التفقد والتعارف التفقد والسؤال الدائم عن أحوال الآخرين ، بل ومفاجئتهم بالتعرف على أحوالهم وأبنائهم ومشاكلهم ، كل ذلك علامة على نجاح الحب ، وتمكنه ، فإن افتقد فالثقة تبدأ بالنقصان . ولإكمال النجاح يجب أن يُوزع هذا التفقد للجميع بدرجة متساوية ، حتى لا يصنع الميل لأحد دون أحد ، نقطة ضعف قد تفتح أبوابًا من المشاكل النفسية لا حصر لها . ومعنى التفقد الحقيقي ما كان عملياً وقائمًا على الحب ، الذي يحقق الاحتواء العاطفي ، وإشعار الآخرين بالقبول ، والاستوعاب النفسي والعاطفي ، والتعامل بالرفق دون جرح للمشاعر. وتأمل هذا المشهد : قال محمد بن سعد : أتى واثلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى معه الصبح، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى وانصرف تصفح أصحابه ، فلماذا دنا من واثلة قال : مَن أنت ؟ فأخبره ، فقال : ما جاء بك ؟ قال : جئت أبايع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ فيما أحببت وكرهت]، قال : نعم ، فأسلم وبايعه. فقد كان من فقه النبي صلى الله عليه وسلم أن يختار الوقت المناسب للتفقد بعد صلاة الصبح ، مما يجعل التعرف على الجديد أمرًا ظاهرًا وسهلاً ، وهكذا حتى الإسلام والبيعة عليه ، يقوم على الحب ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لواثلة : [ فيما أحببت وكرهت ] .
نشرت فى 13 مايو 2009
بواسطة gmady
عدد زيارات الموقع
306,835
ساحة النقاش