بقلم / محمد سعيد أبوالنصر
ضاعت القدس يوم ضاع الدين وفقد الضمير ،وتصارع الحكام على الكراسي ، وغابت عنهم الحكمة والسياسة ومَنْ يعتقد أن القدس قد ضاعت يوم أن أعلن ترامب بأنَّ القدس عاصمة أبدية تاريخية دينية لإسرائيل.. فهو مُخْطِئٌ " الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرح بنواياه ومشاريعه من أول يوم .وهو من اليمين المتطرف الصهيوني ويعلن ذلك على الملأ علنا وبلا مواربة.
وعليه فاتورة مستحقة التسديد للمنظمات اليهودية التي وقفت معه في الانتخابات الرئاسية. إن ترامب المأزوم داخلياً بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى لدعم القوى اليهودية الصهيونية في معركته مع المعارضة في الكونجرس والإعلام".
كما أنَّ عقيدة المسيحيين الجدد واليمين المتطرف والحركة الصهيونية التي ينتمي ترامب إليها أنه لابد من إقامة مملكة إسرائيل الكبرى وعاصمتها أورشليم القدس ، وإعادة بناء هيكل سليمان تمهيدًا لعودة السيد المسيح من السماء وتحقيق الأمن والعدل على وجه الأرض بعد أن مُلأت جورًا وظلمًا. ويقع مكان هيكل سليمان المزعوم تحت المسجد الأقصى مباشرة على جبل الهيكل بجوار حائط المبكى المقدس عند اليهود.
ما يجري في القدس اليوم هو مخطط ينفذ بدأب منذ ألف وستمائة عام مرورًا بالحروب الصليبية إلى احتلال فلسطين و حتى يومنا هذا.
ترامب رجل واضح أعرب عن نواياه بصراحة ووضوح ويتصرف بكل شفافية لا يُخفي شيئًا ولا يكذب وينفذ ما سبق أن وعد به وطرحه أثناء حملته الانتخابية للشعب الأمريكي ،و ليس هناك تناقض بين قوله و فعله.
ترامب أنبل وأصدق من الحكام العرب الذين باعوا أرضهم وشرفهم ووافقوا على المشروع وأعطوه الضوء الأخضر للبدء في التنفيذ ، ترامب أشرف من الذين بصموا بأيديهم وأرجلهم للموافقة على بيع القدس بالسكوت".فلم نسمع لهم صوتا ولم ينطقوا ببنت شفه.. اللهم إلَّا فرقعات صوتية حنجورية وصياح في أجهزة الإعلام والصحافة ودموع هي أشبه بدموع التماسيح .
لقد أجاب الباحثون والكتاب بعدة أجوبة على هذا السؤال لماذا ضاعت القدس ؟ وأتت أجوبتهم بما يناسب توجهاتهم وقد اصطفيت منها ما يلي :
"-إن القدس قد ضاعت يوم أن هاجر إليها اليهود أفواجاً بعد وعد «بلفور» الشيطاني عام عام 1917م.
- القدس ضاعت يوم أن تآمر الأمريكان في مؤتمر المائدة المستديرة لتقسيم فلسطين عام 1947 م ومنعوا الدول التي توقعوا أنها ستصوت ضد قرار التقسيم من الوصول إلى مبنى الأمم المتحدة..
- القدس ضاعت في 5 يونيو عام 1967م، وضاعت معها غزة والجولان والضفة وسيناء بأكملها.
- القدس ضاعت منذ أن قررت إسرائيل بأن مَنْ يريد دخول القدس لا بد أن يختم جواز سفره بتأشيرة «تل أبيب»..
ومنذ سنوات أيضاً والقدس عاصمة إدارية لإسرائيل بها كل الوزارات والهيئات المهمة والسفارات. كل ما حدث يوم الأربعاء هو إعلان رسمي بأنها العاصمة الأبدية التاريخية الدينية لإسرائيل. وإسرائيل تكذب من يوم ميلادها فى 14 مايو 1948 وتدّعي تاريخاً غير حقيقي وتدّعي حقاً ليس لها، وأمريكا تلهث خلفها لإرضائها بعد أن تحولت إلى دولة محتلة من إسرائيل.
