البيع والشراء فن ..  

فهل نفهم نحن فيه؟

عندما تسير بجانب محل للملابس و تفكر أن تقف أمام الفاترينه الخاصة بالمحل يخرج عليك أحد الأشخاص من داخل المحل و يقول لك: " أيوه يا بيه" !!!
فلا هو تركك تشاهد ما تريد أن تشاهده ولا هو بالفعل قدم إليك المساعده
لكنها فقط غلاسة و ثقل دم منه يدفعك من خلالها إلى أن تترك المحل فورا ولا تشتري منه شيئا
وإن كنت تنوي إلى أن تشتري منه فلن تشتري منه لأنه لم يعطي لك الفرصة للاختيار
غباء متناهي
عندما تدخل محل الملابس من الداخل أو محل للأحذية وتنظر و تشاهد بعض الملابس أو موديل معين تبحث عنه أو تختار شيء مناسب لك
تجد صاحب المحل أو أحد العاملين به يقف بجانبك و ينظر إليك !!
وإذا قمت بالسير في المحل تجده يسير ورائك مثل المخبرين
إلى أن يجعلك تكره المحل وما به و تخرج على الفور لتتقي شر الغلاسة وثقل الدم من جانب البائع للزبائن
إذا قادك حظك السيء في يوم و دخلت شارع الشواربي بالقاهرة
ستجد منظر لن تجده في أي مكان في العالم
وهو أن كل صاحب محل معه ثلاثة أو أربعه شباب يقومون بجذب الناس من ذراعهم لكي يدخلوا المحلات الخاصة بهم بالعافية
فتسير في الشارع و تجد من يعترض عليك طريقك و يقول لك " تفضل يا بيه"
وأحيانا يقوم بشدك من ذراعك أو ملابسك و يسير ورائك بعض الأمتار لكي يقنعك بأن تدخل المحل الخاص به.
أسلوب قذر من أناس جهلة
ويقنعون أنفسهم أن هذا هو الصواب في البيع و الشراء!
تدخل محل ملابس رجالي وتجد من يقف بداخله بنات
وتدخل محل ملابس حريمي و تجد رجل بداخله
كيف يحدث هذا؟
لا تسأل
شعار مرفوع دائما لا محل له من الإعراب
البضاعة المباعه لا ترد ولا تستبدل
فبما أنك خرجت من باب المحل
لا يحق لك أن تعود إليه مرة أخرى لتغير ما قمت بشرائه
وهذا لأنك إن حاولت- مجرد محاولة- استرجاع ما قمت بشرائه فإنك بذلك تفتح على نفسك باب من أبواب جهنم
فتجد صاحب المحل ينظر إليك شزرا و ربما تشاجر معك وربما شتمك
ولكي تتقي شر هذا كله عليك بالاحتفاظ بما اشتريت داخل الدولاب الخاص بك
ولذلك تجد العديد و ربما كل الناس يملكون ملابس لم يرتدوها مرة واحده
وهذا بسبب أنها لم تعجبهم بعد أن قاموا بشرائها
وأحتفظوا بها لأن البضاعة المباعه لا ترد ولا تستبدل !

إن أشتريت قميص أو أي شيء و أكتشفت فيه عيب بعد رجوعك لمنزلك
تفكر ألف مرة قبل أن تتوجه للمحل مرة أخرى لتستبدله
لأن هناك إحتمال قائم إلى أن تعمل خناقة
من أساليب البيع و الشراء في بلدنا أسلوب الكذب
فيقنعك بشيء ليس موجود في السلعة التي تشتريها لكي تدفع فيها وهي لا تستحق
وعندما تشتري هذا الشيء وقد أنضحك عليك فيه يُقال على من باعه أنه بياع ماهر ويأخذ سمعه بين الناس أنه يبيع الهواء
ويكون له الفخر في هذا اللقب
لأنه عرف كيف يضحك على الزبون و يجعله يدفع ما هو يفوق ثمن السلعه
وفي الحقيقة هو ليس ماهر بفنون البيع و الشراء
لكن ما هو إلا رجل كذاب ولص
حتى بائع الفاكهه في الأسواق و الشوارع
أحيانا يضحك عليك ويضع لك بعض الثمار الفاسده وسط الثمار السليمة لكي يتخلص من الثمار الفاسدة ببيعها بدلا من أن يلقيها في الزبالة
ولهذا السبب تجد الناس يتشاجرون مع بائعي الخضار و الفاكهه بالأسواق لأن هناك بعض الناس يريد أن يختار الثمار بيده ليتأكد من أنها صالحة ولا يتعرض لمثل هذا الموقف
ولهذا السبب أيضا تجد بائعي الخضار و الفاكهه أحيانا يقولون لك ممنوع أن تمد يدك على الفاكهه- فإن أردت فاكهه عليك أن تأخذ ما يعطيه لك هو فقط
وإلا
فكيف سيكسب من الثمار " البايظه" ؟
تذهب لتشتري أي شيء من أي محل و يكون ثمنه 99 جنيه
لا تنتظر الباقي
وأدفع المائة جنية و أمشي مباشرة
لأنك إن طالبت بالجنية ستجد من ينظر إليك بمنتهى البجاحة
وربما أتهمك البائع بعد أن تمشي من أمامه بأنك رجل مش تمام
ولهذا فيجب عليك أن تترك حقك !!
هذا بعض ما يحدث داخل المحلات و بعضا من أساليب البيع عندنا
أناس لا يعرفون معنى التجارة
ولا يعرفون معنى البيع
ولا يفقهون من الأصل التعامل مع الناس
ويقولون أن التجارة شطارة
الشطارة في التجارة داخل بلدنا هي أن تضحك على الزبون
وأن تبيع له بضاعتك بسعر غير حقيقي
وأن تكسب 1000% من ثمن البضاعة
وأن تكذب على المشتري
وأن تتحول إلى نصاب لتتخلص من البضاعة الراكده بالضحك على الزبون
وهذا يتم تطبيقه في معظم أنواع التجارة
وبهذا يُقال عليك أنك تاجر شاطر
عرفت سبب فشلنا في البيع و الشراء؟!