• Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 255 مشاهدة
نشرت فى 12 ديسمبر 2010 بواسطة hamadagamal

ساحة النقاش

mouamen

بسم الله الرحمن الرحـــــــــــــــيم

مقدمة:

شهد القرن العشرون العديد من الاكتشافات العلمية التى أثرت تأثيرا واضحا فى شتى مناحى الحياة، وكان من بين هذه الاكتشافات فى مجال الاتصال ظهور الهاتف والمذياع والتلفاز والحاسوب وشبكة الإنترنت، وتعامل البشر مع هذه الأجهزة التقنية تعاملا أدى فى كثير من الحالات إلى سرعة التواصل بين الأفراد وتسهيل كثير من الأمور الحياتية وإلى رفاهية البشر، وفى حالات أخرى كثيرة ظهرت بعض العيوب والمثالب كثير منها نتيجة لإساءة الاستخدام، ومع ظهور هذه الأجهزة تم استخدامها فى كثير من مجالات الحياة المختلفة من طب وزراعة وهندسة وتعليم وتجارة وغيرها، وفى مجال التعليم استخدم المذياع والتلفاز وانتشر استخدام الحاسوب فى السنوات الأخيرة من القرن العشرين وأوائل القرن الحادى والعشرين، وكثرت البحوث حول توظيف الحاسوب فى توصيل المعلومة إلى المتعلمين، وأشارت كثير من نتائج الدراسات المختلفة إلى فاعلية اسخدام الحاسوب فى تحقيق كثير من الأهداف المرغوبة فى مجال التعليم، وتنوعت مجالات استخدام الحاسوب فى التعليم، وكان من أبرزها التعليم بمعاونة الحاسوب Computer Assisted Instruction ( C.A.I ) حيث ينظم المحتوى الدراسى المراد تعليمه وفق استراتيجية تدريسية محددة وباستخدام أنماط عديدة من المؤثرات والتوضيحات، ويزود الحاسوب بهذه البرامج لكى يتعامل معها المتعلم.

وتهدف هذه الورقة إلى تلخيص الفوائد والمزايا التى تعود على العملية التعليمية داخل الفصل الدراسى ( أثناء التدريس ) نتيجة لاستخدام البرامج التعليمية الحاسوبية وفى نفس الوقت لفت الأنظار إلى أهم المخاطر والمثالب والمعوقات التى تحدث نتيجة لذلك الاستخدام، ومحاولة التعرف على الأسلوب الأمثل فى التعامل مع الحاسوب كجهاز تعليمى وبالتالى تتمركز هذه الورقة حول ثلاثة محاور هى:

* مزايا استخدام الحاسوب فى التعليم والتعلم

* عيوب ومخاطر استخدام الحاسوب فى التعليم والتعلم

* الاستفادة الآمنة من الحاسوب فى التعليم والتعلم.

وسيتم تناول كل من هذه المحاوربشىء من التوضيح .

المحور الأول: مزايا استخدام البرامج الحاسوبية فى تدريس المواد الدراسية المختلفة.

يمكن حصر عدد من مزايا استخدام البرامج الحاسوبية فى تدريس المواد الدراسية المختلفة من خلال ما كتب فى هذا المجال وما تم من دراسات وبحوث شبه تجريبية فى السنوات الأخيرة فى الآتى:

1 – يمكن للمتعلمين التعامل مع البرامج الحاسوبية وفقا لسرعة كل منهم، بمعنى أنه يمكن للمتعلم استعمال البرنامج عدة مرات دون ملل من قبل المعلم وبالتالى يمكن مواجهة مشكلة الفروق الفردية فى استيعاب المتعلمين، كما يفيد فى تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة.

2 – يقوم الحاسوب بتعزيز الإجابات الصحيحة من قبل المتعلمين وتشجيعها، كما يقوم بإظهار الإجابات غير الصحيحة وقد يقدم إرشادات إثرائية لإعادة التعلم ومعنى ذلك أن البرامج يمكن أن تقدم تغذية راجعة للمتعلمين.

3 – إن استخدام الصور المتحركة والألوان المتنوعة والموسيقى الهادئة تجعل عملية التعلم أكثر متعة بالنسبة للمتعلمين.

4 – يمكن استخدام الحاسوب فى التدريس لعدد كبير من المتعلمين فى آن واحد عن طريق أجهزة العرض الكبير ( الداتا شو ).

5 – يساعد فى عرض معلومات لا يمكن إتاحتها عن طريق الخبرة المباشرة كعرض معلومات حدثت فى أزمان بعيدة أو أماكن بعيدة.

6 – يساعد فى عرض معلومات وتجارب لا يمكن تنفيذها فى الواقع داخل غرفة الفصل إما لخطورتها أو عدم توفر المواد المطلوبة لتنفيذها أو لدقتها المتناهية أو كبر حجم الأدوات المطلوبة لإجرائها، أو للخوف على المتعلمين من المخاطر التى قد تنتج عنها.

7 – يساعد فى عرض معلومات وخبرات وتجارب بسرعة مناسبة نظرا لأنها تتم فى الواقع بسرعة كبيرة لا تمكن المتعلم من متابعتها أو تتم ببطء شديد يحتاج إلى عدة أيام لملاحظة الظاهرة.

8 – تستخدم البرامج الحاسوبية فى تقويم تعلم المتعلمين مع إخبارهم بنتائج أدائهم مباشرة، وبذلك يمكن توفير وقت وجهد المعلم.

9 – أسهمت كثير من البرامج الحاسوبية فى تحقيق العديد من أهداف التدريس مثل رفع مستوى تحصيل المتعلمين وتنمية التفكير بأنواعه المختلفة لديهم.

10 – يمكن عن طريق البرامج الحاسوبية المتميزة مساعدة المتعلمين متعسرى القراءة وذوى الاحتاياجات الخاصة.

11 – توفر البرامج الحاسوبية التعليمية الجيدة بيئة تفاعلية Interactive مع المتعلم حيث يتعامل المتعلم مع المعلومات المعروضة على الشاشة ويستقبل ردود أفعال لبيان الصواب والخطأ، ويمكن للمتعلم تكرار المحاولات وإعادة التعلم ( تعلم ذاتى ) مما قد لا يسمح وقت وجهد المعلم للقيام به فى الفصل الدراسى.

12- تساعد البرامج التعليمية الحاسوبية فى تنمية العديد من الاتجاهات المختلفة حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن استخدام الحاسوب فى التدريس يعمل على تنمية الاتجاه الموجب نحو المواد الدراسية ونحو الحاسوب ......إلخ.

13 – يستخد الحاسوب فى إكساب وتنمية مهارات المتعلمين فى مجالات مختلفة حيث يتم تمثيل الأشياء تمثيلا محسوسا عن طريق المحاكاة Simulation .

المحور الثانى:عيوب ومخاطر استخدام الحاسوب فى التعليم.

