رسالة من الماضى
***********
عندما كنا صغارا كان أقصى ما نتمنى هو اللعب ، خاصة فى فصل الشتاء وانهمار المطر ، وتحول التراب إلى عجينة من الطين ، كان البيت له باب رئيسى على الشارع العمومى وآخر باب جانبى بشارع صغير ، كان هو الملاذ بعيدا عن عيون المارة ، نبدأ فى جمع الطين وتشكيله على هيئة عرائس أو حصوات نتركها تجف ونلعب بها لعبة الحصى ، وأحيانا كانت أمى تترك لنا عدة الخبيز القديمة فنقوم باستخدام الطين فى تعلم كيفية الخبيز كمرحلة أولى ، تأتى بعدها مرحلة بواقى العجين نتعلم فيها أيام الخبيز ، تحولت تلك البراءة مع الايام ومع استدارة الجسد وبلوغه مرحلة شبه ناضجة إلى أوامر خائفة ننفذها بكل حذر ، نسير فى الطريق إلى ألامام فقط لا نلتفت يمينا اويسارا ، نتعلق بالكتب نخفى بها الصدور النافرة بفعل الطبيعة والنمو ، نمسك بالجلباب المدرسى نخشى من الهواء ان يلصقه بهذا الجسد الناطق بالفتنة ،كان المدرس عندما يرانا فى عجلة دائمة حتى نعود إلى المنزل ،يشفق علينا قائلا أنتم آخر الفتيات المحترمات ، نبتسم ابتسامة صفراء لا يفهمها ، لا يفهم كم كنا نتبع بأعيننا تلك الفتيات القادمات من المدينة لأن مجموعهن ضعيف وما يفعلنه فى انفسهن من اللبس الضيق الفاضح والمكياج الصارخ ، والضحك بصوت عال فى الطريق ، كنا نريد فقط نصف ما يتاح لهن من متعة ومن دلال ، ومن معاكسة الشباب ، نعود إلى المنزل فلا نستطيع التحدث عنهن خشية أن نحرم من المدرسة أيضا فالحسنة تخص والسيئة تعم ، وهذه الفتيات سوف يكن سببا فى إفساد أخلاقنا ، كنا نحادثهم داخل سور المدرسة فقط ، ولا نختلط بهن فى الطريق العام أو بالقرب من منازلنا ، الأن وبعد مرور سنوات طويلة على التخرج البعض منهن لحقن باول محطة لقطار الزواج تغير الشكل والملبس وانعدم المكياج فصرن كخالتى نبيهة الندابة ،( ساحبة وجره وشايلة وطالعة الجبل تشوف حاجة للحبل )
عدد زيارات الموقع
25,260
ساحة النقاش