صحة الاسرة تبدأ من نظافة المطبخ
أكثر ما يزعج أيّ امرأة أنْ ترى الحشرات تهاجم مطبخها، أو أنْ تجد أسرابًا من النّمل أو الصراصير تتحرك في كلّ مكان ببيتها، وخصوصًا في فصل الصيف.. حيث تكثر مثل هذه الحشرات، وكثيرًا ما تهدر النّساء الكثير من أوقاتهن في أعمال نظافة المنزل دون أنْ يشعرن بالرّضا عن مستوى النظافة التي يأملن فيها...
ترى كيف تحافظ المرأة على نظافة منزلها وصحّة أُسرتها؟
نقل الأمراض:
تقول الدكتورة كاميليا علي محمود - استشاريّة علم الطّفيليات، ومديرة معهد بحوث الحشرات الطبيّة إنّ خطورة إهمال نظافة المنزل؛ خصوصًا في فصل الصيف.. تتسبّب في انتشار الحشرات، ومنها الذّبابة المنزليّة التي قد نستهين بوجودها؛ إلا أنّها حشرة خطيرة تساعد على انتقال الكثير من الأمراض؛ خصوصًا لصغار السن؛ فهي تنقل الأمراض نقلا ميكانيكيًّا؛ أي: نقلاً مباشرًا كالالتهاب الكبدي الفيروسي "أ"، وأمراض العيون، وتلعب دورًا كبيرًا في انتشار مرض شلل الأطفال عندما تحمل على جسمها الفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض من شخصٍ إلى آخر.
ومن هنا تأتي أهميّة تغطية أواني الطعام، وصناديق القُمامة، وإزالة بقايا الأطعمة، والاهتمام بنظافة المنزل، وبالتالي سوف تختفي الذّبابة المنزليّة، وتنتفي خطورتها.
وتضيف الدكتورة كاميليا أنّ الصّرصور من أخطر الحشرات المنزليّة التي تعيش في الأماكن غير النظيفة، والتي تتكدّس بها الأشياء المخزّنة، ولذا فهو يوجد في دورات المياه أو المطبخ، ومنهما تنتقل الأمراض، كما تعيش الصّراصير أيضا بين الأوراق أو الكتب العلميّة المخزّنة لمدّة طويلة، وتوجد دائمًا في مواسير الصّرف الصحيّ، وتلعب دورًا كبيرًا في نقل الأمراض مثل الدّرن، والكوليرا، وأمراض الصّيف، والإسهال عند الأطفال (النزلات المعويّة)، والتيفوئيد.
وكي تتم مقاومته يجب وضع السولار في البلاعات بشكلٍ دائم، وسدّ الشقوق في المطابخ، وعدم ترك الأطباق بدون غسيل، وتغطية البلاعة جيّدًا حتى لا يجد الطريق للنفاذ منها، ووضع أيّ مادة منفّرة، وهذه الطّرق توفّر حوالي 90% من المقاومة؛ أما الـ10% الباقية فيمكن القضاء عليها بوضع العجينة المتوافرة في الأسواق، وهي آمنة (حامض البوريك+ دقيق وسكّر بتركيزات معينة).. هذه العجينة تنفّر الصّرصور، وعندما يأكلها تفتك بالجهاز الهضمي به، كما يمكن استخدام المبيدات الحشريّة.
النّظافة والتّهوية:
وتؤكّد الدكتورة عزة عبد الفتاح - رئيسة قسم المبيدات بمعهد بحوث الحشرات المنزليّة قائلة مع ارتفاع درجة الحرارة في الصّيف تنتشر بعض الحشرات المنزليّة كالنّمل الذي يسبب إزعاجًا لربّة البيت، فضلا عن خطورته في نشر الأمراض المعدية، والنّمل من الحشرات المقزّزة لربّة البيت.. يمكن التخلص منه عن طريق رسم خط بالطباشير حول الشقّة فلا يتخطّاه، ويتّجه إلى أماكن أخرى، وكذلك توضع لوحة عليها طعام حلو سامّ؛ فيلجأ إليها النّمل للتغذية فيموت.
وقد أكّد خبراء الصّحة أنّ النّظافة والتّهوية الجيّدة تمنع 95% من الأمراض التي تنقلها الحشرات المنزليّة لأفراد الأسرة في الصّيف، واستخدام المبيدات المصرّح بها من وزارة الصّحة بشرط أنْ تكون غير منتهية الصّلاحيّة، وأيضا استخدام المواد المطهّرة مثل الكيروسين.
والحشرات تنقل كثيرًا من الأمراض الضّارة؛ وأهمها الإسهال، وأمراض العيون، والدوسنتاريا التي ينقلها الذّباب، ومرض الفلاريا (داء الفيل).. ينقله ناموس الكيو ليكس، وكذلك حمّى الوادي المتصدّع التي تؤدّي إلى فُقدان البصر، أما الصّراصير فهي تؤدّي إلى أمراض الجهاز الهضمي؛ لأنّها تقف على الغذاء وتسبب تلوّثه.
وتضيف د. عزة أنّ القوارض "الفئران" تدخل من المناور والأسطح غير النّظيفة التي تمتلئ بالقمامة والمخلّفات، وهي تحتوي في داخلها على ديدان شريطيّة، ويمتلئ جلدها الخارجي بالطفيْليّات مثل: البراغيث، والنّمل، وحشرة الحلم فتسبب الحساسية، وأمراض الطّاعون، وغيره.
إنّ الحشرات المنزليّة التي تغزو البيوت في الصّيف؛ مثل النّمل - لم يثبت حتى الآن أنّها تنقل أمراضًا للإنسان، ويمكن التخلّص منها بسهولة مع باقي الحشرات المنزليّة بالوسائل الطبيعيّة الآتية:
- الحرص على نظافة المنزل يوميّا، والتخلّص من بقايا الطعام، وسدّ الثّغرات التي يخرج منها النّمل بعد حقنها بالمبيدات.
- استخدام الكيروسين أثناء تنظيف المنزل.
- رشّ أنبوبة (البوتاجاز) وتنظيفها جيّدًا؛ لأنّّها تنقل بيض الصّراصير من مكان إلى آخر.
- تركيب أسلاك على النوافذ وإغلاقها عند الغروب لمنع دخول الذّباب، والناموس، والعودة إلى استخدام الناموسيّة عند النوم.
- تنظيف المناور والأسطح من القُمامة والمُخَلّفات.
- إزالة الأتربة الموجودة تحت السّجاد باستمرار؛ لأنّها تولّد البراغيث، وتهوية المفروشات، وتعريضها للشّمس للقضاء على حشرة الفراش.
ساحة النقاش