على الرغم من المزايا العديدة التى سبق ذكرها عن استخدام البرامج الحاسوبية فى التعليم إلا أنه يمكن حصر عدد من العيوب والمخاطر التى تنشأ عن استخدامها فى التعليم أهمها ما يلي:

1 – إن استخدام الحاسوب فى التعليم عملية مكلفة اقتصاديا حيث يلزم توافر عدد كاف من الأجهزة للمتعلمين مع ملاحظة أن التطور السريع فى مجال إنتاج الأجهزة وتحديثها يستلزم منا إحلال الأجهزة الحديثة محل القديمة كل فترة من الزمن وهذا يستلزم إنفاق غير عادى قد لا تستطيع ميزانيات التعليم حتى فى الدول ذات الاقتصاديات المرتفعة فى مواجهتها.

2 – ضرورة إجراء عمليات صيانة للأجهزة المستخدمة بصورة مستمرة وهذا يتطلب توفير عدد كاف من الإختصاصيين فى كل مؤسسة تعليمية وقد لا تستطيع الدول توفير ذلك.

3 – إن إعداد البرامج التعليمية ذات المستوى الرفيع يمثل مشكلة ويستلزم وجود فريق عمل مؤهل وقادر على ذلك مع ملاحظة أن مثل هذه البرامج لن تستمر مستعملة لفترات طويلة حيث يستلزم الأمر تطوير المناهج بصفة مستمرة خاصة فى ظل التطور المعرفى المتسارع.

4 – إن عملية تصميم برامج تعليمية كمبيوترية ذات مستوى رفيع ليس بالأمر السهل حيث يتطلب إعداد درس تعليمى يُدرس فى حصة واحدة عددا كبيرا من ساعات العمل للإنتهاء من إعداده.

5 – تتعرض البرامج الحاسوبية للتخريب والتدمير عن طريق ما يُعرف بفيروسات الحاسوب والتى يمكن أن تنتقل عن طريق تداول الأقراص المرنة والمدمجة والإنترنت وغيرها، وهذا يستلزم فحص الأجهزة من حين لآخر والتخلص مما يعلق بها من فيروسات وإصلاح ما فسد منها وهذا أمر مكلف.

6 – افتقاد العملية التعليمية عن طريق الحاسوب إلى التفاعل الطبيعى بين المعلم والمتعلم وما يتضمنه من تعبيرات صادقة عن كل منهما كتعبيرات الوجه والوصف ولغة الجسم والإيماءات والإشارات وكثير من أساليب التفاهم والتواصل التى لا يمكن للبرامج الحاسوبية توفيرها.

7 – إن تعلم المهارات العملية كالقيام بإجراء التجارب المعملية أو القيام بعمليات التشريح وإعداد الشرائح وأداء مهارات عملية متعددة يتطلب بالضرورة الممارسة المباشرة من قبل المتعلمين والفائدة التى تعود من برامج المحاكاة لن تغنى عن الممارسة المباشرة والقيام بأداء تلك المهارات، فعلى سبيل المثال لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يتعلم الفرد ركوب الدراجة أو قيادة السيارة عن طريق المحاكاة فقط وكذلك فى كثير من المهارات اليدوية والمعملية، ويظل يراودنا تساؤل جوهرى هل ما ينفق من وقت وجهد ومال فى دروس المحاكاة ذو فائدة جوهرية فى تقليل الإنفاق فى حالة التدريب المباشر؟

8 – إن استخدام الصور المتحركة والثابتة والموسيقى يمكن أن تكون فى الوقت نفسه من مشتتات الانتباه لدى المتعلمين.

9 – على الرغم من انتشار استخدام شرائح البوربوينت فى التدريس إلا أن الكثير أساء الاستخدام واتخذ من ذلك وسيلة لعرض كامل المحتوى الموجود بالكتاب على شرائح البوربوينت بالتالى أصبح التعليم بالنسبة للمتعلم مجرد قراءة على شاشات العرض لدرجة أن المتعلم أصبح يشعر بكثير من الملل.

10_ أشارت بعض الدراسات إلى أن إجراءات التعامل مع الحاسوب كالنقر والتعامل عن طريق الماوس تؤدى إلى مقاطعة الإدراك الذهنى لدى المتعلمين بخلاف التعامل مع أوراق الكتاب الذى لا يشتت الانتباه والتركيز.

11- الأضرار الصحية للكمبيوتر: أظهرت العديد من الدراسات أن استخخدام الحاسوب يؤدى إلى أضرار صحية كثيرة منها:

* يصدر عن أجهزة الحاسوب أبخرة من مادة تراى فينيل فوسفات Triphenyl Phosphate المستخدمة فى تصنيعها وهذه الأبخرة تسبب حساسية تؤدى إلى احتقان الأنف والصداع والتهاب الجلد ويزداد أثر هذه المادة كلما كان المكان ضيقا وسيىء التهوية.

* إن جلوس الأفراد لفترات طويلة أمام أجهزة الحاسوب مع عدم مراعاة قواعد الجلسة الصحية يؤدى إلى آلام بالرقبة والتهاب الفقرات العنقية وإنحناء الظهر وألام بالفقرات مما قد يؤدى إلى انزلاق غضروفى إضافة إلى آلام بالكتفين والرسغ والذراع.

* إجهاد العينين واحمرارهما والشعور بالاحتقان وزيادة الحساسية للضوء.

* اختلال فى الدورة الدموية مما قد يؤدى إلى حدوث جلطات دموية فى الشرايين بسبب تجلط الدم فى الساقين وانتقال الجلطات إلى الرئتين.

* الإصابة بالصداع والصداع النصفى.

المحور الثالث : الاستفادة الآمنة من الحاسوب فى التعليم والتعلم

بعد ذلك العرض المبسط لمزايا وعيوب ومخاطر ومعوقات استخدام الحاسوب والإسراف فى الاعتماد على البرامج التعليمية الإلكترونية المتنوعة والأضرار التى تنتج عن الاستعمال السيئ، فهل ياترى ُنوقف التعامل مع البرامج الحاسوبية واستخدام الحاسوب فى البحث والتعليم، ومن ثم نتهم بأننا رجعيون وأننا نسبح ضد تيار التقدم، أم نبحث عن الطرق المناسبة والوصول إلى أنسب السبل لاستخدام التقنيات الحديثة مع إتقاء عيوبها ومخاطرها والمحافظة على صحة الأجيال المتعاقبة. ولكى نتلافى سلبيات استخدام الحاسوب والبرامج الحاسوبية فى التعليم فلا بد من الموازنة بين كل ما سبق من مزايا وعيوب ومخاطر وفى ذلك نعرض لبعض الرؤى فى هذا المجال.

1 – من الضرورى جدا أن يعى مستخدمو أجهزة الحاسوب الأضرار الصحية التى تحدث نتيجة للاستخدام السيئ لهذه الأجهزة وتوعيتهم بالقواعد الصحية السليمة التى ينبغى اتباعها عند الجلسة أمام الحاسوب، وهذا يستلزم وجود برامج توعية إعلامية مستمرة وتدريس هذه القواعد للمتعلمين إما من خلال وحدات دراسية خاصة بذلك تضاف إلى المناهج الخاصة بالحاسوب أو من خلال مناهج العلوم أو غير ذلك.

