ملخص عن تأثيرات جائحة كوروناعلى قطاع مصايدالأسماك وتربية الأحياء المائية

 

مع أنّ كوفيد-19 لايصيب الأنواع المائية فقد طال النظم الغذائية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية كما لم تفعله أي صدمة من ذي قبل   .فقد أثّرت التدابير الحمائية التي اتخذتها الحكومات لاحتواء انتشار هذا المرض ، وإن كانت ضرورية ،على كل مرحلة من مراحل سلاسل إمداد الأطعمة البحرية من الصيد وصولاً إلى إنتاج تربية الأحياء المائية فالتجهيز والنقل والبيع بالجملة وبالتجزئة .لكن ،فيظلّ الجائحة المستشرية في العالم ،لاتزال الأسماك تشكل مصدرًا أساسيًا للبروتينات الحيوانية والمغذيات الدقيقة والأحماض الدهنية أوميغا 3-التي تعدّ حيوية في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض والدول الجزرية الصغيرة النامية حيث تعتمد الأنماط الغذائية إلى حدٍّ كبيرٍ على الأسماك. لذامن الأهمية بمكان أن تحافظ هذه البلدان على قدرتها على الحصول على المنتجات السمكية.

حماية كل مرحلة من مراحل سلسلة الإمداد الخاصة بمصايدالأسماك وتربية الأحياء المائية

إنّ الأسماك والمنتجات السمكية، إضافة إلى أهميتها بالنسبة إلى سبل عيش العديد من المجتمعات المحلية المعتمدة على الأسماك، تعدّ من بين المنتجات الغذائية التي يتم تداولها على نحو كبير في التجارة العالمية حيث يصل إجمالي إنتاج الأسماك في التجارة الدولية إلى 38 في المائة. وقد أحدثت التدابير الضرورية لاحتواء انتشار كوفيد 19 - اختلالات في جميع شرائح سلاسل الإمداد المحلية والدولية على حدٍّ سواء. وتتسم حماية كل مرحلة من مراحل سلسلة الإمداد بأهمية أساسية لتجنّب حدوث أزمات غذائية عالمية ومحلية ولحماية الاقتصادات المعتمدة على الأسماك.

خفض أنشطة الصيد

تراجعت أنشطة الصيد في القطاعين الحرفي والصناعي خلال الجائحة. وبحسب مرصد الصيد العالمي، انخفض نشاط الصيد الصناعي في العالم بنسبة 6.5 في المائة تقريبًا في نهاية شهر أبريل/نيسان 2020 مقارنة بما كان عليه خلال السنوات الماضية، وذلك بفعل القيود وتدابير الإقفال المتخذة نتيجة كوفيد- 19) وقد حدّت بدورها الإمدادات المحدودة )مثل الثلج والوقود ومعدات الصيد والطعوم (بسبب إقفال المجال أو تعذر توفير المدخلات بالدين، من أنشطة الصيد. وكان لنقص اليد العاملة أيضًا أثر حاد على أنشطة الصيد خاصة في الحالات التي كانت فيها الطواقم مؤلفة من عاملين مهاجرين. ونتيجة لذلك، يتعين على أسرهم في بلدانهم الأم التعامل مع انخفاض تدفقات التحويلات المالية أو توقفها. ومؤخرًا، تجلّت في بعض المناطق بوادر تحسّن في بعض مصايد الأسماك )مثلاً تغير الأنواع المستهدفة واستراتيجيات التسويق بحسب التغيرات في الطلب( حيث تعمد بعض مصايد الأسماك الصغيرة النطاق إلى التكيف بسرعة أكبر مع الطلب في السوق.

تفاوت التأثيرات في قطاع إنتاج تربية الأحياء المائية

تفاوتت التأثيرات على تربية الأحياء المائية بحسب الأقاليم والأنواع والأسواق والقدرة المالية للمزارع. وفي أعقاب الاختلالات الحاصلة، اضطر العديد من المستزرعين العاجزين عن بيع مصيدهم إلى الإبقاء على كميات كبيرة من الأسماك الحيّة. وتعذّر على بعضهم الآخر استكمال المهام الموسمية كافة مثل تربية الأسماك. فأدى هذا إلى رفع التكاليف وزيادة المخاطر خاصة في الحالات التي شهدت فيها إمدادات المدخلات اختلالات أيضًا ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تأخير عملية تجديد الأرصدة وعمليات الصيد اللاحقة. وكانت الأنواع التي تربى لغرض التصدير الأشد تأثرًا بفعل الاختلالات التي طالت النقل الدولي. ورغم الدعم المالي الذي قدّمته بعض الحكومات أو المؤسسات المالية، لا يزال خطر الإفلاس قائمًا. غير أنّ التوقعات الأولية لبعض الشركات تشير إلى أنها قد تكون قادرة على التعافي فور انحسار الأزمة.

