الفاو: إنتاج مصر من الاستزراع السمكي يتراجع
إعداد/محمد شهاب
للعام الثاني على التوالي يتراجع إنتاج مصر من قطاع الاستزراع السمكي مما يدل على أن القطاع يمر بمرحلة فارقة. يقول الدكتور محمود عبد الهادي خبير اقتصاديات الموارد السمكية إن إحصاءات الفاو عن عام 2021 تظهر تراجع إنتاج قطاع الاستزراع السمكي في مصر من مليون و592 ألف طن في 2020 إلى مليون و576 ألف طن في 2021.
ترتيب مصر في تربية الأحياء المائية
كما أشار عبد الهادي إلى أن هذا التراجع هو الثاني على التوالي. وعن أثر هذا التراجع في الإنتاج على ترتيب مصر العالمي، قال إن هذا التراجع أدى إلى تراجع ترتيب مصر على مستوى العالم في تربية الأحياء المائية إلى التاسع. ويتوقع أن تخرج مصر من قائمة الدول العشر الكبرى في تربية الأحياء المائية في 2023. بسبب الأزمة الكبيرة التي يمر بها القطاع هذا العام نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف وتراجع القوى الشرائية للمستهلكين.
ترتيب مصر في استزراع البلطي النيلي
حسب إحصاءات الفاو عن عام 2021 فإن مصر لا زالت تحتل المرتبة الثالثة على العالم في إنتاج البلطي النيلي من المزارع السمكية بكمية إنتاج تبلغ 964 ألف طن. بينما تحتل إندونيسيا المرتبة الأولى بنتاج حوالي مليون و301 ألف طن وتليها الصين بإنتاج حوالي مليون و247 ألف طن. بنما تحتل كلا من البرازيل وتايلاند المرتبة الرابعة والخامسة بإنتاج حوالي 361 و353 ألف طن على التوالي.
إنتاج مصر من المصايد الطبيعة
وعن حجم الإنتاج من المصايد الطبيعية قال عبد الهادي إن إحصاءات الفاو عن عام 2021 تشير إلى زيادة طفيفة في إنتاجية المصايد الطبيعية المصرية، حيث زاد الإنتاج من 419 ألف طن في 2020 إلى 426 ألف طن في 2021.
مصدر إحصاءات الإنتاج السمكي في مصر
يقول الدكتور محمود إن الجهاز المسئول حاليا عن إصدار هذه الإحصاءات هو جهاز تنمية البحيرات والثروة السمكية والذي كان يسمي سابقا الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية. وهو تحديدا مسئول عن إحصاءات إنتاج الأسماك من المزارع والمصايد وأنه يرسل هذه الإحصاءات إلى منظمة الأغذية والزراع العالمية (الفاو) والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. بينما يعتمد الجهاز على هيئة الرقابة على الصادرات والواردات بخصوص حجم الصادرات والواردات السمكية وعلي بيانات سوق العبور بخصوص أسعار الأسماك.
مدى دقة إحصاءات إنتاج الأسماك في مصر
قال الدكتور محمود للأسف الإحصاءات الرسمية لا يمكن أن نصفها بعدم الدقة بل هي غير صحيحة. وذلك لأن هذه البيانات يضعها موظفي الجهاز الحكومي دون الاعتماد على جمع البيانات من مصادرها الأولية. فلقد أجرينا دراسة مقارنة في هذا الشأن بين البيانات الثانوية وبيانات أولية قمنا بجمعها على ما يقرب من 700 قفص من الأقفاص السمكية بفرعي دمياط ورشيد وتبين لنا أن الإحصاءات الرسمية غير صحيحة. وقد يرجع ذلك إلى افتقاد الجهاز للكفاءات المتخصصة في إعداد الاستبيانات وجمع وتحليل البيانات.
أهمية إحصاءات إنتاج الأسماك في مصر
إن جدوى هذه البيانات ضعيف جدا. فرغم أن هذه البيانات التي أشرنا لها تصدر أساسا من جهاز تنمية البحيرات وتنمية الثروة السمكية إلا أن هذا الجهاز لم ينشر بياناته حتى الآن بينما قام بإرسالها للفاوا والتي نشرتها في مارس الماضي. فما الذي يمنع هذا الجهاز من نشر هذه البيانات حتي الآن؟. بل شك هذا يعني أن الجهاز ذاته لا يرى أهمية من هذه البيانات ولذلك فهو يتراخى في نشرها. وربما أيضا يشعر بالحرج لأنه ينشر بيانات يصفها غالبية العاملين بالمجال بأنها بيانات غير صحيحة وتلقى سخرية من البعض.
بالإضافة لذلك فإن هذه البيانات قد تقادمت، حيث إنها بيانات عن عام 2021 أي مر عليها الآن ونحن في منتصف عام 2023 نحو عام ونصف والأحداث التي يمر بها القطاع حاليا أحداث متسارعة تشير إلى تدهور سريع في الإنتاج... وبالتالي فهذه البيانات لا يتعمد عليها في التخطيط ووضع سياسات لتنمية هذا القطاع. وأردف قائلا ربما هذا هو أحد أسباب تدهور هذا القطاع فلا الإدارة الحكومية لديها بينات حديثة ودقيقة ولا الباحثين في هذا المجال ولا حتى أصحاب المصلحة المباشرة كالمزارعين وشركات إنتاج الأعلاف السمكية\
ساحة النقاش