الاستغراب والاستعمار

 

كلمة الاستعمار لغةً ووفقًا لمعجم لسان العرب؛ تعني مدّ الأرض بما تحتاجه من الأيدي العاملة لتَصلُح، كأن يُقال استعمر الصحراء؛ أما وفقًا لمعجم اللغة العربية المعاصر فاستعمار المكان تعني أن يقيم المرء ويسكن فيه وأن يعمّره أو يطلب عمرانه وأن يمدّه باليد العاملة، وفي الفقرة ذاتها من المعجم المذكور نجد أيضًا أن معنى (استعمر البلد) هو احتلّ البلد وجعله خاضعًا لسياساته وتابعًا له اقتصاديًا.

فكلمة استعمار لغويًا استعمر الأرض أي عمّرها، أما معناه السياسي فهي تعني فرض الهيمنة والسيطرة من قبل دولة قوية على مقدرات دولة أو عدة دول ضعيفة، واستغلال مواردها الطبيعية والاقتصادية والبشرية لخدمة مآرب الدولة القوية.

أما عن المفهوم السياسي لكلمة الاستعمار حاليا ارتبط بسيطرة دول قوية على أخرى ضعيفة لاستغلال ونهب جميع مواردها وثرواتها الطبيعية، منذ بداية القرن السادس عشر بدأ الفكر الاستعماري يظهر على السطح الأوروبي، وتحديدًا بعد طمع دول أوروبا في السيطرة على دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية وأستراليا وأسيويا، وكان الاستعمار أوجده الانفتاح الأوروبي على دول العالم الخارجي بهدف الاستيطان، وحيث توسع الفكر الاستعماري مع ظهور الثورة الصناعية في أوروبا وظهور نوع جديد من الاستعمار والمتمثل بتصريف المنتجات الأوروبية بالأسواق الخارجية وأيضًا البحث عن الموارد الطبيعية لتنمية الصناعات، وقامت الدول الأوروبية باستعمار الكثير من البلاد العربية خاصّة الدول التي تحتوي على البترول والغاز الطبيعي.وهنتك من يعرف الاستغراب بأنه ظاهرة نفسية واجتماعية وثقافية معاصرة، يتميز الأفراد الذين يجسدونها بالميل نحو الغرب والتعلق به ومحاكاته .

 ومن أبرز أهداف الاستعمار السياسي:

ـ تذليل  مهمات المبشرين بالنصرانية وإفساد أخلاق الشعوب المسلمة.

ـ فصل الدين عن الدولة وسائر الأمور السياسية و إيجاد قواعد دائمة للاستعمار.

ـ إلغاء الحكم الإسلامي نهائيا و إخضاع نظم البلاد للقوانين المدنية الوضعية الغربية.

ـ الضغط على التعليم الإسلامي التقليدي و تقسيم البلاد الإسلامية وتجزئتها إلى وحدات صغرى .

ـ إثارة الفتن والنعرة الطائفية بين المسلمين و دس الدسائس لإثارة الحروب .

إن ظاهرة الاستغراب ولدتها عوامل اجتماعية وتاريخية قبل مجيء الاستعمار وبعده، لكن العامل النفسي قد يضطلع هو الآخر بدور أساسي، ويبدو أن الاستغراب سيظل مكرسا في كل مجتمع عاش زمنا تحت نير الاستعمار، ما لم يصحُ من إغمائه الذي أصابه عندما داهمه المستعمر.

أماعن تعريف علم الاستغراب فهو: مقابل لعلم الاستشراق، يقول د.حسن حنفى :

علم الاستغراب هو فك العقدة التاريخية المزدوجة بين الأنا والآخر... والقضاء على مركب العظمة لدى الآخر الغربي، بتحويله من ذات دارس إلى موضوع مدروس... مهمة علم الاستغراب هو القضاء على المركزية الأوربية، وبيان كيف أخذ الوعي الأوربي مركز الصدارة عبر التاريخ الحديث، داخل بيئته الحضارية الخاصة.