وطالت التأثيرات بشكل ملحوظ أيضًا مزارع تربية الأحياء المائية التي توفر الإمدادات لأسواق الأسماك الحيّة أو الخدمات الغذائية العالية الجودة  )مثل المطاعم وقطاع السياحة والفنادق( وسوف تعتمد قدرتها على التعافي إلى حدٍّ كبيرٍعلى قدرتها على إعادة توجيه مبيعاتها إلى أسواق أخرى، خاصة المتاجر الكبرى والبيع بالتجزئة بما في ذلك استخدام الأدوات الرقمية التي برزت كونها ابتكارًا أساسيًا خلال الأزمة.

وتسعى المؤسسات والمزارع الصغيرة والمتوسطة الحجم جاهدة على صعيد قضايا التدفقات النقدية حيث أنّ الأزمة لم تخفّض مداخيلها فحسب بل انطوت أيضًا على تكاليف جديدة نتيجة كلفة العناية بالأرصدة الحّية في مرافق الإنتاج. وتأثّر بدوره توافر اليد العاملة والمدخلات في قطاع تربية الأحياء المائية اللازمة للإنتاج )مثل الأدوية والإصبعيات والعلف( بفعل القيود المفروضة على حركة الشحن والتدابيرالوقائية وإغلاق الحدود. وقد يشعر مقدمو المدخلات بأثر الأزمة خلال الأشهر المقبلة نتيجة احتمال توقّف الأعمال التجارية عن العمل أو تأخير عملية تجديد مخزوناتها.

المجهزون والأسواق والتجّار يتكيّفون مع التحوّل في الطلب

تطال التأثيرات السلبية بشكل رئيسي المنتجين الذين يوفرون الإمدادات لقطاع الخدمات الغذائية مثل الفنادق والمطاعم والمقاصف. وقد باشر بعضهم عمليات البيع المباشر والتوصيل إلى المنازل في مسعى إلى التعويض عن خسارة الطلب من جانب الفنادق والمطاعم. وتأثرت الصادرات بشدّة بفعل الاختلالات في حركة النقل. غير أنّ مبيعات المواد الغذائية بالتجزئة بقيت مستقرة أو ارتفعت حتى من خلال بيع الأسماك المجمدة والمعلبة والمتبّلة والمدخّنة التي تصلح لحفظها لمدة أطول.

وتأثر التجهيز بصحة العاملين والنقص في اليد العاملة بفعل الإصابة بكوفيد 19- وإخضاع الموظفين للحجر. وتؤثر كذلك التغيرات في الطلب على التخزين مما يؤدي إلى ارتفاع الفاقد والمهدر من الأغذية. وغالبًا ما تشهد العديد من أسواق بيع الأسماك بالجملة وبالتجزئة اكتظاظًا وازدحامًا كبيرين، ما يشكل خطرًا على التجار ومعظمهم من النساء، وعلى المستهلكين أيضًا الذين يجازفون للحفاظ على سبل عيشهم وشراء أسماك طازجة يمكنهم تناولها.

ولا بد من تسليط الضوء على كون سلاسل الإمداد غير النظامية تعاني من تأثيرات أكبر بفعل عدم وجود علاقات تعاقدية نظامية  )فلا سلاسل تبريد قائمة ولا تأمين أو سوى ذلك (. ومن التداعيات الأخرى لتفشي الفيروس ما يتصل بالتجارة العالمية من إلغاء الفعاليات التجارية الرئيسية الخاصة بالأطعمة البحرية في مختلف أنحاء العالم.

المشاكل المتعلقة بظروف العمل على طول سلسلة الإمدادات لا سيما بالنسبة إلى النساء وسائر العمّال الضعفاء

رغم تمكّن بعض مصايد الأسماك صغيرة النطاق من التكيف )مثلً من خلال البيع مباشرة إلى المستهلكين(، كان صغار صيّادي الأسماك والعاملون في مجال صيد الأسماك بوجه عام هم الأشد تضررًا لأسباب عدّة منها افتقارهم إلى رأس المال للصمود في وجه العاصفة، واعتمادهم على صيد الأسماك لكسب دخلهم/ قوتهم اليومي، وعدم حصولهم على الخدمات الصحية. وفي بعض أنحاء حوض البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، اضطرّ أكثر من 90 في المائة من صغار صيّادي الأسماك على وقف أنشطة الصيد خلال فترات الإغلاق التام مع أنّ قطاعهم هو قطاع إنتاج غذائي أساسي، وذلك بعدما تعذّر عليهم بيع مصيدهم و/أو بسبب انخفاض أسعار الأسماك إلى ما دون مستوى مربح.

