الأمراض المشتركة بين الأسماك والإنسان

إعداد

م / محمد أحمد السيد خميس

بكالوريوس علوم الثروة السمكية – قسم الإستزراع السمكى

جامعة كفر الشيخ

هناك الكثير من الأمراض التي تصيب الأسماك والإنسان معاً وأيضا أمراض تكون الأسماك حاملة لها وتصيب الإنسان، وتختلف الأمراض بإختلاف أنواع الأسماك والوقت من السنة ومقدار تناول الإنسان من الأسماك أو تعرضه للبيئة المائية التي توجد بها الأسماك المصابة، وتكون معظم الأمراض أمراض بكتيرية فتكون في الأسماك سواء الحية أو المجمدة أو المصنعة رديئة التصنيع يتعرض الإنسان لهذه الميكروبات عن طريق تناول هذه الأسماك أو التعامل معها خلال فترة التربية أو الحصاد أو البيع أو التصنيع والحفظ وحيث أن بعض هذه الميكروبات قد يسبب أعراض إكلينيكية ضعيفة كبعض الإضطرابات بالقناة الهضمية مما قد يجعل بعض الإصابات تمر بدون تسجيل للمرض كما أن هناك العديد من الميكروبات المنتشرة في البيئة الملوثة لوسائل الإنتاج والحفظ قد تنمو على الأسماك المستخدمة لتلك الأغراض وتعرف ببكتريا التسمم الغذائي حيث أنها تستخدم الأسماك كوسيط للإعاشة منتجة العديد من السموم بالإضافة لمقدرة بعضها على التكاثر وزيادة الضراوة لغزو الإنسان المستهلك لتلك المنتجات محدثة تسمم دموي عام وأوبئة شديدة ولا يجب أن نغفل خطورة ما يتعرض له القائمين على انتاج وتصنيع الثروة السمكية لمثل هذه الامراض وعليه يوصى بإجراء فحص طبي دوري على العاملين لهذا القطاع حيث أنهم أكثر عرضة للإصابة بتلك الأمراض والتي تعرف بالأمراض المهنية كما يجب توعيتهم بطرق الوقاية والعلاج.

1 – الأمراض البكتيرية التى تصيب الإنسان :

أ ـ الميكروب السبحي: disease Streptoccus sP)  Streptococcal)

 يسبب هذا الميكروب إلتهاب بالمخ وغشائه كما يحدث نفوق بالأسماك المستزرعة وتنتقل العدوى للإنسان عن طريق وجود جروح بالجلد أثناء التعامل أو التداول مع الأسماك المصابة وتصاحب العدوى في الإنسان وجود تقيحات بالجلد والتهاب بجدار القلب وغشاء المخ مع إحتمالية حدوث التهاب بالمفاصل.

ب - بكتريا الفبريو: تنتقل العدوى بهذا الميكروب من خلال تداول أو نقل أو تصنيع الأسماك وخاصة في الأفراد المصابين بجروح باليد أو من خلال تناولها دون الطهي الكافي أو التعرض للمياه الملوثة، وتتميز الإصابة بهذا الميكروب بوجود حالة تسمم دموي مع ارتفاع في درجة الحرارة ورعشة مع تقيح وبثرات بالجلد مع نسبة وفاه تصل إلى ٥٠% وتعتبر الماء والأشخاص المصابيين بهذا المرض من أكبر مصادر العدوى.

ج ـ ميكروب سل الأسماك: يسبب هذا الميكروب مرض مزمن بالأسماك وهذا الميكروب واسع الإنتشار على مستوى العالم ويصيب أسماك المياه العذبة والمالحة كما يصيب الأسماك بالمزارع الترابية والأحواض الزجاجية ومياه الأنهار والمستنقعات والبحار والبحيرات، يتميز هذا المرض بوجود بثرات وتقرحات بالجلد مع ضعف عام والتهاب بقرنية العين.

د ـ بكتريا الايرومونس: ينتشر هذا الميكروب في أسماك المياه العذبة ويحدث تسمم دموي وأوبئة في الأسماك ولكن تظهر الإصابة في الإنسان على شكل نزلة معوية وإسهال قد يختفي بعد فترة دون علاج ولكن حالات الإصابة الشديدة قد يصاحبها تسمم دموي مع نزلة معوية حادة ربما تتضاعف بتليف بالكبد وعدوى بالعين.

هـ - بكتريا الادواردسيللا: نادرا ما تحدث إصابه بهذا الميكروب للإنسان ولكن نظراً لتواجد هذا الميكروب في بعض الزواحف والثدييات يجعل كلا من الأسماك والإنسان عرضة للاصابة بهذا الميكروب وغالباً ما يحدث هذا الميكروب نزلات معوية مع جروح وتقيحات بالجلد وربما يؤدي إلى حالات من التسمم الدموي.