2- على المؤسسات التعليمية إعداد الحجرات الخاصة باستخدام الحاسوب والبرامج التعليمية ( المعامل ) الإعداد الجيد من حيث المكاتب التى توضع عليها الأجهزة بما يتفق مع المواصفات التى تعمل على التغلب على بعض الأضرار الصحية، ومراعاة اتساع الحجرات والتهوية الجيدة وما إلى ذلك.

3 – البعد عن استخدام البرامج الحاسوبية فى التعليم الذى يمكن أن يتوفر بالممارسة المباشرة كتعلم المعلومات والمهارات عن طريق العمل اليدوى كما فى حالة إجراء دروس فى العلوم يمكن للمتعلمين القيام بها دون أضرار أو أخطار يتعرضون لها.

4 – توعية مستخدمى الحاسوب من المعلمين بأن شرائح البوربوينت ليس الهدف منها عرض المحتوى التعليمى ومن ثم تصبح مهمة المعلم قراءة ما ورد بالشرائح، وإنما الغرض الأساسى من استخدام هذه الشرائح هو عرض العناصر الأساسية لموضوع الدرس وعرض الجداول والرسوم التوضيحية والبيانات التى تاخذ من وقت الدرس الكثير وبذلك فهى توفر وقت التدريس والتعلم وجهد المعلم.

5– الخلط بين طرائق التدريس المتنوعة المستخدمة دخل حجرة الدراسة مع استخدام البرامج الحاسوبية والتعلم الإلكترونى داخل حجرة الدراسة كمنظومة متكاملة من أجل تحقيق الأهداف المرغوبة وبهذا يتحقق التعلم المختلط ( الخليط أو المدمج أو الممزوج ) Blended Learning والتعلم المختلط استرتيجية تستخدم فى تصميم المواقف التعليمية اعتمادا على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات داخل الفصول الدراسية المعتادة وبذلك يتم الجمع بين مميزات التعلم العادى والتفاعل المباشر داخل الفصل الدراسى مع مميزات التعلم الإلكترونى واستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسوب وشبكات وإنترنت وخلافه.

وفى هذا النوع من التعلم يتعود المتعلم على التعلم الذاتى والمستمر وتصبح تقنيات الاتصال الالكترونية الحديثة من حواسيب وشبكات وإنترنت ووسائط تعليمية أساسية فى هذا النوع من التعليم، ويمكن للمتعلم أن يتعامل مع التقنيات الحديثة خارج حجرة الدراسة وفقا لاستعداداته وقدراته وإمكاناته وقتما يرغب فى ذلك، إلا أن ذلك يستلزم بالضرورة توفر مهارات خاصة لدى كل من المتعلم والمعلم مثل مهارات التعامل مع الحاسب الألى وسبكات الإنترنت والبريد الإلكترونى والبرمجيات والأجهزة المختلفة الضرورية لتنفيذ هذا النوع من التعليم، وعلى المؤسسة التعليمية توفير المتطلبات الأساسية اللازمة.

ومعنى ذلك أن التعلم المختلط يتم فيه توظيف التعلم الإلكترونى مع التعلم الصفى فى إطار واحد لإنجاز أهداف تعليمية محددة، وفى هذه الحالة يكون المعلم هو الموجه لعملية التعلم والمرشد لها.

مميزات التعلم المختلط

يمكن حصر بعض مميزات التعلم المختلط فى الآتى:

1) يحافظ على أهمية المعلم ودوره فى العملية التعليمية.

2) يسهم فى خفض نفقات التعليم مقارنة بالتعلم الإلكترونى.

3) يحافظ على تعزيز الجوانب الإنسانية والعلاقات الاجتماعية والرابطة بين المعلم والمتعلم وبين المتعلمين أنفسهم وتعامل الجميع وجها لوجه

4) يسهم فى حل مشكلة عدم وفرة الإمكانات لدى المؤسسات التعليمية ولدى بعض المتعلمين.

5) الاستفادة من التقدم التكنولوجى فى التدريس داخل الفصول الدراسية ومن ثم رفع جودة العملية التعليمية وجودة المنتج التعليمى وكفاءة المعلمين.

6) يوفر طريقتين للتعلم وبذلك يسهم فى مواجهة مشكلة الفروق الفردية ويتيح للمتعلم اختيار الاستراتيجية المناسبة له.

7) يسهم فى توفير وقت وجهد المعلم والمتعلم حيث يتم توصيل المعلومات للمتعلمين خلال قنوات عديدة وبسرعة عالية وبأسلوب مناسب.

8) يتحدد بزمان ومكان وهذا هو المفضل لدى كثير من المتعلمين.

9) يحسن المستوى العام للتحصيل الدراسى، ويسهم فى توفير أساليب مناسبة لقياس وتقييم أداء المتعلمي

المراجع

1 ) أحمد سالم ( 2004 ) تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكترونى، الرياض، مكتبة الرشد.

2 ) السيد محمد بيومى سيد أحمد (2007 ) " برنامج إلكترونى مقترح فى ضوء معايير الجودة الشاملة وأثره على تنمية التنور العلمى ومهارات تدريس العلوم لدى الطلاب المعلمين شعبة التعليم الابتدائى بكليات التربية" رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة الزقازيق.

3 ) حسن على حسن سلامة( 2006 ) "التعلم الخليط التطور الطبيعى للتعلم الإلكترونى" المجلة التربوية، كلية التربية، جامعة سوهاج، العدد (22) يناير، ص ص 51 – 64.

4 ) فتح الباب عبد الحليم ( 1995 ) الكمبيوتر فى التعليم ، القاهرة، عالم الكتب.

5 ) محمد الهادى، حامد عمار( 2005 ) التعليم الإلكترونى عبر شبكات الإنترنت، القاهرة ، الدار المصرية اللبنانية.

mouamen

المقدمة:

لا ينكر أحد منا أن الحاسوب والإنترنت أصبحت الآن من مقتضيات العصر الحديث وجميع مناحي الحياة صناعية ،واقتصادية ،وسياسية أو اجتماعية إلا وقد دخل الحاسوب فيها من خلال تطبيق برامج وضعت في شتى المجالات أي أننا وظفنا قدرات الحاسوب في التطبيقات الملائمة لكل مجال.

والكيمياء كما هو معلوم يدرس علم الجزيئات إذا التعامل هنا مع ذرات متصلة مع بعضها بطريقة ما لتكوين هذه الجزيئات ولذلك نحتاج إلى خيال واسع كي يتسنى لنا معرفة كيفية ترابط هذه الجزيئات مع بعضها البعض لتكوين المركبات. وفي السابق كان هناك شفافيات ومجسمات ولوحات توضيحية وكلها محدودة الإمكانيات, ولكن عند استخدام الحاسوب فإننا نمتلك إمكانيات هائلة لو أحسنا توظيفها مع توافر الأدوات المناسبة لأمكن تدريس الكيمياء بطريقة مشوقة لتوصيل المعلومة ووضعها بطريقة أفضل وأسهل وأمكن كذلك توظيف إمكانيات الطلبة ومواهبهم مما يساعد في استنهاض هممهم في تطوير هذا المجال.

