الان اصبحنا نعيش فى وقت سيطرت فيه التكنولوجيا على كثير من تفاصيل الحياة ليس فقط فى أعمالنا ولكنها ايضا اصبحت تلازمنا فى حياتنا اليومية و الخاصة ولا زالت تتطور على نحو ينبأ بأنها ستسيير كل الحياة بأدق تفاصيلها فى المستقبل القريب .
كل شخص منا اليوم يواجه سيل من المعلومات فى كل دقيقة ، و علينا ان نتجاوب معاها حتى نكون قادرين على الاستمرار دون ان نشعر أننا توقفنا كثيرا ، فذلك يتطلب منا التعامل السريع مع كافة المعلومات ، فماذا يمكننا ان نفعل إذا كان علينا ان نتجاوب مع هذا السيل من المعلومات ، إذا كانت هذه المعلومات الغزيرة مختلفة ومتباينة أشد التباين ؟!! .
على الرغم من صعوبة الموقف ، إلا أن الإجابة لم تكن معقدة و لم تتطلب الكثير من الوقت للوصول إليها ، لأن الطابع السريع للتكنولوجيا ، أصبح هو طابع التفكير أيضا لدى مستخدمى التكنولوجيا ، فكانت الإجابة بإختصار كلمة واحدة وهى السطحية !!! ، فليس ضروريا عليك ان تكون من ذوى الثقافة الواسعة او من الاشخاص كثيري الاطلاع لكى تستطيع التعامل مع المعلومات الواردة إليك فكل ما عليك فعله هو فقط ان تكتب اسم الموضوع - وليس عليك ايضا ان تكتب اسم الموضوع كامل فقط بعض الحروف و محرك البحث سيقترح عليك الكثير - لتجد عشرات و الالاف التفاصيل عنه ، خذ قليلا مما يطرح امامك وستكون لديك معرفة جيدة وسريعه جدا.
هذه النوع من الثقافة منتشرة فى أوساط الشباب بقوة ، لكنها فى حقيقة الامر تضر أكثر من ان تفيد - حتى لو أنها تسمح لنا بالاحتكاك مع عشرات المجالات - مع مرور الوقت تتسم أفكارنا بالسطحية تماما كنوعية المعرفة التى بنيت عليها ، فتحد من قدرات التفكير بعمق و البحث فيما وراء الظاهر وما أدراك مما وراء الظاهر فى عوالم التكنولوجيا.
التميز الحقيقى هو ان يمتلك الشباب ثقافة حقيقية تمكنه من التفكير بشكل واعى فى كل ما يدور حوله ، حينها سيكون قادر على التعامل مع سيل المعلومات بشكل أفضل يجعل من حجم المعلومات الغزيرة التى يتلقها على مدار الوقت ليس دافع لمزيد من السطحية ولكنها ستدفعه نحو تمييز أكبر.
