إبراهيم جلال فضلون 

"كيلا شلومو"، برنامج الحكومة الإسرائيلية، المصمم لتنفيذ ما سمته إسرائيل "أنشطة الوعي الجماهيري" التي تستهدف إلى حد كبير الولايات المتحدة وأوروبا لاستمالة الغضب الجماهيري في عالمهم (المكشوف)، وانفاق أكثر من 33 مليون شيكل، أو حوالي 8.6 مليون دولار، في فترة النصف عام الماضية، على الدعوة الحكومية لإعادة "صياغة النقاش العام"، وفق صحيفة "الغارديان"، بل وانخرطت شركة ""Concert، المعروفة حاليا باسم أصوات إسرائيل، في حملات مصممة لمواجهة تصاعد العداء لإسرائيل في الولايات المتحدة بعد الحرب المستمرة منذ 8 أشهر في غزة على طوفان السابع من أكتوبر، والغضب العالمي خارجياً وفي أواسط الشعب الإسرائيلي الذي يهرب من غضب الغزاوية، والقلق الأوروبي المتزايد من توسع الحرب، وإقدام إسرائيل على اجتياح جنوب لبنان لإبعاد حزب الله عن الحدود، بل  وتهديدات حزب الله لقبرص، لتلتهب "المعارك العنيفة" من حولها حتى الشرق الأوسط وجنوب البحر الأحمر، ليفتح باب التكهنات بشأن المرحلة المقبلة من حرب قد تلقي بظلالها على المنطقة وخصوصا على الجبهة الشمالية الإسرائيلية، مما لا يعني أن الحرب ليست على أعتاب نهايتها بل في مرحلتها العنيفة، لاسيما مع الخطاب السياسي الإسرائيلي والتخطيط الاستراتيجي وتحوّله إلى الحدود الشمالية مع لبنان، في مهاترات ومحاولات المرأة اللعوب ب "سيطرة عسكرية" واهية، ليظل أي حل دبلوماسي في غزة غير مؤكد.

إن سيناريوهات الحرب داخل رباعية ضلعها الأول يشمل عمليات "أقل حجما" في غزة، وإنقاذ الرهائن في جميع مناطق القطاع، وذلك فاشلاً للأن، دون السيطرة الكاملة على أي أرض، فقط دخول وانسحاب وخسائر كبيرة، كما حدث في مستشفى الشفاء بمدينة غزة وعملية مخيم جباليا العسكرية، والضلع التالي احتمالية وجود فراغ سلطة في قطاع غزة، مع رفض نتنياهو سابقاً لعب السلطة الفلسطينية دورا في حكم غزة، وهو ما يسمح لحماس الاحتفاظ بهيمنتها على القطاع المدمر، وهو أمد طويل لا ينتهي بسجال وجدال عقيم، يتسبب في صعوبة إعادة الإعمار وتوزيع المساعدات وتخفيف معاناة المدنيين.

والضلع الثالث يتعلق بالجبهة الشمالية، وحزب الله اللبناني، حيثُ بات حبور الجيش الإسرائيلي في "وضع أسوأ" لشن هجوم على لبنان لإجبار حزب الله على الابتعاد عن الأراضي الإسرائيلية، والذي يشترط نصر الله اللبناني المصنف على لائحة الإرهاب إنهاء الحرب في غزة قبل الانسحاب لما بعد نهر الليطاني.. وهو ضلع حباله أطول من العُمر، ليكون الضلع الرابع هو الأوضح لاستمرار التوترات بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي، وحولهما التوترات والاحتجاجات والمقاطعات العالمية للشعوب، وهو ما يزيد الخلاف مع واشنطن، لكن نتانياهو مستمر في إبقاء مستقبل غزة "غامضا"، وسط ضغوط من ائتلافه اليميني المتشدد لاحتلال القطاع وإعادة الاستيطان.

كل تلك السيناريوهات والإمدادات والمعونات الأمريكية الأوربية من زيادة نسب المعاداة للسامية بل وكراهيتها حتى من أصولهم اليهودية، وصل الأمر لمواصلة معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة، في التأثير على تحركات الكونغرس من منطلق أن الاحتجاجات ضد إسرائيل مدفوعة بمعاداة السامية. وقد دعا تقرير حديث لمكافحة التضليل الإعلامي لمجموعة ميتا ومنصة تيك توك، إلى مكافحة شعار "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر، وكلاهما يحجبان الحسابات المؤيدة لفلسطين، حتى كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ونيويورك تايمز الأميركية مؤخرا أن وزارة شيكلي استخدمت شركة علاقات عامة للضغط سرا على المشرعين الأميركيين، حتى أشار مئير هولتز، رئيس منظمة موزاييك يونايتد، في جلسة الكنيست إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستستثمر هذا العام 48 مليون شيكل، حوالي 12.8 مليون دولار، في منظمته للتأثير بالحرم الجامعي. وكان معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة، أحد أكبر المستفيدين الأميركيين من التمويل، قد تلقى ما لا يقل عن 445 ألف دولار، وهو مبلغ يعادل 80% من إجمالي إيراداته عام 2018، كجزء من تعهد بقيمة 1.3 مليون دولار. ليعي العالم... ما هي صفات المرأة اللعوب؟.

ليفانت: إبراهيم جلال فضلون

ibrahim galal ahmed fadloun

ibrahimgalal
Al-Monitor.com مصدر مستقل موثوق به وحائز على جوائز لأخبار وتحليلات الشرق الأوسط حائز على جائزة رواد الإعلام الحر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,935