بداية نريد أن نقدم مقارنة بين التعلم بالكتب والتعلم من خلال الإنترنت. فالكتاب محدود المعلومة ولكن الإنترنت فيحتوي على معلومات تحدَث يوميا وبها كم هائل من المعلومات. ومن السهل في أغلب الأحيان استخدام المواقع الإلكترونية التعليمية والتي ترتبط وتتصل مع عدد لا متناهي من المواقع الإلكترونية التعليمية الأخرى للتوسع قدر الضرورة في التفاصيل. بينما الكتاب محدود العدد من الصفحات والمعلومة كذلك. وإذا علمنا أن كل حاسوب عبارة عن مكتبة متكاملة وبالمقابل كل كتاب مدرسي عبارة عن كتاب فقط. في الكتاب يتصفح الطالب صفحاته فقط اما الإنترنت فيستطيع تقليب كل الكتب المخزنة فيه وهي كثيرة ومن ضمنها الموسوعات. وناهيك عن أن الإنترنت تفاعلي وتسمح لهم الخوض في الحوار والنقاش في مواضيع متنوعة.

يستطيع المعلم استعمال الكتب المدرسية لتحديد مادة بسيطة للقراءة والتصفح ولكن باستخدام الإنترنت يستطيع تحديد مواقع إلكترونية كمراجع عبر إرسال بريد إلكتروني عام لكل الطلاب.
مميزات استخدام الكمبيوتر فى التعليم
يمتلك الكمبيوتر العديد من الإمكانات التى جعلت منه أداة تنافس العديد من الوسائط التعليمية الأخرى والعديد من الاستراتيجيات التعليمية التى تُركّز على نشاط المتعلم وإيجابيته وعلى أساليب العمل داخل الفصل التى تهدف إلى مراعاة الفروق الفردية أو التغلب على بعض مشكلات النظام داخل الفصل ، ويتميز الكمبيوتر بأنه أداة من السهل الاستعانة بها ودمجها فى العديد من الاستراتيجيات التقليدية لتطويرها أو زيادة كفاءتها كأساليب حل المشكلات وطرق الاكتشاف المختلفة ، ويتميز الكمبيوتر بالعديد من الخصائص منها ( ):

1. القدرة على تخزين واسترجاع كم هائل من المعلومات
فالكمبيوتر قادر على تخزين مجموعة متنوعة وكبيرة من البيانات والمعلومات التى تأخذ عدة أشكال كالنصوص والصور والرسوم المتحركة و لقطات الفيديو ، حيث يمكنه تخزين كم كبير من المادة التعليمية تعجز عن الاحتفاظ بها واسترجاعها عند الطلب أى من الوسائل الأخرى و قد ظهرت أخيراً العديد من وسائط التخزين التى يمكن إلحاقها بالكمبيوتر و التى أصبحت فى متناول المتعلم بحيث تمكنه من تخزين واسترجاع المعلومات فى أى وقت فى المدرسة أو فى المنزل .
2. القدرة على العرض المرئى للمعلومات
فالعديد من برامج الكمبيوتر قادر على رسم الصور ومعالجتها وعرضها على الشاشة بشكل جذاب ومفيد وقد تكون هذه المعلومات نصوص أو رسوم تم رسمها بواسطة الكمبيوتر أو إدخلت إليه بطريقة إلكترونية وهذه الرسوم قد تكون رسوم هندسية أو بيانية أو طبيعية ، وتتفاوت درجة دقة هذه الصور وأسلوب التعامل معها تبعاً لمستوى المتعلم وأهداف المادة الدراسية .
3. السرعة الفائقة فى إجراء العمليات فى الرياضيات
من أهم ما يميز الكمبيوتر قدرته على إجراء العمليات فى الرياضيات بسرعة فائقة مما دعى إلى محاولة تقليل هذه السرعة في برامج التعليم بمصاحبة الكمبيوتر لتتناسب مع مستوى التلميذ ولا تسبب له أى ارتباك ، وهذه السرعة الكبيرة لها أهمية فى البحث عن المعلومات وعرضها وهى تعتمد على كم المعلومات الذى يبحث عنه الكمبيوتر أو التى يعرضها وأسلوب العرض وكيفية التعامل مع هذا الكم من المعلومات ، وتظهر سرعة الكمبيوتر أحياناً كسرعة متواضعة فى عرض الصور وحركتها ومعالجتها وذلك نظراً لحاجتها إلى مقدار كبير من ذاكرة الكمبيوتر .
4. تقديم العديد من الفرص والاختيارات أمام المتعلم
فمن أهم صفات البرنامج الجيد تقديم الاختيارات أو البدائل أمام المستخدم بشكل قد لا يتوافر فى البيئة الحقيقية ، وذلك كبرامج المحاكاة التى تقدم بيئة تشبه بيئة التجربة الحقيقية مع إتاحة الفرصة للمتعلم لتحديد الشروط والظروف التى تتم فيها التجربة ، وهناك أساليب عدة لتقديم هذه البدائل فمنها الأسلوب العشوائى والأسلوب الخطى و الأسلوب التفريعى.
5. القدرة على التحكم وإدارة العديد من الملحقات
فللكمبيوتر القدرة على التحكم فى العديد من الأجهزة الأخرى المتصلة به والاستفادة منها ، فيمكنه أن يتحكم فى مكبرات الصوت و المعدات الموسيقية وفى الطابعات والمعدات الرسومية وفى أجهزة العروض الضوئية و وسائط العروض المتعددة وبذلك يمكن أن يكون منظومة عروض متعددة Multimedia ،و تتميز عملية التحكم هذه بأنها عملية تحكم ذات اتجاهين ، فقد يخبر مُشغل شريط الكاسيت الكمبيوتر أن الشريط قد انتهى وقد يخبر الكمبيوتر عارض الشرائح بعرض الشريحة التالية أو الطابعة بنسخ عدة نسخ من الوثيقة .
6. القدرة على التفاعل مع المستخدم
فالكمبيوتر قادر على توفير الفرصة للمتعلم للتحكم واتخاذ القرار فى إجراءات سير البرنامج بأسلوب مرن وإيجابى كما يوفر العديد من الطرق التى تضمن الاتصال الجيد بين المتعلم والكمبيوتر بغرض مساعدة الطالب على إتمام عملية الدراسة بسهولة وبشكل يساعد على تحقيق الأهداف التعليمية المرجوة بشكل جيد ، ومن أهم ما يميز إيجابية برامج الكمبيوتر التعليمة هو متابعتها لأخطاء المتعلم ومحاولة معرفة مصدرها ومعالجة أسباب الخطأ وتوجيهه لدراسة موضوعات معينة وفقاً لما أنجزه أو أصدره من أخطاء ولكن من الصعب تصميم أسلوب معين يمكن من خلاله توقع جميع الأخطاء التى يمكن أن يقع فيها المتعلم ، فقد يكون طالباً مبتدأً أو معلماً ماهراً وبذلك فإن وجود مشكلات مع عمل البرنامج أمر وارد ، ولا يجعل الكمبيوتر عملية التعلم مريحة دائماً أو أكثر متعة بالنسبة للطالب فى جميع الأحوال ، إذ يعتمد هذا على مكان وكيفية استخدامه ، ويمكن أن يسهم الكمبيوتر فى تحسين نواتج عملية التعلم وزيادة فاعليتها.