-القدس ضاعت منذ أن تصارعت فتح وحماس على السلطة ..مَنْ منهم يحكم "
وصار الوطن ممزقاً بينهما ،والانقسام يؤدي إلى الهزيمة النفسية ثم الهزيمة الواقعية ،فالتناحر بين فتح وحماس منح الفرصة لكل مَنْ هبَّ ودبَّ بالتحدث بصورة سلبية عنهما ..بل وبصورة سلبية عن مفهوم الجهاد حتى تحول المجاهد أو الشهيد إلى «إرهابى»، بل أخشي القول بأنَّ البعض نظر للقضية الفلسطينة بأنّها قضية مكلمة واِرْتِزَاق وبذلك فقدت القضية بريقها .
-القدس ضاعت يوم أن أدركت الشعوب العربية أن حكامها لا يملكون مقاطعة أمريكا خوفا على عروشهم .
- القدس ضاعت يوم أن تأكد الناس بأنَّ الحكومات العربية لا تقدر على منع البترول عن أمريكا .
- القدس ضاعت يوم أن فرضت أمريكا عليهم" تمويل اقتصادها بالمليارات وهم يرتدون «الغترة» أو «الطرحة» مثل الولايا وسيوفهم الذهبية معلقة على الحائط.. منتظرين أن ينتحر الجيش المصري لتحرير فلسطين.. وهو آخر جيش عربي قادر على الصمود والمواجهة؟!"
-القدس ضاعت يوم أن اشتعل القتال في سوريا وليبيا واليمن والعراق، وتحولت البلدان العربية إلى فتات يأكل بعضها البعض، وموّلت أمريكا الإرهاب، وقادته إسرائيل والعملاء من الدول العربية.
وفي هذا الجحيم العربي كان الوقت المناسب جدًا لأمريكا وأعلن «ترامب» اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة أبدية تاريخية دينية لإسرائيل، وقرر نقل السفارة الأمريكية إلى هناك في ظرف ستة شهور.. وأعلن نتنياهو في سعادة وبرود أن هذه الخطوة هي الأولى فى طريق السلام." لقد سقطت المبادئ ومات الشرف ،وضاعت الأخلاق .لكنَّ نصر الله آت،مع التأكيد على أن الجهاد والنضال يحتاج إلى «أبطال» وليس لأشباه رجال . .
العرب وأمريكا واليهود .
حال العرب في هذه الأيام مع أمريكا كالتالى: العرب تدين لأمريكا وتخضع لها ،وأمريكا تدين لليهود وتخضع لهم ،فيسيطر على أمريكا المال اليهودي ورجال كونجرس يهود ورجال سلاح يهود ورجال إعلام يهود..فسيدة العالم (أمريكا ) خادمة إسرائيل ،والعرب خدام لأمريكا أو خدام لليهود والدليل على ذلك ما دفعوه من جزية للبقاء على عروشهم المتهاوية .
القدس قضية إسلامية .
القدس قضية إسلامية وعربية وسياسية في نفس الوقت .لكن الأصل فيها أنها قضية دينية ،والصراع بيننا وبين إسرائيل صراع ديني ،وعزل القضية عن هذا المعنى تضييع لهويتها وهزيمة لنصرتها .وما انتصر العرب على اليهود إلَّا في ظلال الدين مع سيدنا عمر، والمجاهد صلاح الدين الأيوبي .
القرن العشرون من أسوأ القرون بيئيا:
حسب تقديرات الأمم المتحدة يعتبر القرن العشرون من أسوأ القرون بيئياً وإنسانياً ، وذلك نتيجة ما شهده من نزاعات عديدة كان لها تأثير بالغ الضرر بالبيئة. ومع التقدم التكنولوجي الكبير الذي شهدته صناعة الأسلحة والمعدات الحربية، أصبحت الحروب أكثر خطورة وقسوة على البيئة.
