الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :

فلقد انتشرت في الأيام المنصرمة في مواقع ( المنتديات ) ورسائل (الجوالات) وصايا ورسائل لا يعرف مصدرها ولا الغرض من نشرها غير هدم ( السنة ) وبناء دين يعتمد على ( التسهيلات ) و ( المنامات ) كدين (الباطنية) ، ومن هذه الرسائل :

ما رأيك بدعاء إن دعوت به تمضي سنة كاملة دون أن تستطيع ( الملائكة) ! من الإنتهاء من كتابة حسناته ؟

قال رجل من السلف : (لا إله إلا الله عدد ما كان ، وعدد ما يكون ، وعدد الحركات والسكون) !
وبعد مرور سنة كاملة قالها مرة أخرى ؛ فقالت الملائكة له : ( لم ننتهي من كتابة حسنات السنة الماضية) !

وقد انتشرت هذه ( الرسالة ) انتشار النار في الهشيم عبر ( الجوالات ) ؛ مما يدل على قابلية كثير من ( العقول ) على تلقي وهضم البدعة والكذب والتدليس ، وهي من جنس تلك ( الرسائل ) و ( الوصايا ) المكذوبة بإختلاف ألفاظها ومقاصدها ، والتي يسعى لنشرها ( قصاصة الباطنية ) ممن تربوا على دين ( الحكايات ) و ( الخزعبلات ) ، ولم يتذوقوا ( السنة والأثر ) ، فاستحسنوا نشر الكذب بين ( مريديهم ) ؛ فإن صدقتها عقولهم ( الضعيفة ) المتسلط عليها من ( شياطين ) الإنس والجن ! أمروا بنشرها وترويجها بين عامة المسلمين عبر ( الإنترنت ) أو ( الجوال ) كما كانوا ينشروها من قَبْلُ في مساجد وجوامع المسلمين من قِبَلِ ( سيدنا الشيخ)  !

ولا شك أن من يطلع على أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وآثار الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - ، وأقوال أئمة السلف الصالح - رحمهم الله تعالى - يجزم أنها ليست من ( السنة والأثر ) ، وليست على سمتهم وطريقتهم في ( الأدعية والأذكار ) ، والتي تشع منها اتباع ( السنة الشريفة ) ، ويظهر فيها ( الفصاحة والبلاغة ) ، وبعدهم أشد البعد عن (الألفاظ) الكفرية والبدعية كما في أدعية ( الباطنية ) المتكلفين المغالين !

ومن يتأمل بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - يجد من النصوص الصريحة العظيمة ما فيه الكفاية عن نشر الكذب والخزعبلات والمنامات ، وليس من العقل أن يحدث المرء بكل ما سمع ، وينشر كل ما ورد ، وإن كان قصده الخير ، فإن هذا القصد لا يشفع لصاحبه ولا يؤجر عليه ما دام مخالفًا للكتاب والسنة .

فليتق الله تعالى ؛ وليستحي أولئك الذين يسعون في نشر تلك ( المنامات والرسائل ) المكذوبة ، وليتثبت المسلم من نشر ما يرسل إليه قبل أن يضغط على ( إرسال ) ، فكم من شخص أرسل ما وصله وإذا به من دين ( الرافضة ) ، وكم من ( أقوال ) نشرت وإذا بها بغض لـ ( السنة ) وأهلها ، وكم من ( وصايا ) نشرت وإذا بها لأعداء ( الملة ) - والعياذ بالله تعالى - !

فالتثبت التثبت قبل ( النسخ واللصق ) ، ومن لم يستطيع التثبت بنفسه ، فليتصل على أهل العلم الشرعي ، والإتصال بهم اليوم أسهل من أي وقت مضى .

والله الموفق ، والهادي إلى سواء السبيل .

ثبتنا الله تعالى وإياكم على السنة والأثر

  • Currently 331/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
111 تصويتات / 750 مشاهدة
نشرت فى 2 يوليو 2009 بواسطة houdaaouad

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,785