استخدامات الكمبيوتر التعليمية
تطورت أساليب استخدام الكمبيوتر فى التعليم وأصبح الاهتمام الآن منصباً على تطوير الأساليب المتبعة فى التدريس بمصاحبة الكمبيوتر أو استحداث أساليب جديدة يمكن أن يساهم من خلالها الكمبيوتر فى تحقيق بعض أهداف المواد الدراسية .
وهناك مجموعة من المجالات المتنوعة التى يمكن أن يستخدم فيها الكمبيوتر فى التربية ومنها ( ) :
1- كمادة دراسية : وفيها يصبح هو المحور الرئيسى للدراسة وتشمل دراسته الوعى بالكمبيوتر ومحو الأمية الكمبيوترية ، وذلك عن طريق دراسة استخدامات الكمبيوتر المتعددة ومعالجة البيانات وتطبيقاته المختلفة وبرمجة الكمبيوتر ونظام تشغيله .
2- كوسيله تعليمية : يُعد الكمبيوتر وسيلة متطورة لنقل وتوزيع العديد من المواد الدراسية لما له من خصائص تجعل منه آداة تعليمية فريدة وذات فاعلية ، إذ يوفر خاصية التفاعل الايجابى بين المستخدم والكمبيوتر ، كما يوفر العناية الفردية، كما يعد وسيلة حفز هائلة ويعمل على تنمية العديد من الاتجاهات التربوية .
3- كأداة لحل المشكلات : ذلك أن استخدام الكمبيوتر لحل مشكلة تتضمن بعض المتغيرات يسمح بتحويل مركز الاهتمام من آليات الحل إلى العلاقات التى تدور حولها الدراسة ،كما يُعَد تعليم برمجة الكمبيوتر اسلوباً هاماً يتيح للطلاب فرصة تنمية مهارة حل المشكلات .
4- كأداة لتقديم المواد الدراسية : يُعَد الكمبيوتر أداة فعالة بين يدى المعلم الواعى والطموح ، إذ يستطيع أن يستثمره فى تقديم المواد الدراسية التى قد تستعصى على الفهم والإداراك بدون الكمبيوتر وإمكاناته ، فيستطيع المدرس مثلاً أن يستغل ما يتيحه الكمبيوتر من إمكانات التلوين والرسم وتخزين البيانات واسترجاعها فى توضيح العديد من المفاهيم الصعبة .
5- كمرشد ومدرب : يتميز الكمبيوتر بقدرة كبيرة فى مجال التعليم والتدريب على المهارات الأساسية ، حيث يقدم ما تتطلبه المهارات من فرص التكرار و التدريب بداية من مرحلة تقديم المفهوم المحدد الذى تقوم عليه المهارة الأساسية إلى مرحلة تقييم آداء المتعلم و إرشاده .

