحية وأمنية ومصرفية ورياضية وتعليمية وتجارية سياحية متكاملة والمسجد الكبير والكنيسة القبطية
مع جودة شبكة الطرق الأفضل في مصر حاليا
مع نظام مروري بالإشارات الضوئية وأعمدة الإنارة التي تعمل بألواح الطاقة الشمسية مع البنية التحتية الجيدة لخدمات النقل والمرافق من المياه والصرف والكهرباء لمئات الفنادق الكبري والمنشئات السياحية هناك
والتي تم تمويلها من المستثمرين وملاك الفنادق وتم بنائها بالسواعد المصرية وتشغيلها وإدارتها إيضا مع الخبرات الأجنبية لشركات الفنادق العالمية الشهيرة
التي ساهمت في قصة نجاح ومعجزة مصرية جبارة أعادت الأمل في قدرة المصريين علي الإنجاز والعمل لمئات الآلاف من العاملين في مجالات الغوص والغطس والألعاب المائية الترفيهية والرحلات البحرية الي الشعاب المرجانية في محمية رأس محمد وجزيرة تيران وخدمات المطاعم والمقاهي والنقل والتوريدات الغذائية والتجارة ومحلات الهدايا التذكارية والعمالة الفندقية المدربة من كل أنحاء مصر
لا سيما من الإسكندرية ومدن القناة والدلتا والصعيد والقاهرة أيضا مع أهالينا من عرب سيناء للعمل في رحلات السفاري والسفر الي دير سانت كاترين وشواطيء دهب وطابا ونويبع الميناء البري للسفر الي الأردن ودول الخليج عبر السعودية ومدينة تبوك الأقرب للحدود البحرية المصرية
وهناك مشروع معطل للربط بين البلدين لقارتي آسيا وأفريقيا عبر جسر بري عملاق أعترضت عليه إسرائيل لمروره فوق خليج العقبة المنفذ الوحيد لميناء إيلات علي البحر الأحمر
وربما يتم عمل خطة بديلة هي مشروع النفق العملاق علي غرار نفق المانش بأوروبا لربط عرب الغرب في افريقيا بالشرق وقارةً آسيا
مع ثلاثة أنفاق مصرية حديثة تم حفرها تحت قناة السويس للعبور الي سيناء والعودة لمدن الوادي مع طريق جديد يختصر المسافة من القاهرة الي شرم الشيخ في أربعة ساعات فقط
كل ما سبق أصبح في مهب الريح بعد حادث سقوط الطائرة الروسية بعد إقلاعها من شرم الشيخ ومقتل ٢٢٥ من ركابها الأبرياء ثم تبني تنظيم داعش الإرهابي ( النشط في شمال سيناء ) لعملية التفجير
وذلك بزرع قنبلة بالطائرة قبل تفجيرها في الجو وهي الفرضية التي روجتها المخابرات البريطانية MI6 ( فشلت في تفادي تفجير طائرة Pan Am في لوكيربي ١٩٨٨ )
مما أدي لإتخاذ بريطانيا قرارها بوقف السفر من وإلي شرم الشيخ في توقيت محرج وخاطئ جدا أثناء الزيارة الرسمية للرئيس السيسي الي العاصمة البريطانية لندن في شتاء ٢٠١٥
التي أثارت تساؤلات كثيرة عن تسرع بريطانيا وتهورها وعدم انتظارها لنتائج لجنة التحقيق الدولية
مما يضعها في موقف عدائي مع العرب لا سيما في دول الخليج المؤيدة لمصر والذين يمكنهم مقاطعة بريطانيا اقتصاديا بعدم السفر إليها وعلي طائراتهم وإلغاء العقود والصفقات الهائلة لشراء السلاح من بريطانيا بمئات المليارات من الجنيه الاسترليني
وقبل ذلك كان حادث احتراق وسقوط المنطاد السياحي بركابه بمدينة الأقصر
ثم قصف الجيش بالخطأ للقافلة السياحية للفوج المكسيكي في واحة سيوة مما أدي الي شبه أزمة دبلوماسية مع مصر
ثم جاء حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء ليكون الضربة القاضية لمستقبل السياحة في مصر وسيناء تحديدا
بعد قتل السياحة في تونس أيضا هناك بالهجمات الإرهابية التي حولت الشواطئ الي حمامات دم بدلا من الاستمتاع بحمام الشمس
الحلول تكون في إعادة مراجعة كل إجراءات تأمين المطارات والطائرات مع تدريب احترافي للعاملين بها ويمكن الاستفادة من الخبرات الإسرائيلية في هذا المجال تحديدا وقطع دابر الارهاب والقضاء عليه نهائيا مع البدء في حملة ترويجية للسياحة العربية والمصرية ودعوة فرق عالمية أوروبية لكرة القدم لعمل معسكرات الشتاء هناك مع إستضافة نجوم الرياضة والمشاهير لقضاء إجازة أعياد الميلاد في شرم الشيخ عاصمة السلام والشمس في ارض القمر والحياة التي لن تموت أبدا بإذن الله