التوسع الرأسى فى المزارع السمكية
محمد شهاب
دأبت الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي على عرض مشروع الاستزراع السمكي التكاملي، الذي يتم تنفيذه بطريقة "الاستزراع المكثف". و الذى وصفته بأنه يحتاج إلى تقنية عالية المستوى، يتم التحكم في كل عوامل الإنتاج، إمكانية تنفيذ المشروع في جميع الأراضي المخصصة للاستصلاح، ذات التربة الرملية أو الفقيرة، يمكن إنشاء 1000 مزرعة سمكية مكثفة لإنتاج 90 ألف طن سنويًا، بحيث يصل إجمالي الإنتاج إلى 450 ألف طن بعد 5 سنوات. الحجم المائي لأحواض الاستزراع السمكي يكفي فقط لمقننات الأرض الزراعية الملحقة، ضرورة الالتزام بقواعد تربية أسماك المياه العذبة، من خلال ضبط درجة الحرارة المثلى لتربية أسماك البلطي من 22 إلى 28 درجة مئوية. المشروع يهدف إلى زيادة إنتاج أسماك البلطي على مياه الآبار، بالإضافة إلى تدوير المياه وتعظيم العائد من وحدة المياه للاستزراع السمكي، ثم استخدام المياه في الري. طن علف تستهلكه الأسماك في التغذية يخرج بعد هضمه في مياه الحوض 125 كيلوجرام نيتروجين؛ ما يساعد في زيادة الإنتاج الزراعي.(مصراوى 15/11/2019).
المشروع يصنف ضمن مشاريع إنتاج السمك بالتوسع الراسى(زيادة إنتاجية وحدة المياه متر مكعب)، و هو مطبق فى دول كثيرة على مستوى العالم و على رأسها اليابان و النرويج و شيلى ...الخ
مصر لديها خبرة حوالى نصف قرن فى الأستزراع السمكى، اعتمدت فى أغلب الأحوال على استصلاح اراضى حول البحيرات الشمالية و التى كان فيضان النيل يغمرها(قبل بناء السد العالى)، كما أعتمدت على ريها بمياه بحيرات(خليط مياه بحر و مصارف و ترع)، و تعتمد بصفة اساسية على زراعة العائلة البورية و البلطى و بعض الشىء على القاروص و الدنيس، و تغذيته طبيعيا على هائمات تسمى البلانكتون Plankton (بلانكتون نباتى Phytoplankton و بلانكتون حيوانى Zooplankton) ناتجين من سبلة دواجن و مواشى يضاف لها اسمدة كيماوية(نترات و فوسفات). و هى التى تحول لون المياه بالأحواض للون الأخضر. ثم و نتيجة للنجاحات و التطور بالمزارع، تحولت كثير منها الى الأعلاف الصناعية، و زراعة بلطى وحيد الجنس، و كل هذه العملية تعتمد على التوسع الأفقى(التوسع فى الأراضى المستزرعه). وحتى يتم التوسع الرأسى، فهذا يتطلب خبرات تكنولوجية عالية، و يتواكب ذلك مع إنشاء كليات للثروة السمكية، و أجيال من الباحثين أكتسبوا خبرة من الخارج و الداخل.
نظريا ممكن تطبيق التوسع الرأسى عالى التكنولوجيا فى مزارع مصرالسمكية، و لكن حتى يتم الأنتقال للمزارع شبه مكثفة و مكثفة،الأمر يتطلب الى سلسلة من الشروط لا يمكن التخلى عن إحداها:
- خبرة تكنولوجية اعلى ممن يعملوا بتلك المزارع و إدارتها.
- مصادر مياه ينطبق عليها معايير محددة فى الجودة.
- حيازة آمنه لأرض المزرعه و تكون مرخصه(لا تزال بأمر إدارى او اوامر و قرارات فجائية)
-تعديلات تشريعية، خاصة ما يتعلق باستخدامات المياه العذبة.
-توفير بنية تحتية قوية(تيار كهربى لا ينقطع-طرق مرصوفه-مياه شرب....)
-البعد التام عن العشوائية!!
-تعاون بين أجهزة الدولة المعنية، مع ممثلى مزارعى السمك و الباحثين السمكيين و المكاتب الأستشارية المرخصه، و شركات الأعلاف السمكية و معدات المزارع السمكية و الأدوية البيطرية.
- إنشاء مزارع إرشادية.
-دورات تدريبية جاده لمزرعى السمك و العاملين بالمزارع السمك.
-إنشاء مفرخات لإنتاج زريعة السلالات سريعة النمو،عالية الإنتاج، مقومة للأمراض، تتحمل الظروف البيئية بالمنطقة، و بكميات تفى بإحتياجات مزارع المنطقة و فى الأوقات المناسبة.
- توفر المصادر التمويلية المناسبة.
-يكون تشغيلها أقتصادى و متواصل Sustainable.
نرحب بدعوة نائب وزيرة الزراعة د. منى محرز، بشرط دراسة الامر مع كافة الاطراف المشاركة فى عملية استزراع السمك، و ذلك لتجنب كل ما ادى لما هو عليه حاليا وضع مزارع مصر السمكية!!!!
ساحة النقاش