وأما التغريب فهو: «عمل ثقافي وسياسي يتولاه المسئولون في الغرب، ومن والأهم من المستشرقين والمستغربين، يهدف إلى طمس معالم الحياة الدينية والثقافية للمجتمعات الإسلامية وغيرها، وإجبار هذه المجتمعات على تقليد الغرب والدوران في فلكه .

وأما الاغتراب فيُقصد به:" أن المرء يصبح غريبا تجاه شيء معيّن أو شخص معين، كان يرتبط به على نحو وثيق...ويعرف الشخص المغترب سياسيا بأنه هو ذلك الشخص الذي يكون لديه شعور دائم بالغربة عن المؤسسات السياسية القائمة، وعن القيم السياسية الموجودة وعن القيادات التي تضطلع بأمر السلطة.وهناك من يعرف الاستغراب بأنه دراسة الغربيين للشرق وعلومه وأديانه ، وخاصة الإسلام   لأهداف مختلفة شتى ومن أهمها تشويه الإسلام وإضعاف المسلمين . وكان هدف الغربيين من هذا الإطلاق العام ،هو أن يكون غطاء للهدف الأساسي الذي هو دراسة كل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين ، لخدمة أغراضهم التبشيرية من جهة ،وأغراض الاستعمار الغربي لبلدان المسلمين من  جهة أخرى . ثم لأعداد الدراسة اللازمة لمحاربة الإسلام ،وتجزئتها وتفتيت وحدتها .ثم توسعت الدراسات الاستشراقية بعد توسع الاستعمار الغربي في الشرق فتناولت دراسة جميع ديانات الشرق ،وعاداته ،وحضاراته ، وجغرافية ، ولغاته ، وكل ما يتعلق به .

 أهداف المستشرقين :أن المستشرقين لهم أهداف في دراستهم للإسلام وأريد أن ألخص في تقريري هذا أهم أهدافهم :

1.محاربة الإسلام من كل الجوانب سواء كان من جانب الرسالة أو اللغة العربية  .

2.الطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة  .

3.الطعن في شريعة الإسلام ،وزعمهم أنها غير صالحة للتطبيق .

4.التبشير بالنصرانية بين المسلمين .

5.أهداف استعمارية تخدم الدول المستعمرة لبلدان المسلمين بأخذ خيراتها ,ومحارة الإسلام في بلاد المسلمين ، والتفريق بينهم ،وفرض عادات الدول المستعمرة ولغاتها على المسلمين .

ومن هنا وجب علينا التنبيه والتوضيح للشباب ليعرفوا مع من يتعاملون والمعجبون بما يسمى الحضارة الغربية التي بنيت في الأصل على حضارة الإسلام في مجدها في وقت كانت أوربا تعيش في الظلام ولتصحيح الكثير من المفاهيم اللغوية والمصطلحات التي تستخدم فى غير موضعها للتعميم ولتحقيق مصالح الغرب على حساب الشرق وهو السيطرة على خيراته ومحاربة الإسلام من جميع الجهات بل والاسواء استخدام الكثير من أهل الإسلام فى محاربته وتحقيق أهدافهم الغير أخلاقية

================

حسن عبد المقصود على

 تنويه 

كتبت هذه المقالة بعد حضور ندوة ثقافية بصالون هزاع الثقافى السبت الماضى وفيها كان الحديث عن منظمات المجتمع المدنى ةتحدث الصحفى القدير محمد هزاع عن مصطلح الاستعمار والاستغراب فكانت كلمته لها مردود طيب عندى فقررت الكتابة عن هذا الموضوع والمصلح ومعناها فتم البحث فى مواضيع عدة والتعرف على الكثير من الاراء وكان هذا المقال المتواضع للتبيه الشباب وتعريفهم بالغرب واصله ومراده من الاسلام والشرق.

 


<!--

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: حسن عبدالمقصود على
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 187 مشاهدة

حسن عبدالمقصود على رزق

hassanrzkali
موقع بسمة امل موقع ثقافى اجتماعى عائلى لجميع افراد الاسرة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

70,964