لقد تطورت أسلحة الحروب في العصر الحديث تطوراً مذهلاً، وعرفت أنواع منها تدمر البيئة بكل مجالاتها كالأسلحة الجرثومية، والذرية، والنووية، كما عرفت أنواع أخرى لا يسلم منها المدنيون والعسكريون والأهداف المدنية والعسكرية، فهي أسلحة التدمير الشامل للكائنات الحية كلها، هذه الأسلحة يقف الإسلام منها موقفاً مناهضاً، فهو يحرمها تحريماً قاطعاً، ولا يبيح استخدامها في الحرب، لأنها تدمر الحياة ولا يسلم من آثارها المهلكة لا المنتصرون ولا المنهزمون، ولذلك تعيش البشرية الآن حالة من القلق والرعب، خوفاً من أن تستخدم مثل هذه الأسلحة فيما يجري من حروب إقليمية.
وبرغم تحريم المعاهدات الدولية استخدام جميع أشكال الأسلحة العسكرية التي تضر بالبيئة، واعتبار الإضرار المتعمد بالبيئة الطبيعية وعناصرها الأساسية من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية؛ فما تزال رغبة الأطراف المتحاربة في تحقيق المكاسب العسكرية أقوى من قدرتها على الانصياع لبنود هذه الاتفاقيات، ونالت منطقة الخليج العربي قسطاً وافراً من الأذى البيئي نتيجة اندلاع ثلاث حروب متعاقبة في الثلاثة عقود الماضية. فكان لسياسة الأرض المحروقة، التي استخدمت بكثرة في الحروب التي دارت في المنطقة أثر قاسٍ على بيئتها الطبيعية، بدءاً من الحرب العراقية الإيرانية عام 1979، مروراً بالغزو العراقي للكويت 1990، وحرب الخليج الثانية 1991، وانتهاءً بالحرب على العراق عام 2003. ومايحدث في ليبيا .
البيئة هي الضحية الأساسية
يُعدّ القرن العشرون من أسوأ القرون بيئياً وإنسانياً حسب تقديرات الأمم المتحدة، نتيجة ما شهده من نزاعات عديدة كان لها تأثير بالغ الضرر بالبيئة. ومع التقدم التكنولوجي الكبير الذي شهدته صناعة الأسلحة والمعدات الحربية، أصبحت الحروب أكثر خطورة وقسوة على البيئة.وبرغم تحريم المعاهدات الدولية استخدام جميع أشكال الأسلحة العسكرية التي تضر بالبيئة، واعتبار الإضرار المتعمد بالبيئة الطبيعية وعناصرها الأساسية من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية؛ فما تزال رغبة الأطراف المتحاربة في تحقيق المكاسب العسكرية أقوى من قدرتها على الانصياع لبنود هذه الاتفاقيات.
وكانت البيئة وما تزال من أهم ضحايا الحروب القديمة والحديثة على حد سواء، فقد شهدت الحربان العالميتان الأولى والثانية، والحرب الكورية، وحرب فيتنام، ونزاعات كولومبيا، وحرب الخليج الثانية، والحرب على العراق، وغيرها أحداثاً مروعة كحرق الغابات والأراضي، وإشعال آبار النفط، وتحطيم السدود، وسكب النفط في البحار ومصادر مياه الشرب، كما استخدمت الأسلحة الكيماوية والنووية التكتيكية، وكان لها تأثير قاسٍ على البيئة بمكوناتها كافة من تربة وماء وهواء وطبقة أوزون، وعلى صحة الإنسان والأجيال المتعاقبة، كما أنها تتسبب في دمار البنية التحتية وهذا ما يزيد معاناة البشر والبيئة معاً.