وقد تأثّرت النساء اللواتي يمثّلن 50 في المائة من القوة العاملة في مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، بوجه خاص بسبب تراجع عمليات تفريغ المصيد وإقفال مرافق التجهيز والتسويق أو تقليص أنشطتها. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ صيّادي ومجهّزي وبائعي الأسماك )ومن بينهم الكثير من النساء( معرّضون بدرجة أكبر لخطر الإصابة بالعدوى إذ أنهم على اتصال وثيق بسائر العاملين في جميع مراحل سلسلة القيمة. وعلاوةً على ذلك، تشكّل الأنشطة غير النظامية الواسعة الانتشار في هذا القطاع حاجزًا إضافيًا أمام صيادي الأسماك، والنساء العاملات في مصايد الأسماك، ومربّ الأسماك في الحصول على الحماية التي توفّرها سياسات سوق العمل وآليات الحماية الاجتماعية المبنيّة على الاشتراكات.

ما تفعله منظمة الأغذية والزراعة

يتمثل الهدف الأول لمنظمة الأغذية والزراعة في ضمان الأمن الغذائي والتغذية للجميع. وفي إطار التصدّي لجائحة كوفيد 19-  ، قادت المنظمة استجابةً لم يسبق لها مثيل تشمل ما يلي:

 ■ صفحات مخصصة لكوفيد 19- على الموقع الإلكتروني للمنظمة، مع تحاليل وحلول محددة الأهداف على امتداد سلاسل القيمة الغذائية، وإحاطات عن السياسات القطاعية والشاملة لعدة قطاعات، والمشورة بشأن خطط الزرع والحصاد.

■ وتستضيف المنظمة أيضًا اجتماعات تخطيط أسبوعية بشأن كوفيد 19- مع المكاتب الإقليمية والإقليمية الفرعية، وتعقد اجتماعات منتظمة مع الأعضاء لإطلاعهم على أحدث المعلومات عن حالة الجائحة والاستجابات الجارية للتصدي لها.

وبالإضافة إلى ذلك، يواصل المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة تقديم الإحاطات للقادة وصانعي القرارات على المستوى الوطني، فضلً عن المجتمع المحلي الأوسع نطاقًا من خلال التدخلات في المحافل الدولية مثل مجموعة العشرين، والمنتدى الاقتصادي العالمي، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومن خلال المشاركة في مختلف التبادلات الدولية والاجتماعات الثنائية مع الأعضاء.

وفي سياق مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، تركّز استجابة منظمة الأغذية والزراعة في المقام الأول على دعم سلاسل الإمدادات وسبل العيش في هذا القطاع وإنعاشها وتعزيزها، مع التركيز على أشدّ الفئات السكانية والأقاليم ضعفًا. وتيسيرًا لهذا العمل، أنشأت إدارة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية فريق مهام مخصصًا معنيًا بكوفيد 19- ، لتنسيق المبادرات التي تتخذها هذه الإدارة للاستجابة للجائحة، وتقديم الدعم المنسق للتدابيروالتدخلات التي تعالج تأثير كوفيد 19- على مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. وتحقيقًا لهذه الغاية، تشمل الإجراءات التي اتخذتها المنظمة مؤخرًا والإجراءات الجارية ما يلي :

■ إعداد إحاطات عن السياسات بشأن تأثيرات كوفيد 19- على القطاع والاستجابة على مستوى السياسات فضلاً عن مجموعة من الأسئلة والأجوبة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا إلى المعلومات.

■ العمل مع الأعضاء والقطاع وممثلي المجتمع المدني وأصحاب المصلحة الآخرين لمراقبة الأوضاع وإسداء المشورة في مجال السياسات والإدارة والشؤون الفنية، فضلً عن تقديم الدعم الفني للابتكار وتكييف الممارسات على طول سلسلة الإمدادات.

■ تنسيق المعلومات والاستجابات مع الشركاء الدوليين والإقليميين، مثل الأجهزة الإقليمية لمصايد الأسماك والمنظمات الاقتصادية الحكومية الدولية، ومراكز البحوث، ومنظمات المجتمع المدني.

■ مواصلة العمل على تحسين فهم المنظمة للفيروس وتقييم أي مخاطر محتملة على النظم الغذائية العالمية والإقليمية والوطنية حيث أصبحت المعلومات والمعارف الجديدة مبنية أكثر فأكثر على أسس سليمة )مثلً المعايير الدولية، وآراء الخبراء، والدراسات التي خضعت لاستعراض الأقران(وتعبئة الموارد لتنسيق تدابير التخفيف من تأثيرات كوفيد   .19 –

■ العمل مع المؤسسات المالية والجهات المانحة لوضع برامج شاملة ومنسقة للتدخلات من أجل معالجة الأولويات الأكثر إلحاحًا لإعادة تنشيط سلاسل الإمدادات.

*** للإطلاع على التقرير كاملاً يرجى تحميل المرفقات ***

إعداد / أيمـن عشــرى

إشراف / مـنى محمـود

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة – الفاو://www.fao.org/publications/card/en/c/CA9349AR

ساحة النقاش

مكتبة الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية

gafrdlibrary
عنوان الهيئة: القطعة رقم (210) بالقطاع الثانى-حى مركز المدينة-التجمع الخامس-القاهرة الجديدة- Email: [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,444,568

اخر إصدارات كتب المكتبة