القاهرة - رشا حافظ
وصل البطل المصري محمد شعبان ارض الوطن بعد تتويجه بالميدالية البرونزية وحصوله على المركز الثالث على مستوى العالم في بطولة كمال الاجسام التى اقيمت برومانيا .. وكان في استقباله بمطار القاهرة عدد من اسرته ومحبيه .
وحقق الشاب المصري محمد شعبان الامبابي فوز كبير حينما حقق المركز الثالث علي مستوي محترفي كمال الاجسام في البطوله التي شهدتها العاصمة الرومانية ، والتي ضمت مشاركه ٢٣ لاعب محترف من المانيا وبلجيكا وصربيا وليتوانيا وامريكا وايطاليا ورومانيا وروسيا واسبانيا وايران .
وكان البطل المصري محمد شعبان هو المشارك العربي الوحيد .
وكان محمد شعبان قد حقق إنجازاً كبيراً في 21 يوليو من العام الحالي، حيث شارك في بطولة المحترفين للوزن المفتوح بأسبانيا، وفاز بالمركز الخامس. وكان مستواه يؤهله للحصول على المركز الثالث أو الرابع على أقل تقدير، لكن من المتعارف عليه أن من الصعب على من يشارك للمرة الأولى في مثل هذه البطولات أن يحصل على مراكز متقدمة، بغض النظرعن حقيقة مستواه. وفي العاشر من نوفمبر حقق محمة شعبان المركز السادس في بطوله ايطاليا لمحترفي كمال الاجسام في العالم والتي اقيمت في مدينه بادوفا الايطالية
الجدير بالذكر ان محمد شعبان عبدالحميد إمبابي، نموذج رياضي مشرف، ينتمي إلى أسرة بسيطة في أعماق الريف المصري.. وساعدته إرادته الحديدية في الانتصار على كل العقبات التي واجهته خلال مسيرته. فقد حارب الظروف الاقتصادية الصعبة، وعمل منذ فترة مبكرة من حياته في مهن مختلفة ليستطيع الوفاء بالتكلفة الباهظة التي تتطلبها هذه الرياضة، من تغذية مكثفة وأجهزة ومتطلبات للتدريب، وكان ينفق كل ما يكسبه من عمله الشاق على هوايته التي أحس أنها كل حياته. وكان ماهراً في حرفة النجارة التي كان يكسب منها نحو 3 آلاف جنيه شهريا عام 2008، ينفقها كاملة من أجل الوصول إلى مستوى أبطال كمال الأجسام العالميين الذين عشقهم.
وقرر محمد شعبان تعزيز جهوده الرياضية بالدراسة المتخصصة، فالتحق بأكاديمية بن ويدر للتدريب الدولي، وتخرج منها مُدرِّباً محترفاً لكمال الأجسام. واعتُمد مدرباً قومياً من الاتحاد المصري لكمال الأجسام، كما حصل على عضوية نقابة المهن الرياضية. ولم تكن مسيرته سهلة، إذ واجه عقبات بيروقراطية كثيرة من جانب الاتحاد المصري لكمال الأجسام في الحصول على كارت الاحتراف، فلجأ إلى الاتحاد الدولي لكمال الأجسام الذي منحه الكارت المطلوب بعد التحقق من قدراته ومن مشاركاته في بطولات كبيرة وحصوله على مراكز متقدمة فيها.
لا تعرف طموحات محمد شعبان حدوداً، فهو يخطط للمشاركة في بطولة مستر أولمبيا، ذروة بطولات كمال الأجسام في العالم، ويتمنى إحراز نصر مشرف لمصر وللعالم العربي، لكن كل المشاركين في هذه البطولة تكون وراءهم مؤسسات ودول تدفع لهم ملايين الدولارات وتوفر لهم كل أشكال الدعم التي يحتاجون إليها.
ويشعر محمد شعبان بكثير من الأسف حين يجد أن كل الجهات المنوط بها دعم الرياضيين في مصر تتخلى عنه، وأن مشاركاته في هذه البطولة تكون جميعها على نفقته الخاصة، وتصل تكاليفها إلى مئات الآلاف من الجنيهات ما بين تذاكر السفر وتكاليف الإقامة والتدريب والتجهيرات التي تتطلبها المشاركة في حدث رياضي عالمي كبير. ومن دون مبالغة، فإن كل ما يكسبه محمد شعبان من عمله مدرباً لكمال الأجسام في دولة الكويت، التي سافر إليها قبل سنوات، يُنفقه على مشاركاته الدولية، وهو أمر مرهق ويصعب الاستمرار فيه.
المفارقة أن من دعموا محمد شعبان فعلاً ومنحوه مساندة معنوية كبيرة هم البسطاء من أهل قريته المعصرة، التابعة لمركز بلقاس في محافظة الدقهلية، إذ احتفوا بإنجازه وكرّموه وعبروا عن فخرهم به. وفي المقابل كان هناك تجاهل شبه تام من جانب الجهات الرياضية المسؤولة، ومن جانب الإعلام الرياضي الذي لم يمنح محمد شعبان وإنجازاته الرياضية ما تستحق من اهتمام. ويمكن اعتبار هذا الموضوع دعوة إلى من يهمه الأمر لتقديم المساعدة اللازمة لبطل مصري يمكن أن يحقق الكثير ويرفع اسم مصر والعرب عالياً إذا وجد الرعاية الملائمة.