ومع الاستخدامات المتعددة للكمبيوتر فى التعليم ظهرت العديد من التصنيفات التى توضح الاستخدامات المختلفة لبرامج الكمبيوتر وترى العديد من الدراسات (* ) أنه يمكن تصنيف البرامج التعليمية إلى أربعة أنواع سوف يتم تناولها بشىء من التفصيل و ذلك للوصول إلى أسلوب مناسب لإستخدامه فى تصميم البرنامج المقترح و هى على النحو التالى:
أولاً : البرامج المُعَلمة Tutorial
والغرض منها تقديم كم معين من المعرفة للطالب تُعد جديدة بالنسبة له وهذا النوع يشبه إلى حد ما الطرق التقليدية كالكتاب أو شرائط الكاسيت والفيديو أو الشرائح أو المحاضرات، ومن خلال البرامج المعلمة يمكن للطالب أن يتعلم معارف جديدة أو يتحقق من صحة معلومات سابقة أو يتم تعزيز استجاباته الصحيحة أو تصويب أخطاءه ، وهذا النوع من البرامج هو من أكثر برامج الكمبيوتر إنتشاراً ، ويمكن من خلاله تقديم مفاهيم أو مهارات أو معلومات جديدة للمتعلم ليدرسها بمفرده ، كما يمكن تقييم آداء الطالب إما من خلال عمله مع البرنامج أو بالطرق التقليدية - أو أسلوب الورقة والقلم - بحيث يمكن توجيه الطالب لإعادة دراسة جزء معين أو لدراسة موضوع آخر يمكن أن يساعده فى دراسة الموضوع الحالى .
• خصائص البرامج المعلمة :
يتصف هذا النوع من البرامج بأنها تعمل على توجيه المتعلم لدراسة المعلومـــات بشكل
منظم ، كما تعمل على مساعدته وتوجيهه بعد إنتهاء الدراسة وأثناءها عن طريق التغذية الراجعة مما يساعد على تحقيق أفضل ناتج لعملية التعلم . وتعتمد هذه البرامج على أنشطة معينة مصممة لتوجيه ومساعدة الطالب على متابعة المادة التعليمية من خلال شاشة الكمبيوتر ، وتستعين هذه البرامج بشكل أساسى بالرسوم المتحركة والمؤثرات الصوتية وتعتمد على تقديم المعلومــات بشكل
متكامل بحيث لا يحتاج الطالب للرجوع إلى أى معلومات أخرى غير موجودة فى البرنامج .
• مميزات وعيوب البرامج المُعلمة :
يُعَد هذه النوع مفيد جداً فى تعليم الحقائق والقوانين والنظريات وتطبيقاتها ، كما يسمح للمتعلم بالانتقال والتقدم فى البرنامج حسب قدراته الذاتية ومتطلباته التعليمية ، وهى مفيدة بصفة عامة في الموضوعات التى يتم تعلمها لفظياً وتحتاج الى كم كبير من المعلومات ، ويعتمد هذا النوع من البرامج على أسلوب التغذية الراجعة الذى قد يكون فى صورة تعزيز Reinforcement أو توبيخ بسيط حيث يُطلب من المتعلم التفرغ لدراسة موضوع معين أو حل بعض التدريبات ، كما يعمل هذا النوع من البرامج على استغلال إمكانات الكمبيوتر من مؤثرات صوتية وألوان ورسوم متحركة للإستحواذ على إنتباه الطالب وضمان استمراره فى دراسته للبرنامج من ناحية أخرى فإن هذا النوع من البرامج يحتاج إلى وقت كبير فى إعداده وتصميمه ، كما تتطلب إعداد وتنظيم كم كبير من المعرفة بحيث تكون مناسبة لمستخدمى البرنامج ، كما تحتاج فى إعدادها إلى أسلوب يجعل المتعلم يعتمد على نفسه ويفهم ما يقدم له من توجيهات وارشادات ، ذلك لأن البرنامج لا يقدم المساعدة للمتعلم إلا عند طلبها ، وبالرغم من تصميم هذه البرامج أساساً لتنمية المستويات المعرفية العليا لدى المتعلم إلا أنها لا تحقق ذلك دائماً .
ثانياً : برامج التدريب والمران Drill and Practice
يحتاج كثيراً مما يتعلمه الطلاب إلى بعض التدريبات وحل المشكلات لتحسين عملية التعلم ولزيادة مستوى التحصيل ، كما تُعد هذه التدريبات مهمة لتنمية بعض المهارات وذلك لتعريف المتعلم بأخطائه ولتقديم الأساليب العلاجية المناسبة له ، وبذلك يمكن من خلال هذه البرامج تقديم المكونات الثلاثة الأساسية لدورة التعلم وهى التدريب والتغذية الراجعة والعلاج ، وتتميز هذه البرامج عن أساليب التدريب التقليدية فى تقديمها المستوى المناسب من التدريبات للطالب ، حيث تقدم له فى البداية مجموعة من الاختبارات القَبلية لتحديد مستواه ثم تقدم التدريبات أو المشكلات المناسبة لهذا المستوى ثم تنتقل به لمستوى أعلى ، وهى بذلك تراعى مبدأ الفروق الفردية بين الطلاب والذى لا نستطيع مواجهته بالأساليب التقليدية فى الغالب ، وأهم ما يميز برامج التدريب والمران هو تقديمها للتغذية الراجعة فى الحال ليتعرف الطالب على صحة استجاباته مما يعزز التعلم لديه بشكل كبير ( ) ، ومن خلال هذه النوع من البرامج يمكن التركيز على مهارة معينة وتقديم العديد من التدريبات عليها ولكن هذه المهارة التى يتدرب عليها الطالب لا يتــــم تعلمهـــــا لأول مرة بل سبــق له تعلمهـــا من خلال أســاليب أخـرى أو البرامج المعلمة Software Tutorial حيث يتم هنا تنميتها ورفع مستوى آداء المتعلم فيها.
• خصائص برامج التدريب والمران
تقدم هذه البرامج فرصة كبيرة للمتعلم للتدريب على مهارة معينة أو لمراجعة موضوعات تعليمية معينة بغرض تلافى أوجه القصور فى المتعلم ، وهى فرصة جيدة للتغلب على المشكلات التى تواجه الطلاب فى أساليب التدريب العادية فى الفصل كالخوف أو الخجل أو الفروق الفردية ، وتصبح برامج التدريب أكثر فاعلية إذا ما كانت الاجابة التى يبديها الطالب قصيرة ويمكن تقديمها بسرعة مما يزيد من فرصة تحقيق الهدف الأساسى من التدريب ويقلل من فرصة وجود أخطاء ، فبعض الاجابات قد تكون معقدة تحتاج لإجراء بعض العمليات الأولية للوصول إلى الحل النهائى ، لذا يجب تحليل المهارة إلى مجموعة من المهارات الأولية وتقديم التغذية الراجعة عن كل مهارة ،و تعمل برامج التدريب والمران على تغيير الأنماط التقليدية لتقديم المشكلات للطلاب وذلك عن طريق توظيف المؤثرات الصوتية والألوان والرسوم المتحركة والعديد من امكانات الكمبيوتر والتى تجعل عملية التدريب ممتعة وخاصة إذا ما اقترنت بتصميم مرن ومنطقى للبرنامج مما يتيح العديد من الاختيارات أو البدائل أمام المتعلم كتحديد مستوى صعوبة البرنامج أو سرعة تتابع فقراته أو طبع نتائج الطالب وتحديد مستوى تقدمه أو تشغيل أو ايقاف الصوت أو الرسوم المتحركة .