وتربط الحروب بالبيئة علاقة تبادلية شائكة ومعقدة، أصبح الفكاك منها صعباً بمرور الوقت، كما أصبحت دراسة أثر كل منهما في الآخر مصدر اهتمام العديد من الهيئات والمؤسسات الدولية إلى جانب الخبراء المتخصصين في مجالات عدة، إذ تعتبر مشكلات البيئة، وثرواتها أيضاً، سبباً مباشراً للحروب، الأمر الذي دعا الأمم المتحدة إلى إعلان نيتها في يناير 2004 إجراء دراسة شاملة عن دور المشكلات البيئية مثل التلوث، والجفاف، والفيضانات، والعواصف، والتصحر، وارتفاع منسوب مياه البحار، في نشوب الحروب بين الأمم، إذ يُتوقع أن يعاني نصف سكان الأرض شح المياه خلال الثلاثين عاما المقبلة مما يؤدي إلى نشوب حرب عليها، كما يُتوقع أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض، التي شهدت أعلى مستوى لها في هذا العقد، إلى نزوح عدد كبير من السكان إلى مناطق أخرى، الأمر الذي سيتسبب في نشوب صراعات مع أصحاب الأرض الأصليين، كما كانت الثروات الطبيعية سبباً في إشعال حروب عدة.
يؤكد مركز الأمارات للدراسات والبحوث الأستراتيجية بأن البيئة كانت وما تزال من أهم ضحايا الحروب القديمة والحديثة على حد سواء.. وتربط الحروب بالبيئة علاقة تبادلية شائكة ومعقدة، أصبح الفكاك منها صعباً بمرور الوقت، كما أصبحت دراسة أثر كل منهما في الآخر مصدر اهتمام العديد من الهيئات والمؤسسات الدولية إلى جانب الخبراء المتخصصين في مجالات عدة، إذ تعتبر مشكلات البيئة، وثرواتها أيضاً، سبباً مباشراً للحروب، الأمر الذي دعا الأمم المتحدة إلى إعلان نيتها في يناير 2004 إجراء دراسة شاملة عن دور المشكلات البيئية مثل التلوث، والجفاف، والفيضانات، والعواصف، والتصحر، وارتفاع منسوب مياه البحار، في نشوب الحروب بين الأمم.
تأريخياً،في جميع الحروب والنزاعات المسلحة، البيئة،في الواقع، هي المتضرر الأكبر والخاسر الحقيقي، وكلما تطورت فنون القتال وأسلحة الحروب، كلما زادت الخسائر التي تتعرض لها البيئة، فالتأثير الذي تخلفه الأسلحة التقليدية غالباً ما ينصرف إلى بقعة محدودة من الأرض، كما أن المدى الزمني لهذه الأسلحة يكون محدوداً، على خلاف أسلحة الدمار الشامل، التي تؤدي إلى آثار تدميرية هائلة، تمتد لتتجاوز الأجيال الحاضرة وحدود الأراضي الوطنية.
وتعتمد الحروب الحديثة على إستراتيجية واحدة، هي تدمير النظم التي تعتمد عليها الشعوب في حياتها، على نحو يضطر الجيوش إلى الاستسلام، ويتم ذلك من خلال القصف الشامل للمدن والبنى التحتية والحرق والتدمير الكيميائي والآلي للغابات والمحاصيل، والتدابير التي تجعل الحياة مستحيلة في مساحات كبيرة.
فان إستخدام الأسلحة النووية في الحروب يؤدي إلى زيادة هائلة في القدرة التدميرية للحروب واتساع نطاق الآثار الناتجة عنها مكانياً وزمنياً، خاصة مع تطور الأسلحة النووية وظهور أجيال جديدة منها ذات قدرة تدميرية بالغة، تخلف تداعيات خطيرة على الإنسان والزراعة والبيئة، قد تمتد لعدة عقود وربما قرون.
https://www.youtube.com/watch?v=FFeRWX448h0&feature=youtu.be