"كتب/عبدالله صالح الحاج-اليمن"
لعل هناك تساؤل عما اورثته ثورات الربيع العبرية في الدول التي أشعلت فتائلها من وطننا العربي الكبير على امتداد رقعته وأراضيه من الخليج وحتى المحيط؟!
الوطن العربي والأمة العربية لهما من مقومات الوحدة الجغرافية ما لم تتوفر لوطن ولامة مثليهما مثيل.
فالوطن العربي من الخليج وحتى المحيط لايوجد اي فاصل على امتداده يشكل رقعة واحدة اي ان الدول العربية والتي تمثل الوطن العربي الكبير كلها دول عربية متجاورة بعضها جنب بعض على هذا الامتداد الطويل لن تجد دولة أجنبية تفصل مابين الدولة العربية وجارتها الدولة العربية الأخرى ولعل هذا من فضل الله وحكمته على أمة العرب.
وهناك من المقومات المشتركة الأكثر أهمية اللغة والدين والتاريخ فوحدة اللغة والدين والتاريخ تدل على أن هذه الأمة وجدت لتكون أمة واحدة موحدة.
الدين الإسلامي الحنيف والرسالة المحمدية كان لها شأن عظيم في توحيد العرب وخصوصآ بعد دخولهم بالإسلام جعل منهم أمة واحدة سادت على الشرق والغرب بالإسلام وبمبادئة وبقيمه وبأخلاقه السمحة دخل الناس في دين الله افواجا وصار لهم من الأمر والاستخلاف في الأرض لم يكن لغيرهم من الأمم.
الاسلام استطاع أن ينقي القلوب من الكراهية والبغضاء والحسد والحقد وان يؤثر الإنسان أخيه على نفسه وكانت الأخوة على الأساس المتين والقوي والتي جعلت منهم قوة لاتغلب وأمة واحدة يسودها التراحم والتسامح والعدل وانصاف المظلوم ونصرته هكذا كان الرعيل الأول في صدر الإسلام.
حينما شعر أعداء هذه الأمة بقوة هذا الأمة بالإسلام ووحدة اللغة والتاريخ والأرض.
سعوا على شق وحدة هذه الأمة وخلقوا فيها الشقاق والنفاق وأشعلوا النيران وخلقوا الفتن في أوساط هذه الأمة واوجدوا التناحر والقتل والاقتتال فوهنت هذه الأمة وتقسمت وقزمة وتجزئت إلى دول وسلطنات وامارات بفعل الاحتلال والاستعمار الأجنبي واوجد الحدود المصطنعة.
ولعل من مساعي أعداء الأمة العربية في هذا العصر والزمان الفتك بالأنظمة العربية من خلال مايسمى ثورات الربيع العبرية والتي اجتاحت بضعآ من الدول العبرية وكان نتاج هذه الثورات الخراب والدمار وسفك الدماء وقتل الأبرياء من أطفال ونساء ومسنين عجزة.
ولعل مما اورثته هذه الثورات خلق الصراع والتناحر والقتل والاقتتال وصارت نيران الحروب مشتعلة داخل بعض اقطارنا ودولنا العربية حتى اللحظة الحروب دائرة وكل يومآ يزداد سعيرها لتدمر الأوطان ولتهلك الشعوب.
هذه الثورات كان نتاجها الأكثر سلبآ والأكثر تأثيرآ على المجتمع هو خلق ثقافة الكهراهية والبغضاء فيما بين شرائح وطبقات المجتمع ليستمر الصراع والحروب الطاحنة تهلك الحرث والنسل وتأكل الأخضر واليابس.