٢ - الطفيليات التي تصيب الأسماك والإنسان:

يوجد عدد كبير من الطفيليات والتي خلال دورة حياتها تمر ببعض أسماك المياه العذبة والمالحة وتظل بالأسماك كيرقات متحوصلة ووجود مثل هذه اليرقات قد تجعل الإنسان عرضة للإصابة بها في حالة تناول الأسماك دون الطهى الجيد وبفعل إنزيمات المعدة بالإنسان او العائل النهائي تتحلل هذه الحويصلات لتنتج اليرقة والتي بدورها تكمل دورة الحياه منتجة ديدان نافعة في جسم الإنسان.

أ ـ يرقات الديدان المفلطحة: تصاب جميع أنواع الأسماك سواء كانت مياه عذبه أو مالحة وكذلك أسماك الزينة بالعديد من هذه الديدان في صورة سركاريا متحوصلة وهي أحدى أطوار حياة الديدان المفلطحة وقد ترى بالعين المجردة حيث أن بعضها ذو حجم كبير ونظرا لترسب المواد الصبغية بها فقد تسمى بالبقع السوداء وفيها ما لا يرى بالعين المجردة ويوجد في عضلات وجلد وخياشيم وكبد وكلى هذه الأسماك، وتكون هذه الأسماك هي العائل الوسيط الثاني أما العائل النهائي هو الإنسان والحيوان والطيور حيث ينمو الطور البالغ في أمعائه لا تسبب الإصابة ازعاجاً كبيراً للسمكة إلا إذا ما وجدت أعداد كبيرة من الأكياس أو عندما تكون الأسماك المصابة صغيرة جدا أو في حالة تواجد هذه الأكياس في الأعضاء الحيوية مثل المخ والقلب والكبد والكلى، وقد تنمو الديدان النافعة للتريماتودا في الأسماك حالة كونها عائل نهائي أو في الإنسان أو القطط والكلاب بعدد كبير وأغلبها تعيش في القناة الهضمية وقد تؤدي إلى تغيرات باثولوجيه عند الإصابة بدرجة كبيرة.

ب - يرقات الديدان الشريطية (البللوروسيركويد): تصاب الأسماك بالأطوار البرقية لبعض الديدان الشريطية حيث تلعب الأسماك دوراً هاماً في استكمال دورة حياة الديدان التى تصيب الإنسان والحيوان أكلة الأسماك ومن أهم الديدان:

١ - يرقات ديدان الداى فلوبثريم لاتم: وهذه الديدان تسبب خطورة على الإنسان لأنها تتغذى على فيتامين B 12 مما يسبب للإنسان الأنيميا الخبيثة.

٢ - يرقات ديدان الليجيولا: التي تعيش في أمعاء الطيور المائية وتوجد اليرقات بالتجويف البطنى للعديد من أسماك المياه العذبة وقد تؤدي الإصابة الشديدة إلى انتفاخ البطن وتصبح الأسماك المصابة غير قادرة على السباحة وتطفو على السطح وبذلك تصبح سهلة الالتهام بالطيور، كما تسبب هذه اليرقات التهام الغشاء البيتوني وضمور الأعضاء الداخلية والنزف والإستسقاء كما تضمر الأعضاء التناسلية للسمكة بحيث تصبح عقيمة.

ج ـ يرقات الديدان الأسطوانية: تصاب الأسماك خاصة أسماك المياه المالحة بهذه اليرقات ومن أمثلتها:

١ - يرقات ديدان الأنيساكس: التي تصيب الإنسان عند تناوله هذه الأسماك التي تحتوي على اليرقات حيث تخترق جدار المعدة وتسبب تدرن به.

٢ - يرقات ديدان الكابلاريا الفلبيني: وتنمو الديدان اليافعة في القناه الهضمية للإنسان مسببه له اسهال شديد وجفاف قد يؤدى للوفاة.

٣ يرقات أنجيوسترنجيلس كانتونينسس: وتوجد في أسماك المياه العذبة والمالحة وتصيب الإنسان مسببة التهاب بغشاء المخ وأعراض عصبية.

٣. الأمراض التي تنقلها الأسماك للانسان دون الإصابة بها:

وتشمل هذه البكتريا ميكروب السالمونيللا والميكروب القولونى والشيجللا والكلوستريديم وأحيانا الأيرومونس في الحالة الغير ممرضة ويعتبر استخدام بعض برامج التغذية مثل استخدام مخلفات وسبلة الدواجن وروث الحيوانات وكذلك تلوث المياه بالمجاري خلال فترة تربية الأسماك من أكبر مصادر تلوث الأسماك بهذه الميكروبات وغالبا ما تسبب البكتريا تسمم عام ونزلات معويه واضطرابات عصبية.