• مميزات وعيوب برامج التدريب والمران
من أهم مميزات هذه البرامج تقديم الفرصة للتحكم الدقيق والموجه لتنمية مهارات معينة وتقديم التغذية الراجعة الفورية وتوجيه المتعلم عن طريق أسلوب علاجى لتنمية مهارات معينة تُعد أساسية لإجادة المهارة الأساسية وهذا ما تعجز عنه الأساليب التقليدية ، وهى بذلك تعتبر معلم يتعامل مع كل طالب على حده لتدريبه على مهارة معينة وتقديم الحل الصحيح له فى الحال ( ) ، ومن أهم عيوب هذه البرامج أنها تعتمد على إختبارات" الإختيار من بين متعدد" لا على استقبال إستجابات الطالب التى يُنشأها بنفسه ، وبذلك فإن هذه البرامج لها قدرة محدودة على تقييم آداء المتعلم .
ثالثاً : برامج المحاكاة Simulation
يقصد بالمحاكاة عملية تمثيل أو نمذجة أو إنشاء مجموعة من المواقف تمثيلاً أو تقليداً لمواقف من الحياة حتى يتيسر عرضها والتعمق فيها لإستكشاف أسرارها والتعرف على نتائجها المحتملة عن قرب ( )، وتنشأ الحاجة إلى هذا النوع من البرامج عندما يصعب تجسيد حدث معين فى الحقيقة نظراً لتكلفته أو لحاجته إلى إجراء العديد من العمليات المعقدة ، وعن طريق برامج المحاكاة أمكن تمثيل الكثير من مشكلات الحياة وأسرارها مثل تأثير السياسة التى تتبناها الدولة نحو الطاقة على اقتصاد الدولة ، كما يمكن تقديم أى نظام أو مجموعة من المواقف والحقائق عن طريق توضيح بعض المعادلات التى توضح كيف تتفاعل مكونات هذا النظام .
• خصائص برامج المحاكاة :
برامج المحاكاة الجيدة هى التى تقدم سلسلة من الأحداث الواضحة للمتعلم والتى تتيح له الفرصة للمشاركة الإيجابية فى أحداث البرنامج ،وتقدم له العديد من الاختيارات التى تناسبه كما تستعين بالصور والرسوم الثابته و المتحركة الواضحة والدقيقة كما توجه المتعلم التوجيه السليم لدراسة تعتمد على تحكم المتعلم فى بيئة التعلم مع توفير قاعدة كبيرة من المعلومات التى يمكن أن يلجأ إليها لتعاونه فى فهم الموضوع محل الدراسة.
• مميزات وعيوب برامج المحاكاة :
تتميز برامج المحاكاة بأنها تقدم مواقف تعليمية غير تقليدية بالنسبة للمتعلم وذلك بشكل يثير تفكيره و يستخدم إمكانات الكمبيوتر المتقدمة والتى لا تتمتع بها الوسائط الأخرى ، كما يمكن من خلالها دراسة العمليات والإجراءات التى يصعب دراستها بالطرق التقليدية ، كما تتيح الفرصة لتطبيق بعض المهارات التى تم تعلمها فى مواقف ربما لا تتوافر له الفرصة لتطبيقها فى بيئة حقيقية ، وفى معظم الحالات فإن الموقف يكون مناسباً للتعلم والتدريب على المهارات مع الكمبيوتر والذى يشبه إلى حد كبير العالم الحقيقى .
من ناحية أخرى فإن برامج المحاكاة تتطلب قدراً كبيراً من التخطيط والبرمجة لتصبح فعالة ومؤثرة وشبيهة بالظروف الطبيعية ، كما أنها تتطلب أجهزة كمبيوتر ومعدات Hardware ذات مواصفات خاصة وذلك لتمثيل الظواهر المعقدة بشكل واضح ، كما تحتاج إلى فريق عمل من المعلمين والمبرمجين و علماء النفس وخبراء المناهج وطرق التدريس و خبراء المادة ولا يخفى ما فى ذلك من وقت وجهد وتكلفة مادية كبيرة .
4 - برامج الألعاب التعليمية Instructional Games
تعتمد ألعاب الكمبيوتر التعليمية على دمج عملية التعلم باللعب فى نموذج ترويحى يتبارى فيه الطلاب ويتنافسون للحصول على بعض النقاط ككسب ثمين ، وفىسبيل تحقيق مثل هذا النصر يتطلب الأمر من المتعلم أن يحل مشكلة حسابية أو منطقية أو يحدد تهجئة بعض المفرادات أو يقرأ ويفسر بعض الإرشادات أو يجيب عن بعض الأسئلة حول موضوع ما ، ومن خلال هذا الاسلوب تضيف الألعاب التعليمية عنصر الإثارة والحفز إلى العمل الدراسى ، وعادة ما تأخذ الألعاب التعليمية الشكل الذى يجذب المتعلم ويجعله لا يفارق اللعبة دون تحقيق الهدف أو الأهداف المطلوبة ، وهى تعتمد أساساً على مبدأ المنافسة Computition لإثارة دافعية المتعلم كما تعتمد على إمكانات الكمبيوتر التعليمية عندما يصبح فى الإمكان تقويم آداء المتعلم عن طريق بعض التدريبات التى يتم التعامل معها بشكل غير مباشر مما يزيد من احتمال تحقيق أهداف الدرس . ( )
• خصائص برامج الألعاب التعليمية :
تتشابه الألعاب التعليمية في خصائصها إلى حد كبير مع خصائص برامج المحاكاة والتدريب والمران ، فعلى المتعلم أن يعرف دوره بوضوح للمشاركة فى اللعبة وأن يعرف الهدف من اللعبة ، ولكى يكون البرنامج فعال فإنه ينبغى أن يكون قوة حفز لاستثارة حماس المتعلم للعمل لأطول فترة وأن يستخدم الرسوم المتحركة والألوان والموسيقى والمنافسة كأساس لعناصر اللعبة ، كما يجب أن يتضح الهدف النهائى من اللعبة فى ذهن المتعلم ليعمل على تحقيقه بوضوح ويستخدم فى ذلك المعلومات والإرشادات التى توضح الطريق الذى عليه أن يسلكه .( )
• مميزات وعيوب برامج الألعاب التعليمية :
من أهم مميزات برامج الألعاب التعليمية هى إثارتها للمتعلم بشكل يدفعه للمشاركة الفعالة فى الدرس ويثتثير طاقاته من أجل مواصلة العمل مع البرنامج والتغلب على الملل أو الرتابة التى قد تصيبه من جراء دراسة بعض الموضوعات الغير محببة أو المجردة بالنسبة له، من ناحية أخرى تقدم بعض هذه البرامج الصور والمؤثرات الصوتية والتى تظهر أحياناً عند حدوث استجابة خاطئة مما يُعد تعزيزاً لإستجابة المتعلم بالإضافة إلا أن هذه البرامج تنمى جزءاً صغيراً أو قدراً قليلاً من المهارات فى وقت كبير نسبياً ومن خلال العديد من الاجراءات .

