هيفاء محمد القواسمة (أخصائية تربوية)

بقلم: هيفاء محمد القواسمة*

نقصد بكلمة تعليم هي العملية التشاركية المنظمة بين المعلم والمتعلم حيث يتم نقل العلم والمعرفة من المعلم إلى المتعلم بشكل مباشر وسنركز في هذا المقال على دور معلم اللغة الانجليزية كونه الموجه والمحرّك للنشاط التفاعلي اللغوي في العمليّة التعليمية في الغرفة الصفية، وفي عالمنا يعتبر المعلم خبيراً كلما زادت سنوات خبرته في التدريس، لكننا لا ننكر أنه قد نجد من تكون خبرته سنة واحدة يضاهي بقدرته من يملك خبرة بسنوات طويلة ويعتمد ذلك على رغبة المعلم الذاتية في تطوير معرفته وتجديدها، فالعلم إن لم يزد ينقص.
اللغة الإنجليزية كأي لغة تعتمد على المهارات الأساسية الأربع: الكتابة، المحادثة، الإستماع، القراءة وعلى المعلم أن يركز على هذه المهارات بشكل متساو عند التعاطي مع المنهاج، دون التركيز على مهارة دون أخرى، وهذا يستدعي تخطيط جيد وتحديد الأهداف والنتاجات المطلوبة من كل وحدة حسب الخطة الفصلية أو من كل درس حسب التحضير اليومي، مع أهمية تحديد التعلم السابق واللاحق الضرورين، لتمكين العملية البنائية في التعليم، حيث يتم تطبيق المهارات بشكل فردي أوجماعي يصحبها الادارة الصفية الجيدة وتنظيم الوقت، وأي منهاج يمكن أن يكون ضعيفاً أو قوياً بقدرة المعلم وحنكته في التعامل معه .
كوننا في مجتمع غير ناطق باللغة الانجليزية كلغة رسمية ، تكمن مسؤولية المعلم في استغلال كل دقيقة في الحصة الصفية في سبيل ممارسة اللغة مع طلابه، وعمل حلقة وصل بين الواقع المعاش وما يتم تعلمه، وتشجيع الطالب بالتحدث باللغة، وتوظيف الألفاظ، ومعرفة معانيها من خلال إنشاء جملة توضح المعنى، وأهم من ذلك كله تصحيح عباراته وتوضيح أخطائه، بذلك تتطور لغته.
ولا تقـِل مهارة الكتابة أهمية من المحادثة حيث يتم تدريب الطلاب بتسلسل حسب المرحلة العمرية من إنشاء جملة بسيطة إلى إنشاء فقرة، وللأسف نرى بعض المعلمين يتجاهلون إعطاء أو تطوير هذه المهارة حيث يتم التركيز على إعطاء القواعد (grammar) مجردة دون تطبيقها في الكتابة أو المحادثة ويؤدي ذلك إلى عدم تكامل الأهداف وضياع حلقات الوصل بينها، وحبذا لو يشجع المعلم على النشاطات الخارجية ويشجع طلابه على قراءة القصص باللغة الإنجليزية حسب مرحلتهم العمرية.
ولا شك أن الوسائل الصوتية والسمعية أو المرئية مهمة في تدريب الطالب على النطق الصحيح للألفاظ والكلمات من أصحاب اللغة الأصليين، ولا يجب الإعتماد على لفظ المعلم الذي قد يصيب أو يخيب، مما يوقع الطالب في متاهة اللفظ السليم، حيث مهارة الإستماع تعتبر الركيزة الأساسية لأي لغة يتم تعلمها وتعتمد عليها باقي المهارات.
وعلى المعلم أيضاً أن يتعاون مع أولياء الأمور، حيث لا ننسى دورهم التكميلي في متابعة أبنائهم، ويكون ذلك في إعطائهم النصح والإرشاد لكيفية الدراسة الصحيحة، من استغلال وقت اللعب بألعاب لغوية واستغلال التطبيقات الموجودة بكثرة، وتعلم كلمات هذه اللغة ونطقها السليم بعيدة عن التخمينات، ومشاهدة الأفلام الناطقة، ومحاولة محو الأفكار السلبية تجاه اللغة الإنجليزية من أنها صعبة الفهم والتطبيق.
في عصرنا هذا مع انفتاح العالم في مواقع التواصل الإجتماعي والشبكة العنكبوتية أصبح من السهل جداً أن تتعلم لغة جديدة وبالأخص اللغة الإنجليزية، ولم تعد مشكلة الآن في تعلّم لغة أخرى، ولكن ما نشهده الآن في بلادنا هو التشديد على الاهتمام باللغة الانجليزية على حساب لغتنا الأم. 

*أخصائية تربوية

 

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 196 مشاهدة

عدد زيارات الموقع

860