كما تعتبر الأسماك ومنتجاتها مصدرا من مصادر التلوث ببكتيريا التسمم الغذائي وخاصة ببكتيريا الكوليستريديم بوتيولينم والفبريو باراهيموليتيكم، هذا بالإضافة الى بعض البكتيريا الأخرى الخطيرة مثل الميكروب العنقودي والسالمو نيلا والشيجللا والفبريو كوليرا وغالبا ما تحدث أوبئة نتيجة تناول بعض الأسماك ومنتجاتها دون معالجة حرارية كافية أثناء الطهي أو التصنيع، كما أن مصادر التلوث بهذه البكتيريا يشمل تداول الأسماك بأفراد مصابين كذلك من خلال نقل الأسماك بحاملات ملوثة أو لفترات طويلة أو طهي وتصنيع هذه الأسماك ومنتجاتها في أواني ملوثة ببعض هذه البكتريا:

١ - بكتريا الفبريو باراهيموليتيكم: تحدث التهاب معدي معوي حاد مع إسهال قد يختفي دون تدخل طبي ولكن غالبا ما يحتاج إلى عرض طبي وحجز بالمستشفى لعدة أيام حيث قد يصاحب الإصابة تسمم عام غالبا ما تنتشرهذه الإصابات في فصل الصيف وخاصة مع تناول الأسماك الرخوة من المياه المالحة.

٢. بكتريا الفيبريو كوليرا: تسبب هذه البكتيريا مرض وبائي خطير يتصف بحالات اسهال شديد حادة مع غثيان وترجيع شديد وجفاف وغالبا ما تحدث الوفاه في الإصابات الشديدة والحالات الغير معالجة وتعتبر المياه والأشخاص المصابين من أكبر مصادر العدوى بهذا الميكروب.

٣. بكتريا القولون المعوي: تعتبر هذه البكتيريا من أهم المسببات لنزلات المعدية المعوية والتي يصحبها حالات اسهال متفاوتة قد يؤدي إلى الجفاف والوفاه وخاصة في الأطفال نظرا لمقدرة هذا الميكروب على إفراز بعض السموم الخطيرة ومقدرته كذلك على غزو الدم وإحداث تسمم دموي.

٤ - بكتريا الأيرومونس: بالر غم أن هذه البكتيريا من أهم هذه الميكروبات الممرضة لاتسماك ولكنها أيضا تعرف من ميكروبات التسمم الغذائي منذ أكثر من ٢٠ عاما نظرا لأن هذه البكتيريا لها المقدرة على الإعاشة في الأوساط المختلفة (مثل الأسماك - المياه - اللحوم -الخضروات)، كما أنها تنمو داخل الثلاجة وتسبب هذه البكتريا نزلات معوية وإسهال قد تودي إلى تسمم دموي مميت.

٥. بكتريا السالمونيلا: تعتبر الأسماك ومنتجاتها حاملا لهذا الميكروب دون ظهور أي أعراض وتحدث هذه البكتريا اسهال مع غثيان وترجيع وحمى شديدة تستمر لعدة أيام وقد تعود مرة ثانية في الظهور وفي حالات الإصابة الشديدة قد تؤدي للوفاة.

٦. بكتريا أستافيلوكوكس (الميكروب العنقودي): تفرز هذه البكتيريا سموم معوية خطيرة تؤدي إلى إلتهاب معدي معوية خطيرة وتنتشر هذه البكتيريا في الأسماك الجافة والمدخنة.

٧ - بكتريا الكولستريديم: تواجد هذا الميكروب يوحى بتلوث المياه بالمجاري أو براز الحيوانات وحيث أن هذا الميكروب له القدرة للإعاشة بالمياه لفترة طويلة تصل إلى ٦ أشهر فإن إمكانية تعرض الأسماك للتلوث كبيرة وعليه تعتبر مصدرا لعدوى الإانسان وتظهر الأعراض على شكل نزلات معوية واسهال.

٨- بكتريا الليجيونيللا نيموفيليا: هذا الميكروب منتشر بالأسواق وخاصة بالثلاجات وأجهزة التكييف ولإصابة بهذا الميكروب تصاحبها أعراض نفسية نظراً لحدوث تغييرات مرضية بالجهاز النفسي وهي نادرة التواجد في الأسماك ومنتجاتها ولكنها عزلت من بعض سلطات التونا وربما يرجع ذلك إلى بعض العمال المصابين بهذا الميكروب وتصاحب العدوى بهذا الميكروب أعراض الإصابة المعوية من إسهال ودوسنتاريا حادة.

*** للإطلاع يرجى زيارة مكتبة الهيئة ***

إعداد : أيمن عشرى

إشراف : منى محمود

 

المصدر: مجلة أعلاف وأسماك – العدد 47

ساحة النقاش

مكتبة الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية

gafrdlibrary
عنوان الهيئة: القطعة رقم (210) بالقطاع الثانى-حى مركز المدينة-التجمع الخامس-القاهرة الجديدة- Email: [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,442,120

اخر إصدارات كتب المكتبة