مما سبق يتضح أن هناك عدة أنواع لبرامج الكمبيوتر التعليمية و يعتمد نوع البرنامج على أسلوب تقديم أو عرض المادة التعليمية للمتعلم وعلى مشاركة الطالب فى أحداث البرنامج وعلى الهدف من و طبيعة الموضوع الدراسى ، فقد يكون الهدف هو تعلم بعض المفاهيم والحقائق ( البرامج المُعلمه - برامج المحاكاة ) أو التدريب على بعض المهارات ( التدريب والمران - الألعاب التعليمية ) ، ولا يعنى ذلك أن هناك حدوداً فاصلة بين كل نوع من الأنواع السابقة ولكن يمكن أن يحتوى برنامج واحد على خصائص برنامجين أو أكثر من أنواع البرامج السابقة وذلك لتحقيق أهداف معينة قد يصعب تحقيقها من خلال أحد الأنواع منفرداً أو للتغلب على صعوبة معينة فى حالة استخدام نوع معين من البرامج بمفرده أو لإثراء عملية التعلم ، أو للجمع بين مميزات نوعين من مختلفين من البرامج لتصبح أكثر فعالية أو تأثيراً فى المتعلم .
مما سبق يمكن استنتاج أنه مهما كان أسلوب استخدام الكمبيوتر فى التعليم (كأداة لتقديم المواد الدراسية أو كوسيلة تعليمية أو كأداة لحل المشكلات) ومهما كانت نوعية البرامج المستخدمة (البرامج المعلمة أو برامج التدريب والمران أو المحاكاة أو الألعاب التعليمية ) فإنه يمكن تصنيف برامج الكمبيوتر المستخدمة فى التعليم إلى خمسة أنواع رئيسة هى :
1- برامج التطبيقــــــــــات Applications Software
2 - البرامج الــتعلـيمــــــية Tutorial Software
3 - لـغـــــات البرمــجـــــة Programming Languages
4 - برامج العروض المتعددة Multimedia Software
5 - برامج خِــــدمـة المعــلم Software Teacher Utilities
1 - برامج التطــبيقـات
وهى لا تُصَمم خصيصاً للطالب بل تُصَمّم للأغراض العامة ، وهى تُعد من أكثر الأنواع حظاً فى تطبيقاتها داخل الفصول ، فيمكن استخدامها كأداة لحل المشكلات أو كأداة لتوضيح وتفسير الموضوعات الدراسية، ومثال هذه البرامج برامج معالجة الكلمات Word Processor والتى يمكن استخدامها فى كثير من المجالات الدراسية لكتابة المقالات والتقارير .
ويُعَد استخدام هذه البرامج بمهارة من المتطلبات الأساسية التى ينبغى أن يُتقنها الطالب لحاجته المستقبلية لها ، فعلى سبيل المثال تمتلك برامج معالجة الكلمات إمكانات متقدمة تَحول دون كثير من المشكلات التى تقع داخل الفصل ، فهى لها القدرة على كتابة النصوص باللغات المختلفة والمعادلات الجبرية و مراجعتهتا إملائياً و نحوياً و إجراء عمليات البحث المختلفة داخل النص،كما توجد برامج الجداول الإلكترونية أو الجداول الممتدة Spread Sheets وبرامج الرسوم Graphics و التى تستخدم فى دراسة الرياضيات والعلوم لتحليل البيانات وإجراء العمليات المختلفة عليها وتمثيلها بيانياً بعدة أنماط مختلفة وإنشاء الرسوم الهندسية ( )، كما ظهـــرت برامــــج الاتصالات Communicationو التى تستخدم فى تبادل المعلومات والحصول عليها من العديد من الأماكن المختلفة فى العالم ، و هى بذلك تتخطى الحواجز الجغرافية ،كما يمكن أن تلعب دوراً كبيراً فى تعليم الطلاب المعاقين وذلك عن طريق اتصالهم بالآخرين بواسطة شبكات الكمبيوتر Network ،و مع استخـدام هذا النوع من البرامج ظهــرت بعض المشكلات داخل الفصل الدراسى ، فمن المفروض أن يجُيد الطالب مهارات استخدام هذه البرامج قبل استخدامها فى التعلم داخل الفصل كما ينبغى توافر جهاز لكل طالب أو طالبين على الأكثر و هذا مالا يمكن توفيره داخل كل فصل و لجميع الطلاب .
2- البرامج التعلــــيمية
وهى للإستخدام داخل الفصول المدرسية وقد صُمّمت خصيصاً لتدريس الموضوعات والمهارات المختلفة ، ومن هذه البرامج البرامج المُعلمة وبرامج التدريب والمران وبرامج المحاكاة والألعاب التعليمية ، وهى تركز على عملية تفريد التعلم والإستعانة بالتغذية الراجعة لدعم عملية التعلم ويركز مصمموا هذا النوع على دورها فى تحسين عملية التعلم وجعله فعالاً ، وقد أكدت العديد من الأبحاث قدرة برامج الكمبيوتر التعليمية على زيادة مستوى تحصيل الطلاب وتنمية مهاراتهم بالرغم من توقف ذلك على العديد من العوامل والتى من أهمها حماس المعلم وقدرته على توظيف البرنامج بالشكل الصحيح ، وهى تستخدم أحياناً لمساعدة الطلاب بطىء التعلم أو الذين يعانون من صعوبات تعلم فى بعض الموضوعات الدراسية ، ومن أهم ما يشغل مصممى هذه البرامج هو كيفية استخدامها بشكل متكامل مع المنهج ومع الأنشطة المختلفة واستخدامها فى مجموعات صغيرة أو كبيرة أو للتعليم الفردى ( ).
3- لـــغات البرمـجـــة
فى بدايات ظهور الكمبيوتر التعليمى كان هناك إتجاه عام وقوى تمثل فى تعليم الطلاب برمجة الكمبيوتر بصفة عامة و تعلم البرمجة بلغة البيسك Basic بصفة خاصة وقد كان سبب ذلك هو الإعتقاد بحاجة الطلاب الماسة لتعلم كيف يعمل الكمبيوتر وأسلوب التخطيط لحل المشكلات المختلفة بمساعدة الكمبيوتر ، و قد تعدل هذا الإتجاه و أصبح استخدام الكمبيوتر عن طريق برامجه التطبيقية -والتى يحتاجها المتعلم أكثر من تعلم لغات البرمجة- هو الهدف الذى يسعى التربويون إلى تحقيقه ، وتعلم لغات البرمجة ليس غاية فى حد ذاته بل هى أسلوب لتعليم الطلاب أساليب التفكير والتخطيط المنطقى لحل المشكلات و تطبيق أفضل الحلول عن طريق وضع خوارزمية Algorithm لحلها مستندين فى ذلك إلى خبراتهم الدراسية وإلمامهم بالحقائق والنظريات المختلفة ، فالطالب الذى يصمم برنامج لرسم الشكل السداسى يجب أن يلم بالعديد من أوامر لغة اللوجو Logo مثلاً وفى نفس الوقت يجب أن يكون على دراية بخواص الشكل السداسى .
4- برامج العروض المتعددة
حدث تطور كبير جداً فى السنوات العشر الماضية فى مجال تطبيقات الصوت والصور الثابته والمتحركة المدارة بالكمبيوتر ، ولم يقتصر استخدام الكمبيوتر على عرض النصوص والرسوم بل استخدم فى مشاهدة عروض الفيديو الحية المدعمة بالمؤثرات الصوتية ، كما أمكن التحدث للكمبيوتر وتسجيل هذه المحادثات وسماع التوجيهات التى يصدرها الكمبيوتر ، وقد أتاحت تكنولوجيا وسائط التخزين - كأقراص الليزر CD-ROM وأقراص الفيديو Video Disks والتى تعمل على أجهزة فيديو خاصة تسمى Video Player - الفرصة لتخزين كم كبير من الصور الثابتة والمتحركة ولقطات الفيديو وسهولة إسترجاعها لعرضها على شاشة الكمبيوتر ، وتتميز هذه البرامج بقدرتها على توظيف الصوت والصورة والنصوص المتشعبة Hypertext (*) بشكل تفاعلى وجذاب جداً للمتعلم ،ومن الأمثلة التعليمية على مثل هذا النوع الموسوعة المعروفة باسم Encarta وموسوعة Grolier Electronic Encyclopedia والتى تحتوى على واحد وثلاثون مجلداً من المعلومات على قرص ليزر واحد ، وهى تستخدم نظم المحاكاة ولقطات الفيديو والرسوم المتحركة والصور فى عرض المعلومات المختلفة كما تستخدم نظام النصوص المتشعبة ،وهى تتطلب جهاز كمبيوتر ذو إمكانيات معينة كشاشة عرض ملونة ذات دقة عالية Hight Resolution و كرت صوت Sound Card مع مكبرات صوت و كارت فيديو Video Card .
5- برامج خدمة للمعلم
ويطلق على هذا النوع البرامج "البرامج الفائدية للمعلم و إدارة الطالب" أو Teacher Utilities and Student Management Programs ( ) فالمعلم يقضى الوقت الكثير فى عمل وتصحيح الإختبارات وإعداد خطة الدراسة وتنظيم أنشطة الطلاب ومراجعة الأعمال اليومية لذلك ظهرت العديد من البرامج التى يمكن أن تُزيح عن المعلم عناء القيام بالكثير من الأعمال وخاصة الروتينية منها ، فمنها ما ينوب عن المعلم فى إعداد الإختبارات أو إعداد كشوف الدرجات للطلاب أو تحديد مستويات الطلاب أو الصعوبات التى يواجهونها .

مما سبق يتضح أن هناك مجموعة كبيرة من البرامج التى يمكن استخدامها داخل فصولنا التعليمية والذى يتوقف حُسن استخدامها على الإختيار الصحيح لنوع البرنامج و على الهدف منه و كيفية استخدامه و أهداف المادة الدراسية و مستويات المتعلمين السِنية و الدراسية ، واستكمالاً لفهم دور هذه البرامج و للتعرف على كيفية استخدامها وتطبيقها التطبيق الأمثل سوف يتم التعرف على أماكن استخدام هذه البرامج فى المدرسة وذلك حتى يتسنى اختيار الطريقة الصحيحة التى يمكن أن يستخدم بها البرنامج المقترح فى البحث الحالى .

م/حمادة جمال بساط

hamadagamal
موقع هندسي**بحثي**ثقافي** »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,188